تسعة شخصيات

فرانسوا أولاند .. الرئيس السابع بالجمهورية الخامسة

فرنسوا أولاند .. الرئيس السابع بالجمهورية الخامسة

فرانسوا أولاند هو الرئيس الفرنسي الذي تم انتخابه في أبريل 2012م، والذي تولى مهام ذلك المنصب الرفيع في فترة حرجة يمر بها العالم أجمع، فالصراعات محتمدة بين القوى العظمي، والثورات لا تكف عن الاندلاع واحدة تلو الأخرى في المنطقة العربية، وزادت أعبائه بتعرض الجمهورية الفرنسية لهجمات إرهابية مؤخراً، وقد تمكن فرانسوا أولاند من التعامل مع مختلف الأوضاع وكافة الأزمات، ووفقاً لاستطلاعات الرأي فقد تمكن خلال الفترة القصيرة التي قضاها بالمنصب -حتى الآن- من اكتساب ثقة الشعب الفرنسي بمختلف قطاعاته.. فمن أين جاء ذلك الرجل؟ ما انتمائه؟ وما معتقداته؟ وكيف كانت مسيرته؟.. أو بصيغة أخرى، من كان أولاند قبل أن يكون رئيساً؟

فرانسوا أولاند .. من هذا ؟

لم يعرف العالم فرانسوا أولاند إلا بعد توليه منصب الرئاسة الفرنسية، مما يعني إن العالم لم يتعرف إلا على نهاية الرحلة فقط.. فتقلد المنصب القيادي الأعلى في البلاد ما هو إلا ختام مسيرة طويلة بدأها أولاند قبل سنوات طوال.

ميلاده :

في الثاني عشر من أغسطس عام 1954م وُلِد السياسي فرانسوا أولاند ، وكان ذلك في بمنطقة بوا-جيوم بمدينة روان الواقعة في شمال غرب فرنسا، ولد أولاند لأسرة كاثوليكية ملتزمة ومتعلمة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، والدته هي السيدة نيكول فريدريك مارجريت والتي عملت لفترة طويلة في مجالات الخدمة الاجتماعية، أما والده فهو دكتور جورج جوستاف أولاند طبيب الأنف والأذن والحنجرة، ويكاد يكون تاريخ الأسرة خالياً من أية نشاط سياسي، باستثناء إن والده لفترة كان يعلن تأييده إلى اليمين المتطرف.

الدراسة الأكاديمية :

حين بلغن فرانسوا أولاند سن الالتحاق بالدراسة، ألحقه والداه بمدرسة جان بابتيست دي لا سال ليتلقى بها تعليمه الابتدائي، وهي إحدى المدارس الداخلية في مدينة روان الفرنسية، وقد كان أولاند معروفاً بتفوقه خلال مختلف المراحل التعليمية، وبعد أن أنهى تعليمه الابتدائي بالمدرسة الداخلية انتقل إلى مدرسة باستور في نوي سورسين الثانوية، والتي درس بها لمدة ثلاثة أعوام، انتقل بعدهم إلى العاصمة الفرنسية باريس، ليبدأ مسيرة دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة بانتيون أساس.

الدراسات السياسية :

منذ طفولته أبدى فرانسوا أولاند أهتمام كبير بالأمور السياسية، فقد كان يهتم بمتابعة الأخبار والتعرف على آخر المستجدات على الساحة السياسية، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، وذلك على النقيض من أقرانه ومن هم في مثل سنه، فقد كان يتناقش في القضايا السياسية مع الكبار وكأنه أحدهم، وكان على الدوام مهموماً بقاضيا وطنه وطموحاته، وفي يأمل أن يكون ذات يوم من المشتغلين في السياسة، وأن يكون أحد صُناع القرار وأصحاب الرأي في بلاده، وفي شبابه اختار أن يحقق طموحه ذلك من خلال القنوات الشرعية، فكان يعي إن النزعة الوطنية بداخله ليست هي السبيل الوحيد أو الصحيح لتحقيق آماله وطموحاته، وعليه ففور تخرجه من الجامعة وحصوله على شهادة في القانون، قرر أن يدرس العلوم السياسية دراسة أكاديمية، فالتحق أولاً بمعهد HEC أو معهد الدراسات السياسية الفرنسي بباريس، كما حصل على شهادة من المدرسة الوطنية للإدارة والتي تعرف اختصاراً بـ ENA وكان ذلك في عام 1980م.

مسيرته السياسية :

بدأ فرانسوا أولاند مسيرته السياسية في وقت مبكر من عمره، حيث شارك مع المتطوعين في الحملة الانتخابية الداعمة للرئيس فرانسوا ميتيران في 1974م، وبعد نجاح الحملة انضم أولاند رسمياً إلى الحزب الاشتراكي، وتمكن من إثبات نفسه وخلال سنوات قليلة كان من أبرز الأعضاء الشباب بالحزب، وكان اسمه يتردد بقوة بين أروقته، وهو ما شجع جاك أتالي أحد قيادت الحزب إلى الدفع به إلى انتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية، وكان منافسه في تلك الانتخابات هو جاك شيراك الذي تولى منصب الرئاسة فيما بعد، ورغم خسارة أولاند لتلك الانتخابات إلا إن مسيرته لم تنته ومكانته داخل الحزب لم تتأثر، ودليل ذلك هو إنه في غضون سنوات عُين مستشاراً للرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتيران.

