تسعة مجهول
إد جين
الرئيسية » غرائب » إد جين : سفاح من نوع خاص عشق الجثث وتلذذ بمصاحبتها!

إد جين : سفاح من نوع خاص عشق الجثث وتلذذ بمصاحبتها!

إد جين قاتل أمريكي عاش في القرن العشرين وحصل على شهرته من خلال جرائم القتل والتمثيل بالجثث التي كان يرتكبها بدافع كرهه للنساء، ومات في النهاية داخل مستشفى.

حظيت قصة السفاح الأمريكي إد جين بشهرة واسعة في الربع الأول والثاني من القرن العشرين، والحقيقة أن تلك الشهرة قد امتدت حتى الآن ووصلت إلى الأجيال الحالية على شكل تاريخ أسود، تمكن ذلك السفاح من كتابته بأحرف من دم، فبداية دخوله إلى عالم الإجرام كانت بحق مُرعبة، حيث كان يأخذ الجثث من المقابر ويقوم بالتمثيل بها، ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى ارتكابه لجرائم القتل بنفسه والتمثيل بالجثث من خلالها بدلًا من الاعتماد على جثث المقابر، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف أكثر على قصة إد جين، ونعرف كيف أثرت طفولته في دخوله إلى عالم الجريمة، وكيف تعمق بهذا العالم إلى ذلك الحد، والأهم من كل ذلك بالتأكيد هو عقابه ونهايته التي لاقاها، وهل هي كافية أم لا؟

من هو إد جين؟

بداية أي قصة بالتأكيد تكون مع بداية بطلها، وبطل قصتنا إد جين تبدأ بطولته منذ ميلاده، فقد ولد ذلك السفاح في بداية القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1906، وذلك بولاية تكساس الموجودة بالولايات المتحدة الأمريكية، والحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت لم تكن طرفًا في الحرب العالمية الثانية، وأصلًا لم تكن الحرب العالمية الأولى قد قامت بعد، أي أن الأمور كانت هادئة ولا تُنذر بأي سوء، اللهم إلا ولادة إد جين التي جاءت في السابع من نوفمبر، والذي سيُعرف فيما بعد باليوم الأسود، لأنه قد شهد ولادة السفاح المجنون، ذلك السفاح الذي بدأت مرحلة تشكيله في الطفولة.

طفولة إد جين

ككل السفاحين الذين يخرجون ويُسببون للعالم المصائب لمجرد مرورهم بطفولة سيئة، مر إد جين كذلك بطفولة أصعب من أن يتحملها طفل، فعلى الأقل انعكس أمامه التدرج الطبيعي للأسرة، فقد وجد والدته هي المُسيطرة على والده ضعيف الشخصية، والحقيقة أن إدمان ذلك الرجل للكحول كان سببًا في ضعف شخصيته هذا.

في إحدى الليالي أمسكت أم إد بوالدها في وضعية الخيانة، وبالرغم من أن الحياة الزوجية قد استمرت بعدها إلا أن أم إد أخذت تبث فيه كره النساء ووصفهم جميعًا بالخيانة، وألا يمكن بأي حال التعايش معهم، على كلٍ، مرت مرحلة الطفولة ثقيلة على إد جين دون أي إنجاز تعليمي يُذكر، فقد كان فاشلًا تعليميًا، أو يكاد يكون غبيًا كما كان يراه البعض، لكن مرحلة المراهقة لم تكن تحمل له بالتأكيد أفضل مما حملته الطفولة له.

مراهقة إد جين

مرحلة المراهقة بالنسبة لإد جين، والتي بدأت منذ الخامسة عشر، بدأت في الحقيقة بكارثتين مدويتين، كلاهما يتعلق بالموت، فالكارثة الأولى كانت موت والده إثر مرض مفاجئ، أو هكذا قيل في ذلك الوقت، قبل أن يُشاع آنفًا بأن زوجته كان لها دخلًا في ذلك الأمر، أما الكارثة الأخرى فقد كانت تتعلق بشقيقه الوحيد هنري، والذي مات قبل أن يُكمل التاسعة أيضًا، ليصبح إد وحيدًا مع والدته ذات الأفكار المجنونة.

لم يستمر الأمر طويلًا، فقد رحلة والدة إد أيضًا وهو في سن الثامنة عشر بعد أن زرعت عدد لا بأس به من الأفكار والآراء الخاطئة، ليبدأ إد بعد ذلك جني ثمار مرحلة الطفولة والمراهقة، والتي لم تؤثر عليه وحده، وإنما العالم بأكمله.

الرحيل وبداية الرحلة

في عام 1945 رحلت والدة إد جين للأبد بعد موتها نتيجة لأزمة قلبية، والحقيقة أن الرحلة الحقيقية لذلك المجرم قد بدأت منذ ذلك الوقت، حيث اشتعلت حرب بداخله حول الالتزام بتعليمات والدته من عدمه، وقد طبق ذلك الأمر في البداية على الحاجة الملحة للنساء وممارسة ما يُمارسه الرجال معهن، إلا أن تعاليم والدته كانت تحثه على عكس ذلك فقرر الانصياع لتلك التعاليم وتفضيلها على رغبتها، وفي نفس الوقت كان يُفكر بطريقة يُخرج فيها كل هذا الكبت.

الطريقة التي سيخرج بها إد جين كبته تجاه النساء لم تأتي له سوى بالصدفة، فعندما كان يُطالع ذلك المخبول أحد الجرائد رأى فيها نعيًا لوفاة سيدة ودعوة لدفنها، وفي تلك اللحظة لم يُفكر إد في شيء سوى ما يُمكن فعله بعد أن تُدفن تلك السيدة ويرحل أهلها عنه، ببساطة شديدة، يمكن أن تكون من نصيبه فقط ولا أحد غيره.

جنون ما قبل القتل

أول ما تسللت الجريمة إلى رأس إد جين لم يُفكر بالقتل بالمعنى الذي نعرفه جميعًا، وإنما قرر أن يستغل الموت العادي الذي لا دخل فيه ويُنتج من خلاله ما يُمكن إنتاجه عن طريق القتل، بكلمات بسيطة، لقد قرر إد العمل كحفار قبور سري، يذهب إلى الجنازات ويقف ليبكي مع ذوي المتوفين، ثم بعد ذلك ينزل إلى القبر ويسرق تلك الجثث ويذهب بها للبيت.

في البيت كان إد جين قادر على فعل أي شيء يُمكن تخيله، والحقيقة أن جنونه كان كريمًا جدًا معه، لأن أمر كهذا لا يُمكن اكتشافه أو التحقيق فيه، فالموت نهاية المطاف بالنسبة للكثيرين، ولن يفكر ذوي الضحايا أبدًا أن ضحيتهم الآن في غرفة شخص مجنون يفعل بها كل الأمور المجنونة التي يمكن تخيلها، لكن ذلك ما كان يحدث بالفعل.

الجزار إد جين

بمرور الوقت واستمرار إد في هويته بجمع الجثث من القبور شعر الرجل المجنون بالقليل من الملل، ومع الوقت بدأ ذلك الملل يتزايد وأصبح مُسيطرًا عليه، كل ذلك بسبب عادته التي لا تتغير بأخذ الموتى من قبورهم والتمثيل بجثثهم والعبث معها، لذلك فكر إد في أن يطور من حياته قليلًا، فقرر ببساطة أن يحصل على الصيد بنفسه.

لا أحد يعرف بالضبط متى بدأ إد جين حياته المجنونة بقتل النساء أو كما عدد ضحاياه الحقيقي، الشيء الوحيد المؤكد أنه بدأ ذلك بعد وفاة والدته عام 1945 واستمر فيه حتى عام 1957، وهو العام الذي تم إلقاء القبض عليه فيه وانتهت قصته، لكن قبل ذلك ظل إد يقتل النساء ويقطع أطرافهم وأعضاء جسدهم ويحتفظ بها في ثلاجته الخاصة حتى خرجت منها رائحة نتنة لا يمكن تحملها، كل ذلك والمجنون السفاح لا يشعر بأي شيء.

سقوط إد جين

في عام 1957 وأثناء ارتكاب إد جين لجريمته الأخيرة شاهده أحد الأشخاص مع الضحية الجديدة التي كانت مختفية للتو، وعلى الفور أبلغ الشاهد بشكه في إد ليتم اقتحام شقته ويتفاجأ الجميع أن ذلك المخبول يحتفظ بأعضاء مئات النساء، واللاتي لم يتم التحديد بالضبط أيهم قد قُتل على يد إد وأيهم قد جاء من القبر كضحية جاهزة.

لم يأخذ التحقيق وقتًا كثيرًا، حيث بدا إد متسامحًا جدًا مع نفسه ومعترفًا بكافة جرائمه، لكن المحكمة بكل أسف اعتبرته مجنونًا وقضت بوضعه تحت الإشراف في المصحة النفسية ليعيش فيها حتى عام 1984، وهو العام الذي مات فيه إثر مضاعفات خطير، لتُغلق بذلك الصفحة الأسوأ في تاريخ أكثر السفاحين جنونًا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

أربعة × ثلاثة =