تسعة شخصيات

محمد النني .. الذي رفضه الأهلي فسجل بمرمى برشلونة

محمد النني

محمد النني هو واحد من أهم وأشهر لاعبي كرة القدم العرب المعاصرين، يأتي ذلك بعد احترافه بأحد أكبر أندية كرة القدم بالعالم وهو نادي الآرسنال الإنجليزي، وهو الأمر غير المسبوق في تاريخ الكرة المصرية والعربية. ترى كيف حقق محمد النني ذلك الإنجاز؟ وكيف كانت رحلته من الدوري المصري المحلي إلى أضواء الدوري الإنجليزي الذي يعد الأهم والأكثر متابعة في عالم كرة القدم؟

محمد النني .. من هذا ؟

محمد النني عرفه العالم بعدما أحرز هدفه الشهير في مرمى برشلونة الإسباني، لكن كيف كانت البدايات؟ وكيف كان طريقه إلى قميص نادي الآرسنال والملاعب الأوروبية؟

الميلاد والأسرة :

محمد النني هو أحد ألمع نجوم المنتخب المصري الحاليين واسمه بالكامل محمد ناصر السيد النني، وُلِد في الحادي عشر من يوليو عام 1992م، وكان ذلك بمدينة المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية. نشأ النني في كنف أسرة مصرية مسلمة متوسطة الحال، وقد أظهر منذ طفولته شغفاً بممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم، ولاقى تشجيعاً من أسرته بعدما أدركوا إن طفلهم يمتلك موهبة كروية فريدة.

بداية المسيرة :

في سن الثامنة تقريباً انتقل محمد النني إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث نجح في الانضمام إلى صفوف فريق ناشئي النادي الأهلي، وكان ذلك حافزاً قوياً للنني الطفل؛ فالانضمام لأحد قطبي الكرة المصرية هو حلم يراود كبار اللاعبين بالدوري المصري، وقد استطاع هو تحقيق ذلك وهو لا يزال يتخذ أولى خطواته بمسيرته الرياضية، وكان الأهلى آنذاك في قمة مجده ويحصد النسبة الغالبة من البطولات المحلية والإقليمية.

أزمته مع النادي الأهلي :

استمر محمد النني في اللعب ضمن فرق الناشئيين بالنادي الأهلي المصري حتى سن السادسة عشر، واستطاع خلال تلك الفترة صقل موهبته واكتساب بعض الخبرة، ورغم إن النني يمتلك موهبة كروية فريدة وخاصة في منطقة وسط الملعب، إلا إن تقييم مدرب الفريق عادل عبد الرحمن جاء صادماً، حيث أقر بعدم صلاحية محمد النني للعب بنادي الأهلي، ولكن ما غفله مدرب الأهلي انتبه إليه مدرب المقاولون العرب الذي سارع بضم النني إلي صفوفه فور تخلي الأهلي عنه.

دوري المحترفين :

بدأ محمد النني مسيرته الكروية من داخل واحدة من أكبر القلاع الرياضية المصرية والعربية، ولكن حين تم تصعيده إلى فريق الصف الأول للمنافسة بالدوري المصري الممتاز كان يرتدي قميص المقاولون العرب، وهو نادي يأتي في مرتبة متدنية نوعاً ما بتصنيف الفرق المصرية. كانت أولى مشاركات النني في الدوري المصري الممتاز في موسم 2010م، واستطاع أن يجذب إليه الأنظار بمهاراته وقدرته على التحكم بالكرة وعمل تمريرات صحيحة إلى زملائه، كما إنه تمكن -خلال موسمه الأول- من إحراز عدد من الأهداف الهامة أبرزها هدفه في مرمى نادي الزمالك.

موهبة النني فرضت نفسها على الساحة الرياضية وجذبت إليه أنظار جماهير كرة القدم في مصر، وبتلك الفترة قرر مدرب المنتخب الأوليمبي ضمه إلى صفوفه، ليخوض أولى مواجهاته الدولية مع المنتخب في منافسات دورة الألعاب الأوليمبية 2012م المنعقدة في لندن.

احترافه بنادي بازال :

قدم محمد النني أداءً رائعاً مع المنتخب الأوليمبي في لندن، فانجذبت إليه أنظار كشافي نادي بازال السويسري، وبعد المفاضلة بين أكثر من لاعب شاب شاركوا بالأولمبياد قرروا التعاقد معه، وتم ذلك في صيف 2013م ليبدأ النني رحلته الاحترافية من خلال بازال إلى جانب مواطنه المحترف محمد صلاح.

واصل النني تألقه برفقة نادي بازال وبسرعة البرق اقتنص لنفسه مكاناً ضمن التشكيل الأساسي للفريق، وخاض مع بازال 142 مباراة خلال ثلاثة مواسم، حقق النادي فيهم لقب الدوري السويسري وأحرز النني خلالهم تسعة أهداف، وهو رقم مرتفع خاصة إن النني لا يلعب بمركز المهاجم الصريح.

