تسعة شخصيات

إبراهيم الفقي .. الأكثر تفاؤلاً باعث الأمل بالقلوب

إبراهيم الفقي

سيرة حياة إبراهيم الفقي : لا جدال انه قد تمكن من تغيير نظرة جيل كامل من الشباب إلى الحياة.. فترى كيف كانت حياته وما سر اتجاهه إلى مجال التنمية البشرية؟

إبراهيم الفقي هو أهم المحاضرين التحفيزيين حول العالم وهو رائد علم التنمية البشرية على الصعيد العربي. ويعتبر دكتور إبراهيم الفقي أحد الواجهات العربية المشرفة حتى إن دولة كندا والتي احتضنت المقرات الرئيسية لمراكزه تفخر بذلك وتعده أحد أعلامها، وتحفظ مؤلفاته في الأرشيف الوطني الكندي.

إبراهيم الفقي .. من هذا :

لا جدال إن دكتور إبراهيم الفقي قد تمكن من تغيير نظرة جيل كامل من الشباب إلى الحياة.. فترى كيف كانت حياته هو؟ ما سر اتجاهه إلى مجال التنمية البشرية؟ وكيف كان قبل أن يصبح مدرباً عالمياً.

الحياة المبكرة :

وُلِد إبراهيم الفقي في الخامس من أغسطس عام 1950م واسمه بالكامل إبراهيم السيد الفقي. نشأ الفقي بمحافظة الإسكندرية في شمال مصر في كنف أسرة مصرية مسلمة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، وتلقى تعليمه الأول في نفس المحافظة وكان حلم طفولته احتراف رياضة تنس الطاولة.

بين الرياضة والدراسة :

مارس إبراهيم الفقي رياضة تنس الطاولة لفترة طويلة وأجادها لدرجة الاحتراف، وقد فاز بالبطولة المصرية لتنس الطاولة لعِدة مواسم متتالية، وهو ما أهله لتمثيل مصر ضمن المنتخب الوطني لتنس الطاولة ببطولة العالم 1969م والتي أقيمت في ألمانيا الغربية. أما دراسياً فبعد إتمام الفقي لدراسته بالمرحلة الثانوية قرر أن يتخصص في دراسة مجال السياحة والفنادق، والأمر الذي مثل صدمة بالنسبة للمقربين منه حيث إنه كان متفوقاً، ومجموع درجاته التي حصل عليه بالثانوية كان يؤهله للالتحاق بإحدى الكليات التي يُطلق عليها كليات القمة، ولكنه فضل أن يدرس المجال الذي يحبه بغض النظر عن أي شىء.

عمله بمجال الفنادق :

بعد تخرجه عمل إبراهيم الفقي بمجال الخدمات الفندقية لفترة طويلة، وأظهر كفاءة وبراعة مكنته من تقلد العديد من المناصب العليا وهو لا يزال في سن صغير، حتى إنه وهو في الخامسة والعشرين من عمره تولى منصب مدير قسم في فندق فلسطين الذي يعد أحد أشهر وأعرق فنادق الإسكندرية.

فيما بعد قرر إبراهيم الفقي الانتقال إلى كندا ليدرس الإدارة، ورغم كل ما حققه في مجال عمله بالفنادق اضطر إلى أن يبدأ مرة أخرى من الصفر، فقد حصل على مجموعة وظائف متواضعة بالقطاع السياحي منها مُنظف أطباق وحارس بوابة بأحد المطاعم وغيرها، ولكنه للمرة الثانية وبسبب ما أظهره من التزام وكفاءة تمكن من التدرج في المناصب بصورة سريعة، إلى أن أصبح مديراً لأكبر الفنادق الكندية، وهذا كله كان بالتزامن مع دراسته لعلم التنمية البشرية حتى حصل على درجة الدكتوراة بهذا المجال.

الفقي .. مدرباً ومحاضراً عالمياً :

حقق إبراهيم الفقي شهرة واسعة في مجال التنمية البشرية وكانت محاضراته والدورات التدريبية التي يعقدها تشهد إقبالاً كبيراً، وقد بلغ عدد الأشخاص الذين تدربوا على أيدي الفقي حوالي 600 ألفاً حول العالم، وكان يلقي محاضراته بثلاث لغات هم: اللغة العربية وهي لغته الأم وكذلك الإنجليزية والفرنسية وقد كان يجيدهما إجادة تامة.

استحداث علمين :

إبراهيم الفقي ليس عالماً أو مدرباً تقليدياً بل إنه كان مجدداً ومبتكراً، حتى إن هناك علمين جديدين قام بالتوصل إليهما وهما موثقان باسمه بشكل رسمي، وهما: علم ديناميكية التكيف العصبي وعلم قوة الطاقة البشرية.

