تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » غرير العسل : الحيوان المخيف والغريب قاهر الثعابين الأول

غرير العسل : الحيوان المخيف والغريب قاهر الثعابين الأول

غرير العسل

غرير العسل من الحيوانات النادرة التي تعتبر الثعابين من أعدائها، في السطور التالية نعرفك على معلومات مفصلة عن غرير العسل وكيفية حياته وعيشه.

إذا لم تكن تعرف غرير العسل فأنت مدعو إلى قراءة هذا المقال، تعال تخيل معي الثعابين بكل أنواعها وأشكالها وخطورتها وسميتها وتخيل معي حيوانًا قادرًا على الصمود أمام تلك السمية التي تكون في بعض الأحيان قادرةً على القضاء على إنسانٍ ضخمٍ في ثوانٍ معدودة، بالطبع هناك حيواناتٌ قادرةٌ على قتل الثعابين والتغلب عليها في بعض المناسبات عندما تكون مضطرةً لمواجهتها، لكن هل سمعت يومًا عن حيوانٍ يبحث بنفسه عن الثعابين لأنها وجبته الشهية المفضلة؟

يبدو الأمر مرعبًا وغير منطقيٍ وستتخيل في عقلك حيوانًا ضخمًا مرعبًا أو عملاقًا أسطوريًا قادرًا على سحق الثعابين بقدمه دون أن يشعر، لكنك ستفاجأ أن الحيوان الأسطوري لا يكبر عن حجم الكلب العادي إلا قليلًا وحسب لكنه برغم ذلك يكاد يعتبر من أكثر الحيوانات المفترسة وآكلات اللحوم خطرًا وشراسةً على الإطلاق.

إن لم تكن سمعت عن غرير العسل من قبل فلا لوم عليك لأن حيوانًا كهذا لم يكن قط من النوع المفضل للإنسان أو حتى الحيوانات التي تشاركه الحياة في البرية من حوله بسبب شراسته وعنفه وقوته رغم ضآلة حجمه وشهيته المثيرة للعجب، حتى الآن تعتبر دراسات الباحثين وعلماء الحيوان ضئيلةً وشحيحةً عن هذا الحيوان وأسلوب حياته وقوته الباطشة ضد أقوى الثعابين حتى أنها بدلًا من مقاومته ومحاربته كغيره من الحيوانات تحاول الهرب منه والنجاة بحياتها لكنها غالبًا ما تفشل.

تعرف على غرير العسل عن قرب

معلومات عن غرير العسل

قد يبدو الاسم غريبًا أو غير مألوفٍ للبعض لكنه بشكلٍ عامٍ حيوانٌ مميز المظهر في حجم الكلب العادي تقريبًا له أربعة أرجلٍ قصيرة تجعله قريبًا من الأرض أثناء سيره وفي نهاية كل قدمٍ مجموعةٌ من المخالب الحادة الطويلة بشكلٍ لافت ولها مظهرٌ مرعب، تعتبر مخالبه من أقوى وأطول المخالب التي يملكها أي حيوانٍ في البرية على الإطلاق، وهي واحدةٌ من أسباب خطورته.

لونه مميز فتجد جسده من رأسه وبطنه وأرجله وبطن ذيله سوداء فاحمة لكن ظهره وظهر ذيله والجزء الخلفي من رأسه أبيضٌ نقي يعطيه ذلك المظهر المميز، عيونه ضيقةٌ وسوداء وصغيرة تكاد تختفي في سواد وجهه وفمه مليءٌ بالأنياب المدببة الحادة التي تمزق الفرائس بسهولةٍ تامة.

يعيش غرير العسل في جحورٍ من الرمال يصنعها لنفسه وباعتباره من الحيوانات الخجولة فكثيرًا ما يخفي نفسه فيها، يصطاد في أي وقتٍ من اليوم سواءً بالنهار أو بالليل وفي بعض الأماكن الحارة تجده يقضي وقتًا لا بأس به من ليله يتقلب في الرمال ويقوم ببعثرتها على جسده حتى يخفض من حرارته ويعود لممارسة الصيد ثانيةً، ومن أهم مميزاته هي حاسة الشم القوية التي تكاد تكون خارقة فهو يستطيع شم رائحة فرائسه من على مسافاتٍ بعيدةٍ جدًا ويتتبعها حتى لو صعدت على الأشجار وهربت منه، وبالطبع يستخدم حاسة شمه في البحث عن زوجٍ له أو في الاطمئنان لعدم وجود خطرٍ محدقٍ بأطفاله.

غرير العسل متربص الثعابين

عند السؤال عن وجبة غرير العسل المفضلة ستجد الإجابة هي الثعابين بكل أشكالها وأنواعها وأحجامها، وبكل سميتها وقوتها وخطورتها وسرعة لدغاتها فهي تكون ضحيةً عديمة الحيلة تمامًا أمامه وتقع فريسة مصيدة مخالبه وأنيابه، صحيحٌ أن حاسة شم غرير العسل قويةٌ إلا أنها بالنسبة للثعابين فهي خارقة وعندما يتنسم رائحة أي ثعبانٍ مهما كانت خفيفة تجده يترك كل ما كان يحمله وما كان بيده وانطلق بحثًا عن الثعبان بنهمٍ حتى يجده ويهاجمه.

