تسعة مجهول
بلدة مصاصين الدماء
الرئيسية » ظواهر » بلدة مصاصين الدماء : منشأ مصاص الدماء الأشهر دراكولا

بلدة مصاصين الدماء : منشأ مصاص الدماء الأشهر دراكولا

بلدة مصاصين الدماء هي بلدة دي سوز الموجودة في رومانيا، فهناك ظهرت اسطورة دراكولا لأول مرة، لكن ما كان غريبًا حقًا هو أن تعج القرية بالكثير من مصاصين الدماء.

حظيت بلدة مصاصين الدماء دي سوز بشهرة واسعة مع بداية الألفية الثالثة، وذلك نظرًا لما حدث بها من أحداث يدل عليها الاسم الذي تم إطلاقه عليها، وهو اسم بلدة مصاصين الدماء، فهناك، وبعد عدة عقود من قصص دراكولا الشهيرة، ظهر المرضى المعروفين باسم مصاصين الدماء من جديد، والحقيقة أنه لم يكن مجرد ظهور طبيعي، وإنما صاحبه الكثير من الأحداث الغامضة التي كان بطلها بعض الأشخاص الراقدين في قبورهم، عمومًا، في السطور القادمة سوف نتعرف سويًا على القصة الكاملة لقرية دي سوز المعروفة باسم بلدة مصاصين الدماء ونعرف كيف سارت الأمور معهم بعد ذلك.

ما قبل دي سوز

ما قبل دي سوز، وبلدة مصاصين الدماء بشكل عام، كانت دولة رومانيا، والتي تتبع لها قرية دي سوز بطلة قصتنا، محط أنظار الجميع، خاصةً خلال القرنين الماضيين، والحقيقة أن ذلك التسليط الذي كان موجودًا على هذه البلد لم يكن غريبًا بالمرة، إذ أنها كانت تحتوي الأسطورة الأشهر في ذلك الوقت، اسطورة دراكولا.

ظهرت اسطورة دراكولا بدولة رومانيا، أو هكذا يرجح البعض، أما البعض الآخر، والذي يرى أنه لا وجود لدراكولا أصلًا سوى في الروايات والقصص الخيالية، فقد قال أيضًا بأن منشأ قصة دراكولا، الخيالية من وجهة نظرهم، كان في دولة رومانيا، إذًا نحن متفقين أن رومانيا كانت المنبع الرئيس لمصاصين الدماء، لكن، من هم أصلًا مصاصين الدماء؟

مصاصين الدماء

ما قبل بلدة مصاصين الدماء علينا أولًا التعرف على ماهية مصاصين الدماء، فإذا أردت اختلاق قصة مُرعبة فإنه، وبالتأكيد، سوف يكون لديك بعض الكلمات عن ظاهرة مص الدماء التي كان يُعتقد حتى وقت قريب أنها مجرد كلام على ورق، قصة خيالية ابتدعها أصحاب الخيال الواسع، لكنها للأسف حقيقة.

لا أحد يعرف متى ظهرت ظاهرة مصاصين الدماء بالتحديد، لكن وجودها القوي كان على يد حاكم يُدعى دراكولا، حيث كان يتغذى على دماء البشر، وهو الشرط الأول في صحة الظاهرة، أن تكون الدماء المُستخدمة دماء بشر وليس أي كائنات عداهم، كما يجب أيضًا أن تكون الدماء تابعة لبشري على قيد الحياة، عمومًا، ظهرت الظاهرة في رومانيا وانتشرت كاسم وصدى فقط، لكن أبطالها والشاهدين عليها لم يكونوا على درجة كبيرة من الشهرة، اللهم إلا دراكولا الذي يُعتبر الأب الروحي لمصاصين الدماء بأكملهم، لكن، في عام 2004، وفي قرية دي سوز الرومانية، عاد مصاصي الدماء من جديد.

بلدة مصاصين الدماء

كما أشرنا من قبل، بلدة مصاصين الدماء المعنية في حديثنا هي بلدة دي سوز، وهي بلدة رومانية، ورومانيا كما نعرف هي التي احتضنت دراكولا الأب الروحي للظاهرة، لذلك أُطلق على سكان هذه القرية أحفاد دراكولا، لكن ما يعنينا الآن بالتأكيد هو معرفة كيفية اكتشاف أهالي القرية لوجود مصاصين الدماء بينهم، والقصة باختصار تبدأ من الليلة التي مات فيها أحد كهول القرية ويُدعى بيتري توما، والذي بالمناسبة لم يكن أكثر من شخص عادي، متزوج وله أولاد، إضافةً إلى سمعته الحسنة التي تسبقه دائمًا، لكن، بعد أن تم تشييع جثمان توما ودفنه، بدأت الأحداث المرعبة تطال هذه القرية، كان ذلك تزامنًا مع نهاية عام 2003 وبداية عام 2004.

بداية الأحداث

بدأت الأحداث في بلدة مصاصين الدماء الرومانية بعد دفن بيتري توما بأيام قليلة، حيث تفاجأت ابنته الكبرى ببعض الشهود الذين يؤكدون أن ستة أشخاص مجهولين قد قاموا باقتحام قبر والدها ليلًا ومارسوا كل أنواع العبث به، ثم في نهاية المطاف قاموا بالعبث بالجثة نفسها وأخرجوا منها أعضاء في مشهد أقل ما يوصف به أنه كان مشهدًا مُقذذًا.

لم تتريث ابنة توما كثيرًا وقامت على الفور بإبلاغ الشرطة بذلك الانتهاك الصريح الذي تعرض له قبر والدها دون أي سبب، أو كما تعتقد هي، لأن الشرطة حين استجابت للبلاغ وذهبت للتحقيق وجدت ما يُشبه الكارثة والصاعقة في انتظارها، إذ أن المُخربين الذين أقدموا على الأمر لم يهربوا أو يحاولوا حتى مجرد الإنكار، لقد قالوا صراحةً أنهم فعلوا ذلك، ولو عاد الزمن بهم لليلة الماضية فسوف يُكررون ما فعلوا مرة أخري دون تردد.

لماذا فعلوا ذلك؟

كان السؤال المنطقي الذي يسأله جميع سكان بلدة مصاصين الدماء في وقت واحد هو لماذا يفعل هؤلاء الستة ذلك الشيء في قبر توما المسكين، لكن بالتحقيق والتقصي بدأت الصدمات والأمور الغير المنطقية في الظهور.

اكتشفت الشرطة بعد التحقيق مع المتهمين الستة أنهم فعلوا ذلك من أجل الدفاع عن أنفسهم وعن القرية بأكملها بشكل عام، حيث أن توما الميت بعدما تم دفنه قام من نومه مجددًا وهاجم ذوي الأشخاص الستة وقام بامتصاص دمائهم حتى كاد يُفرغهم منه ويقتلهم، إلا أنهم تمكنوا من إيقافه في اللحظة الأخيرة، أو بمعنى أدق، تمكنوا من إيقاف شبح توما في اللحظة الأخيرة، لأن توما الأصلي كان قد مات بالفعل، لكن، بعد الذهاب إلى أحد السحرة المُعالجين، ومن أجل أن يسترد الأولاد المسلوب دمائهم عافيتهم من جديد، كان لابد من ممارسة بعض الطقوس الغريبة.

طقوس نهاية اللعنة

نهاية اللعنة التي وقعت في بلدة مصاصين الدماء كانت في الحقيقة تستوجب عدة خطوات أغلبها لا تتبع الأعراف ولا تحترم الميت، وهي تتمثل في فتح القبر وشق البطن وإخراج بعض الأشياء منه وتفتيتها حتى تُصبح أشبه بالعصير، ثم بعد ذلك يتم وضع هذه الأشياء في إناء كبير وخلطه بالماء وتقديمه للشخص الذي تم مص دمائه، الغريب أنه بعد حدوث هذه الخطوات وشرب المياه فإن الشخص الذي فقد دمائه يسترد عافيته من جديد وكأن شيئًا ما لم يحدث، وهذا ما جرى بالضبط مع الأشخاص الذين وقعوا ضحية المتوفي توما.

بخلاف هذا الطقوس فإن هؤلاء الأشخاص الذين اقتحموا قبر توما قد شهدوا بشيء في غاية الأهمية، وهو أن جثة الرجل الذي تم دفنه قبل أسابيع كانت لا تزال على حالتها الأولى التي دُفنت بها عند اقتحام القبر، مما يعني أن شيئًا ما غريب كان يحدث بالفعل، وأنه لابد من الرجوع إلى أشياء غير منطقية مثل اللعنة وظهور مصاصين الدماء.

تكرار الأمر

لم تكن حادثة توما هي الحادثة الوحيدة من نوعها التي وقعت في بلدة مصاصين الدماء هذه، فقد تكرر الأمر أكثر من مرة مع أكثر من متوفي، كانوا جميعًا يشرعون في الظهور بعد الوفاة كأشباح ويُهاجمون الأشخاص من أجل مص دمائهم، والغريب أن أغلب الذين كانوا يفعلون معهم ذلك الفعل في الأصل بينهم وبين المتوفين عداوة، وكأن الأمر أشبه بحالة ثأر تأتي بعد الموت، عمومًا، استمرت الظاهرة لعدة أشهر ثم انقضت من تلقاء نفسها، ولا يعرف أحد حتى الآن كيف بدأ الأمر ولماذا انتهى!

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

2 × أربعة =