مجموعة مراكز إبراهيم الفقي :

يعد دكتور إبراهيم الفقي أحد الرواد العرب في مجال التنمية البشرية، وأول عربي يتمكن من بلوغ العالمية في هذا المجال، وخلال فترة إقامته في كندا تمكن من تأسيس مجموعة من مراكز التنمية البشرية سُميت جميعها باسم (المركز الكندي)، وعُرفت مجتمعة بمسمى مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية والتي تضم أربعة مراكز رئيسية هم كالآتي :

  • المركز الكندي للتنمية البشرية
  • المركز الكتدي للبرمجة اللغوية العصبية
  • المركز الكندي للتنويم بالإيحاء
  • المركز الكندي لقوة الطاقة البشرية

حياته الخاصة :

دكتور إبراهيم الفقي كان متزوجاً من ابنة عمه السيدة أمال عطية الفقي، والتي كانت خير داعم له خلال رحلته الطويلة وهي شريكته في كل ما حققه من إنجازات. كان الدكتور الفقي مستقراً في دولة كندا حيث يقع المقر الرئيسي لمجموعة شركات ومراكز الفقي، وقد رُزِق الزوجان بابنتين هما نانسي ونرمين إبراهيم الفقي ،ولكن رغم استقرار الفقي بالخارج إلا إنه كان حريصاً على ألا يقطع الصلة بينه وبين بلده الأم، وكان دائم التردد على مصر وتقريباً كل فترات إجازته كان يرحص على أن يقضيها بها.

اعتقاده الديني :

عُرِف عن إبراهيم الفقي التزامه الديني وكان يتمتع بثقافة دينية واسعة، وذلك ما جعله أكثر إقناعاً بالنسبة للشباب العربي وخاصة المسلم، إذ إنه كان دائماً ما يدمج بين علمي الفقه والتفسير وعلم التنمية البشرية، بمعنى إنه كان يستمد الراهين والأدلة المثبتة لصحة نظرياته من آيات القرآن الكريم والسنة النبوية.

تأثيره وإنجازه :

يعتبر إبراهيم الفقي أحد أبرز الشخصيات المُحفزة حول العالم وسعى طوال فترة نشاطه في مجال التنمية البشرية إلى الارتقاء بقدرات الجنس البشري، وساهم في تشكيل شخصية جيل كامل من الشباب العربي دون أدنى مبالغة كما أثر بآلاف الأشخاص حول العالم، وساعدهم على اكتشاف قدراتهم وتفجير الطاقات الكامنة في داخلهم وإحسان استغلالها في تغيير واقعهم وتحقيق أحلامهم.

مؤلفاته وبرامجه :

إبراهيم الفقي له العديد من المؤلفات في مجال التنمية البشرية والتي ترجم أغلبها إلى عِدة لغات أجنبية، وحققت نسبة مبيعات مرتفعة. أغلب تلك المؤلفات تدور حول آليات النجاح وأسس التطوير الذاتي ومن أبرزها:

  • قوة التفكير
  • المفاتيح العشرة للنجاح
  • الطاقة البشرية والطريق إلى القمة
  • استراتيجيات التفكير
  • قوة العقل الباطن

كذلك قدم إبراهيم الفقي العديد من البرامج التلفزيونية والتي كان يلقي من خلالها محاضراته التحفيزية، أبرزها واشهرها سلسلة الحلقات التي حملت عناوين:

  • طريق النجاح
  • دعوة للتفاؤل
  • نادي النجاح

كذلك تم طرح محاضراته وبرامجه في صورة أقراص مدمجة CDs أو شرائط سمعية، والتي حققت نجاحاً كبيراً ولا زالت تحتل قوائم الأكثر مبيعاً حتى يومنا هذا.

الوفاة :

شكلت وفاة دكتور إبراهيم الفقي صدمة كبيرة بالنسبة لمحبية ومتابعي برامجه التلفزيونية، وذلك لإن وفاته جاءت مفاجئة، ففي آخر زياراته إلى مصر اندلع حريق بالعقار الذي يُقيم به، وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق العاشر من فبراير 2012م. حيث اندلع حريق بالعقار الذي يملكه دكتور إبراهيم الفقي وتحديداً بالطابق الثالث والذي كان مخصصاً كمقر لمركز الفقي، وامتد الحريق منه لكافة الطوابق ومن ضمنها الطابق الذي كان يقيم به، وقد توفي الفقي وشقيقته فوقية -التي كانت تقيم معه- ومربية أطفال تدعى نوال اختناقاً بالأدخنة ولكن النيران لم تمتد لجسد أي منهم.

الوداع الأخير :

شُيّع جثمان الفقيد من مسجد العمري بمنطقة كرموز بمحافظة الإسكندرية حيث نشأ ودفن بمقابر العائلة هناك، ولم يتم تشريح جثمان الفقيد بناء على طلب عائلته، والتي أكدت إن الحادث وقع بصورة طبيعية تماماً وإن الحريق الذي نشب بالعقار نتج عن ماس كهربائي. حضر الجنازة عدد كبير من جمهور الفقي وتلاميذه ومتدربيه، كما حضرها عدد من الشخصيات العامة وأعضاء المجلس الشعب المصري آنذاك، ورثاه عدد كبير من المشاهير والعلماء المصريين والعرب عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق