تسعة شخصيات

أحمد الشقيري .. صاحب الخواطر الأكثر متابعة عربياً

أحمد الشقيري

أحمد الشقيري هو مقدم البرامج السعودي الأشهر ويعد واحد من أبرز الإعلاميين في الوطن العربي، تمكن الشقيري خلال فترة قياسية من أن يحظى بشعبية طاغية خاصة بين الشباب، فقد استطاع النفاذ إلى قلوبهم بسهولة ويسر، وذلك لإنه اختار أن تكون البساطة هي أداته ومنهجه، يرتدي ملابس الشباب ويحدثهم بلغتهم العامية البسيطة، لهذا صار مقرباً منهم وأثر بهم، حتى أن اسم أحمد الشقيري تصدر مؤخراً استفتاء مجلة شباب 20 الإمارتية بصفته الشخصية الأكثر تأثيراً بالعالم العربي.

أحمد الشقيري .. من هذا ؟

أحمد الشقيري هو صاحب الاسم الذي طالما أدرج ضمن مختلف قوائم الشخصيات العربية المؤثرة، وهو صاحب برنامج خواطر الذي يعد أحد أكثر البرامج مشاهدة على الشاشات العربية.. ترى كيف كانت مسيرته؟ وما إنجازه الذي كفل له تلك المكانة الرفيعة؟

الميلاد والأصول :

بمدينة جدة السعودية وفي التاسع عشر من يوليو 1973م وُلد الإعلامي السعودي أحمد الشقيري واسمه بالكامل أحمد مازن أحمد أسعد الشقيري، رغم إن الشقيري سعودي المولد إلا إنه ينحدر من أصول متشعبة بالوطن العربي، كونه ينتمي لواحدة من أشهر وأعرق العائلات العربية المندرجة من قبيلة الشقيرات التي نزحت من أرض الحجاز إلى مصر، جده الثالث كان أحد الضباط المصريين في عهد إبراهيم باشا وشارك في حروب الشام الأولى، أما جده أسعد الشقيري فقد كان عضو البرلمان العثماني، أما جده أحمد الشقيري فقد كان رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولهذا يشار إليه عادة باسم أحمد الشقيري الحفيد أو الصغير للتفرقة بينه وبين جده الذي يشاركه نفس الاسم.

الدراسة والتخبط :

ينتمي أحمد الشقيري إلى إحدى عائلات جدة العريقة والثرية وقد تلقى تعليمه بمدارس المنارات السعودية، وبعد إتمامه للدراسة الثانوية قرر السفر إلى ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة حيث درس إدارة الأعمال والحاسب الآلي، وكانت مراهقة الشقيري مليئة بالتخبط، فيقول إنه في مراهقته لم يكن نموذجاً للشاب المسلم المُلتزم حتى إنه قد انقطع عن الصلاة لفترة طويلة، ثم راجع أفكاره وعاد إلى الطريق القويم مرة أخرى، فعاد إلى المملكة السعودية ليعمل بمؤسسات والده وكذلك ليدرس علم الشريعة حيث التقى عدنان الزهراني الذي أثر به تأثيراً كبيراً، فعلى يديه أدرك إن الإسلام ليس ديناً جامداً إنما عظمته تتجلى في انفتاحه لطرق التفكير المتباينة.

التحديات وتكوين الشخصية :

أحمد الشقيري لم تتكون شخصيته نتيجة دراسة أو تربية مباشرة، بالتأكيد كان لتلك العوامل تأثير ما لكن التأثير الأكبر كان التحديات التي واجهته والتحولات الفكرية التي مر بها، ومنها التزامه بالصلاة بعد فترة طويلة من الانقطاع عنها، وكذلك إصراره على الإقلاع عن عادة التدخين المدمرة، أيضاً تجربة الزواج يرى الشقيري إنه أثرت بأفكاره.

بجانب هذه التجارب فإن هناك شخصيات يعتبرها أحمد الشقيري ملهمة بالنسبة له ويتخذ منها مثل أعلى، وأولهم بالطبع النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بجانب شخصيات أخرى في مجالات متعددة منهم الدكتور طارق السويدان والشيخ حمزة يوسف والمفكر ستيفن كوفي والشيخ عدنان الزهراني.

هجمات سبتمبر الإرهابية :

تأثر أحمد الشقيري بالهجوم الإرهابي على برجي التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية في 2001م والمعروف إعلامياً باسم أحداث 11 سبتمبر، خاصة إنه كان قد قضى فترة من حياته في الولايات المتحدة وتعرف على المجتمع الأمريكي عن قرب، وتابع ردود الأفعال الأمريكية والعربية على الأحداث، فأيقن إن الشباب العربي بحاجة إلى من يوجهه ويقوم بتوعيته وتمكينه من فهم دينه بالشكل الصحيح وبصورة أكثر اعتدالاً، ومن هنا جاءت فكرة الاتجاه إلى العمل التنموي التوعوي.

الهدف والأثر :

التأثير الحقيقي لمجهودات أحمد الشقيري يكمن في الهدف الذي يسعى إليه من خلال أنشطة مؤسسة أندلسية التي يرأسها، والذي لخصه ببساطة في أحد اللقاءات التلفزيونية بقوله: أهدف إلى إعادة أمة اقرأ إلى القراءة. ويسعى الشقيري إلى تحقيق ذلك الهدف بكل جهد وبشتى السبل، ومن خلال منابر إعلامية متنوعة وصل صوته لقطاع كبير من شباب الوطن العربي.

بداية عمله في مجال الإعلام :

بالصدفة البحتة اتجه أحمد الشقيري إلى المجال الإعلامي عن طريق صديقه المُعد التلفزيوني، الذي أخبره بفكرة برنامج يلا شباب وشجعه على الانضمام إليهم، وقد راقت الفكرة للشقيري بالفعل وشارك في تقديمه إلى جانب مجموعة من الشباب، وحقق البرنامج نجاحاً مدوياً فتم تقديم 11 موسماً منه كان آخرها في عام 2015م. تجربة يلا شباب أكسبت الشقيري الخبرة بجانب إنها عملت على الارتقاء بتفكيره وتوسيع مداركه، إذ إنه من خلال عمله بالبرنامج التقى بعدد كبير من المفكرين والدعاة فتعلم منهم وتأثر بهم.

برنامج خواطر :

بدأ مشروع برنامج خواطر من خلال مجموعة من المقالات الأسبوعية التي كان يكتبها أحمد الشقيري لصحيفة المدينة بعنوان خواطر شاب، ثم جاءت فكرة تحويل خواطر إلى مشروع تلفزيوني، فقدم سلسلة حلقات تلفزيونية قصيرة بعنوان خواطر، وكان من خلال كل حلقة يسلط الضوء على قضية ما من القضايا المثارة على الساحة والتي تمس الشباب، فيقوم بمناقشتها وتحليلها في مدة زمنية قصيرة فتبدو الحلقات وكأنها بمثابة حديث مختصر أو نصيحة مركزة موجهة إلى الشباب والطلائع، وقد حقق البرنامج نجاحاً كبيراً وجذب فئة الشباب ومنهم من اتخذ الشقيري قدوة ومثل أعلى له.

لو كان بيننا :

برنامج لو كان بيننا هو تجربة إعلامية أخرى لـ أحمد الشقيري يسعى من خلاله إلى تطبيق تعاليم الإسلام على أسلوب حياة القرن الحادي والعشرين، فالبرنامج ببساطة يطرح سؤال واحد: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم متواجد بيننا اليوم، هل كنا سنتصرف بهذا الشكل أم لا؟.. كان الشقيري يلتقي بالناس بالشوارع من خلال حلقات هذا البرنامج، ويناقشهم في القضايا العامة وممارساتهم اليومية ويقارنها بمواقف الرسول الكريم الواردة في السيرة النبوية.

حياته الخاصة :

خاض أحمد الشقيري تجربة الزواج مرتين، الأولى كانت خلال فترة إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تلك الزيجة لم تستمر لفترة طويلة بسبب عدم قدرة زوجته على التأقلم مع حياته كمسلم ملتزم، وبعد عودته إلى السعودية تزوج من زوجته الحالية ورفيقة رحلته السيدة رولا دشيشة ورُزِق منها بولدين هما يوسف وإبراهيم الشقيري.

النشاط الاجتماعي والثقافي :

يسعى أحمد الشقيري دائماً إلى الارتقاء بالأمة العربية بشكل عام، ويركز بصفة خاصة على الشباب باعتبارهم وقود هذه الأمة ومستقبلها. وفي سبيل ذلك عمل على تدشين أكثر من وسيلة إعلاميه تحقق هدفه وتمكنه من التواصل بصورة دائمة ومستمرة مع الشباب، ومن بين تلك الوسائل:

  • موقع ثقافة : هو موقع إلكتروني يتضمن مقاطع من برنامج خواطر بجانب العديد من المعلومات الوافية المتعلقة بأغلب القضايا المثارة على الساحة.
  • موقع إحسان : موقع إلكتروني تنموعي بمثابة شبكة اجتماعية تفاعلية تهدف إلى نشر ثقافة العمل التطوعي وأهميته.
  • مقهى أندلسية : مقهى ثقافي بجدة تعقد به الندوات والفاعليات الثقافية المختلفة، كما إنه يضم مكتبة ضخمة تحتوي كم هائل من الكتب في مختلف الفروع.
  • الكتب : أصدر أحمد الشقيري سلسلة كتب بعنوان خواطر شاب ناقش من خلالها ذات القضايا التي تمت مناقشتها من خلال البرنامج الذي يحمل نفس الاسم، ولكن في النسخة الورقية تمت مناقشتها بصورة أكثر توسعاً.
  • الحملات : نظم الشقيري العديد من الحملات التي سعى من خلالها إلى دفع الشباب لخوض تجربة العمل التطوعي، منها حملة فينا خير ورحلة كتاب وأمتنا واحدة هلالنا واحد وغيرها.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق