تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » كيف تعرف أنك أنشأت أسرة ناجحة وما هي علامات الأسرة الناجحة؟

كيف تعرف أنك أنشأت أسرة ناجحة وما هي علامات الأسرة الناجحة؟

الوصول لمرحلة تكوين أسرة ناجحة لا يحتاج إلى أساس علمي أو فلسفي، ولكنه يحتاج إلى خطوات أخلاقية، هذه الخطوات لا تتأثر بالزمن أو المكان أو البيئة، بل هي شبه قانون يمكن تفعيله مع أي أسرة مبتدئة للوصول لمرحلة النجاح الأسري.

أسرة ناجحة

أن يعيش الإنسان في وسط أسرة ناجحة لهو أمر صحي لجميع أفراد هذه الأسرة على السواء، الأم والأب والأطفال، الجميع سيربح من هذا الأمر، ولكن من ناحية أخرى، مفهوم الأسرة الناجحة، هو مفهوم قليل التطبيق، وهذا بدلالة العديد من الدراسات الاجتماعية التي أقرت وجود عدد ضخم من حالات الطلاق في الكثير من بلاد العالم، والأسباب التي تجعل النجاح الأسري شيء صعب تكمن عادة في الأسباب المادية بالنسبة للبلاد المزدحمة والفقيرة، وفي البلاد الغير فقيرة يرجع الأمر إلى الهروب من المسئولية عادة، ولذلك الوصول إلى مرحلة النجاح الأسري يحتاج إلى عدة مراحل هامة جدًا سيتم التوجيه إليها في هذا المقال، مثل الالتزام والحب والصبر والرغبة الأصيلة داخل الأم والأب في جعل الكيان الأسري كيان ناجح.

مراحل تكوين أسرة ناجحة

أسرة ناجحة مراحل تكوين أسرة ناجحة

تكوين أسرة ناجحة، أمر سهل وصعب في نفس الوقت، ومراحل التكوين التي سيتم التحدث عنها، هي التي تحدد صعوبة وسهولة الأمر بالنسبة لأولياء الأسر، حيث أن هناك أشخاص يجدون تطبيق هذه المراحل أمر مزعج، في حين أن هناك أشخاص آخرين يطبقون هذه المراحل بصورة غريزية وطبيعية في غاية السلاسة، وفي هذا الجزء من المقال سيتم التوجيه بأفضل وأسهل الطرق لتطبيق مراحل تكوين أسرة ناجحة بشكل سليم وسهل.

الالتزام

أول مرحلة لازمة لأجل نجاح العمل الأسري عمومًا هي الالتزام، والالتزام ليس المقصود به فرد معين من الأسرة، بل كل أفراد الأسرة، الأب والأم معًا، وهذا الأمر يجب أن يكون واضحًا من بداية الزواج، بمعنى آخر؛ لا يجب إلقاء المسئولية على أحد الزوجين أكثر من الآخر، ويفضل جدًا أن يعرف كل منهما واجباته وحقوقه، وتقديم هذه الواجبات بكل حب وعطاء، أيضًا الالتزام من ناحية الأطفال مهم جدًا، فهذا الالتزام سيعلم الأطفال الالتزام، لأن الأطفال يقلدون الآباء من كل الجوانب، سواء السلبية أو الإيجابية، لذلك كلما كان الأب والأم ملتزمان أمام أولادهما، حينها سيكون لدى الأولاد معرفة عن خبرة بمعنى الالتزام.

التقدير والاحترام والمحبة أهم مراحل تكوين أسرة ناجحة

هؤلاء الثلاث صفات من أهم مراحل تكوين أسرة ناجحة ، وهذا لأن كل صفة من هؤلاء تثبت الأسرة على أساس صحي من الناحية النفسية، ومن أشهر الأمثلة، هي تقدير الزوجين بعضهم لبعض، فلو كان الزوج يحب زوجته، ويحترمها، أمام أولاده، حينها سيحترم الأطفال أمهم، والعكس إذا أقل الزوج من احترام زوجته أمام أطفاله، حينها الأطفال سيشعرون أن الأم شخص غير مقدر، وسيبدئون تلقائيًا في تقليد والدهم، لذلك فكرة تقديم الاحترام والحب والتقدير واجبة جدًا من أجل نجاح أي أسرة.

