تسعة مجهول
شيطان جيرسي
الرئيسية » اسطورة » شيطان جيرسي والقصة الكاملة للشبح البحري الأشهر

شيطان جيرسي والقصة الكاملة للشبح البحري الأشهر

شيطان جيرسي واحد من الأشباح البحرية الأسطورية، نتعرف على السطور المقبلة على هذا الوحش الغامض الذي تتناقل الأجيال القصص عنه.

هل سمعت في يوم من الأيام عن شيطان جيرسي ؟ كان الساحل الأطلنطي للقارة الأمريكية دومًا محط أساطير وعجائب حملها لنا التاريخ الشعبي عبر القرون، لكن أغرب وأشهر الأساطير كانت بولاية نيوجيرسي التي لم يجد أهلها لأسطورتهم اسمًا إلا أن يطلقوا عليه شيطان ولايتهم، شيطان جيرسي يعود للأيام التي كانت فيها ولاية نيوجيرسي مستعمرةً إنجليزية، وجاء الإنجليز ورحلوا وبقيت الأسطورة على حالها، لا أحد يعرف إن كانت مجرد أسطورة من الفلكلور الشعبي أم أنها حقيقة لكن الواقع يقول أنها مخيفة بما فيه الكفاية لكل من يعيش هناك، وأنها لو لم تكن حقيقية فإذًا هي إسقاطٌ وتجسيدٌ لأسوأ مخاوف الإنسان وكوابيسه، أن يكون الشخص غير مرغوبٍ ولا محبوبٍ ولا صاحب شعبية، وأن تلك الصفات قادرةٌ على أن تصنع من إنسانٍ بسيطٍ عاديٍ وحشًا جاسرًا وحيدًا يجول في الأرجاء ويبث الرعب في القلوب محاولًا أن يخبرهم بمأساته، فيزيد كرههم له ويزيد كرهه لهم، الإنسان كائنٌ معقد ورغم كونه في قمة سلم الرقي فهو قادرٌ على التحول لوحشٍ في أي لحظة، ولكن نعود للأسطورة وكيف جاء شيطان جيرسي لهذا العالم.

شيطان جيرسي والقصة الكاملة للوحش البحري الأشهر

القصة

تقول الأسطورة أن البداية كانت عام 1735م في تلك المنطقة الهادئة الجميلة من القارة الجديدة عندما اكتشفت سيدةٌ بسيطةٌ وأمٌ لاثني عشر طفلًا أنها تحمل في أحشائها الطفل الثالث عشر! لربما كانت لحظة جنونٍ أو ربما حيرة أو ربما غضب لكنها شرعت تنشر الخبر وتشكو حالها مر الشكوى وتبعث بلعناتها وغضبها على طفلها الذي لم تره بعد وهي تقول لكل من يقابلها أنها لم تعد بحاجةٍ لأطفالٍ بعد الآن، وأن هذا الطفل لا مكان له في بيتها بل إن الشيطان يستطيع أن يأخذه ويريحها منه! كلامٌ لحظة يأس وصدمةٍ وغضب لكنها لم تكن تدري أن الشيطان سيسرق طفلها منها بالفعل، جاء الطفل الجديد للعالم بأبشع هيئةٍ ممكنةٍ وأبعدها عن الإنسانية والبشر، جسدٌ أشبه بجسد الكنغارو برأس حصانٍ وقرون خروفٍ وجناحي خفاشٍ وأرجل ماعز، طوله تجاوز طول البشر بشكلٍ مرعب وطبيعته وشكله جعلا الجميع يوقنون بأنه شيطانٌ فعلًا، بعض القصص تقول أنه ولد على هذه الهيئة والبعض الآخر يقول أنه ولد مشوهًا وكلما كبر كلما بدأت ملامحه البشرية في الاختفاء وظهرت عليه أكثر ملامح الحيوانات تلك وصفاتها، عاش لفترةٍ قصيرةٍ في بيت أبويه لكنه بعد ذلك هرب منهم واستوطن غابات الصنوبر ليبدأ الرعب.

بداية الرعب

بدأ شيطان جيرسي يتخلى عن أي صفاتٍ ومعالم آدمية هذا إن كان تبقى له منها شيء وتحولت القصة من مجرد قصة رعبٍ ترويها الجدات قبل النوم لواقعٍ بدأ يهدد الحياة ويأخذ الأرواح، كان النهار جيدًا لا مشكلة فيه لكن الرعب يبدأ ما بعد غروب الشمس ولم يعد الأطفال وحدهم من يروون حكاياتٍ عن شيطان جيرسي لأنهم إن خرجوا لم يعودوا أبدًا، وصار الرجال هم من يحكون ظواهر ومشاهد وأصواتًا غريبةً ومرعبةً في الليل، يخرج الشيطان فيسرق الكلاب والماشية والأوز والقطط وأحيانًا يسرق الأطفال، كثيرًا ما وجدوا بعضًا من الحيوانات التي سرقها تعود إليهم لكن لم يحدث قط أن يخطف طفلًا فيعود لأهله ثانيةً، انتشرت حكاياتٌ أنه قادرٌ على التسبب في جفاف حليب الأبقار بالنفخ عليها وأنه يستطيع قتل أسرابٍ كاملةٍ من السمك وهي تسبح في المياه وأصبح يهدد موارد الحياة لكل من يعيشون في تلك المنطقة، الغريب أن ذلك كله حدث خلال 5 سنواتٍ وحسب من ولادة الطفل الذي لم يكن طفلًا وبحلول عام 1740م ضاقت الحال بالجميع ووصل الرعب موصله بالقرويين فرفعوا شكواهم للسلطات يطالبونهم بطرد الشيطان، وادعت السلطات أنهم قاموا بطرده وتخلصوا منه وسيستمر تأثير الطرد لمدة 100 عامٍ كاملة، إلا أنه خلال تلك المائة عام سجل التاريخ عدة مشاهداتٍ قليلةٍ ظهر فيها شيطان جيرسي ثم اختفى ثانيةً، وفي عام 1800م وأثناء جولةٍ تفقدية لأحد القادة في المنطقة رأى كائنًا غريبًا يحلق في السماء فوجه له سلاحه وبحسب أقوال الشهود أنه أصابه به إلا أن الكائن الضخم استمر بتحليقه واختفى دون أثر.

شخصياتٌ كبيرةٌ تشاهده

بعد قصة ذلك القائد بفترة رأى شيطان جيرسي شاهدٌ آخر وهو جوزيف بونابرت شقيق نابليون بونابرت وكان وقتها حاكمًا لإسبانيا، فقال أنه شاهد المخلوق الموجود في مواصفات القصص الشعبية أثناء رحلة صيدٍ في غابات الصنوبر، وبحلول عام 1840م أعلنت السلطات عودة الشيطان ثانيةً يعيث الفساد وينشر الرعب والفزع، وبدأت ماشيتهم وحيواناتهم في الاختفاء ووصل الأمر أن أي طفلٍ كان يخرج من بيته بعد غروب الشمس يختفي، أغلق الناس بيوتهم على أنفسهم وعلقوا المشاعل على أبوابهم لعلها تبعد شيطان جيرسي عنهم، وظلت قصة الشيطان تنتشر وتتناقل بين الناس رغم أن المشاهدات الحقيقية له كانت قليلةً جدًا، حتى جاء عام 1909م حين أعلن الكثيرون عن رؤيتهم له وشاهد المئات منهم آثار أقدامه في غاراته التي شنّها على قراهم، وساءت الأحوال حتى أن المدارس أُغلقت واعتصم الناس في بيوتهم يرفضون الخروج منها ومواجهة الرعب الذي ينتظرهم، وأحد رجال الشرطة يروي أنه في مناوبته الليلية هبط أمامه مخلوقٌ ضخمٌ في الظلام فرفع الشرطي سلاحه وأطلق النار إلا أن المخلوق بسط جناحيه وحلق في السماء واختفى.

ظهورٌ واختفاء

جاءت أوقاتٌ على تلك المنطقة عاش سكانها في هدوءٍ وسلامٍ حتى أنهم بدؤوا يؤمنون بأن شيطان جيرسي مجرد أسطورةٍ لا أكثر، ولو كان موجودًا فأين يختفي كل تلك السنين وما الذي يتسبب في ظهوره ثانيةً، إلا أنه لم تكن هناك أية إجاباتٍ لتلك الأسئلة ولكن الشيطان يظهر فجأةً بالفعل فيثير الرعب والهلع ويقتل ويسرق، ويراه الناس وبدأت الحكايات بالانتشار وبدأ الكثير من الأهالي يروون حكاياتٍ حدثت لهم وجهًا لوجه مع شيطان جيرسي والرعب الذي حمله لهم، فيستيقظون من نومهم ليلًا ليسمعوا صراخه أو يروا ظله أو حتى يرونه هو جاثمًا أمامهم، وبعضهم فقد كلابه أو حيواناته الأليفة على يد الشيطان، وبدأت أخباره في الانتشار ثانيةً وملأت الصحف والجرائد وشغلت الكثيرين وحيرت الشرطة في حالات القتل والاختفاء وآثار الأقدام، إلا أنه فجأة كما ظهر اختفى ولم يسمع أحدٌ عنه! عاد ثانيةً فجأة عام 1927م عندما هبط على سقف سيارةٍ كان صاحبها قد أوقفها بجانب الطريق لتغيير أحد إطاراتها، اختفى ليظهر بعد ثلاثة أعوامٍ في حكايتين متشابهتين بأنه شُوهد يسطو على المزارع ويخرب الثمار والفواكه ثم اختفى ولم يسمع عنه أحدٌ ثانيةً حتى عام 1951م، حسب القصة فظهوره المفاجئ لم يخلف أي ضحايا أو جرحى أو اختفاءات وإنما حاصر شيطان جيرسي مجموعةً من الأطفال لوهلة ثم غادر وتركهم، ظهرت القصة من جديد عام 1960م عندما لم يشاهده أحد لكنهم سمعوا صرخاتٍ وأصواتٍ لا آدميةً تتعالى في الأرجاء بلا مبرر وعادت الأسطورة للحياة من جديد ووضع بعض الأغنياء مبالغ مجزية لقاء القبض على شيطان جيرسي إلا أن أحدًا لم يحصل عليها، المشاهدة الأخيرة لها سُجلت عام 1993م عندما قابله رحالةٌ في غابات الصنوبر وجهًا لوجه وقال أن الشيطان هبط أمامه وظلا لعدة دقائق يحملقان في بعضهما البعض حتى طار الشيطان وغادر، ولم يسمع أحدٌ به ثانيةً منذ ذلك الحين.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

4 × أربعة =