حتى صغاره التي تعتبر ضئيلة الحيلة ولا تهتم بالصيد تصاب بالجنون عندما تشم رائحة ثعبانٍ وتركض خلف الرائحة باحثةً عنه، يستطيع غرير العسل إيجاد الثعبان في أي مكانٍ في الغابة وعلى أي ارتفاعٍ أو انخفاض حتى لو توارى بين الأشجار، فبرغم ضعفه في مهارة تسلق الأشجار إلا أن قوته الجسدية تمكنه من هز الجذع الذي يختبئ فيه الثعبان بقوة حتى يسقط على الأرض.

عندما يتواجه الثعبان مع غرير العسل فهي مواجهةٌ ستحب مشاهدتها كثيرًا تجد الثعبان متحفزًا وغاضبًا ويحاول إصابة غرير العسل بلدغاته القاتلة لكن الغرير يتجنبها ويتفاداها ببراعة ويهجم على رأس الثعبان في حركةٍ خاطفة ويلتهمها والثعبان ما يزال حيًا!

لا يترك الغرير شيئًا من فريسته إلا ويلتهمها حتى الرأس بالأنياب المليئة بالسم يبتلعها، ومن أشهر صفاته أن شهيته مفتوحةٌ ونهمه للطعام كبير فبعكس بقية الحيوانات المفترسة التي تجنح للراحة والاستلقاء بعد تناول وجباتها ينهض هو فورًا بحثًا عن ضحيةٍ جديدةٍ يتناولها، بلغت قوته وقدرته على استفزاز الثعابين والقضاء عليها أنه إن وجد ثعبانًا مطبقًا على فريسةٍ سرقها منه والتهمها ثم التفت للثعبان نفسه والتهمه! وهنا تكمن نقطة الاستغراب التي حيرت الكثيرين بسبب مناعة غرير العسل الملحوظة ضد سموم الثعابين وقدرته على تناول السم وابتلاعه بكمياتٍ كبيرة دون أن يصاب بأي شيءٍ على الإطلاق، بل إن أقوى الثعابين وأخطرها إن تمكن من لدغ غرير العسل قد يستلقي الغرير لساعةٍ أو ساعتين يرتاح ثم ينهض ليكمل حياته بشكلٍ طبيعيٍ للغاية.

كيف يتعامل مع الحيوانات الأخرى

صحيحٌ أن الثعابين وجبة غرير العسل الأساسية لكنها ليست الوحيدة فمفترسٌ لاحمٌ بتلك الشهية من الصعب أن يعيش على نوعٍ واحدٍ وحسب من الغذاء، تجده قادرًا على أكل كل ما يقع تحت يديه من كائناتٍ صغيرة أشهرها الفئران والقوارض والسحالي فيستخدم حاسة شمه للبحث عنها حتى يجد جحورها وعندها يبدأ بالنفخ في تلك الجحور وحفرها بمخالبه الطويلة حتى يصل لفريسته ويلتهمها.

حتى صغار الحيوانات لم تسلم منه فتخيل أنه قادرٌ على زرع الرعب في قلوب الثعالب لدرجة أنه يهجم على جحرها عندما يكون الأبوان بخارجه فيلتهم الصغار وتكون الأم الثعلب واقفةً خارج الجحر تسمع صراخ صغارها لكنها غير قادرةٍ على إنقاذهم وليس بيدها سوى الانتظار.

يقول البعض أنه لا يوجد حيوانٌ قادرٌ على التغلب على غرير العسل لكن أنثى أسدٍ أو فهدٍ جائعة بالتأكيد ستشكل تحديًا حقيقيًا له، أما نهاية النزال فدائمًا ما تكون غير متوقعة بين سنورٍ بقوته وحجمه وغريرٍ بسرعته وأنيابه وحدة مخالبه وخشونة وثخانة جلده حتى أن أنياب السنور تحتاج جهدًا كبيرًا كي تتمكن من الانغراس في رقبته وقتله وهي عمليةٌ تستغرق ما لا يقل عن ساعةٍ تقريبًا حتى يختنق الغرير تمامًا ويموت.

صغار غرير العسل

يعتبر غرير العسل بشكلٍ عامٍ من الحيوانات التملكية والخجولة لذلك إن كان من الصعب عليك أن ترصد غريرًا ناضجًا فتكاد تكون مهمتك لرصد صغيره مستحيلة، تلد أنثى الغرير طفلًا واحدًا في المرة ويعيش معها لمدةٍ لا تقل عن الستة أشهر بينما الذكر يكون مستقلًا ولا يعيش مع أحد، خلال الثلاثة أشهرٍ الأولى تخفي الأنثى صغيرها عن العالم الخارجي تمامًا وتمنعه من الخروج من الجحر أو حتى السير على قدميه فتقوم هي بحمله في فمها ونقله كلما شعرت بحاجةٍ للانتقال.

بعد ذلك يبدأ الطفل ذو الثلاث أشهر بخطّ خطواته الأولى في العالم الخارجي بعد انتهاء الثلاثة أشهرٍ تلك ويتبع والدته في كل مكان وتتسم الأم بصفة الحماية المبالغ فيها فكلما حاول صغيرها الابتعاد عنها بضع خطواتٍ تنهره بشدة وتعيده إلي جانبها، حتى أثناء صيدها وحفرها جحور القوارض تحاول جعله قريبًا منها قدر الإمكان وتعطيه نصيبه من الصيد، لكنه إن لم يكن سريعًا في تناول طعامه سيفقده وتلتهمه هي منه.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

3 − 2 =