تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » أهم من الحب : ما هي المشاعر الإنسانية الأكثر أهمية من الحب؟

أهم من الحب : ما هي المشاعر الإنسانية الأكثر أهمية من الحب؟

يظن الكثير من العشاق، خصوصًا الذين يجربون الحب للمرة الأولى أن الحب هو أهم العواطف جميعًا، في الحقيقة هناك العديد من العواطف الإنسانية أهم من الحب كما سنرى.

أهم من الحب

الكثير من الأحيان تكون هناك بضعة مشاعر أهم من الحب يحتاجها الناس في وقت معين. طبعاً الحب مثل الماء والهواء هو شيء أساسي للنفس البشرية. ولكن بجانب الماء والهواء يوجد أيضاً الأكل والرياضة والعمل وأشياء أخرى تخدم جسد الإنسان. وهكذا أيضًا نفس الإنسان فهناك مشاعر غير الحب تساعد النفس البشرية أن ترتقي وأن تشبع احتياجها بشكل طبيعي. وما يجب علينا أن نتعلمه في هذا المقال هو أنك لا يجب أن تكون حياتك مقتصرة على شعور واحد، ولا يجب أن تدع الحب يعميك عن بعض الأشياء الأخرى، التي يجب أن تقدمها أو أن تأخذها. ففي كل الأحوال يجب عليك أن تعرف قيمة التنوع في كل شيء وخصوصًا في المشاعر. فالحياة ليست سعادة فقط بل إن هناك أوقات حزن وهذه الأوقات هي التي تجعل للسعادة طعم مميز. هكذا أيضا الحب لا يمكن أن تكون الحياة كلها حب، وإلا لن نعرف قيمة بقية المشاعر التي سنتكلم عنها هنا.

مشاعر إنسانية أهم من الحب

الاهتمام أهم من الحب

الشعور بالاهتمام أحياناً يكون أهم من الحب، فتخيل معي ما فائدة أن يقول شخص لك أنا أحبك، ولكنه لا يهتم لك إطلاقا. فقط مجرد كلمات! أنت نفسك حينها ستقول في نفسك أن هذا الشخص حبه لك ليس حقيقي، لأن اهتمامه بك غير حقيقي. ولأن الحب نفسه ليس مجرد كلمات بل إن الحب أفعال ومشاعر تعمل داخل النفس باستمرار. غير هذا، لو كان هناك علاقة حب حقيقية ولكن مع الزمن الاهتمام بين طرفي العلاقة قل تدريجياً مع مشاغل الحياة، الحب حينها سيمرض والمشاعر الحميمية ستُفقد. وبالتدريج سيشعر طرفي العلاقة بالغربة عن بعضهم. ومن هنا نفهم أن الاهتمام أهم من الحب لأنه هو الذي يجعل الحب يعيش.

طرق الاهتمام

الكثير من الناس يعتقدون أن الاهتمام هو مهمة ثقيلة جدًا، حيث أن الزوج يأتي من العمل مرهق وليس لديه طاقة أن يهتم بمشاكل زوجته. أو إن الزوجة مرهقة من العمل والأطفال وليس لديها طاقة لتلبية كل طلبات الزوج كما يريد هو. في المجمل الجميع يعتقد أن الاستنزاف العاطفي يأتي من دوامة الحياة القاسية العملية التي تأخذ البشر في رحلة مرهقة يومياً دون هوادة. ولكن ما نريد أن نقوله هو أن الاهتمام ليس ثقل لهذه الدرجة، فربما كلمات رقيقة تعني الاهتمام، ربما أن تتكلموا سوياً لمدة خمس دقائق عن يومكم هذا في حد ذاته اهتمام. ربما يكون اتصال هاتفي بينكم أنتم الاثنين في وسط اليوم للاطمئنان على أحوالكم يكون جيد. في المجمل هناك طرق للاهتمام بسيطة ولكن أبسطها هي الكلمات. ولذلك تكلم بكلمات الاهتمام في محلها ووقتها دون تردد. أيضاً في أي عطلة من العمل يجب على الزوج والزوجة أن يستغلان هذا الوقت لقضائه معًا، أو على الأقل جزء من هذا اليوم تخصصوه لأن تجلسوا وتفعلوا شيئاً سويًا. فهذا الاهتمام سيجعلكم تصلون إلى مرحلة جيدة جداً من المحبة.