التواصل الدائم

فكرة التواصل بين الزوجين بصورة دائمة تدعم فكرة وجود أسرة ناجحة بشكل دائم، والتواصل الصريح هو أفضل وسائل التواصل، بمعنى آخر، أنه كلما كان التواصل بين الرجل والمرأة على نَسق شفاف وصريح دون أي نوع من أنواع الكذب أو المجاملات، وبأسلوب رقيق وجيد، كلما كانا مع بعضهما أكثر تفاهمًا، وأكثر انسجامًا، لأن كلام الزوج مع زوجته، أو العكس، يوضح شخصية كل منهما للآخر، ولذلك لن يكون هناك أي نوع من أنواع الاحتقان النفسي، أو الغِل أو الكراهية، بل الصراحة ستجعل دائمًا أفراد الأسرة في حالة دائمة من الوضوح والمحبة.

التسامح لإيجاد أسرة ناجحة

آخر خطوة مهمة جدًا لأجل ضمان أسرة ناجحة ، هي عملية التسامح بين الزوج والزوجة، فمن المهم جدًا للإثنين أن يفهمان أنهما ليسا ملائكة، أو بمعنى آخر، أي إنسان يمكن أن يخطئ، ولذلك وقت الخطأ يجب على من أخطأ أن يكون لديه الشجاعة ليعتذر، والآخر يجب أن يكون لديه الوعي ليسامح الآخر ويجدد الثقة فيه وهذا الأمر بالنسبة للأطفال أيضًا ولكنه يكون بصورة أكثر عطاءً وسهولة لأن الأطفال بالنسبة للآباء مهما أخطئوا لهم قيمة خاصة.

عواقب عملية تكوين أسرة ناجحة

أسرة ناجحة عواقب عملية تكوين أسرة ناجحة

توجد بعض العواقب التي تقف أمام تكوين أسرة ناجحة ، فالأمر لا يتم بسهولة ويسر دائمًا بل يحتاج إلى مجهود كبير من الوالدين، وفي النقاط التالية توضيح لأمر العواقب التي يجب على كل أب وأم أن يجهزوا أنفسهم لمواجهتها.

عواقب مادية

من أشهر عواقب تكوين أسرة ناجحة هي العواقب المادية، وذلك لكثرة احتياجات الأسرة من الناحية المادية، خصوصًا لو هناك أكثر من طفل في مراحل عمرية مختلفة، حينها يكون هناك حمل كبير على الأب والأم لتوفير النقود، هذا بالطبع يكون على حساب وقتهم مع بعضهم، ومع أولادهم، مع مرور الوقت يحدث نوع من الفتور النفسي، هذا الأمر رائج وشائع في الكثير من الأسر، لذلك عادة الأب يكون في اتجاه والأم في اتجاه والأطفال في اتجاه، والمُحصلة تكون أسرة كبيرة مفككة، الحل الوحيد لهذه المسألة هو استغلال الوقت بصورة جيدة، ربما يكون الأمر مرهق، ولكن مع الالتزام التي تمت الإشارة إليه سابقًا سيكون ممكن، توفير الوقت للأسرة حتى لو كان قليل، ولكنه فعال بنسبة كبيرة جدًا، مجرد كلمة، أو تعاطف، أو تشجيع للأطفال، أو كلمات رقيقة بين الزوج والزوجة، تكفي أن تزيل الكثير من التعب، وتعطي نوع من المحبة الحقيقية بين أفراد الأسرة.

عدم وجود وقت للأسرة

من ناحية أخرى قد لا يكون المال هو المشكلة لأجل بناء أسرة ناجحة ، بل يكون الوقت هو المشكلة، وأغلبية هذه الحالات تكون من ناحية الأب، وعدم وجود الأب بشكل مستمر مع أسرته، يجعل الأسرة ترتكز على وجود الأم فقط، ويصير الأب مثل زائر بعيد، هذا الأمر يؤثر بصورة أساسية على الأولاد والأطفال، ولكنه أيضًا يؤثر على الأم، حيث أن معظم النساء لا تحبذ هذا الوضع، وحل هذه المشكلة لا بديل عنه من ناحية الزوج، وهو توفير وقت أكثر للعائلة، أما من ناحية الزوجة، لو لم يوفر الأب هذا الوقت فعليها أن تتحمل المسئولية التربوية على الأقل لتقليل ضرر عدم وجود الأب.

