تسعة اولاد
الرئيسية » اختراعات » تعرف على فوائد بطاقة الهوية الشخصية وكيف تحصل عليها؟

تعرف على فوائد بطاقة الهوية الشخصية وكيف تحصل عليها؟

الهوية الشخصية

الهوية الشخصية أو بطاقة الرقم القومي أو بطاقة التعريف، هي التي تُحدد بشكل قاطع ماهية الشخص وصفاته وطرق الوصول إليه، لذلك فهي تمتلك الكثير من الفوائد.

تُعتبر بطاقة الهوية الشخصية أحد أهم الإنجازات التي تمكن الإنسان من التوصل إليها في القرنين الماضيين، حيث بدأ ظهور تلك البطاقة في ذلك الوقت بعد أن انتشر بدأ التخوين بين الناس وأصبحوا لا يثقون فيما بينهم، فإذا سألت شخص ما عن هويته قبل ثلاثة قرون مثلًا فمن الممكن جدًا أن يختلق لك هوية خرافية لشخص خرافي، بل وربما يكون الشخص الذي يدعي وجوده ميت، وطبعًا كانت مثل هذه الأمور تتسبب في ضياع الحقوق وأذية البعض، ومن هنا ظهر مُقترح بطاقة الهوية الشخصية الذي تم تعميمه على كل شبر في كوكب الأرض، فلم يعد هناك وجود الآن لشخص لا يمتلك بطاقة هويته في جيبه أينما ذهب، وبالتأكيد لم تغفل الحكومات جريمة التساهل مع البطاقات المزورة أو التي لا ترجع لحاملها ولا تموت له بصلة، عمومًا، في السطور القليلة المقبلة سوف نتعرف سويًا على أهم فوائد بطاقة الهوية الشخصية وكيفية الحصول عليها كذلك، فهل أنتم مستعدون لهذا الموضوع الشيق المُثير؟

بطاقة الهوية الشخصية

قبل ثلاثة قرون كان الناس أجساد وهيئات، الآن أصبحوا أوراق وأرقام، إذا كنت تمتلك بطاقة الهوية فأنت موجود، وإذا لم تكن تمتلكها فأنت شبه عارٍ في هذا العالم، لا وجود لك، ولا تنتظر أن تكون لك أي مصلحة يُرجى قضائها لأنك بكل بساطة غير مُعترف بك، فبطاقة الهوية يُقصد بها ذلك المُستند الرسمي المُعتمد من الدولة وكل الجهات الرسمية الأخرى تسمح بتداوله فيها، ومن خلال تلك البطاقة يُمكنك قضاء كل المصالح الشخصية الأخرى مثل الالتحاق بالتعليم أو العمل أو حتى السفر خارج البلاد، كما يمكنك من خلالها المطالبة بكافة حقوقك المدنية.

ظهور بطاقة الهوية الشخصية لم يكن ظهورًا جيدًا بالمرة، فطبيعة الناس هي الفطرة السليمة، بمعنى أنهم كانوا يحسنون الظن في بعضهم البعض ولا يتوقعون الكذب أو الغش بينهم، لكن تلك الطبيعة أخذت مُنحدر التغير خاصةً بعد تكاثر أعداد البشر وصعوبة التحديد الأشخاص لهوية الآخرين الذين يتعايشون معهم، ومن هنا كان ظهور تلك البطاقة السحرية بما تُمثله من فوائد كثيرة لا تُعد ولا تُحصى.

فوائد بطاقة الهوية الشخصية

البشر ليسوا أغبياء، بمعنى أنهم لن يأتوا يومًا ويقوموا باختراع أو ابتكار شيء هو في الأصل ليس مفيدًا لهم، وإنما سيحرصون كل الحرص على أن يخرجوا بأكبر كم ممكن من الفوائد من ذلك الشيء، ونحن هنا نتحدث عن بطاقة الهوية الشخصية فلابد أن نذكر بعض الفوائد الذي راءها البشر فيها فقرروا استخدامها على الفور، ولتكن البداية مع قدرتها على منح القيمة للشخص الذي يمتلكها.

منح القيمة للأشخاص

القيمة هي الشيء الأهم الذي يبحث عنه جميعنا باستمرار، بلا قيمة نحن لا شيء يُذكر، والحقيقة أننا إذا طبقنا تلك الفكرة على بطاقة الهوية فسنجد أن الإنسان بدونها يُصبح مُهمش وغير مُلتف له بالمرة، في حين أن تلك اللحظة التي يُطلب فيها هويته ويقوم بإخراجه تكون لحظة انتصار حقيقي، انتصار لذاته على الأقل، ولهذا فإن الفائدة الأولى لبطاقة الهوية تدور حول ذلك الفلك وهو إضفاء قيمة للأشخاص تكمن في تحديد ذاتهم.