الاحترام والتقدير أهم من الحب

الاحترام أهم من الحب في كل وقت، فتخيل معي أن تكون هناك علاقة بين شخصين يحبون بعضهم البعض ولكن أحدهم لا يحترم الأخر. أو يقلل من شأنه أو يتعامل معه بعدم تقدير لتعبه ومجهوده وإمكانياته. فبالطبع مهما كانت علاقة الحب هنا قوية، ولكن التجريح الذي سيحدث بين الطرفين سيكون أقوى من علاقة الحب. بل وإن هذا الحب مع استمرار عدم التقدير، سيتحول إلى كراهية. لأن غالباً الشخص الذي لا يحترم الأخر، لا يحترم احتياجاته، وبالتالي لو الشخصان متزوجان وأحدهم لا يحترم احتياج الأخر ويقلل من هذه الاحتياجات، فمهما كان مقدار الحب فإنه سيجرح شريك حياته بطريقة كبيرة. أيضًا فكرة تقدير العمل والإمكانيات، فما لزوم الحب إذا كان أحد الأحباب لا يقدر عمل الأخر؟ فتخيل معي زوج يكد من أجل زوجته وأطفاله طول اليوم، وفي الأخير عندما يرجع إلى البيت يفاجئ أن زوجته لا تقدر عمله ومجهوده وتطالبه بالمزيد بدلاً من دعمه. هذا بالطبع يقتل الحب، ولذلك قلنا إن الاحترام أهم من الحب في العلاقات، لأن بدون احترام لا يوجد حب، لأن الحب هو ثمرة الاحترام وليس العكس.

التشجيع والدعم

هُناك عِلاقات لن تنجح بدون تشجيع من الطرف الأخر، ونجد هذا يحدث كثيراً بين الرجل والمرأة عندما تكون للمرأة طموح معين، والرجل يكون لديه قواعد معينة. مثلاً المرأة تريد أن تعمل في مجال التمثيل أو الإخراج أو السينما ولكن زوجها لا يريد لها ذلك. هنا التشجيع أهم من الحب بالنسبة للمرأة، لأنها ستشعر أن زوجها فعلاً لا يحبها، بل يقف في طريقها لأنه يعارض طموحها وحياتها التي تريد أن تصبح عليها. ويحدث العكس أيضًا عندما يكون الرجل يريد أن يفعل شيء يحبه، ولكنه يجد زوجته تحاول إقناعه أن لا مجال لفعل شيء يحبه. بل عليه أن يفعل الشيء الذي يأتي لهم بالمال وحسب كي يعرفوا كيف يكفون قوت يومهم. في المجمل، التشجيع يصنع المستحيل، فكما يقولون إن أي شخص عظيم، خلفه شخص أخر يشجعه. ولذلك فكرة أنك تشجع، هي أفضل من أن تقول أنا أحبك، ولكني لن أسمح لك بهذا.

وهذا يحدث أيضاً بصورة كبيرة بين الآباء والأبناء في سن المراهقة. حيث يقصد الآباء القسوة على أولادهم، لغرض أنهم يريدون منهم أن يكونوا أشداء. وأن يزيدوا من قوة تحملهم. ولكن الفكرة في هذا السن هي أن التشجيع أهم من الحب (الذي أنت تتكلم عنه). فهو لن يفهم حبك وأنت تقسوا عليه، لأنه مازال صغير. ولذلك حاول دائماً أن تكون مشجع وداعم لأحبابك، ولا تكون عثرة في طريق نجاحهم. ولو كان الاختيار ما بينك وبين نجاحهم، ففضل نجاحهم لأن هذا أفضل بالنسبة لهم من محبتك التي ستجعلهم يفكرون أنها تعثرهم ولا تساعدهم.

الحنان أهم من الحب

هناك بعض الناس لا يعرفون قيمة الحنان وأنه أهم من الحب في أحياناً كثيرة. فهناك أشخاص كثر يعتقدون أن الحب هو عبارة عن كلمات غرام فقط وأن الحنان هذا ليس سوى ضعف. ولكن الحقيقة أن تكون شخص حنون على الأخر لهو شيء سيجعله يقع في حبك. وكي نتكلم عن الحنان بصورة أجمل يجب أن نعرفك حتى تفهم الفرق بين المحبة والحنان. المحبة هي لفظ شامل يطلق على أي شعور جيد ومتبادل بين شخصين، ولكن الحنان هو شعور خاص، يشعر فيه المرء بأن احتياجه للأخر مسدود ومشبع. بمعنى أبسط، أن تكون حنون هو أنك تشبع احتياج الأخر برفق، أي كان نوع هذا الاحتياج. ولذلك فكرة أنك تشعر بالحاجة وشريك حياتك يقدر هذا الاحتياج ويسده وأنت تشعر بالشبع، لهو قمة المتعة في العلاقات الإنسانية عموماً. ولو كان هناك شخصين يحبون بعضهم البعض ولكن لا يوجد حنان في العلاقة بينهم ورفق في التعامل، ستكون علاقة خشنة مبنية على الأخذ والعطاء، أو علاقة صلبة يوجد داخلها خجل من الأخر.

