تسعة مجهول
وحش بحيرة إليامنا
الرئيسية » اسطورة » وحش بحيرة إليامنا : الوحش الأكثر رعبًا في القرن العشرين

وحش بحيرة إليامنا : الوحش الأكثر رعبًا في القرن العشرين

كمهتم بعالم الوحوش والأمور الخارقة للطبيعة بالتأكيد قد سمعت عن قصة وحش بحيرة إليامنا ، نتعرف في السطور المقبلة على القصة الكاملة له.

من الواضح أن للبحيرات ركنًا ضخمًا وغنيًا في قسم الأساطير من هذا العالم وقصة وحش بحيرة إليامنا أبلغ دليل على ذلك، وهو أمرٌ لا ألوم الآخرين عليه كثيرًا فالمياه مرعبةٌ يا صديقي، سطحٌ من السائل العذب أو المالح يفصل بينك وبين عالمٍ آخر لا تراه ولا تعرف عنه شيئًا مهما ظننت أنك تعرف، عمقٌ بعد عمقٍ يظهر فيه جهلك وغموض ذلك العالم والدليل على أن الخوف منه وخشيته من الحكمة، البحيرات مسالمة على الأقل هي ليست باتساع المحيط المرعب ولا بغضب أمواج البحر، لكنها ما تزال مرعبة لأن البحيرات بعكس البحار والمحيطات أكثر ألفةً مع البشر، أقرب لبيوتهم وقلوبهم وأكثر لعبًا وصحبةً لصغارهم، وذلك بالذات هو ما يجعل ظهور الرعب والأساطير ورواية القصص المريبة عنها أمرًا مرعبًا، وحش بحيرة لوخ نس في اسكتلندا ووحش أوغوبوغو في كندا والآن وحشٌ جديدٌ يظهر على الساحة أو يغوص تحت الساحة بشكلٍ أدق، إلى ألاسكا وبرودتها وجمودها تقابلنا قصة إيلي وحش بحيرة إليامنا

وحش بحيرة إليامنا والقصة الكاملة

القصة

لا شيء ولا داعي للهلع! مجرد وحشٍ ضخمٍ كبيرٍ مجهولٍ يحب الاقتراب من سطح بحيرة إليامنا كل فترة، يغرق الزوارق والمراكب من حينٍ لآخر وربما يلتهم من كانوا على ظهرها ثم يختفي ثانيةً في سلام، بحيرة إليامنا هي واحدةٌ من أكبر المسطحات المائية العذبة في ألاسكا وهي تشبه البحر الصغير من كبرها، عمقها يقارب الألف متر وتلك نقطةٌ مهمة يستخدمها أولئك الذين يؤمنون بوجود وحش بحيرة إليامنا أو إيلي كما يحب الناس تسميته هذا اليوم، ألا يبدو إيلي اسمًا أكثر سلامًا ورقةً مما يُروى عن هذا الوحش؟! تمتلئ البحيرة بأسماك السلمون وتشكل ثروةً سمكيةً منها لكن عبر الزمن بدأت الحكايات تجوب الآفاق وتنتشر الشائعات بوجود وحشٍ عملاقٍ فيها، حسب وصف الناس فالوحش كبيرٌ كالحوت أسود اللون وله رأسٌ مربع يستخدمه في ضرب الأحجار والصخور والقوارب لإغراقها، يبلغ طوله ما بين 10 أقدام و 30 قدمًا، لكن للغرابة فالناس يقولون أنه ليس وحشًا واحدًا لأنه في بعض الأحيان يظهر مع مجموعةٍ صغيرةٍ من بني جنسه وأحيانًا يظهر وحده.

تاريخ وحش بحيرة إليامنا

قصةٌ كهذه بتلك الشعبية وهذا الانتشار تستحق منا أن نبحث في عمقها وبدايتها ونجد أصلها الشعبي والحكايات التي بدأ معها وحشٌ ما يظهر في بحيرة إليامنا، قادتنا القصص إلى حكاية شعب إليوت وتلينغيت، كان شعب إليوت يؤمنون بوجود كائنٍ عملاقٍ هائل في البحيرة يسمونه جيغ إك ناك ويعتبرونه حارس البحيرة وما يحيط بها يبطش بكل من يغزو البحيرة من الغرباء ويهاجم قواربهم ويغرق محاربيهم، وكانوا يخشونه أشد الخشية ويحرصون على عدم الصيد في البحيرة حتى لا يتعرضوا للوحش ولا يتعرضوا لطعامه من السمك، بينما كان شعب تلينغيت يسمون وحش البحيرة غوناكاديت وهؤلاء الناس لم يكتفوا بخشيته وحسب وإنما عبدوه وقدسوه واعتبروه إله الماء والسمك، وحسب تخيلهم له صوروه في تراثهم حارسًا لشواطئهم يشبه الحوت في جسمه وحجمه بينما يملك رأسًا وذيلًا كالذئاب، ظلت تلك القصص حتى العصر الحالي وتحديدًا عام 1940 عندما بدأت قصصٌ حديثة في الظهور عن الوحش واختفت قصتا جيغ إك ناك وغوناكاديت لتفسحا المجال لوحش بحيرة إليامنا الجديد إيلي.

