تسعة مجهول
حجر الفلاسفة
الرئيسية » غرائب » حجر الفلاسفة : مادة تحول المعادن إلى ذهب نفيس وتعطي الخلود

حجر الفلاسفة : مادة تحول المعادن إلى ذهب نفيس وتعطي الخلود

حجر الفلاسفة هو من الأساطير المصرية القديمة التي فتحت قضية الخلود، يمكنه أن يحول المعادن الغير نفيسة إلى ذهب ويتحكم في الإنسان ويجعله غير قابل للموت، ومنذ ذلك الوقت وعلى مر التاريخ، عرض الكثير من الفلاسفة والعلماء وجهة نظرهم عن هذا الحجر.

حجر الفلاسفة يعتبر حجر أسطوري غير موجود على الأرض، ولكن على عكس هذا اعتقد الكثير من الفلاسفة قديمًا ومنهم الفيلسوف العربي جابر بن حيان بوجود هذا الحجر، وإمكانيته لجعل الإنسان حي وخالد، كما يمكن لهذا الحجر أن يحول المعادن الرخيصة إلى ذهب، وأن يكون مادة أساسية في صناعة إكسير الحياة والشباب، والغريب أن هناك الكثير من ملوك العصور الوسطى قد سخروا جيوش كاملة للبحث عن هذا الحجر، أو تحديد علماء يصنعون الحجر نفسه، في هذا المقال سيتم عرض تاريخ هذا الحجر، وكيف تمت بداية الاعتقاد في وجوده، وما هي أهم التأثيرات والتواريخ الحقيقية التي حدثت بناءً على الاعتقاد بوجود هذا الحجر.

ما هو حجر الفلاسفة ؟

حجر الفلاسفة هو مادة خيالية أو أسطورية، بالنسبة إلى العلماء الحاليين فإنهم قالوا أن القدماء كانوا يعتقدون أن هذا الحجر قادر على تحويل الفلزات الرخيصة إلى الذهب، كما يمكن استخدام الحجر في صناعة إكسير يجعل الإنسان يكتسب الخلود، الحجر في الأساس كان أسطورة مصرية قديمة، ولكن الذي أزاد فكرة تحويل الفلزات الرخيصة إلى ذهب هو الكيميائي العربي “جابر بن حيان”، وكان كلامه مبني على نظرية أرسطو أن الحياة تتكون من أربعة عناصر، وقال أن المعدن هو خليط بين العناصر الأربعة، ومن خلال إعادة ترتيب كل عنصر في تركيبة المعدن فهذا الأمر يجعل أي معدن يتحول إلى معدن آخر، ويعتقد البعض أن جابر بن حيان تمكن من تحويل الذهب والفضة إلى سبائك مختلطة ومن ثم استطاع إرجاعهم وفصلهم عن طريق مواد كيميائية خاصة، أيضًا العلماء الآخرين كانوا يرون أن الذهب معدن لا يصدأ ولا يتأثر بالزمن، ولذلك كانوا يعتقدون أنه مثلما كان حجر الفلاسفة أصلة سيء ثم صار نفيس، فاعتقدوا أنه قادر على جعل المعادن بنفس الطريقة.

كتاب حجر الفلاسفة للكاتب “بيتر مارشال”

بيتر مارشال هو واحد من أشهر الباحثين المهتمين بحجر الفلاسفة، وهو مؤلف كتاب “حجر الفلاسفة” الشهير، والذي كتبه خلال رحلاته إلى إسبانيا والهند والصين وإيطاليا وفرنسا ومصر والتشيك، ومن خلال رحلاته قام بجمع الكثير من المعلومات عن الكيمياء القديمة في كل حضارة من تلك الحضارات، والكتاب يجمع مجموعة من أشهر علماء الكيمياء القديمة في الحضارات المختلفة وأفكارهم عن كيفية تحويل الزئبق إلى الذهب، وكان استنتاجه الأخير، أنه لا توجد مادة معروفة إلى الآن يمكنها أن تحول المعادن قليلة القيمة إلى ذهب، إلا أن احتمال وجود حجر الفلاسفة أمر وارد وبإمكانه تحويل معادن غير نفسية إلى معادن أخرى نفيسة.

ومن المثير للاهتمام أن بيتر مارشال ذكر في كتابه: أن رجلًا ذهب إلى عالمًا سويسريا عام 1666، وكان العالم يدعى “جوهان هيلفيتس”، وترك هذا الرجل قطعة صغيرة ادعى أنها حجر الفلاسفة وهو من صنعها بنفسه، فقام العالم السويسري باستخدام هذه القطعة في تحويل كمية صغيرة جدًا من الرصاص إلى ذهب نفيس، ولكن العالم السويسري لم يتمكن يومًا من اكتشاف طريقة صنع هذا الحجر، ولم يقم هذا الرجل الغامض بزيارته مرة أخرى وهكذا ظل لغز حجر الفلاسفة مجهولًا.

خصائص وصفات حجر الفلاسفه

تحويل المعادن الغير نفيسة إلى الفضة أو الذهب ليست الصفة الوحيدة التي يشتهر بها حجر الفلاسفة ، وإنما من صفاته الأخرى، القدرة على شفاء جميع الأمراض المستعصية إن تم استهلاك جزء صغير جدًا من الحجر، بل ويطيل عُمر الإنسان، وإضاءة المصابيح أو إعطاء نور بشكل دائم، وجعل النباتات الميتة تحيا مرة أخرى وتعطي ثمارًا، وتحويل البلورات العادية إلى ألماس، وتحويل الزجاج إلى مواد مرنة مثل البلاستيك.

حجر الفلاسفة في العصور الوسطى

في القرن الحادي عشر كان هناك جدل كبير حول حقيقة حجر الفلاسفة في العالم الإسلامي، وكان هناك بعض الكيميائيين الذين يعتقدون في وجود حجر الفلاسفة ، ولكن كان لابن سينا العالم العربي الشهير رأي آخر، وعارض بشدة نظرية تحويل المواد المعدنية قليلة القيمة إلى ذهب، أما في القرن الثالث عشر فهناك قصة تحكي عن الفيلسوف آلبرت ماغنوس، حيث قيل أنه اكتشف الحجر المزعوم قبل وفاته عام 1280، وأودعه مع تلميذه توماس الإكويني، ولكن ليس هناك أي دليل عن حقيقة هذه الأسطورة في كتابات ماغنوس إلا أن هناك سجل يحكي فيه ماغنوس عن رؤيته لعملية تحويل المعادن إلى ذهب، وعلى مر العصور التالية استمرت الفكرة الشائعة بوجود حجر الفلاسفة إلى أن قام العالم الكبير “أنطوان لا فوازييه” بإنشاء تعريف علمي للعناصر.

حجر الفلاسفة في الفن

ذُكر حجر الفلاسفة في سلسلة أفلام هاري بوتر، والتي تعتبر أشهر سلسلة كتب مبيعًا في التاريخ، كما أن هناك العديد من الروايات والقصص، وأفلام الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو التي تقوم فكرتها على وجود حجر الفلاسفة، مثل فيلم الكارتون “الخيميائي الفولاذي”.

أخيرًا يعتبر حجر الفلاسفة قضية وجودية قيمة، فهو إشارة واضحة عن رغبة الإنسان في الخلود، وتحويل المواد الرخيصة إلى مواد ذهبية تعيش مدى الدهر، مما يجعل القارئ لا ينظر لهذا الحجر أحيانًا على أنه شيء مادي، وحسب بعض الأقاويل، تم ترميز فكرة حجر الفلاسفة إلى أن الخلود ليس في الحياة الجسدية إنما في أشياء أخرى، والقيمة الذهبية يمكن أن تخرج من أسوأ الحالات الإنسانية، ولكن كل هذه النظريات مجرد فلسفية عن حجر الفلاسفة .

الكاتب: أيمن سليمان

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

ثمانية عشر − 14 =