تسعة مجهول
مجانين دنيبروبتروفسك
الرئيسية » جريمة » مجانين دنيبروبتروفسك : من السرقة إلى القتل وإثارة الرعب!

مجانين دنيبروبتروفسك : من السرقة إلى القتل وإثارة الرعب!

القتل وسفك الدماء ووجود الشر الأزلي دليل على وجود الكثير من المجرمين المجانين ومن أشهرهم مجانين دنيبروبتروفسك ، تعرف في المقالة التالية عليهم.

تعد جرائم مجانين دنيبروبتروفسك أحد أهم الجرائم التي تؤكد على أن الإنسان لم يعد يحمل من الخير ما يجعله قادرًا على العيش في سلام على هذه الأرض، وأن القيم الإنسانية والحب والأخلاق وكل الصفات الجميلة لم تعد سوى شعارات تصلح للكتابة في القصص أو التجسيد في الأفلام، فالجنون، الذي يدفع ثلاثة أشخاص إلى اصطياد إحدى وعشرين ضحية من البشر في شهرٍ واحد، بالطبع ليس جنونًا عاديًا نابع من عقل سوي، هذا بخلاف الطرق التي تمت بها هذه الجرائم، والتي تقول ببساطة أن مجانين دنيبروبتروفسك ليسوا بشر عاديين بالمرة، وإذا كنتم تعتقدون أن ثمة مبالغة فيما سبق فدعونا نتعرف في السطور الآتية على قصة مجانين دنيبروبتروفسك بالتفصيل.

من هم مجانين دنيبروبتروفسك ؟

مدينة دنيبروبتروفسك

قبل أن نتحدث عن مجانين دنيبروبتروفسك يجب علينا أولًا التعرّف على مدينة دنيبروبتروفسك، وهي ببساطة مدينة أوكرانية عادية، تحتل المرتبة الثالثة من حيث الأهمية، ولا تمتلك أي معالم سياحية أو أثرية أو حتى فريق رياضي قوي يُمكن أن نقول أنها قد اشتهرت من خلاله، فهي كما أسلفنا مجرد مدينة عادية تشتغل بالزراعة وتهتم بتربية الماشية، بالرغم من أن الطابع المدني يغلُب عليها، لكن، في عام 2007، ظهر فيها ثلاثة شياطين جعلوا منها المدينة الأشهر في أوكرانيا بل والعالم بأكملها، وقد عُرفوا فيما بعد باسم مجانين دنيبروبتروفسك.

بداية مجانين دنيبروبتروفسك

بدأت جرائم مجانين دنيبروبتروفسك في مايو 2007، أما مجانين دنيبروبتروفسك أنفسهم فقد بدئوا حياتهم الغير عادية مطلع القرن الحادي والعشرين، وتحديدًا عندما بدأ كل شخص منهم في عقده الثالث، ويمكن القول أن توحد الهوس والجنون كان سببًا في اجتماع هؤلاء المجانين الثلاثة، فقد كانوا يحملون فكرًا واحدًا مُتطرفًا عنيفًا، يرون أن الدموية والعنف هما الطريق الوحيد للمتعة، وأن قتل الأشخاص وسرقة أموالهم ليست جريمة بقدر ما هي وسيلة للترفيه، والحقيقة أنهم حاولوا في البداية جعل الأمر يقتصر على السرقة والتعذيب فقط إلا أنهم لم يتمكنوا من كبح جماحهم وعطشهم الشديد للدماء، فبدأوا سويًا طريق القتل لمجرد القتل.

المجانين وتزايد الجنون

على مدار ستة أشهر، بدأت في نوفمبر 2006، حاول مجانين دنيبروبتروفسك الاكتفاء بقطع طرق مدينة دنيبروبتروفسك وسرقة المُسافرين والسكان والأطفال والكبار والرجال والنساء، كانوا يسرقون أي شيء من أي شخص، حتى أنهم كانوا يلقون بأكثر من نصف تلك المسروقات بعد سرقتها لعدم حاجتهم إليها، وبالطبع عندما يتعلق الأمر بأشخاص مثل مجانين دنيبروبتروفسك فلا تسأل لماذا أو كيف.

أخذ جنون البلهاء الثلاثة مُنعطفًا جديدًا مع اقتراب انتصاف عام 2007، وتحديدًا نهاية شهر مايو، حيث قرروا مع سرقة المُتعلقات سرقة أشياء أخرى أثمن بكثير عند أصحابها الأصليين، ببساطة، لقد قرروا سرقة أرواحهم أيضًا.

القتل عادة حسنة

كان مجانين دنيبروبتروفسك يعتبرون القتلة مجرد عادة، اعتادوا عليها فلم يتمكنوا من الإقلاع عنها، حتى أنهم قد قتلوا أكثر من عشرين شخص في شهرٍ واحد، والواقع أنه إذا كان القتل بدون سبب جنون فإن ما كان يفعله المجانين الثلاثة بالضحايا بعد قتلهم هو أقصى درجات الجنون بلا شك.

كان مجانين دنيبروبتروفسك يشرعون في القتل مع انتصاف الليل، حيث كانوا ينصبون كمائن تقليدية لضحاياهم، كأن يقوم شخص منهم مثلًا بادعاء الإغماء في منتصف الطريق، فيضطر الضحية المسكين إلى التوقف للاطمئنان عليه، فيقوم الاثنين المُتبقيين بالهجوم عليه وضربه على رأسه بمقبض من الحديد لإفقاده الوعي، ثم تبدأ بعد ذلك وصلة من الجنون.

أسوأ من القتل

كان التمثيل بالجثث بعد القتل أمر أمتع من القتل نفسه بالنسبة لشرذمة مجانين دنيبروبتروفسك، لذلك كانوا يحرصون أولًا على إفقاد الضحية الوعي، ثم يقومون بجرّها إلى مكان نائي مهجور، يحدث فيه الاستمتاع بتشويه الجثة والتمثيل بها، والذي يبدأ عادة بنزع العينين وقطع الأذنين وتوسيع فتحة الأنفين وقطع العضو الذكري، وكلها بالطبع أفعال جنونية لا يُقدم عليها إلا شخص معتوه، فما بالكم بثلاثة معاتيه واسمهم مجانين دنيبروبتروفسك.

بداية السقوط

إن أغرب ما قد تسمعه فيما يتعلق بقصة مجانين دنيبروبتروفسك أن أحدًا من المجانين الثلاثة لم يلتفت أبدًا إلى ما يُسمى بالبصمات والأدلة والشهود، في الحقيقة لم يُعيروا انتباه أصلًا إلى الشرطة الأوكرانية وإمكانية القبض عليهم في أي وقت، كانوا يتهاونون بهم، وكما يُقال، عند التهاون يبدأ السقوط.

في الخامس والعشرين من يوليو عام 2007 كان مجانين دنيبروبتروفسك على موعد مع جريمتهم الأخيرة، والتي كان ضحيتها بكل أسف رجل سبعيني، اقتادته خطواته العثرة إلى موضع تواجد المجانين الثلاثة، والذين لم يبقوه دقيقة واحدة فور مروره من الفخ الذي نصبوه مسبقًا، حيث قاموا بمباغتته وقتله بنفس الطريقة الوحشية التي كرروها مع كل ضحاياهم، لكن، هذه المرة، ولسوء حظهم، ارتكبوا خطأ فادح تسبب في سقوطهم وإنهاء اسطورة مجانين دنيبروبتروفسك.

سقوط المجانين

كما أسلفنا، جاء سقوط مجانين دنيبروبتروفسك بسبب خطأ ساذج منهم، فبعد أن قاموا بتنفيذ جريمتهم الأخيرة وقتلوا العجوز ومثلوا بجثته قاموا أيضًا بالتقاط الصور التذكارية معه، مع جثته تحديدًا، والغريب أن أحدهم قد قام برفع هذا الصور على البريد وأرسلها إلى أصدقائه، وبالطبع نحن نعرف ما يُمكن أن يحدث بعد خطأ ساذج كهذا، أجل، تم القبض عليهم وزج بهم في السجن بانتظار المُحاكمة.

مُحاكمة مجانين دنيبروبتروفسك

لم تكن مُحاكمة مجانين دُنيبروبتروفسك مُرهقة للقائمين عليها، فالواقع أنهم لم يُنكروا أي تهمة من التهم الموجهة إليهم، بالعكس، لقد ساهموا في العثور على جثث ضحاياهم المفقودة، وأرشدوا الشرطة إلى أماكنها، ولم تمضي إلا أشهر قليلة حتى جاء الحكم عليهم بالسجن مدى الحياة، وقد يتعجب البعض من عدم إعدامهم بالرغم من كل هذه الجرائم، لكن الإجابة ببساطة تكمن في تقرير الفريق الطبي، والذي أوصى بتخفيف الحكم بسبب كون هؤلاء الفتيان الثلاثة غير سوين نفسيًا بمعنى أدق، مجانين.

لماذا كل ذلك؟

هناك أمر في قضية مجانين دنيبروبتروفسك يستحق التعجب أكثر من الحكم، وهو مبررات هؤلاء الشبان الثلاثة لكل هذه الجرائم التي ارتكبوها، حيث قالوا صراحة أنهم فعلوا كل ذلك قصد الاستمتاع، تخيل عزيزي القارئ أن هناك من يقتل ويُعذب ويُمثل بالجثث فقط من أجل الاستمتاع وقضاء وقت جيد، هناك من قد يمنع أسرة كاملها من عائلها الوحيد، أو أم وأب من طفلهما الوحيد، فقد من أجل الاستمتاع!، أجل بكل أسف هناك أناس يعيشون معنا على نفس هذا الكوكب ويفعلون كل ذلك، واسمهم، فقط للذكرى، مجانين دنيبروبتروفسك.

محاولات قتل مجانين دُنيبروبتروفسك

هناك الكثير بالطبع ممن لم يُعجبهم الحكم الذي صدر بحق مجانين دُنيبروبتروفسك الثلاثة، وهم تحديدًا ذوي ضحاياهم، الذين فقدوا أطفالهم أو آبائهم، وهؤلاء بالطبع لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام حكم المحكمة الذي اعتبروه غير مُنصف بالمرة، لذلك خطط بعضهم إلى قتل مجانين دنيبروبتروفسك أثناء وجودهم في المستشفى، بل ومنهم من حاول قتلهم في السجن أيضًا، لكن كل هذه المحاولات لم تفلح، ولا يزال مجانين دنيبروبتروفسك الثلاثة على قيد الحياة حتى الآن يُذكرّون أوكرانيا وشعبها بالنقطة السوداء الأكبر في تاريخهم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

4 × واحد =