تسهيل المُعاملات اليومية

إذا تتبعنا خط المعيشة اليومي فسنجد أن بطاقة الهوية تكون حاضرة في ذلك الخط بنسبة لا تقل عن الخمسين بالمئة، فمثلًا عندما تركب أي وسيلة مواصلات يجب أن تكون بطاقة هويتك معك كي تتمكن من إثبات نفسك تحسبًا للتعرض لكمين أو ما شابه، وأيضًا تلك البطاقة تمنحك إذنًا بالدخول لبعض الأماكن بضمانها، فأنت بلا بطاقة تكون مُثيرًا للريبة والشك، لكن في حالة تواجدها تُصبح أشبه بمن أصبح له ظهر يحميه، كذلك فإن من تلك المعاملات شراء بعض المنتجات أو بيعها، فتلك العملية أحيانًا قد تتطلب إثبات شخصية للدلالة على أنك المالك أو المُستحق للشراء.

أداة للحصول على الحقوق

أول ما يسعى إليه الإنسان في كل زمانٍ ومكان هو الحصول على حقه من أي شخص، والحقيقة أن الهوية الشخصية التي ربما نستهتر بها تُسهم كثيرًا في هذه العملية، فإذا قام شخص بالاعتداء عليك فكل ما عليك هو أن تذهب إلى قسم الشرطة وتُقدم بلاغًا تتهم فيه ذلك الشخص، وطبعًا في هذه الحالة سيحتاج الشرطي إلى النظر لبطاقة هويتك للتأكد منك، وأيضًا البنوك التي نسحب ونودع فيها أموالنا لا تُجيز تعاملنا معها سوى من خلال بطاقة هوية، ناهيك عن حق التعليم لك وأولادك وحق الزواج الرسمي وحق البيع والشراء والإيجار، كل هذه الحقوق لن تحصل عليها إلا إذا كنت تمتلك بطاقة هوية، أو بمعنى أدق، دليلك إلى كل ما هو جيد في هذه الحياة التي باتت لا تعترف سوى بالأوراق.

الاستخدام في استخراج الأوراق

إذا تجاوزت سن السادسة عشر عامًا فهذا يعني رسميًا أن وقت الراحة واللعب والطفولة قد انتهى تمامًا، ففي هذه المرحلة يجدر عليك الذهاب إلى أقرب سجل مدني واستخراج بطاقتك من أجل أن تتمتع بالحقوق التي ذكرناها مسبقًا، والحقيقة أن الدولة تنظر لك منذ ذلك التاريخ التي تستخرج فيه البطاقة بأنك شخص تستحق فعلًا المعاملة كشخص مستقل، لذلك فأي مكان سوف تذهب إليه سوف تتم معاملتك فيه على أنك شخص قادر على التعايش وحده، وبمُطلق تلك المعاملة سوف تكون بحاجة دائمًا إلى حمل البطاقة لأنها سوف تكون سندك في استخراج كل الأوراق، فأي ورسمي بعد ذلك التاريخ سوف تكون أولى الأشياء المدونة بها هي البطاقة، ولكي نفصل لك القول أكثر سوف نذكر بعض تلك الأشياء التي ستحتاج إلى البطاقة من أجل الحصول عليها، ولتكن البداية مع ورق السفر.

البطاقة الشخصية والسفر

عندما تُريد السفر والذهاب إلى أي بلد ثانية فإن دولتك الأساسية تُريد أن تعرف منك أولًا أمر في غاية الأهمية، وهو كونك تنتمي لها في الأساس أم لا، لأنك إذا لم تكن تنتمي إليها فلا حاجة إذًا من استخراج أوراق السفر، وإذا كنت تنتمي لها فيجب أن تمتلك في يدك دليلًا على ذلك الانتماء، وذلك الدليل ببساطة هو البطاقة الشخصية التي تحملها معك، ولهذا قلنا ونقول إن الهوية الشخصية تُعتبر أهم إثبات قد يحمله شخص في حياته.

البطاقة الشخصية والتجنيد

عندما تُريد الالتحاق بالجيش الذي تنتمي إليه دولتك فإن الموقف الذي نتحدث عنه لن يتغير كثيرًا، فالهوية الشخصية سوف تكون على رأس قائمة الأشياء التي يُريدونها منك في تلك اللحظة، والحقيقة أنه من البديهي ألا ينتمي إلى الجيش أحد بخلاف الشخص الذي وُلد وعاش فعلًا في تلك الدولة، وطبعًا هذا أمر لا يتماشى أبدًا مع من لا يحملون بطاقة الهوية التي تُثبت ذلك الأمر، وبالمناسبة، حتى إذا لم تكن ترغب في الانضمام إلى جيش بلدك وأداء الخدمة العسكرية فإنك سوف تكون مُجبرًا على استخراج شهادة الخدمة العسكرية من أجل متابعة حياتك، وهذا أمر لن تتمكن من فعله سوى من خلال بطاقة الهوية أيضًا.