المشاهدة الأولى

كانت أول مشاهدة ظهر فيها وحش بحيرة إليامنا عام 1940 عندما رآه أحد الطيارين وهو يحلق فوق البحيرة، وكانت قصته أنه رأى قريبًا من سطح الماء كائنًا هائل الحجم مثل الحوت أو سمكةً ضخمة طولها يصل إلى 30 قدمًا، كانت المشاهدة الثانية بعد ذلك بعامين رصدها طياران كانا في طريقهما إلى قرية إليامنا عندما كانا يحلقان فوق منتصف البحيرة في المنطقة العميقة منها فظهرت أمام عيونهما ظلالٌ غير مألوفة، استدار الطياران بطائرتهما وعادا ليتأكدا مما رأياه فاستطاعا أن يحصلا على مشهدٍ أفضل يصور كائنًا طويلًا ضخمًا عريض الرأس كبيره بينما يمتد جسده لمسافةٍ كبيرةٍ تحت الماء، لكن الأهم من ذلك أن الطيارين أجزما أن الكائن كان يحرك ذيله الضخم يمينًا ويسارًا أثناء السباحة، وهو ما دحض كل الأقوال التي بدأت بالخلط بين وحش بحيرة إليامنا والحيتان لأن الحوت أثناء السباحة يحرك ذيله للأعلى والأسفل والأسماك تحرك للجانبين كالوحش، بحسب روايتهما كان الوحش صغيرًا نسبيًا طوله لا يتجاوز العشرة أقدام ولم يقترب من السطح قط وإنما ظل محافظًا على مسافةٍ بينه وبين سطح الماء فلم يظهر سوى ظله، واتفق الاثنان على أن ذلك الظل بدا لهما أشبه بغواصةٍ صغيرة من سمكةٍ حية لكنهما كانا واثقين من أنه لا يمكن أن يكون حوتًا، واستمرا في مراقبته حتى اختفى تمامًا عن أنظارهما فأكملا رحلتهما إلى القرية يحملان القصة المثيرة..

وحش بحيرة إليامنا في الصحف

حصل إيلي على مقاله الأول الخاص به عام 1959م كتبه جيل بوست بعنوان وحش بحيرة إليامنا يجمع فيه أخبارًا متفرقة عن مشاهداتٍ للوحش من أفرادٍ مختلفين أو مجتمعين، وقصص مغامراتٍ ومحاولاتٍ قام بها بعض الصيادين لاصطياده وكشف سره وسحبه من ظلام المياه إلى النور لمعرفة الحقيقة، فخرجت مجموعةٌ من 4 صيادين أعدوا العدة واستخدموا كل المعدات والأدوات الممكنة لصيد كائنٍ عملاقٍ كهذا والتمكن من سحبه خارج الماء، لكنهم برغم كل استعداداتهم أمسكوا بشيءٍ ضخمٍ وفي منتهى القوة ولم يستطيعوا تبين ما هو على الأقل لأنه حطم معداتهم كلها واستطاع الفرار بمنتهى السهولة وكانوا هم محظوظين كفايةً ليظلوا أحياء، بعدها ظهرت مسابقاتٌ ومنافساتٌ بين الصيادين على صيده ووضع بعض الأغنياء جوائز نقدية مجزية لمن يستطيع الإمساك بوحش بحيرة إليامنا وجلبه له لكن باءت كل المحاولات بالفشل، برغم استخدام وسائل الصيد والطائرات والهليكوبتر لم يتمكنوا حتى من إيجاده لا صيده، أنفق الكثيرون مبالغ نقدية كبيرة على رحلاتٍ استكشافية وبحثية بهدف إيجاد إيلي إلا أن الكثيرين منهم قضوا نحبهم قبل أن يلمحوا ظله على الأقل تحت سطح الماء وكانت خيبة أملٍ لكل من حولهم، واستخدم الصيادون كل الوسائل الجادة والغريبة في محاولة إغراء الوحش وجذبه للظهور حتى أن أحد الصيادين قام ذات مرة بتشغيل الموسيقى الكلاسيكية له على أمل أن يستمتع بها ويشعر بالأمان فيخرج من المخبأ الذي يخفيه عن الأنظار لكن كما هو متوقع لم يظهر.

التفسير

بالطبع لن نلوم الكثيرين الذين يميلون لاعتبار ذلك أسطورةً وخرافة وأن وحش بحيرة إليامنا لا وجود له إلا في القصص والأساطير وعقول هؤلاء الناس وحسب، لجأ الكثيرون لفكرة الحيتان رغم كل الاعتراضات التي قابلت تلك الفكرة وأصحابها وأن الحيتان لو كانت موجودةً في تلك البحيرة لكانت ظهرت على السطح في يومٍ من الأيام بسبب حاجتها للتنفس، إلا أنهم اعتبروا الإيمان بوجود الحيتان في بحيرة أفضل من الإيمان بوجود إيلي، البعض الآخر نظر إلى أسماك الحفش الأبيض أكبر الأسماك المستوطنة في ألاسكا على الإطلاق، إلا أن الاعتراض على تلك القصة جاء على هيئة حقيقة أنه لم يثبت وجود الحفش الأبيض في تلك البحيرة نهائيًا، ظهرت تفسيراتٌ أخرى كأن قال البعض أن تلك جماعةٌ من الأسماك تظهر معًا مقتربةً من بعضها البعض فتعطي شكل الوحش الكبير وغيرها من التفسيرات، أما العاجزون تمامًا عن إيجاد تفسيرٍ اكتفوا برفض الوحش وسؤال الآخرين عن سبب اختفائه وعدم معرفة شكله أو لونه أو التقاط صورةٍ له أو مشاهدته مشاهدةً مؤكدةً حتى اليوم أو ظهوره على أجهزتنا الحديثة لو كان موجودًا بالفعل؟

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

1 تعليق

اثنا عشر − 9 =