تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » القرد : اعرف أكثر عن أكثر الحيوانات ذكاءً على سطح الأرض

القرد : اعرف أكثر عن أكثر الحيوانات ذكاءً على سطح الأرض

القرد

يشتهر القرد بأنه الحيوان الأقرب إلى الإنسان، وكذلك بأنه الحيوان الأكثر ذكاءً، نتعرف بالتفصيل على معلومات عن هذا الحيوان المثير للاهتمام والمسلي والمضحك.

القرد هو حيوان بالغ الذكاء، ومع الشامبانزي فهو من أكثر الحيوانات التي تتشابه في العديد من الصفات الجسدية والنفسية مع الإنسان، ولهذا السبب فهو الحيوان الأكثر استخدامًا في التجارب العلمية، ولكن ما هو الفرق بين كلمات كالقرد والقرد الرئيسي والسعدان؟ في هذا الموضوع سنوضح لك التوصيف الصحيح للقرود وتصنيفهم من حيث قردة العالم الجديد وقردة العالم القديم، ثم أهم الأنواع مثل قرد العواء وقرد الباتاس وقرد الجينون وقرد المستنقع الأليني وغيرهم، وستلاحظ في النهاية وجود تداخل كبير بين الأنواع الرئيسية والفرعية وتشابه في الصفات والشكل، ولعل العامل الأكثر تمييزًا بالنسبة لكل حيوان هو تكوين الذيل وطوله بالإضافة إلى تكوين الأنف والفم، أما بقية الصفات ففي العادة تكون متشابهة وقريبة نسبيًا بالنسبة لأغلب الأنواع، وسنفرد فقرات خاصة عن سفر القرد إلى الفضاء الخارجي، حيث أنهم من أولى الحيوانات التي استخدمت للسفر على متن صواريخ أو مركبات لدراسة تأثير تغيرات الوضع خارج الغلاف الجوي على الحالة الجسدية لجسم الإنسان، وهذا ما مهد خطوات ثابتة للتقدم في علوم الفضاء، وبشكل عام فإنه بعد قراءتك لهذا المقال ستتحصّل على كمية وفيرة وكافية من المعلومات عن هذا الحيوان الشيق.

تعرف على معلومات شديدة الإثارة عن القرد

ما هو الفرق بين مسميات كالقرد والسعدان والقرد الرئيسي؟

كلمة القرد بالإنجليزية غير معروفة الأصل، إلا أنها على الأرجح مأخوذة من شخصية خيالية ذكرت في قصة من القرون الوسطى وهي شخصية ابن مارتين القرد، ويحتمل أيضًا أنها مأخوذة من الكلمة الهولندية manneken والتي تعني حرفيًا “الرجل الصغير”، أما الكلمة العربية فهي قديمة ولها مرادفات أخرى مثل السعدان وقد ذكر القرد بلفظ الجمع في القرآن الكريم أكثر من مرة. وقبل أي شيء يجب أن نفرق بين القرد الرئيسي الذي يعرف بالإنجليزية باسم Ape والسعدان أو الذي يطلق عليه أحيانًا القرد والذي يعرف باسم Monkey، فالأول هو بدون ذيل وموطنه الأصلي أفريقيا وجنوب شرق آسيا، أما الثاني فينقسم إلى قردة العالم القديم وقردة العالم الجديد، ولا يعتبرهما العلماء من نفس النوع، إلا أنه تم اعتبار كل مجموعة منهما بأنها مجموعة شقيقة.

معلومات هامة عن القرود

قد تظن أن هذا الحيوان قادر على تسلق فروع الأشجار والانتقال من فرع إلى آخر كما يفعل “طرزان”، إلا أن هناك نوع واحد من القرود فقط يقدر على هذا وهو قرد العنكبوت بالإضافة إلى القرد الرئيسي. وتستخدم القردة عدد كبير ومتنوع من طبقات الصوت كي تعبر عما تريده، بالإضافة إلى تعبيرات الوجه وحركة أجزاء الجسم وخاصةً الذيل، وهي من أكثر الحيوانات المتطورة في هذا الشأن، ببساطة فإنك ستفهم أغلب ما يريد القرد قوله إذا تواجهت معه. لكن من الأفضل لك ألا تفعل هذا، فالقردة من أكثر الحيوانات التي تحمل الأمراض المعدية في جسمها. وتؤكل أدمغة القرود في جنوب آسيا وتكثر العادة بالتحديد في الصين وبعض مناطق جنوب شرق القارة، وفي بعض الأجزاء الجنوبية وشرق الجنوبية من أفريقيا تؤكل أيضًا باعتبارها نوع من لحوم الأدغال، وفي العادة تأكلها القبائل البدائية، مع العلم بأن لحوم القرود محرمة في القوانين الإسلامية ولا نجدها حاضرة في الثقافات العربية والإسلامية.

ما هي الفروق بين قردة العالم القديم والجديد؟

قردة العالم القديم تمتاز بمنخرها (فتحة الأنف) الصغير والمنحني والمضموم مع الفتحة الأخرى والكثير من أنواعها هي حيوانات ليلية وكل فرد لديه 32 سن، وحتى الآن هناك 96 نوع منهم ويتم تقسيمهم إلى مجموعتين رئيسيتين هما العامة والخاصة، العامة عادةً ما يأكلون أي شيء والخاصة يفضلون أوراق النباتات، ولديهم جيوب في الخد تمكنهم من تناول الطعام بسرعة وتخزينه ثم مضغه وابتلاعه لاحقًا، أما قردة العالم الجديد فلديها منخر مستدير وبعيد عن الفتحة الأخرى وكل الأنواع المعروفة منها نهارية وكل فرد لديه 36 سن، وحتى سنة 2008 تم اكتشاف 81 نوع منهم في أحراش الأمازون، مع العلم أنه بمرور الوقت يتم اكتشاف أنواع جديدة، ويتميز النوع عامةً بوجود ذيل ملتف يُستخدم في التقاط الأشياء والتمسك بفروع الأشجار، وهناك بعض الأنواع لا يملكون إصبع الإبهام.

قرد العواء

تقضي قردة العواء حتى 80% من يومها في الاستراحة. وهي أكثر أنواع القرود إزعاجًا وعلوًا في طبقة الصوت كما يشير الاسم، وبإمكانك أن تسمع صوتهم على بعد ميلين في الغابة أو حوالي ثلاثة أميال في منطقة مفتوحة. وهي من أكبر قردة العالم الجديد من ناحية الحجم، وتتميز من بين أغلب الأنواع في أنها تقوم ببناء عششها الخاصة، وحتى الآن هناك 15 نوع معروف منها، وفي السابق كان يتم تصنيفها ضمن عائلة القرود كبوشية الشكل، إلا أنها الآن ضمن القردة العنكبوتية، وموطنها الأصلي هو أمريكا الجنوبية والوسطى، وتفضل العيش في الغابات، لكن بعض الأنواع تعاني من أخطار عديدة منها صيد الإنسان لوضعها تحت الأسر وبيعها كحيوانات أليفة أو إدخالها في حدائق الحيوانات وكذلك تدمير المسكن. أما جسم قرد العواء فهو مميز في العديد من النواحي، فأولاً يمتلك فم وأنف صغيرين، لكن فتحات الأنف واسعة ومستديرة وحساسة جدًا، وتحتوي على شعيرات حساسة في الداخل، لدرجة أنهم يستطيعون شم الطعام (عادةً يكون الفواكه والبندق) على بعد يصل إلى 2 كيلومتر.

الخصائص الجسدية لقرد العواء

يتراوح حجم هذا القرد بين 56-92 سم (22-36 إنش) بدون احتساب الذيل الذي قد يساوي طول الجسم، لكن في بعض الحالات لوحظ أن هناك أفراد لديهم ذيل طويل جدًا يصل طوله إلى خمس أضعاف طول الجسد، وهذه خاصية مميزة جدًا له، ومثل قردة العالم الجديد فإنه يمتلك ذيل ملتف يستخدمه في التقاط الطعام من على الأشجار، لكن على عكسهم فإنه يملك رؤية ثلاثية الألوان (وقد حدث هذا عبر تطور استقلالي عن كافة الأنواع الأخرى بسبب التكرار الوراثي، أي حدوث نسخة متطابقة تملك نفس البيانات الوراثية في الصبغيات). وتتراوح دورة الحياة من 15 إلى 20 سنة. والوزن بين 1.5-2 كيلوغرام، والذكر أثقل من الأنثى بكثير، ويعيش أغلب الأفراد في مجموعات تتكون من 6 حتى 15 فرد، مع وجود ذكر واحد إلى ثلاثة ذكور والبقية من الإناث، لكن هناك نوع استثنائي يعيش في مجموعات من 15 إلى 20 فرد مع وجود عدد كبير من الذكور، وفي العادة يتعاون أفراد المجموعة بشكل منظم ولوحظ عدم حدوث المشاجرات إلا نادرًا، ومع أنه ليس عدوانيًا مع البشر في أغلب الأحوال، إلا أن قردة العواء لا تتصرف بشكل جيد عند الأسر، ولكن هناك بعض الأنواع التي نجدها شائعة بين الحيوانات الأليفة في الأرجنتين مثل قرد العواء الأسود بسبب طبيعته الهادئة نسبيًا، وفي حضارة المايا نجد احترام كبير لهذا النوع من القرود وربما وصل إلى مرحلة التقديس.

