تسعة مجهول
مدن الجريمة
الرئيسية » جريمة » مدن الجريمة : أشهر مدن الجريمة حول العالم

مدن الجريمة : أشهر مدن الجريمة حول العالم

هناك مدن تشتهر بسلامها وأمنها، وعلى النقيض هناك مدن تشتهر بأنها مدن الجريمة ، نستعرض مجموعة من أخطر المدن الموجودة في عالمنا اليوم من ناحية الجريمة.

مدن الجريمة هي مدن تخصصت بانتشار نوع أو أكثر من الجرائم فيها، نتعرف في هذه السطور على مجموعة من أشهر المدن التي اشتهرت بالجريمة والعصابات حول العالم. صارت الجريمة جزءًا مرعبًا حقًا من واقعنا المعاصر سواءً كان مرعبًا بسبب ماهية الجريمة نفسها أو مرعبًا بسبب تزايد حجمها وتحولها في بعض أماكن العالم لممارساتٍ إجراميةٍ صريحةٍ في وضح النهار لا تجد من يردعها، هل هناك مدنٌ كهذه حقًا؟! بالطبع تلك المدن موجودة وأشهرها وأول ما قد يخطر على بال الجميع عند ذكر لفظ مدن الجريمة كانت شيكاغو، لكن هل يحمل العالم بين طياته عددًا من مدن شيكاغو متوزعةً حول أرجاء العالم؟ في الواقع ربما نجد في هذه القائمة مدنًا أكثر شرًا وجريمةً مما تخيلنا واعتقدنا، بعضه قد تود زيارته لكن إن زرته فتأكد من إيجادك وسيلةً مناسبةً لاسترداد حقك والدفاع عن نفسك لأنك ربما لن تجد هناك كلمةً أعلى من كلمة المجرمين وسلطةً تحجمهم، أما البعض الآخر فلن تود زيارته على الإطلاق.

مدن الجريمة : أشهر مدن العصابات والجرائم حول العالم

شيكاغو

بالطبع تتصدر شيكاغو قائمة أخطر مدن الجريمة عبر العالم وأكثرها عنفًا وجريمة وتلك الأقوال لم تأتِ هباءً وليست مجرد إشاعات، وإنما هي الحقيقة التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية بأن عاصمتها الحقيقية هي نيويورك أما من ناحية الجريمة فشيكاغو تتفوق على نيويورك حسب إحصائيات الأعوام الماضية لتصبح هي عاصمة الجريمة الأمريكية بلا منازع، رغم قلة عدد سكان شيكاغو والذي يكاد يصل إلى ثلث عدد سكان نيويورك فحسب إلا أنها بمثابة بؤرةٍ للجرائم والعصابات والمافيا تنطلق منها العمليات الإجرامية لما حول القارة كلها، إن محاولة السيطرة على عالم الجريمة الأسود الموجود في شيكاغو والنجاح فيه قد يؤهلك لتصبح إمبراطورًا من أباطرة الجريمة وأحد رجال المافيا وهو يقارب ما فعله رجل المافيا الشهير آل كابوني والذي حصل على الكثير من سلطته وقوته بالسيطرة على العصابات الإجرامية والعالم الأسود الذي لم يكن بحاجةٍ قط لأن يستتر بجنح الظلام، الجدير بالذكر والمثير للسخرية كذلك أن أكبر سجنٍ أمريكي موجودٌ بولاية شيكاغو.