البطاقة الشخصية والزواج

الزواج كذلك يحتاج إلى بطاقة هوية، الزواج الرسمي على وجه التحديد، فالناس يقولون أن الزواج الشرعي يتم بالقبول والإشهار وتلك الأمور التي لا يُشترط تواجد أوراق زواج بها، وهذا بالطبع أمر صحيح، لكننا هنا نتحدث عن الزواج الذي تعترف به الدولة، وهو ما لا يتم سوى من خلال الهوية الشخصية، تلك الهوية التي يجب أن تكون متوافرة مع طرفي العقد والشهود والمأذون وأكثر من طرف مُشترك في تلك العملية، وهذا ما يؤكد على أهمية تلك الهوية وفوائدها المتعددة.

حدود الهوية الشخصية

هناك أمر هام يجب على الجميع التعرف عليه، وهو أن الهوية الشخصية لها حدود تتوقف عندها، وتلك الحدود هي الخروج من الدولة التي ينتمي إليها الشخص صاحب البطاقة، فبالطاقة في الأصل مُصممة للتداول بها داخل دولتك التي تعترف ببطاقتك، لكن خارج أروقة الدولة فإن شيء آخر سوف ينوب عن الهوية الشخصية ويُثبت لك في نفس الوقت هويتك، ذلك الشيء ببساطة هو جواز السفر، لكن هل تذكرون قبل قليل عندما تحدثنا عن السفر بأن تلك الإجراءات لا تتم إلا بوجود الهوية الشخصية؟ إذًا وببساطة شديدة كل الأمور مرتبطة ببعضها، امتلك شيئًا لتمتلك شيء آخر، وأول شيء يجب أن تسعى في امتلاكه هو الهوية الشخصية.

استخراج الهوية الشخصية

بالتأكيد تختلف إجراءات استخراج الهوية الشخصية من مكانٍ إلى آخر، لكن في النهاية تبقى بعض الخطوات الثابتة في أغلب الأماكن، وبدون تلك الخطوات التي سنذكرها الآن لا يُمكن لأي شخص استخراج هويته الشخصية، وطبعًا على رأس تلك الخطوات وجود ضامن من المرتبة الأولى.

وجود ضامن لاستخراج الهوية

أول شيء سوف تحتاج إليه عندما ترغب في استخراج بطاقة هوية شخصية هو الضامن، وهذا الضامن يهم الجهة المُصدرة للبطاقة كي تعرف أنك شخص حقيقي موجود فعلًا، ببساطة لأن ذلك الضامن يكون هو المسئول الأول عن تصرفاتك وأخطائك، ولهذا فإنه يجب أن يكون ضامن من المرتبة الأولى، ومثال ذلك الضامن الأب العم الخال، أو ما يُعادلهم في حالة عدم وجودهم، وطبعًا نحن لا نحتاج للتنبه على أن الضامن يجب أن يكون شخص بالغ عاقل يمتلك هو الآخر بطاقة هوية شخصية، وهذا ما يُعيدنا إلى نقطة الارتباط القوية التي تحدثنا وسنظل نتحدث عنها لأهميتها.

الذهاب إلى مكتب الأحوال الشخصية

في مكتب الأحوال الشخصية، أو الخدمة المدنية كما يُطلق عليه البعض، تحدث بقية الخطوات، حيث يقوم ولي الأمر بشراء الاستمارة أو طلب استخراج البطاقة، ثم يقوم بتعبئته ووضع كل البيانات الخاصة به هو والشخص الذي ستُستخرج البطاقة من أجله، ويشمل ذلك الأمر جميع الخانات ما عدا تلك الخانة التي تتطلب الوظيفة أو الدراسة والعمل، فهذه مرحلة أخرى تقوم الجهة التي ينتمي إليها الطالب بملئها، وعادة ما يأخذ الأمر أيام قليلة.

التصوير والاستلام

في المرحلة الأخيرة يذهب الشخص صاحب طلب البطاقة بطلبه إلى مكتب السجل المدني ويقوم الموظف هناك بتصويره صورة تُظهر النصف الأول منه فقط، وذلك حتى يتم استخدامها ولصقها على البطاقة، بعد ذلك يُغادر ويعود بعد مدة لا تقل عن أسبوع، وتكون البطاقة جاهزة في هذا الوقت فيقوم بالتوقيع ويستلمها ليُصبح منذ ذلك التاريخ شخص طبيعي مُعترف به من الدولة وليس مجرد طفل يتبع والديه، وإن كانت شهادة الميلاد التي يستخرجها عند ولادته تعني وجوده فإن الهوية الشخصية تؤكد ذلك الوجود أكثر وأكثر.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

5 + 20 =