قرد التيتي

قردة التيتي هي من قردة العالم الجديد، وهي من نفس العائلة الفرعية التي تحتوي على القردة المنقرضة بارالواتا ولاجونيميكو وبعض الأنواع المنقرضة الأخرى، ويعيش التيتي في أمريكا الجنوبية من كولومبيا حتى البرازيل وبوليفيا وبيرو والأجزاء الشمالية من باراجواي. يملك التيتي رأس وجسد بطول 23-46 سم (9.1-18.1 إنش) وذيل يتراوح طوله بين 26-56 سم (10-22 إنش) وتختلف بعض الأنواع من حيث اللون لكنهم يتشابهون في أغلب الخصائص الجسدية، ولديهم فراء طويل وناعم وعادةً ما يميل لونه إلى اللون الأحمر أو البني أو الرمادي أو الأسود، وبعض الأنواع تحتوي على جبهة مائلة إلى البياض أو السواد، والتيتي حيوان نهاري ويسكن الأشجار، وكلهم يفضلون العيش في الغابات ذات الأشجار الكثيفة وأن تكون هناك بعض المسطحات المائية القريبة، وهم يملكون مهارة القفز عبر أغصان الشجر بسهولة، ومن هنا يأتي اسمهم الألماني الذي يعني “القردة القفازون”، وتتكون وجبات التيتي من الفواكه، لكنهم يأكلون أيضًا أوراق الأشجار والأزهار والحشرات وبيض الطيور والفقاريات الصغيرة.

ما الذي يميز قرد التيتي؟

قردة التيتي الجنوب أمريكية تعتبر من أكثر أنواع الرئيسيات ندرة، وذلك لأنها تمتاز بالعديد من الصفات التي لا توجد في الأنواع الأخرى، ونذكر منها طريقة التزاوج لديهم، فهم لا يرتبطون إلا بشريك واحد طوال حياتهم، وعند الفراق يظهر الأسى الموجع على الشريك الآخر، ولاحظ العلماء التواصل المستمر بينهم والمشاركة في كل العمليات الضرورية والترفيهية وبقاء الأفراد بقرب بعضهم البعض وقيامهم ببعض الحركات المميزة مثل تشابك الذيول والإمساك بالأيدي، وتأخذ فترة الحمل حوالي 5 أشهر، وقد لوحظ أن هناك عمليات ولادة لتوائم لكنها بنسبة ضئيلة وصلت إلى 1.4% في مجموعة كاملة تحت الأسر، ولكن الطفل الثاني عادةً لا يعيش، ولوحظ أيضًا قيام بعض المجموعات المجاورة بتبني الصغار الذين لا يملكون أية عائلة، وفي الغالب يهتم الأب بالصغار ويقوم بكافة العمليات التي يحتاجون إليها ويحملهم في نهاية اليوم إلى مكان العيش لتهتم بهم الأم، ودورة حياة التيتي غير معروفة إلا أن نوع الكاريكبوس قد يعيش حتى 12 سنة في البرية، وهناك مجموعات أخرى قد تصل إلى ضعف هذا الرقم.

الكبوشي

الكبوشي هو من أكثر الحيوانات الذكية، فهو يستطيع استخدام الأدوات بمهارة تذكرنا بمهارة الغراب، حيث أن بإمكانه تكسير البندق بالصخور، ووضع فروع الأشجار لاستخراج الأشياء من الحفر، وإزالة الأشياء من شعره عبر فرك ظهره بفرع شجرة، وهو يحمي يديه بالأوراق، ويستخدم فروع ضخمة لصد هجمات الثعابين، ولديه طبقات صوت مختلفة ومتنوعة للتعريف بالأنواع المختلفة للمفترسين حتى يستطيع كل فرد في المجموعة الهرب بالطريقة المناسبة، وقد لوحظ أنهم يستخدمون طرق مبتكرة في الإنذار مثل القرع بالأحجار، ومؤخرًا قام مجموعة من الهواة بإجراء تجربة بسيطة أثبتت أن الكبوشي يرفض التمييز الظالم بينه وبين الأفراد الآخرين المأسورين من جنسه، بل عبر عن غضبه بشدة وكاد يتصرف بشكل عدواني، في حين أن العديد من الحيوانات الأخرى قد لا تستطيع التفريق بين الأشياء التي تقدم لمختلف الأفراد، أو لن تدرك معنى التفريق في أحسن الأحوال.