مدينة كاراكاس بفنزويلا

وإلى الجنوب قليلًا حيث القارة الأمريكية الجنوبية وحيث أعلى معدلات الجريمة في العالم أجمع، حصلت الكثير من دول أميركا الجنوبية على مكانٍ لها في قائمة أخطر المدن على الإطلاق عبر العالم كله وأكثرها شهودًا للجريمة، ومن المعروف أن أميركا الجنوبية تضم عددًا ضخمًا من تجار المخدرات ورجال الأعمال الذين تتخفى تجارة المخدرات خلف سر نجاح أعمالهم وثرائهم ومن المعروف كذلك أن تلك التجارة المقيتة هي سبب ارتفاع أعداد الضحايا والجرائم عبر القارة كلها، إلا أن بعض المواطن تكون أكثر من غيرها، كاراكاس عاصمة فنزويلا على سبيل المثال تأتي لتحقق عددًا ضخمًا ومرعبًا من الجرائم، لسنا بحاجةٍ لذكر الإحصاءات والدراسات التي تحدد مستوى الجريمة فيها فالشخص العادي بدون أي خبرةٍ أو وثائق سيصيبه الهلع حين تخبره أن عدد الجرائم خلال شهرٍ واحد في هذه المدينة قد يصل للألف جريمة والألف ضحية! وهو ما يستدعينا أن نلتفت إلى تلك الدراسة التي تقول بأن معدل الجريمة فيها يصل إلى 120 جريمة لكل 100 ألف مواطن.

سان بيدرو سولا

ومن كاراكاس إلى جارتها ورفيقتها في درب الجريمة مدينة سان بيدرو سولا في الهندوراس، حين ننتقل إلى دولةٍ يسمح فيها القانون للأفراد بامتلاك خمسة أسلحةٍ نارية كحدٍ أقصى فما النتيجة التي نتوقعها؟ مذبحة! وسان بيدر هي مركز حمام الدم المفتوح في أرجاء تلك الدولة، تنتشر العصابات وتجار ومروجو المخدرات في تلك المدينة بشكلٍ يفوق الحدود وتزدهر أعمالهم الوحشية لدرجة إرهاب وإخافة رجال الشرطة أنفسهم الذين يحرصون على الظهور باللثام خوفًا من أن تنكشف شخصياتهم أمام أفراد تلك العصابات فيصبحوا مطاردين! لا يبدو أن الشرطة في تلك المدينة تستطيع فرض سيطرتها ولا صوت أعلى من صوت زعماء العصابات الذين يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات العلنية ويفرضون ضرائب وإتاوات على سكان المدينة أجمعين باعتبارها مدينتهم! في هذه القائمة في الطبيعي تأتي سان بيدرو بعد كاراكس في معدلات الجريمة إلا أن بعض الأعوام تصبح كارثيةً بمعنى الكلمة كعام 2013 الذي انتشرت فيه الجريمة بمعدل 187 جريمة قتل لكل 100 ألف مواطن وهو ما قدر بحدوث جريمة قتل كل ساعة في تلك المدينة!

مقديشو بالصومال

وللقارة السوداء وتحديدًا لأكثر مكانٍ فيها إثارةً للفساد والعجب والفوضى، للصومال حيث المجاعة والجريمة والفوضى والحروب والفقر والصراع والظلم والقرصنة ولا قوة فوق قوة السلاح، إلى مقديشو ، مدن الجريمة وعاصمة الفوضى الأكبر في إفريقيا حيث أنهكت الحرب أهلها ودفعت الكثير منهم للهجرة والهرب من بلادهم التي انهارت تمامًا من كل النواحي، أما من بقي فيها فتحول لكل جوانب وأنواع الجريمة المختلفة، ويكفي رعبًا حقيقة أن أحدًا لم يستطع الحصول على حقائق دقيقة وثابتة حول الوضع في الصومال أو دراسات وإحصاءات للجريمة فيها، إن مكانًا تحكمه الحرب والجريمة فقط لن يجد من يهتم بوضع إحصاءاتٍ سخيفةٍ بالنسبة إليهم كهذه، يبدو ذهابك عليها كالذهاب لقلب المجهول.

ريو دي جانيرو في البرازيل

واحدةٌ من أجمل المدن السياحية والتي يقصدها الكثير من السياح طوال أوقات العام، لكن إن كنت سائحًا في طريقك إلى ريو دي جانيرو فستحصل على عدة نصائح وتوجيهات تساعدك قدر الإمكان على تجنب مصيرٍ مؤسف وذكرى سيئة ستحملها معك إلى وطنك عندما تصطدم مع أحد رجال العصابات بالخطأ في الطريق، وكالعادة أينما توجد أعلى معدلات الجريمة توجد تجارة المخدرات التجارة الأولى حول العالم كله وسر كل الجرائم والمفاسد في كل الدول، قدمت مدينة ريو دي جانيرو معدلًا عاليًا في الجريمة في عام 2013 والذي تضمن الجرائم الكبرى كالقتل وغيرها بغض النظر عن الجرائم الصغيرة العادية في الشارع ووصل ذلك المعدل لأربعة أضعاف ما وصل إليه معدل الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية بأكملها.

مدينة باستير

بؤرةٌ جديدةٌ من بؤر الإجرام و مدن الجريمة في أميركا الجنوبية إلا أن ما يميز تلك المدينة هذه المرة كونها معبرًا وحلقة وصلٍ هامة لتجارة المخدرات بين أوروبا والولايات المتحدة، وبابًا هامًا من أبواب عبور المخدرات إليها ويبلغ معدل جرائم القتل فيها 130 لكل مائة ألف مواطن، كما أنها من أهم مناطق غسيل الأموال.

ديترويت

من أشهر المدن الأمريكية وتضم بين جنابتها ثلاثة جامعات عالمية وموصى بها يأتي إليها طلابها من جميع أنحاء العالم، إلا أنها من جهةٍ أخرى تحتفظ لنفسها بمركز ثابت ضمن قوائم أكثر مدن الولايات المتحدة خطرًا وأعلى مدن الجريمة حول العالم جريمةً وعنفًا، كان إغلاق العديد من مصانع السيارات في تلك المدينة أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الفقر والبطالة وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات الجريمة بشكلٍ ملحوظ في جميع أنواع العنف.

المجلة الأمريكية لايف واير

قامت المجلة الأمريكية لايف واير في عامي 2013 و 2014 وهما العامان اللذان شهدا أعلى معدلات الجريمة في العالم بوضع قائمة تتضمن أخطر المدن على الإطلاق حول العالم وأعلاها في نسبة الجريمة، كانت القائمة التي وضعتها عام 2014 تتضمن المدن الآتية: سان بيدرو سولا وكراكاس كما سبق أن ذكرنا كانتا في الصدارة بين تلك المدن، والجدير بالذكر أن أميركا الجنوبية حازت على أكثر مدن الجريمة خطورةً وإجرامًا، تلى ذلك مدينة كيب تاون من جنوب أفريقيا تلتها مقديشو وهي إحدى مدن القارة السوداء التي تنضم إلينا مجددًا في هذه القائمة، في كيب تاون المدينة التي شهدت من قبل معدلاتٍ منخفضة من الجريمة إلا أنها في الآونة الأخيرة أي خلال العدة أعوامٍ المنصرمة تصاعدت فيها معدلات الجريمة بوضعٍ جنوني لتشمل كل أنواع وجوانب العنف ما بين قتلٍ وسرقات وتجارة مخدرات واختطاف.

تشاركنا بعد ذلك الشقيقتان أفغانستان وباكستان، في أفغانستان كانت مدينة كابل التي تم وضعها على هذه قائمة مدن الجريمة بسبب عدم الاستقرار السياسي وانتشار المظاهرات والحركات المتمردة وأتباع حركة طالبان، كما انتشرت التفجيرات الانتحارية ما أدى بهم إلى الزج بها في هذه القائمة، وبجانبها كانت كاراتشي في الباكستان التي فاقت في معدلات جريمتها دولًا أكبر منها مساحةً وتعدادًا سكانيًا بأضعاف المرات، وأدى الارتفاع في معدلات جرائمها إلى انتشار القتل فيها وظهور ظاهرة القتلة المأجورين على الدراجات النارية وهي أكبر مظاهر العنف والجريمة في تلك المدينة، حيث يتم تأجيرهم لقتل أهدافٍ محددة ويتقاضون أجرهم على ذلك.

وعودةً إلى الأمريكيتين تشارك المكسيك في ركب مدن الجريمة الخطيرة حول العالم بمدينة أكابولكو، رغم جمالها وبهائها وأماكنها السياحية ومتاجرها بماركاتها العالمية إلا أن موقعها الاستراتيجي كان لعنةً عليها، كغيرها من المدن التي تكوّن موقعًا استراتيجيًا مهمًا للعبور إلى الولايات المتحدة الأمريكية فهي تصبح فرصةً يسارع تجار المخدرات لانتهازها، لكن مدينةً كهذه كان التنافس عليها حمام دم، كانت شواطئها في أحد الأيام موانئ فاخرة ومشرفة، إلا أن الصراع الدامي الحامي بين العصابات وتجار المخدرات على أرضها جعل مظهر الجثث مقطوعة الرأس أمرًا مألوفًا لسكانها، مجرد خلافٍ آخر بين عصابتين لا أكثر!

جنوبًا في البرازيل كانت مدينة ماسيو التي بدأ الكوكايين بالازدهار فيها وأصبح سمةً رئيسيةً لتلك المدينة، وأينما وجد الكوكايين وجد صراع السلطة للتربع على عرشه الأبيض، ما يزيد من معدلات الجريمة بوحشيةٍ فيها والأكثر تميزًا في عصابات ماسيو أنها تحرص على الزج بكل مواطنين المدينة في تجارة المخدرات والتكوينات العصابية، ثم شمالًا للولايات المتحدة الأمريكية حيث ولاية نيو جيرسي التي تصدرت قائمة أفقر ولايات الولايات المتحدة الأمريكية وأكثرها فسادًا وتمردًا، تزايد فيها معدل البطالة والفقر والجهل وتجارة البشر والمخدرات وأعمال العنف والفساد بين الشرطة قبل العصابات ما جعل للعصابات كلمةً مسموعةً فيها.

مدنٌ أفسدتها الحرب

وهنا قائمةٌ بمدنٍ لربما لم يخطر ببال أهلها وسكانها أن يزج بهم يومًا في قائمة أقل مدن العالم أمنًا وسلامًا، بعد التطور والرخاء والازدهار الذي شهدته تلك المدن وعاشه أفرادها أتت عليها نيران الحروب لتأكل الأخضر واليابس وتذرها حطامًا، واتجاهًا بالأنظار إلى سوريا حيث حلب الشامية رمز الحلاوة والنقاء والرخاء والجمال لم تعد كذلك بعد اليوم فصارت كامنةً تحت التراب بينما يعاني أهلوها من الحصار والقصف والمواجهات المسلحة بسبب الحرب الدائرة ونقص الإمدادات والتهجير والأحوال اللا معيشية واللا آدمية فيها، مثلها قبل عدة سنوات عانت بغداد في العراق وصارت اليوم واحدةً من ضمن تلك القائمة، وأكبر وأشهر أعمال العنف فيها هو الاختطاف طلبًا للفدية أيًا كنت، ثم إلى روسيا التي أقامت العالم كله وجمدته دهشةً أمام أفعالها الوحشية والعنيفة واللا آدمية أحيانًا خلال القرن الماضي، وتركت مدنًا مخربةً ودولًا منهارةً وثوراتٍ واحتجاجاتٍ ضدها وضد أفعالها، كانت الشيشان واحدةً من تلك الدول التي ما تزال حتى اليوم تعاني من آثار ما تعرضت له ولا زالت غير مستقرةٍ وجذوة نار الحرب تشتعل فيها من حينٍ لآخر.

من العجيب قدرة مدن الجريمة على تحويل تاريخ الأفراد والدول معًا وتغيير مسار الحياة تغييرًا تامًا، إن الجريمة كما الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

أربعة عشر − 14 =