تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » أسماء الأطفال : هل يجب أن تسمي طفلك اسمًا غريبًا ليكون مميزًا ؟

أسماء الأطفال : هل يجب أن تسمي طفلك اسمًا غريبًا ليكون مميزًا ؟

أول ما يفكر فيه الوالدان فور تأكيد حمل الأم، هو البحث عن الاسم الملائم للطفل، فهل يجب أن تكون أسماء الأطفال غريبة وشاذة حتى تكون مميزة؟ هذا ما نفصله هنا.

أسماء الأطفال

أصبح هناك اتجاه سائد مؤخرًا لاختيار كل ما كان غريبًا وشاذًا في أسماء الأطفال ، شيءٌ تحصل عليه مرةً في العمر ويلازمك للأبد، هو الاسم بالتأكيد ولربما يكون الاسم هو الشيء الوحيد المكتسب الذي لا يد لنا فيه ولم نبدِ رأينا أو رغبتنا فيما نريده أن يصبح جزءًا منا ومفتاح تعريفنا وعنوان هويتنا فيما بقي لنا من عمرٍ سنقضيه بعد يوم الولادة، قد لا يشعر البعض بذلك لكن اختيار أسماء الأطفال هي مسئوليةٌ تقع على أعناقنا نحتاج لأن نكون أهلًا لها حتى لا نندم بعد ذلك وحتى لا يعاني أطفالنا بعد ذلك طوال حياتهم.

الكثير من الناس يكون لهم حظٌ من أسمائهم لكنك لا تدري فعلًا كيف يحدث ذلك، لربما بسبب أن أسماءهم هي أكثر كلمةٍ تتردد على مسامعهم من يوم جاؤوا إلى هذه الدنيا فبدون وعيٍ من الجميع تُطبع في أذهانهم وقلوبهم وتصبح جزءًا حقيقيًا من شخصيتهم التي تجنح بلا وعيٍ ولا إدراكٍ من الشخص نحو ذلك الاسم محاولةً أن تكون جديرةً به، وهو أمرٌ جميلٌ بالفعل إن تأملته خاصةً أن كثيرًا من الأسماء تكون جميلة أو مائلةٍ إلى التعبير عن صفاتٍ أو كياناتٍ جميلة فمجرد تخيل أن يشبه كل شخصٍ اسمه هو أمرٌ يفتح بابًا من أبواب الجمال في هذا العالم.

أسماء الأطفال وكيفية اختيارها بالشكل الصحيح

الأسماء الغريبة والمميزة

يحب البعض التميز والاختلاف عن الآخرين في كل شيءٍ حتى أنهم عندما يكونون بانتظار طفلٍ تجدهم يبحثون عن أكثر أسماء الأطفال غرابةً وندرة، لا ننكر أن الأسماء المميزة والغريبة لها وقعٌ جميلٌ وميهجٌ وأثرٌ كبيرٌ في النفوس، كما أنها تجذب وتلفت الانتباه للشخص من الجميع تقريبًا قبل أن يروه وينظروا إليه نفسه، وكثيرًا ما يحب الآباء ذوو الأسماء المميزة إعطاء أسماءٍ مميزةٍ لأطفالهم كرغبةٍ منهم في جعلهم يمرون بنفس تلك التجربة المميزة من الاهتمام الذي لن يبذلوا جهدًا في الحصول عليه.

كل الأسماء المميزة غريبة لكن ليست كل الأسماء الغريبة مميزة ما يعني أن الشخص يجب ألا يغرق في محاولته للحصول على اسمٍ غريبٍ ومميزٍ ونادر لدرجة أن يأتي باسمٍ لا معنى له أو اسمٍ سيء أو اسمٍ لا يليق بإنسانٍ أن يحمله بقية عمره! نرى البعض يسمون أبناءهم أسماءً يظل الابن طوال عمره خجلًا من نفسه لدرجة أنه لا يعترف بذلك الاسم إلا في الأوراق الرسمية ويحاول إيجاد اسمٍ آخر لنفسه يقوله للآخرين ويُعرف به في دوائر علاقاته الاجتماعية، في هذه الحالة بالتأكدي لن يكون سعيدًا بأن اسمه مميز أو مختلف لأنه ببساطة سيشعر أن اسمه لعنة تطارده وسيظل حانقًا على أبويه في كل مرةٍ يكون مضطرًا لنطق ذلك الاسم.

أسماء الأطفال المميزة الجميلة كثيرة لكننا لا نبحث ولا نرى فيها، البعض يحبون اختيار أسماءٍ عشوائية أو تقليدية ومنتشرة فتجد الولد في صفه الدراسي مثلًا رقمه الخامس والعشرون بين أربعةٍ وعشرين من أقرانه يحملون ذات الاسم، وأحيانًا يحب الأبوان إعطاء اسمٍ يعتزون به كثيرًا لأبنائهم مثل اسم الجد أو الجدة أو شخصٍ كبيرٍ آخر عزيزٍ على قلوبهم، الاسم المميز قد يكون اسم زهرة اسم حجرٍ كريم اسم شيءٍ في الطبيعة لطيفٍ وجميل أو كلمةٍ في اللغة طيبة المعنى رقيقة اللفظ، وذلك بالتأكيد لا يعني البحث عن كل ماهو غريب ولم يسمع به أحد والأسماء المعقدة التي لا نستطيع نطقها بدون التلعثم فيها فتلك لعنةٌ أخرى على الطفل.

