تسعة مجهول
زوجة الأب الشريرة
الرئيسية » غرائب » زوجة الأب الشريرة : زوجات أب كتبن التاريخ الأسود في الاضطهاد

زوجة الأب الشريرة : زوجات أب كتبن التاريخ الأسود في الاضطهاد

زوجة الأب الشريرة ظاهرة طفت على السطح منذ قديم الأزل وكانت زوجات الأب هن أبطالها، حيث ارتكن الكثير من الجرائم المروعة بحق أبناء أزواجهن.

عندما تموت الأم ويتزوج الأب من امرأة أخرى فإن هذا يعني ببساطة أنه يُطلق زوجة الأب الشريرة كالوحش على الأطفال ويفتح بابًا من الجحيم عليهم، ولا نقول إن هذا يحدث دائمًا، لكنه في الغالب يكون الأمر الشائع والمتوقع حدوثه بنسبةٍ كبيرة، والحقيقة أن التاريخ قد سجل الكثير من الحوادث البشعة التي وصلت إلى قتل للأبناء من قِبل زوجات آبائهن، وربما أنتم تتخيلون أن هذا الأمر غير ممكن عقلًا لكن العلاقة المتوترة بين قديم الأزل بين الجبهتين يُمكن أن ينتج عنها أي شيء سواء مُتوقع أو غير متوقع، بل ودعونا لا نذهب بعيدًا بالحديث المُرسل المُفتقر للأدلة ونذكر لكم في السطور القليلة المُقبلة أبرز القصص والحكايات المُتعلقة بهذا الصدد، أو بمعنى أدق، صور حية لقسوة زوجة الأب الشريرة وإلى أين وصلت تلك القسوة، فهل أنتم مستعدون لكشف الستار في السطور القليلة المقبلة عن تلك الظاهرة الخطيرة المُقلقة؟

جحيم زوجات الأب

لا يُمكنك أن تتحدث عن علاقة بين زوجة الأب والأبناء من الأم الأولى ثم تتوقع أن الأمور سوف تسير بخير، ففي البداية أن تضع في حسبانك أنك تتحدث عن شخص جاء ليسرق مكانة شخص آخر، وحتى لو لم يكن الدافع الرئيسي المُباشر هو السرقة فإن الأمر لن يُفهم إلا بهذه الطريقة، المشكلة الحقيقية أن زوجة الأب لا تسرق مكانة أي شخص، بل يُمكن القول أن تلك المكانة تابعة لأغلى مخلوق في الحياة من وجهة نظر الأبناء، إنها الأم، فكيف يُمكنك إذًا حذف مكانتها الكُبرى تلك من خلال زوجة الأب التي غالبًا ما تكون امرأة مُتسلطة ومُستغلة للفرص!

العلاقة بين زوجة الأب والأبناء علاقة متوترة، لكن أحدًا ما لم يكن يتوقع أبدًا أن يصل التوتر بتلك العلاقة إلى الحد الذي تظهر فيه الدماء على يد زوجات الأب، أو بمعنى أكثر توضيحًا، إلى حد القتل، فيُمكننا تقبل الضرب والإهانة وأي شيء آخر لا يتضمن القتل، لكن صدقوا أو لا تصدقوا، لقد حدث ذلك الأمر بالفعل وقامت زوجات الأب بقتل الأبناء بصورة عادية، ولتكن البداية مع المثال الأكثر توضيحًا لذلك الأمر، حيث عائلة جونز وما ألحقته زوجة الأب بالابن.

هيدز جونز، زوجة الأب الشريرة

أولى القصص التي تتحدث عن جحيم زوجة الأب الشريرة هي القصة التي وقعت لعائلة جونز في عام 2015، فهذه العائلة كان قومها الرئيسي أب وأم وابن، وكان الأب رب الأسرة هو مايكل جونز، والذي كأي شخص عادي تزوج بعد وفاة زوجته، لكنه على خلاف الجميع وقع حظه مع الشيطان، فقد تزوج من هيدز جونز، وهي امرأة متسلطة حادة الطباع ولا تعرف الرحمة من قريب أو من بعيد، وإذا كان ذلك الأمر سيضر شخصًا ما فإنه بكل أسف سيكون الابن الوحيد للأب من زوجته السابقة، إنه أدريان جونز، ذلك الطفل الذي لم يتجاوز السنوات السبع.

بعد وفاة والدة أدريان قام الأب بالزواج من امرأة جميلة المظهر فقط تُدعى هيدز، وبعيدًا عن أدريان الآن دعونا نأخذ الأمر من النهاية التي قادت إلى البداية، ففي مارس 2015 قدم الجيران بلاغًا في مايكل جونز وزوجته هيدز جونز بسبب الإزعاج الذي يحدث بسببهما، فقد كان دائمين الشجار، وإذا كُنت ستمنح أحدًا جائزة لكونه كثير وسريع الشجار فإن مايكل وزوجته يستحقان تلك الجائزة بلا أدنى شك، لكن، ما إن دخلت الشرطة البيت للتحقيق في سبب الشجار حتى لُفتت أنظارها إلى شيء آخر بدا يستحق التفكير، وهو اختفاء الابن ذو السبع سنوات أدريان.

أين ذهب الفتى؟

في البداية يجب أن تعرفوا أن الأب وزوجته كانا يمتلكان الشقة بالإضافة إلى مزرعة صغيرة تعج بالخنازير، وبعيدًا عن تلك المزرعة التي سنحتاجها فيما بعد فإن الشرطة عندما شكت في اختفاء الطفل وسمعت إنكار الوالدين وعدم معرفتهما لمكانه أرادت أن تتأكد حقًا من هذا الاختفاء بتفتيش الشقة والمزرعة، فقد كانت أقاويل الأب وزوجة الأب مُثيرة حقًا للشك، لكن الأمر المجنون الذي لم يكن يتوقعه أحد هو العثور على جمجمة صغيرة وبقايا عظام داخل المزرعة، وهنا بدأ الشك يتصاعد ويأخذ اتجاهًا غير مطروق بالمرة.

تحاليل المعمل الجنائي أثبتت أن الجمجمة ترجع إلى الطفل الصغير أدريان الذي يزعم الأب وزوجته أنه قد اختفى قبل أيام قليلة، لكن بالضغط والمواجهة والتقصي اعترفت الزوجة بأنها قد ألقت بذلك الطفل في المزرعة كي يكون طعامًا للخنازير بعد أن ضربته وأفقدته الوعي، وذلك كعقاب له على إزعاجه، عمومًا، قضت المحكمة بإعدام زوجة الأب الشريرة، أما الأب فقد اكتفت المحكمة بسجنه عشر سنوات لعدم ثبات معرفته بالجريمة أو اشتراكه بها.

رينيه كينج، الشيطان في صورة امرأة

قصص زوجة الأب الشريرة لا تتوقف عند القصة السابقة، بل ثمة ما هو أسوأ منها، وإن كانت النهاية واحدة وهي القتل فإن الطريقة التي تقود إلى النهاية لا تُعد واحدة أيضًا، فمثلًا، في قصتنا هذه ثمة فتاة تُدعى ليلى تعيش مع أبيها فقط بعد وفاة والدتها، وفي يوم من الأيام توقف الأب عن المواعدة وقرر أن يجعل الأمر رسميًا في صورة زواج مثلًا، حيث كان يتوقع أنه بهذه الطريقة سوف يجد العون في تربية طفلته الصغيرة ليلى، أو أنه مثلًا سوف يتمكن من إيجاد أم ثانية لطفلته ربما تستطيع تعويضها عن أمها الميتة، هذا ما كان يحلم به الأب وهذا ما لم يحدث أبدًا.

في العشرين من نوفمبر القابع في 2010 تلقت شرطة ماكومب الأمريكية مكالمة تليفونية من الأم رينيه كينج، كانت تبكي، لكن كلماتها كانت واضحة، فهي على الأرجح تطلب الاستغاثة بسبب سقوط طفلة زوجها من يديها وانهمار الدم منها، وعلى الرغم من أن المنطق يجعل رينيه تتصل أولًا بالإسعاف إلا أن الشرطة لم تلتفت لذلك الأمر بل اتصلت بالإسعاف، والتي بدورها وصلت إلى مكان الاتصال فلم تجد الطفلة المُصابة، بل وجدت جثتها في حالةٍ يُرثى لها، ليبدأ الجميع في طرح سؤال واحد، ما الذي حدث لجثة الطفلة ليلى؟

ما الذي حدث للطفلة؟

إذا ما سألنا زوجة الأب رينيه فإن جوابها سوف يظل كما هو، لقد سقطت الطفلة من يدي، لكن مع وجود حالة ارتياب في المكان لم تجد الشرطة بدًا من البحث والتقصي وإحالة الأمر المعمل الجنائي الطبي، والذي أظهر موت الطفلة إثر ضربات كثيرة على رأسها، الأدهى من كل ذلك أن زمن الوفاة الحقيقي كان مُحددًا بساعتين قبل وقت الاتصال، مما يعني ببساطة أن زوجة الأب الشريرة كانت فقط تتلاعب بالشرطة.

التحقيقات الموسعة والأدلة التي تم جمعها جعلت رينيه تعترف بجريمتها فور مواجهتها به، حيث قالت إنها قد رأت الطفلة ليلة مُتسخة فلم تعرف ما الذي تفعله ولم تشعر بنفسها إلا وهي تضربها على رأسها بقضيب حديدي حتى قتلتها، ثم بعد ذلك ابتكرت واقعة السقوط من أجل إلهاء الشرطة، عمومًا، حكم المحكمة النهائي جاء بعد أشهر قليلة من التحقيق، فقد تم الحكم عليها بالسجن المؤبد دون وجود أي احتمالية للإفراج المشروط.

صوفيا ناعوم، شيطانة ترتدي ملابس البشر

في إنجلترا أيضًا هناك مثال آخر صارخ على زوجة الأب الشريرة التي تُسبب الخراب والدمار فكل أسرة تدخلها، وهنا نحن لا نتحدث عن زوجات الأب بشكل عام وإنما الشريرات منهم فقط، فمثلًا صوفيا هذه كانت مجرد ممرضة عادية، وفي يوم من الأيام تم إرسالها إلى منزل دونالد الذي كان مريضًا راقدًا في بيته، وكل ما فعلته الممرضة صوفيا هو دورها الذي من المفترض أن تقوم به دائمًا، معالجة المريض حتى يشفى، لكن صوفيا حامت حول الرجل المريض حتى أسقطته فريسة لا حول لها ولا قوة، ثم بعد ذلك أقنعته بالزواج منها، وهذا ما حدث بعد شهر فقط، وقد كان من الممكن جدًا أن نعتبر ما فعلته صوفيا ذكاء شديد منها، لولا أن الأحداث قد شهدت تواجد روز، الابنة الوحيدة للأب المريض.

لم تكن خطة صوفيا القدوم إلى ذلك البيت ورعاية الرجل المريض وابنته معًا، فهي أصلًا قد فعلت كل ذلك من أجل الجلوس في بيتها معززة مكرمة دون الاضطرار إلى خدمة الناس، لكن ما حدث أن روز كان مجرد طفلة تحتاج إلى رعاية طبيعية تحصل عليها أي طفلة، بيد أن صوفيا بكل ما تملكه من جنون وكره أعطت روز ما لم تحصل عليه أي طفلة فعلًا، لكن بطرق أخرى غير التي ستتبادر في أذهانكم الآن.

روز تذهب هباءً

تمللت صوفيا، زوجة الأب الشريرة، من خدمة الابنة ذات السبع أعوام روز، كان تُريد الجلوس أمام التلفاز وقراءة مجلات الموضة والأزياء، وليس أبدًا خدمة طفلة في السابعة يرقد أبيها طوال الوقت على الفراش بين الحياة والموت، ولذلك، وفي ليلة ضاقت فيها صوفيا ذرعًا بكل شيء، قررت أن تدع حدًا لذلك الأمر وتُنهي حياة أحد الشخصين في ذلك المنزل الكبير، إما روز أو والدها، وقد وقع الاختيار على روز كي تضمن صوفيا التواجد في المنزل بصورة دائمة، فإذا مات الزوج من الممكن جدًا أن تحصل في الأمور أمور وتضطر لمغادرة البيت، ولذلك فإن الرهان الرابح هو موت روز.

في ذلك اليوم الأسود في حياة الطفل المسكينة قامت صوفيا بإقناعها بأنها تمتلك لعبة جيدة لها في الطابق الأرض، وأنها إذا أردت تلك اللعبة فعليها أن تذهب معها إلى هناك وتحصل عليها، وطبعًا أي طفلة في مكان روز سوف تتطاير فرحًا بأمرٍ كهذا وتذهب إلى آخر العالم من أجل الحصول على اللعبة، وبالفعل ذهبت روز وما أن أصبحت بالطابق الأرضي حتى شعرت بضربة شديدة على رأسها جاءت من قضيب معدني ضخم، ثم لم تشعر بعدها بأي شيء نظرًا لكونها ضربة قادت بخرت حياتها في الحال، لكن الأكثر جنونًا أن صوفيا تركت الجثة وكأن شيئًا لم يكن ثم ذهبت وتابعت حياتها وأقنعت الزوج أن الطفلة في رحلة مدرسية، لكن أين ستذهب من العدالة يا تُرى؟ فقد فاحت رائحة الجثة وانتهى كل شيء بالقبض عليها، لكنها قد حصلت على حكم بالسجن مدى الحياة وليس الإعدام، على كلٍ لا تزال تلك المتوحشة بانتظار عدالة السماء، فهي بالتأكيد الأكثر عدلًا ومجازاةً على ما فعلته.

ختامًا، موضوع زوجة الأب الشريرة وكرهها لأبناء زوجها لم يعد موضوعًا نادرًا، فتقريبًا نسبة تزيد عن الخمسين بالمئة قد أصبحن بهذه الوحشية، حتى ولو لم يصل الأمر إلى القتل فالأذية في النهاية موجودة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

20 − ثلاثة =