الشجاعة

أحياناً تكون الشجاعة أهم من الحب، بل إن الحب يتجلى في أفعال الشجاعة نفسها. والشجاعة لابد أن تكون من الجنسين وليس كما يعتقد البعض من جنس واحد وهو الرجل. بمعنى أبسط، إن الرجال يحبون أن يروا الفتيات شجاعات في حبهم خصوصًا، وهذا يكثر جدا في البيئات العربية. حيث إن سلطة الحب تكون أقل من سلطة المجتمع في الزواج. ولذلك أحيانًا يريد الشباب أن يعرفوا أن الفتاة تحب بشكل شجاع ولا تخجل من المجتمع، وتختاره هو دوناً عن أي شخص أخر. وهذا يكون أهم من كلمة أحبك التي يسمعها الشاب من الفتاة. لأن الرجل عموماً لو وجد فتاة شجاعة في حبه فهو غالباً سيموت حرفياً من أجل هذه الفتاة الشجاعة التي واجهت الظروف لأجله. فشجاعة الأنثى هي أكبر محفز لشجاعة الرجل. أما من ناحية أخرى فأكثر الصفات التي تجعل الأنثى تعشق الرجل هي شجاعته.

شجاعة الرجل أهم بكثير من الحب لدى الأنثى، لأن الشعور بالأمان لدى الأنثى عظيم جداً وهو الأساس. فهي تحب الشخص الذي يشعرها بالأمان، وأينما تشعر الفتاة بالأمان ستذهب. فهناك فتيات تشعر بالأمان في المال والماديات، إذاً ستذهب لمن يدفع أكثر فيها لأجل زواجها. ولن تهتم بحب فقير من أجلها، ببساطة لأن الشعور بالأمان عند الأنثى أهم ومؤثر بطريقة كبيرة لا يتخيلها الرجال أنفسهم. ولذلك عندما تقرر كرجل أن تحب فتاة فيجب أن تكون شجاع معها دائماً، ولو على حساب نفسك لأجل أن تشعرها بالأمان. ولكن لا تجعل شجاعتك عبارة عن التعرض للمشاكل لأن هذا سيجعلها تقلق عليك ولن تشعر بالأمان من الأساس. بل اجعل شجاعتك معها تظهر في المواقف مثلما تأتي، بمعنى يجب أن تدافع عنها أمام عائلتك فهذا ستعتبره شجاعة منك وأنك تحميها. لو طلبت أن تفعل لها شيئاً يجب أن تكون شجاع وتفعله، أو أن تقنعها بعدم أهميته وتطمئن أنها اقتنعت. أن توصلها وتطمئن عليها وتقول لها كلمات تشعرها بالأمان مثل “لو احتجتِ شيئاً، اتصلي بي فوراً”. كل هذه التفاصيل هي الشجاعة التي تبحث عنها المرأة، وليست العراك والضرب.

أفضل الجمل التي تكون أهم من الحب عند الرجل والمرأة

من المرأة للرجل

“أنا معك وأثق بك.”

هذه الجملة تزيح أحمال تزن الأطنان من المسئولية والشعور بالذنب عند الرجال. وتكون بمثابة دعم مباشر لدى الرجل. وما لا تعلمه السيدات أن الرجل يقدر جداً، هذه الجملة لأنه يشعر بنضوج ومحبة الزوجة له. ويشعر فعلاً أنه مديون لها بهذه المحبة والثقة، وخصوصاً لو كان في طريقه لتحقيق حلم قد يحدث وقد لا يحدث. فيشعر الرجل أنه لا مفر سوى أن يكون على قدر ثقة الشخص الوحيد الذي دعمه بشكل كامل وعاش معه كل لحظة في طريقه.

“أنت رجلي أنا فقط.”

الرجال تحب هذه الكلمة لأنها تشعرهم أنهم محبوبين أكثر من كلمة “أنا أحبك” ذات نفسها. لأن الرجل يشعر بأنانية زوجته في حبه لهو نوع من أنواع الجاذبية منه لها. وهذا كافي جداً أن يشبع غرور الرجل، ويجعله فعلاً أسير هذه الكلمة التي يحبها. دون أن يعلم أن هذه الكلمة هي تحصين المرأة له.

من الرجل للمرأة

“أسامحك.”

هذه الكلمة مهمة جداً للمرأة لأن المرأة تريد إرضاء زوجها باستمرار لأن هذا يشبعها كامرأة. أن تشعر أن زوجها يحبها ويرضى عن أفعالها معه. وكلمة “أسامحك” وقت خطأها كفيلة جداً أن تشعر بالامتنان والمحبة أكثر من كلمة “أحبك”.

“أنا سأضحي لأجلك دوماً.”

هذه الكلمة تجعل المرأة تشعر بالأمان كما قلنا. وهذا الشعور هو نقطة ضعف المرأة أكثر من الحب.

أخيرًا عزيز القارئ هناك مشاعر وكلمات ستفهمها عن شريك حياتك مع الوقت. وستفهم أنها أهم من الحب ولذلك لا تكن بخيل وأعطي على قدر ما تستطيع. هناك تجربة مفيدة جداً في هذا الموضوع، وهي بأن تحاول أن تقول لشريك حياتك أنك تحبه، ولكن بدون نطق كلمة حب ومشتقاتها أبداً. هذا التدريب يجعلك تفكر في كل المشاعر الأخرى التي يقدرها الطرف الأخر، ويحتاج لها منك.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

أربعة × اثنان =