هل يجعل الاسم المميز الطفل مميزًا؟

أسماء الأطفال المميزة في اعتقاد البعض ستجعل أطفالهم يصبحون مميزين ومختلفين بالطبيعة والسليقة كأنهم يوم يعطونهم الاسم فهم يزرعون فيهم بلورةً من التميز ستضيء صدورهم وتلفت الأنظار إليهم ما تبقى من حياتهم، لكن الحقيقة أن الأمر ليس بمثل تلك الطريقة وإنما غالبًا ما يرجع لسيكولوجية الطفل ونفسيته، الاسم المميز كما قلت سيعطيه اهتمامًا ولفتًا بسيطًا للأنظار لن يبذل أي مجهودٍ في الحصول عليه، فغالبًا ما تمر الأسماء التقليدية مر الكرام بدون أن يلتفت لها أحد ولكن عندما يتم الإعلان عن اسمٍ غريبٍ ومميز في وسط حشدٍ من الناس ستجد رؤوسهم تلتفت بحثًا عن صاحب الاسم، وكثيرون يشعرون بالفضول للتحدث إلى ذلك الشخص والتعرف على شخصيته وسؤاله عن معنى اسمه ومعرفة إن كان هو مميزًا كاسمه أم أنه عادي.

ذلك الاهتمام المعتاد البسيط المجاني الذي يحصل عليه الطفل في حياته يذيقه سعادة الاهتمام والتميز والاختلاف والتألق والبروز عن الآخرين وغالبًا ما يؤثر ذلك في نفسية الطفل وشخصيته ويجعله يحلم ويرغب بالمزيد منه، وستجد كثيرًا من الأطفال يسعون بالفعل نحو الحصول على الاهتمام والتميز ويشعرون برغبةٍ دائمةٍ في أن يبرزوا عن أقرانهم حتى يثبتوا لأنفسهم ولمن حولهم أن هناك ماهو أكثر تحت ذلك الاسم المميز، تلك الأشياء تنمي شخصية الطفل خلال فترة نموه نحو الاختلاف وتساعده كثيرًا في الحصول عليه وإيجاد دربه المميز في الحياة.

لكن تلك القاعدة ليست عامة ولا تشمل الجميع فهناك الكثير من الأطفال الذين حصلوا على أسماء مميزة أعطتهم الاهتمام وربما حصلوا بجانب الاسم المميز على الجمال أو الغنى فتنشأ شخصياتهم متواكلة بسبب أنهم لم يبذلوا أي مجهودٍ في الحصول على الاهتمام فيتعلمون اختصار الطرق وإيجاد الوسائل التافهة وغير المفيدة في الحصول على الاهتمام بدون أي مجهودٍ يذكر.

وبالطبع الاسم ليس كل شيءٍ فهناك ملايين العباقرة والمتميزين والناجحين والمتألقين في مجالاتهم بعيدًا عن أقرانهم وهم يحملون أسماءً عادية ومكررة ولا اختلاف فيها عمن حولهم، لكنهم اختاروا النجاح والتميز وصنعوه بأنفسهم ولم ينتظروا شيئًا لم يكن لهم يدٌ فيه كالاسم ليلفت الأنظار إليهم ويجعل آذان الناس مترقبةً لما سيقولونه على أمل إيجاد التميز في داخلهم كما هو في الخارج.

رفقًا باختلاف الأجيال

كما ذكرت أن الكثيرين يحبون تسمية أولادهم على أسماء أشخاصٍ أعزاءٍ على قلوبهم مثل الأجداد ولربما أحيانًا أجداد الأجداد! وغالبًا ما تكون الأسماء القديمة أكثر غلاظةً أو ضخامةً أو أقل رقةً و جمالًا من الأسماء الجديدة، فاختلاف العصر وتقدمه والفرق بين الأجيال واحدٌ من أهم العوامل التي تغير في منظومة الأسماء في العالم كله، انظر مثلًا إلى أسماء المصريين القدماء عندنا في مصر فهل تراها صالحةً لاستخدامها أسماء الأطفال في هذه الأيام؟ انظر إلى الأسماء العربية في شبه الجزيرة العربية قديمًا هل ما تزال كلها متداولة صالحة؟ بالطبع توجد أسماءٌ تراثية أو ثابتة على مر الزمن لا تتغير ولا يؤثر فيها الزمن.

لكن بعض الأسماء بالفعل تكون قاسيةً وكبيرةً على طفلٍ صغيرٍ أو طفلةٍ ناعمةٍ رقيقة ويشعر الأطفال بالخجل منها والحلم بتغييرها والحصول على اسمٍ صغيرٍ رقيقٍ كأقرانهم ويتمنون ألا يملكوا اسمًا مميزًا أبدًا ليتجنبوا الحرج الذي تضعهم فيه أسماؤهم التي لا تناسبهم على الإطلاق، لذلك رفقًا بهم فزمانهم غير زمانكم وجيلهم غير جيلكم وفكرهم وثقافتهم وحياتهم الاجتماعية ومحيطهم ودوائر حياتهم ستكون حتمًا غير التي عشتموها وعاصرتموها ففكروا في ذلك جيدًا قبل إعطائهم اسمًا يكرهونه، وفكروا في ذلك جيدًا أيضًا قبل إعطائهم اسمًا لا معنى له ولا يمكن نطقه لمجرد الركض وراء فكرة الاسم المميز.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

اثنان × واحد =