كيف تكون الأسرة متماسكة؟

الأسرة المتماسكة حلم يحلم به كل أب وأم عاقلة، والوصول إليه يحتاج إلى بعض الحكمة في التعامل فيما بينهم وبين الأطفال، وكما توضح النقاط التالية سيحتاج الأمر في هدوء ومحبة في التعامل.

الاهتمام العاطفي

الاهتمام العاطفي المتبادل هو من أهم وسائل توفير الشعور النفسي السوي بالنسبة لأفراد الأسرة، أيضًا بالنسبة لتبادل الاهتمام فهو ليس مقتصر فقط بين الأم وأطفالها، بل هو بين جميع أفراد الأسرة، حتى من الأولاد تجاه والديهم، هذه المسئولية لم يتعلم عنها الكثير من الأبناء، ولكن الأمر هام جدًا أن يشعر الأب والأم من أولادهم أنهم محبوبين، فالأب والأم تقريبًا ينفقون حياتهم الخاصة من أجل وصول أبنائهم لمرحلة حياتية مستقرة، ولذلك ينتظرون أي نوع من الشكر ولا يهتمون بطريقة عرض هذا الشكر.

تشجيع الأسرة من أجل تكوين أسرة ناجحة

التشجيع مهم جدًا من أجل تكوين أسرة ناجحة على كافة المستويات، فالأم واجب عليها أن تشجع زوجها، ولا تبخل عليه بكلمات تجعله يعمل برضى أكثر، الزوج عليه في المقابل أن يشجع زوجته، أيضًا تشجيع الأبناء واجب وأساسي، حتى ينمو الطفل واثقًا من نفسه.

عدم التمييز بين الأطفال

التمييز في محبة أحد الأطفال عن الآخرين هو من الأمور السيئة جدًا، ولذلك على الأب والأم أن يوزعوا محبتهم بالتساوي بين أولادهم، ويضعون قوانين للأسرة تسري على جميع أفراد الأسرة.

التواصل مع الآخرين

لا يُفضل أن تكون الأسرة منعزلة، هذا الأمر سيء على جميع أفراد الأسرة، خاصة الأطفال، الاحتكاك المجتمعي المتوازن يجعل أفراد الأسرة في حالة دائمة من التماسك، والمحبة والشعور بالتميز وسط الآخرين، عكس فكرة الانعزال، حينها سيلجأ الأولاد خصوصًا في عمر المراهقة إلى البحث عن مجتمع أو أسرة بديلة أكثر انفتاحًا.

نصائح لإنشاء أسرة ناجحة

أسرة ناجحة نصائح لإنشاء أسرة ناجحة

أسرة ناجحة هي أسرة سعيدة، كل من فيها يشعر بالفخر والمحبة والاستقرار النفسي، وهذه هي أهم النصائح السريعة لأي أسرة تريد أن تكون في حالة رضى وسعادة معظم الأوقات:

  • إعطاء الأطفال حرية التعبير وعدم محاكمتهم على أفكارهم الخاصة.
  • التركيز على الاجتماعات الأسرية بين أفراد الأسرة بالكامل بصورة منتظمة.
  • عدم الجمود في التعبير عن الحب تجاه أفراد الأسرة، هذا الأمر موجه لجميع أفراد الأسرة.
  • احترام جميع أفراد الأسرة، والتعامل بأسلوب راقي، خصوصًا بين الزوجين.
  • إظهار العواطف وعدم الخجل من الاعتراف بالحب تجاه الأسرة.
  • إعطاء جرعات من الأمان الجسدي، خصوصًا للأطفال في عمر صغير، عن طريق الاحتضان.
  • توفير أوقات ترفيهية للأسرة.
  • احترام الخصوصية وعدم التعدي على المساحات الخاصة للأبناء خصوصًا في عمر المراهقة.

أخيرًا أن يكون الفرد ضمن أسرة ناجحة ، فهذا في حد ذاته يعتبر نجاحًا، ولكن الأمر يحتاج إلى عمل كبير ليكون جميع أفراد الأسرة بالكامل في حالة استقرار نفسي دائم، يمكن أن تحدث بعض المنعطفات الغير متوقعة داخل أي أسرة، ولكن هذا لا يَمنع أن تكون الأسرة ناجحة على المدى الطويل.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

8 − اثنان =