تسعة مجهول
لاري جونسون
الرئيسية » غرائب » لاري جونسون : فتى فُقد ثم أصبح يرسل استغاثات من كل مكان!

لاري جونسون : فتى فُقد ثم أصبح يرسل استغاثات من كل مكان!

لاري جونسون هو طفل أمريكي اختفى هو ووالده في عام 1937، لكن الأغرب هو أن توقيت الحادثة صاحب انتشار رسالات استغاثة على كل أجهزة الاستقبال الموجودة بفرجينيا.

حظيت حادثة اختفاء الطفل الأمريكي لاري جونسون بشهرة وانتشار واسعين، وذلك بسبب الملابسات الغريبة التي صاحبت حادثة الاختفاء تلك، بدايةً من المكان الذي ادعى أنه قد فُقد فيه مرورًا بنداءات الاستغاثة التي أُرسلت لكل أجهزة اللاسلكي في وقت واحد وانتهاءً بالأمر الأكثر غموضًا وهو استمر توسلات هذا الطفل مدة أسبوع كامل، وهو أمر غير ممكن عقلًا بالفعل، لكن الأحداث المُتبقية أكثر غموضًا وغرابة، عمومًا، دعونا في السطور الآتية نتعرف على الطفل صاحب القصة الغريبة لاري جونسون ونعرف كيف جرت الأمور معه منذ الاختفاء وحتى فقدان الأمل.

هل فٌفد لاري جونسون إلى الأبد فعلاً؟

من هو لاري جونسون؟

بكل أسف، لا أحد يعرف هوية هذا الطفل، فبداية التعرّف عليه كانت عند وقوع الحادثة، لكن إن صحت الإشارات التي كان يُرسلها باستمرار فهو لاري جونسون، طفل في الحادية عشر، يعيش في مقاطعة فرجينيا، واسم والدته، ماري، وبالرغم من أن البحث عن هذه المواصفات لم يُسفر عن أي شيء إلا أننا لا نملك سوى الأخذ بها، لأنه لا يُمكن عقلًا أن يُقدم طفل في الحادية عشر على الكذب وهو في هذا الوضع الصعب.

الأمر الآخر الذي استخلصته الشرطة من حديث لاري أنه كان طفلًا لعائلة سرية، لأننا نتحدث عن شخص يمتلك سيارة في عام 1937، لكن الأهم من لاري بالطبع هو المأزق الذي وجد نفسه فيه دون أي مُقدمات.

مازق لاري جونسون

على حسب أقوال لاري، فإنه كان يستقل السيارة مع والده جونسون، وفجأة، على طريق نيومكسيكو السريع، انحرفت السيارة عن مسارها وسلكت طريق الجسر حتى بدأت في التأرجح دون أن تترك أي إصابات، لكن، ولأن قدرهما أن يعلقا بهذا المكان، تراكمت كتلة من الصخور على مكان السقوط وأغلقت مكان الخروج، ولم لاري ووالده قادرين على التحرّك، وربما الآن يدور في أذهانكم السؤال المنطقي بعد التعرّف على كل هذه التفاصيل، ما الذي كان يفعله لاري ووالده المُقيمين في فرجينيا على طريق نيومكسيكو السريع؟

أسباب الرحلة

لاري جونسون لم يغفل ذكر سبب الرحلة بعد أن ذكر أسباب السقوط، فقد قال بوضوح أنه كان يُصاحب والده في رحلة إلى نيومكسيكو من أجل صيد الأرانب البرية، وهذا ربما ما يؤكد على انتماء لاري إلى أسرة ثرية، فقيادة سيارة، والذهاب في رحلة لصيد الأرانب البرية، أمر ليس عاديي بالتأكيد ولا يُمكن لأي شخص، يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1937، فعله، عمومًا، وبعيد عما حدث في طريق الرحلة وأسبابها، بعد أربع ساعات بدأ مأزق الطفل لاري في التفاقم.

المأزق الجديد

بعد أربع ساعات من النداءات المُتكررة بدأت نبرة الطفل لاري جونسون تتغير إلى الأسوأ، فقد بدأ على صوته التهدج والتوتر والخوف الشديد، كيف لا وهو يزعم أن والده قد فقد الوعي!

قال لاري في إحدى النداءات أن والده شعر بضيق تنفس فجأة ثم أغمض عينيه ولم يفتحه ثانية، رجح لاري بخوف أن يكون والده قد مات، لذلك بدأ النداء يأخذ شكل التوسل، وكأنه يقول أنقذوني قبل أن ألحق بأبي، عمومًا، كانت معلومات لاري لا يُمكن أن تدل على شيء، فقد تم تمشيط جسر نيومكسيكو بالكامل دون وجود أي آثر لحادث، كما أن لاري كان يذكر فقط سيارة حمراء دون أن يذكر أي تفاصيل عن نوعها وحجمها، وبالطبع يُمكن تفسير ذلك على أنه مجرد طفل لا يعرف بعد يهذه الأمور، لكن، لا يوجد أي تفسير منطقي لأن تستمر نداءات الطفل لأسبوع كامل بلا انقطاع.

انقطاع البث

بعد أسبوع كامل على اختفاء لاري جونسون وبداية النداءات انقطع الاتصال أخيرًا، وبالطبع أنتم تعرفون الأمر الطبيعي الذي أدى لقطع الاتصال، وهو موت لاري ولحاقه بأبيه، مات دون أن يُستدل على مكانه أو تُعرف هويته وما حدث له بالضبط، لكن، بدأت الشرطة تتريث وتستعيد شريط الحادثة كي تتمكن من استيعاب التفاصيل الصادمة التي تلقتها على مدار الأسبوع الذي استغرقه الحادث، وكانت مع كل طرف خيط تُصاب بذهول كبير مما اكتشفته.

كيف استمر الطفل؟

السؤال الأول الذي قد يُبادر به الجميع عند سماع قصة لاري جونسون هو كيفية استمراره على قيد الحياة مدة أسبوع كامل؟ بالرغم من أنه قد حُبس في مكان لم يستطع الخروج منه، وبالتأكيد التنفس والتحرك كانا أمرين في غاية الصعوبة، إضافة إلى عدم وجود طعام، إذًا، هناك ما جعل لاري يستمر كل هذه المدة.

رجح بعض الصحفيين والمُحققين والمُتعمقين في الأمر أن يكون لاري قد استعان بعلبة الطعام التي كانت موجودة داخل السيارة، بمعنى أدق، لقد افترض هؤلاء أن لاري ووالده قد أخذا معهما ما يكفيهم من طعام، لكن لاري وحده من استفاد بهذا الطعام، لأنه ببساطة قد تمكن من البقاء على قيد الحياة، لكن الطعام بالتأكيد لا يُمكن أن يظل للأبد، فقد نفذ في يومين أو ثلاثة مما جعل لاري يواجه الموت ببساطة، والواقع أن هذا الافتراض مبني في الأساس على عدة افتراضات أيضًا، أي أنه، وببساطة شديدة، لا يُمكن الأخذ به يقينا.

كيف تواصل الطفل مع الشرطة؟

هل لاحظتم شيء منذ بداية حديثنا يتعلق بأمر غير مُمكن عقلًا؟ أجل، نحن نتحدث عن كيفية تواصل لاري جونسون مع الشرطة عن طريق الهاتف أو جهاز لاسلكي لمدة أسبوع كامل! أليس من الطبيعي أن ينفذ الشحن من هاتين الوسيلتين بعد يومين على الأكثر، إذًا كيف يفعلها الطفل؟ من أين كان يحصل الكهرباء التي تسمح بتشغيل وسيلة الاتصال، عمومًا، لا داعي للتفكير في الخيار الثالث الذي تتوقعونه الآن، فقد تم التفكير به بالفعل، وتم الجذم بأنه لا وجود لطفل ضاع ومات والده، وإنما كان الأمر مجرد مزحة.

هل كانت مزحة؟

هناك من يدعي أن أمر لاري جونسون برمته ليس سوى مجرد مزحة لعينة من طفل حاذق، واستندوا في ذلك إلى كل شيء تقريبًا، فكل ملابسات هذه القضية يمكن اعتبارها أدلة على عدم وجود هذا الأمر برمته، بداية من الطفل الذي تمكن من الصمود دون طعام أو شراب مدة أسبوع، مرورًا بحصوله على وسيلة اتصال تعمل على مدار أسبوع دون وجود أي طريقة شحن لها، انتهاءً بقدرة طفل صغير كهذا على التماسك وسط هذه الأجواء والتحدث مع الشرطة، ببساطة شديدة، لقد اعتبر هؤلاء أنهم قد تعرضوا لعملية خداع ومزحة غير لطيفة من طفل غير لطيف.

النهاية الرمادية

لا يمكن وضع نهاية لقصة لاري جونسون بخلاف النهاية الرمادية، فلم يستطع أحد التثبت من أي شيء حتى الآن، ولا يُعرف حقيقةً هل كان هناك وجود لطفل في مأزق أما أن ثمة طفل حاذق وضع الشرطة بأكملها في مأزق، عمومًا، أصدرت الحكومة بعد هذه الحادثة قرارًا بإنشاء محطات تتبع أي إشارة لاسلكية في أماكن كثيرة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة + 14 =