حياته الخاصة :

تحقيق النجاح يحتاج دوماً إلى وجود شريك ذو مواصفات خاصة، شريك مخلص يكون هو مصدر الحماس والمُساند في وقت الأزمات ويدفع شركيه دائماً نحو الأمام، وفي حالة السياسي الفرنسي فرانسوا أولاند فإن ذلك الشريك هو السيدة ماري سيجولين رويال، والتي التقى ألاند بها خلال دراستهما في المدرسة الوطنية للإدارة، في البداية جمعتهما اهتماماتهما السياسية المشتركة، ثم اكتشفا إن ما يجمع بينها أكبر وأعمق من ذلك، فتحولت الزمالة إلى الصداقة ثم صارت صداقتهما حباً، انتهى بإعلانهما الزواج في أوائل الثمانينات، وانجبا أربعة ابناء هم توما وكليمانس وجوليان وفلورا، وواصل الثنائي أولاند ورويال عملهما السياسي وساند كل منهما الآخر لتحقيق طموحه، ولكن لأسباب غير معلومة نشأ بينهما خلاف في عام 2007م، وعلى وجه التحديد أثناء خوض أولاند لجولات الانتخابات التشريعية، وأعلنا انفصالهما في مساء اليوم المحدد لإجراء الجولة الثانية من هذه الانتخابات.

بعد شهور قليلة من أنفصال فرانسوا أولاند عن زوجته، التقى بالصحفية والناشطة الخيرية الفرنسية فالير تريفلر، ونشأت بينما علاقة عاطفية لم يحاول أي منهما إخفاءها، ودامت علاقتهما من 2007م وحتى الشهر الأول من يناير 2014م، حيث أعلنت فاليري تريفيلر في ذلك الوقت انفصالها عن أولاندو، والذي كان في ذلك الوقت قد تقلد منصب الرئاسة، ولم تسفر علاقة أولاند من صديقته الصحفية عن أية أطفال.

مهنته وأعماله السياسية :

امتهن فرانسوا أولاند مهنة المحاماة منذ تخرجه من الجامعة، ولم يتخل عنها رغم انخراطه في الحياة الحزبية وعالم السياسة، ورغم ما حققه في كلاهما من نجاحات، تشهد عليها المناصب التي تقلدها سواء عن طريق التعيين او الانتخاب، ومنها:

  • نائب الدائرة الأولى عن أقليم كوريز لدورتين برلمانيتين.
  • نائب في البرلمان الأوروبي لدور واحدة.
  • مستشار لمدينة إوسال.
  • نائب رئيس بلدية مدينة تول.
  • مستشار جمهوري لمناطق ليموزان.
  • رئيس المجلس العام لإقليم كوريز.
  • المتحدث الرسمي باسم الحزب الاشتراكي.

الانتخابات الرئاسية :

بحلول الألفية الثانية رأى أعضاء وقيادات الحزب الاشتراكي، إن فرانسوا أولاند صار مؤهلاً ليكون واجهة الحزب، ولأن يتم الدفع به في الانتخابات الهامة، وفي عام 2012م تم ترشيح فرانسوا أولاند لخوض الانتخابات الفرنسية الرئاسية، وخاض الجولة الثانية في مواجهة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وكانت المنافسة بين المرشحين شرسة، ولكنها تم حسمها في النهاية لصالح أولاند وإن كان ذلك بفارق يعد بسيطاً، حيث حصل على إجمالي أصوات يقدر بنحو 18 مليون و668 صوتاً من أصوات الناخبين، بنسبة مئوية تعادل 51.64%.

الرئيس الأكثر تأثيراً :

لعل الإنجاز الأكبر والتكريم الأعظم في مسيرة فرانسوا أولاند السياسية، تتمثل في وسام التميز الذي ناله من المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية في 2014م، بعد فوزه في الاستفتاء الذي أجري من قبله، والذي تم اختياره بمقتضاه ليكون الشخصية السياسية الأكثر تأثيراً في العالم، رغم إن قائمة الترشيح كانت تضم العشرات من اسماء الملوك والرؤساء وكبار الساسة حول العالم.

الأوسمة والجوائز :

نال فرانسوا أولاند خلال حياته وسنوات نشاطه السياسي العديد من الجوائز والأوسمة، سواء من الجمهورية الفرنسية أو من دول أخرى، ومن أبرز ما ناله:

  • الصليب الأكبر لوسام مالي الوطني.
  • وسام الاستحقاق من الجمهورية الإيطالية.
  • وسام النسر الأبيض البولندي.
  • الصليب الأكبر لوسام الاسحقاق الوطني الفرنسي.
  • وسام جوقة الشرف الفرنسي الذي تم إنشائه في عهد نابليون بونابرت.
  • كذلك منح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أبي بكر بلقايد الجزائرية.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق