تسعة مجهول
تناسخ الأرواح
الرئيسية » غرائب » تناسخ الأرواح : بين الدين والعلم والحقيقة

تناسخ الأرواح : بين الدين والعلم والحقيقة

تناسخ الأرواح هي ظاهرة يؤمن بها الكثير من أتباع الديانات غير السماوية، في هذه السطور نتعرف ببعض التفصيل على ظاهرة تناسخ الأرواح ومدى إمكانية التحقق منها.

تناسخ الأرواح أمر يجهله الكثيرون منا، وبموجز شديد سنطرح عليكم ما تعني كلمة تناسخ الأرواح؟، وما هي الحقيقة من انتقال الروح من جسد لجسد لآخر؟، فهناك الكثيرون لا يؤمنوا بتناسخ الأرواح، وهناك النقيض من يؤمن به، ومقالنا اليوم هو سرد فقط لما يعنيه التناسخ والشعوب التي آمنت به، وما رأي الأديان السماوية في التناسخ؟، وما رأي العلم فيه؟

تناسخ الأرواح : بين الحقيقة والخيال

تعريف مفهوم تناسخ الأرواح

في بعض الأحيان نلتقي بأشخاص، وبالرغم من كوننا نراهم لأول مرة، فإن شعور بالمحبة أو بالكره يراودنا تجاه ذلك الشخص ولا نعلم لم هذا الشعور لشخص قد نراه للمرة الأولى، ويرجح العلم كون ذلك الشعور نتيجة لتناسخ أرواح أو تناقل أرواح من زمن لزمن، وقد عكف العلماء في العالم الغربي على دراسة عدة ظواهر تؤيد فكرة تناسخ الأرواح أو تنفيها كلياً ونبدأ برأي الدين في التناسخ.

رأي الدين في تناسخ الأرواح (الدين الإسلامي)

اختلف الكثيرون من أهل العلم في كون حقيقة تناسخ الأرواح، وهل لها وجود أم مجرد خرافة من عصور ولت ومضت؟، فهناك العديد من المذاهب الإسلامية من تؤمن بالتناسخ منها مذاهب الطائفة النصيرية والمعروفة باسم العلوية، ومنها المذهب التوحيدي والمعروف باسم المذهب الدرزي ومذاهب شيعية منها النصيريين والإسماعيليين، وقد ذكرت عدة آيات قرآنية في محاولة لتفسيرها من مذاهب غير سنية حقيقة التقمص، وقيل إن بعض التفاسير تؤيد وجود التناسخ إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهناك الكثيرون من أهل السنّة الذين يرفضون تفسير الآيات التي سنسردها لاحقاً على وجود التناسخ في الإسلام، وقد ذكر الإمام الغزالي في مؤلفه كتاب “التهافت” لمن ينكر وجود التناسخ بين الأرواح، وأكد بأن البعث والتناسخ هما بنفس المعنى.

وقد اختلف الكثيرون من أهل العلم بتفسير بعض الآيات التي توجد في سورة البقرة وسورة طه والتي تشير في تفسيرها عند الشيعة إلى وجود تناسخ للأرواح، فمن أيد وجود التناسخ أو فكرة التقمص باعتبار أن الجسد هو مجرد قميص للروح، قد فسر تلك الآيات بوجود تناسخ أو تقمص، ومن لا يؤمن بفكرة التقمص فله تفسير آخر للآيات المذكورة أعلاه، ومن علماء الدين من يتهرب من تفسير تلك الآيات، وكذلك الحال في الأديان السماوية الأخرى، وإليكم رأي الدين المسيحي في التقمص أو تناسخ الأرواح.

رأي الدين المسيحي في تناسخ الأرواح

ذكرت في تفاسير لأهل العلم في الديانة المسيحية لبعض آيات في الإنجيل ما يؤيد فكرة التقمص، وهناك طقوس لتعميد المولود في الكنائس، وهي كما ذكر المعمودية أو الولادة الثانية، وهناك تساؤل يفرض نفسة هل المعمودية هي إيمان بتناقل الأرواح أو تناسخ الأرواح في الديانة المسيحية؟.

وعن رأي الدين اليهودي في تناسخ الأرواح، فهناك العديد من الآيات، كما ورد عن علماء في الديانة اليهودية أن في بعض الأسفار في التوراة قام بعض المفسرون بنسبها إلى ظاهرة تناسخ الأرواح. وإن يكن مؤيداً لفكرة القمص أو عدم مؤيد للفكرة، فإن الثابت هو محاولة لتفسير أمور غيبية لبعض أشياء قد تمر بحياتنا، ومنها ما هو متوارث من عصور مضت ففكرة القمص ليست بحديثة، فقد آمن بها الفراعنة والدليل هو وضع كل ما كان يحبه الميت معه بقبره إيماناً منهم بالحياة الأخرى أو البعث بحسب التفسير كما آمنت به بعض الشعوب والقبائل البدائية في مختلف الشعوب.

ونأتي لرأي العلم في التقمص أو تناسخ الأرواح

هناك العديد من التفسيرات العلمية التي حاولت أن تفسر لماذا يراود الكثير منا بل الجميع من أحداث نظن أنها قد حدثت بالفعل من قبل؟، وعندما نقابل أشخاص ونتصور أننا عشنا عمر معهم وأننا نحبهم أو نبغضهم، ومن تلك التفسيرات تفسير لعلماء فرنسيون في اختبارات لأشخاص مصابين بمرض الصرع، وكان اختيار العلماء لتلك الفئة من المصابين بالمرض لأن مرضى الصرع هم الأكثر ممن تراودهم مشاعر التواجد بالأماكن في أوقات سابقة والمعرفة بأناس لا يعرفوهم من قبل، وقاموا بالتنويم المغناطيسي لهؤلاء الأشخاص لمحاولة معرفة تفسير علمي لتلك الظاهرة المحيرة للجميع، وقد تم تفسير تلك الظواهر بعدة جوانب بعد التجارب العلمية.

تفسير ظاهرة تناسخ الأرواح يوضح حقيقة هذه الظاهرة

فقد رجح البعض أن عدم وصول الدم للمخ من الفص الأيمن للجهة المقابلة أو النصف الأيسر بمعنى نقص في انتقال الدم للحظات، فإن في تلك الثواني المعدودة أو اللحظات القليلة تحدث تخيلات بسيطة يشعر فيها البشر بحدوث نفس الموقف أو تخيلات بنفس الأماكن والأحداث والتي نعتقد أنها قد حدثت من قبل، والبعض الآخر من العلماء فسر تلك الظاهرة البشرية وأرجعه إلى خلل دماغي يحدث فينقل الشخص إلى أحداث قد حدثت في طفولته ويستدعيها العقل للحظات هي أقرب للحقيقة منها للخيال، كما فسر فئة أخرى من العلماء تلك الظاهرة بحدوث اضطرابات كهربية بالمخ، وهذا ما يفسر التجارب على الأشخاص المصابين بالصرع والذين يعانون من اضطرابات كهربية بالمخ تنتج عنها بعض التخيلات اللحظية، كما أن هناك بعض التفسيرات العلمية الأخرى منها ما يلي:

أن سبب تلك الظاهرة هو أن عملية نقل المعلومات التي تمر عبر الشرايين من وإلى المخ، فيحدث أحياناً أن تصل المعلومات ببطء أكثر من اللازم لنقل المعلومات، ويحدث أن تصل المعلومات إلى جزء في المخ متأخرة عن الجزء المقابل له فيكون جزء من المخ حاضر وهو داخل العالم الواقعي، بينما الجزء الآخر غائباً، وهو ما يفسر حالة اللاوعي أو الدخول بحالة أقرب للخيال بلحظات معدودة تشعر الإنسان بأن المواقف أو الأماكن قد رآها وعاشها من قبل.

وقد روى العالم الدكتور مصطفى محمود في روايته العنكبوت عن فكرة تناقل الأرواح متأثراً في كتابه بالفكرة الهندية بتناسخ الأرواح، والفكرة الهندية هي ترتكز في معتقداتها عن أن الروح قد تنقل فتصبح بشراً أو تنقل فتصبح في صورة حيوان أو أي كائن حي، وقد ارتكزت الرواية التي هي أقرب للخيال العلمي بفكرة خلود الروح، وأنها لا تفنى بفناء الجسد بل تتناقل لتصل للخلود.

وأياً كانت حقيقة تناقل الأرواح أو التقمص أو تناسخ الأرواح من وجودها كمعتقد راسخ ومن عدم وجودها واعتبارها مجرد أساطير وخيالات وهمية أو معتقد بالخلود، فدائماً ما يظل العقل البشري يفكر ويحاول أن يفسر ظواهر كلٍ بمعتقداته الدينية، وبحسب إيمانه الشخصي بالفكرة، والجدير بالذكر أن فكرة تناسخ الأرواح أو البحث عن الخلود كانت فكرة سيطرت على الكثير من الأفلام الروائية الغربية، والتي هي متأثرة بالمقام الأول بمعتقدات دينية، وأقيمت بها روايات عالمية نالت الشهرة، ولكن يظل التساؤل حاضراً هل نسخ الأرواح علم أم خيال أم حقيقة؟، ولخيالاتكم حرية الإجابة عن التساؤل.

راندا عبد البديع

حاصلة على بكالوريوس في العلوم تخصص كيمياء ونبات، أهوى العمل الحر، أعمل كمدونة ومترجمة على الإنترنت لأكثر من أربع سنوات.

أضف تعليق

ستة عشر + ثمانية عشر =