انضمامه إلى الأرسنال :

نقطة التحول الأبرز في مسيرة محمد النني الرياضية حتى اليوم تتمثل في انضمامه إلى نادي الآرسنال، والذي يعد واحد من أشهر وأعرق الأندية العالمية، كما إنه ينافس بأحد أقوى دوريات كرة القدم العالمية وهو الدوري الانجليزي. بدأ الأمر بإشادة مدرب الأرسنال أرسين فينجر بإمكانيات النني وطالب إدارة النادي بالتعاقد معه، وهو ما تم بالعفل في الرابع عشر من يناير 2016م.

خاض محمد النني أولى مبارياته مع نادي الأرسنال في مواجهة نادي بيرنلي والتي فاز بها الآرسنال، ثم توالت مشاركاته أمام أقوى الأندية الإنجليزية والأوروبية، وقدم النني أداءً رائعاً وكان من الأسباب الرئيسية لتحقيق الآرسنال للفوز بأكثر من مباراة، وقد أشادت به الصحف الإنجليزية وتنبأت بأن النني سيكون أحد أبرز لاعبي الدوري الأوروبي، وتحققت تلك النبوءة بالفعل في المواجهة بين الآرسنال ونادي برشلونة الإسباني ببطولة دوري أبطال أوروبا، حيث قدم النني مباراة رائعة وسجل هدف الفوز بتسديدة صاروخية في شباك الخصم، ولا يزال النني حتى الآن مع الأرسنال ضمن التشكيل الأساسي للفريق.

بطولات وجوائز :

خلال مسيرة محمد النني القصيرة نسبياً في عالم كرة القدم، تمكن من تحقيق عِدة ألقاب مع الأندية التي لعب لصالحها، بجانب نيله لبعض الألقاب الفردية، ومن أمثلة ذلك:

  • لقب دوري السوبر السويسري (ثلاث مواسم)
  • الفوز بكأس سويسرا (ثلاث مواسم)
  • جائزة أفضل ممر كرات بالدوري الأوروبي
  • صُنف كأفضل لاعب بالتصنيفات الشهرية لآرسنال عن شهر مارس 2016م
  • صُنف هدفه بمرمى برشلونة كأفضل هدف للآرسنال عن شهر مارس 2016م

تأثيره وإنجازه :

إنجاز محمد النني يتمثل في كونه أحد اللاعبين العرب القلة ممن استطاعوا اقتحام الدوري الأوروبي والوصول إلى العالمية، فقد جرى العرف على أن يكون احتراف العرب في نطاق منطقة الشرق الأوسط، أو الاحتراف بالدوريات الأوروبية من الدرجة الثالثة أو الثانية، أما تجربة النني رفعت سقف طموحات الجيل الصاعد من اللاعبين العرب، فقد استطاع لاعب عربي أخيراً من تحقيق ما ظنناه لسنوات من الأمور المستحيلة.

حياته الخاصة :

أقدم محمد النني على تجربة الزواج حين كان لاعباً في صفوف نادي المقاولون العرب، فهو يرى إن الزواج يزيد الحياة استقراراً كما إنه يجعل الشخص أكثر التزاماً وانضباطاً، وهذا ما يحتاج إليه لاعب كرة القدم لينجح في مسيرته. في آواخر عام 2012م استغل النني فرصة تأجيل بدء موسم الدوري المصري الممتاز، وأقام حفل زفافه على فتاة مصرية تدعى أمل. حضر الحفل عدد كبير من الشخصيات الرياضية على رأسهم نجوم المنتخب الأولمبي المصري وجهازه الفني، بجانب عدد من لاعبي فريق المقاولون العرب، ولكن كان الملفت للانتباه غياب لاعبي الأهلي والزمالك وخاصة الأهلي؛ إذ أن النني كان لاعباً ناشئاً بصفوفه وتربطه صداقة بعدد من لاعبيه.

يحظي النني بحياة شخصية هادئة ومستقرة وهو لا يخفي عائلته عن الأضواء، لكنه في ذات الوقت لا يظهر بصحبتهم كثيراً بوسائل الإعلام، ورُزق الزوجان بطفلهما الأول وأسموه مالك، والذي ظهر بصحبة والده بأكثر من مناسبة ولقاء تلفزيوني.

الطموح والآمال :

لا توجد خطط مستقبلية واضحة المعالم بالنسبة للاعب محمد النني ،فهو حتى الآن مستمر مع نادي الآرسنال محافظاً على تألقه، وقد أعرب النني في حوار سابق عن رغبته في الانضمام إلى برشلونة الإسباني، وإن ذلك هو طموحه الكروي الذي يسعى لتحقيقه في الفترة المقبلة. جدير بالذكر إن النني يخوض حالياً مع المنتخب المصري منافسات التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم، والجماهير المصرية تعقد آمالها عليه هو ومحمد صلاح في المقام الأول، باعتبارهما اللاعبين المصريين الأبرز على الساحة الرياضية حالياً.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق