تسعة مجهول
عائلة ألكسندر
الرئيسية » جريمة » عائلة ألكسندر : تعرف على العائلة الأغرب في التاريخ

عائلة ألكسندر : تعرف على العائلة الأغرب في التاريخ

عائلة ألكسندر الألمانية حازت شهرة كبيرة جدًا بسبب الغموض الذي التصق بالعديد من أفرادها، إليك القصة الكاملة لعائلة ألكسندر التي قد تفوق الخيال.

تُعتبر عائلة ألكسندر من أغرب العائلات التي تناوبت على ألمانيا، بل العالم بأكمله، وذلك لما قامت به من أفعال أقل ما يُقال عنها أنها أفعال جنونية، كان أهمها تلك الجريمة الغير منطقية بالمرة، والتي قام بها أحد أبناء العائلة بحق والدته وإخوته، لكن الشيء الأغرب في هذه العائلة هو التزام ما بقي منها حتى الآن بتقاليدها من انعزال عن المجتمع والتقليل الدائم من شأن الآخرين واعتبارهم مجرد كائنات تابعة للشيطان وتملؤوها الأخطاء، فمن هي عائلة ألكسندر، ولما تُعد أغرب عائلة في التاريخ، هذا بالضبط ما سنعرفه من خلال السطور التالية.

عائلة ألكسندر الأغرب في العالم

بداية عائلة ألكسندر

كانت بداية عائلة ألكسندر في درسدن، قبل أن تنقل بعدها إلى هامبورج بألمانيا، وقد كانت تلك العائلة المجنونة نتاج تعليم مجنون تلقاه رب الأسرة المجنون هارالد ألكسندر على يد مجنون آخر يُدعى جورج ريهل، وقد كان جورج ريهل مُتطرفًا للغاية، حتى أنه قد نصّب نفسه قائدًا لجماعة تُدعى وربر، كانت ترى أن البشر جميعهم أشرار، وأنه لا خير إلا فيهم ومنهم.

وربر بالأساس كانت جماعة تابعة لشخص يُدعى الراهب يعقوب وربر، لكن هذه الجماعة لم تلق أي رواج لا على يد جورج ريهل أو يعقوب وربر، اللهم إلا عندما ادعى جورج ريهل النبوة، لكنها في المجمل لم تجد من يتبعها أو ينتهج نهجها، ولو لم يظهر التلميذ النجيب هارالد ألكسندر لاندثرت للأبد، لكنه ظهر، وكان بكل أسف تلميذًا نجيبًا للغاية.

هارالد ألكسندر التلميذ النجيب

تعلم هارلد ألكسندر على يد جورج ريهل، حيث تشبع بمعتقداته وأخذها على المجمل وورثها لعائلته، والتي لم تُبدي أية اعتراض على كل ما يقوله، وخاصةً زوجته داغمار وابنته مارينا، واللاتان كانتا مقتنعتين به للغاية، حتى جاء عام 1954 وحدث الأمر الأكبر والأهم، حيث أنجبا ذكرهما الأول فرانك ألكسندر، والذي نعته والده بالنبوة فور ولادته.

كان فرانك مدللًا ومُطاعًا في كل ما يقوله، وكانت هذه هي تعليمات والده الدائمة، حيث أمر كل من في البيت بالإذعان التام لولده الذي كان يعتقد يقينًا أنه نبي من عند رب، فكان فرانك إذا قال أي شيء نُفذ على الفور ودون أي مناقشة، لكن، في وقتٍ ما، طلب فرانك طلباتٍ غير معقولةٍ أبدًا لكنها للغرابة نُفذّت.

جنون عائلة ألكسندر

كل الأشياء الغريبة كانت تحدث داخل هذه العائلة بكثرة، لكن أغرب شيء على الإطلاق كان عندما شعر فرانك عند بلوغه بالتقزز من أجساد النساء خارج العائلة وقرر إفراغ شهوته داخل والدته وشقيقته، والغريب أنه عندما جال بذهنه هذا الأمر صارح والده، والأغرب أن والده لم يُمانع ووافق على الفور، لكن الأغرب والأغرب كان ردة فعل داغمار ومارينا، واللاتان لم يُمنعا أبدًا في تلبية طلبات فرانك ألكسندر، ذلك الطفل الأحمق الذي كان الجميع يظنه نبي.

بدأ فرانك في ممارسة الرذيلة مع والدته وشقيقته، وذلك أمام ناظري والده الذي كان مُستمتعًا بذلك، بل ويُشجع فرانك على فعل ذلك، حتى تطور الأمر إلى مشاركة فرانك فيما يفعله، لتتفشى الرذيلة في جميع أنحاء البيت، لكن هذا كل كان ليمر لو لم يكن هاتين الفتاتين ترقبان ما يحدث أمامهما ويعرفان كل شيء.

فضح عائلة ألكسندر

كان لهارلد ألكسندر طفلتين صغيرتين أنجبهما بعد فرانك، وقد كانت هاتين الطفلتين تجلسان كل يوم لمشاهدة ما يفعله فرانك مع والدتهما وشقيقتهما، ورغم أن العائلة بأكملها كانت مُنعزلة ومنغلقة على نفسها إلا أن الأمر لم يمر على الفتاتين مرور الكرام، بل بدأتا في التحدث أمام زملائهن في المدرسة بما يحدث داخل أروقة بيتهما.

انتشر الخبر من على ألسنة الطفلتين، وأخذ الجميع في التحدث حول هذه العائلة وهذا الطفل الأشقر فرانك، والذي يدّعي أنه نبي من عند الرب، ولم تمضي فترة قصيرة حتى وصل الأمر إلى الشرطة نفسها، وبدا واضحًا أن القبض على هذه العائلة بتهمة الرذيلة والجنون لم يعد سوى مسألة وقت.

هجرة عائلة ألكسندر

عندما شعرت عائلة ألكسندر أن وجودهم في نفس المكان أصبح يُمثل خطرًا شديدًا عليهم قرروا الهجرة إلى مكانٍ لا يعرفهم فيه أحد، مكان يُمكنهم فيه الهرب من قبضة الشرطة الألمانية التي كانت تتربص لهم، فلم يجدوا سوى جزر الكناري ليذهبوا إليها، ثم أقاموا في شقة متوسطة بسانتا كروز.

سكان منطقة سانتا كروز شعروا منذ الوهلة الأولى أن الجيران الجدد ليسوا طبيعيين بالمر، فهم منعزلين بصورة غريبة، ولا يخرجون من بيوتهم إلا قليل، وفي نفس الوقت كانوا منزعجين منهم ومن الأصوات التي كانوا يصدرونها عند صلاتهم وترتيلهم، لكنهم مع الوقت اعتادوا على ذلك وظنوا أنهم مجرد أشخاص مُتدينين للغاية.

كانت عائلة ألكسندر تنفق على نفسها من خلال الفتيات، واللاتي كن يعملن كخادمات في البيوت المجاورة، أما فرانك أيضًا فقد عمل كاتبًا بأحد المطابع، في حين ظل الأب مُنغمسًا في جنونه، أو ما كان يظنه عبادته.

عائلة ألكسندر وذروة الجنون

ربما كان من الممكن أن يمر كل مضى على أنه مجرد هوس ديني وتعنت شديد، لكن ما حدث في الثاني والعشرين من ديسمبر لا يمكن اعتباره كذلك، حيث ذهب الأب ظهر هذا اليوم إلى المنزل وطلب من صاحبه رؤية ابنته، والتي كانت تعمل كخادمة فيه، وبالفعل التقى بها وأخبرها ما جعل الطبيب يفقد جنونه، وهو أنه هو وأخيه فرانك قد قتلا والدتها وإخوتها ويُريدانها أن تعرف بالأمر.

الأدهى من ذلك كان ردة فعل الفتاة، والتي لم يظهر عليها أي تغير يذكر، فما كان من صاحب البيت، الذي رأى أخيرًا آثار الدماء على ثوب فرانك وأبيه، إلا أن اتصل بالشرطة لإلقاء القبض على هؤلاء المجانين.

القبض على عائلة ألكسندر

وصلت الشرطة سريعًا إلى شقة عائلة ألكسندر، والغريب أن أحدًا منهم لم يُفكر في الهرب، وكأنهم لم يرتكبوا جريمة قتلٍ للتو، والتي اكتشفت الشرطة فيما بعد أنها ليست جريمة قتل عادية أبدًا.

كانت شقة عائلة ألكسندر مصبوغة بأكملها بالدماء، فلم يكن هناك مكان بلا دم، أما جثث الأم وابنتيها فكانت مُقطعة إلى أجزاء صغيرة، وقد تم جزّ الثديين والأعضاء التناسلية بصورة بشعة، ببساطة، لقد كانت الشقة، أو مسرح الجريمة بمعنى أدق، عبارة عن فوضى كبيرة مُقززة، والغريب أن الابن فرانك لم يشعر بالخجل أبدًا وهو يقص كل ذلك على المحقق.

نهاية عائلة ألكسندر

من حسن حظ هذه العائلة، وخاصة الأب والابن، أنهم كانوا مُنغمسين في الجنون، وربما كان هذا السبب الرئيسي في عدم إعدامهم والإلقاء بهم في مصحة عقلية، ولكم أن تتخيلوا أنهم لم يندموا أبدًا على جريمتهم تلك وظلوا مقتنعين أن ما فعلوه كان صائبًا للغاية، وأنه لا يُمكن بأية حال تفويت ساعة القتل الذين كانوا بانتظارها جميعًا، بما فيهم الأم وابنتيها المذبوحين، والأغرب من كل ذلك هو موقف الابنة التي بقيت تساند أبيها وشقيقها وتتهم كل من حولها بالجنون لأنهم يؤذون النبي فرانك، وبمرور الوقت نسي الجميع عائلة فرانك، إلا أن التاريخ لم ينسى أن يُخلدها كأغرب عائلة في العالم.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × خمسة =