السعدان السنجابي

يعيش السعدان السنجابي في الغابات الاستوائية في أمريكا الوسطى والجنوبية، وأنواع فرعية منه تعيش في كوستاريكا وبنما، والنوع الشائع منه يستخدم في الأبحاث العلمية ويتم الاحتفاظ به كحيوان أليف أيضًا، وهناك نوعان منه تعرضا إلى خطر الانقراض وهما السعدان السنجابي لأمريكا الوسطى والسعدان السنجابي الأسود. وفي الواقع فإنه حتى سنة 1984، كان يتم اعتبار كل أنواع السعدان السنجابي الذي يعيش في أمريكا الجنوبية هو من نوع واحد، إلا أنه بدأ التقسيم بعد ذلك بالاعتماد على بعض الفروق الجوهرية في الوجه والعينين بصفة خاصة، والفراء فيه صغير وذو لون أسود في الغالب حتى المرفقين، وفي الأطراف نجد اللون الأصفر البرتقالي، أما الحلق والآذان تكون بيضاء، والفم أسود، والجزء العلوي من الجسد يكون مغطى بشعر كثيف في الغالب، وبسبب تغاير اللونين الأبيض والأسود في الوجه يطلق عليه البعض لقب “قرد رأس الموت” في بعض الدول مثل ألمانيا والسويد وهولندا وسلوفينيا، ويمكن أن ينمو الحيوان من 25 إلى 35 سم، بالإضافة إلى ذيل يتراوح بين 35-42 سم، ويزن الذكر من 750 إلى 1100 جرام في حين أن الأنثى تزن 500-750 جرام، وكلاهما يملكان ذيل طويل وكثيف الشعر وأظافر مسطحة ومخالب موجهة للأمام، ويكون لون الفضلات بني.

قرد الجينون

تم تسميته علميًا في منتصف القرن الثامن عشر، ومن أنواعه الجينون الأزرق وجينون المونا والجينون أحمر الأذن والجينون أحمر الذيل، والموطن الأصلي لكل الأنواع هو الصحراء الغربية الأفريقية، وأغلبهم يفضلون العيش في الغابات، ولاحظ العلماء أنهم يحتفظون بنطاقهم الخاص ولا يعتمدون على فكرة الهجرة أو استيطان مناطق أخرى، وهناك بعض الأنواع تواجه خطر الانقراض بسبب تدمير المساكن. وقد لوحظ أنه في حالة اختيار قائد جديد لمجموعة قردة الجينون فإنه يقوم بقتل كل الصغار، ويفسر العلماء هذا بأنه سلوك تطوري يعرف باسم انتقاء القبيلة، حيث يحمي فيه القائد الذكر قبيلته عبر قتل صغار الذكور الآخرين ليفرض هيمنته حتى يستطيع توحيد المجموعة وقيادتها في كل الأنشطة الضرورية، وعامةً فإن ذكر الجينون يمتاز بقوة ووحشية كبيرة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، فقد شوهد أكثر من مرة وهو يتعلق بنسور قد اصطادت فرد من العائلة، ونجح أكثر من مرة في جعله يوقع فريسته.

قرد المستنقع الأليني

هو من الرئيسيات، والمجموعة وحيدة الأصل الخاصة به شقيقة لقرد الجينون، إلا أنه يختلف في بعض الأشياء مثل المسكن، وهذا النوع قوي جدًا بالمقارنة مع بعض الأنواع الأخرى، ولون فراءه بين الرمادي والأخضر في الجزء العلوي، وجهه مائل إلى الحمرة مع شعر طويل يصل إلى الخدين، والتشابك فيما بين أصابع الأطراف تشير إلى طريقة الحياة المائية التي يفضلها، وجسمه ما بين 45-60 سم، مع ذيل 50 سم، والذكر يزن 6 كيلوجرام والأنثى 3.5 كيلوجرام (وهناك فرق شاسع بينهما في القوة والعديد من الخصائص الأخرى). وقرد المستنقع الأليني هو حيوان نهاري وعادةً ما يبحث عن الطعام على الأرض، ولكنه يسكن المستنقعات أو الأراضي المليئة بالمياه، فهو سباح ماهر وعادةً ما يستغل هذه المهارة في الاختفاء من الأعداء، أما الميزة الأهم أنه حيوان اجتماعي جدًا مع أفراد فصيلته والحيوانات الأخرى، ويعيش في مجموعات تتكون الواحدة منها حتى 40 فرد، ويتواصلون من خلال وسائل مختلفة أهمها النداءات الصوتية واللمس، ويتكون نظامه الغذائي من الفواكه وأوراق النباتات وكذلك الخنافس والديدان، ويمتد عمره حتى 23 سنة. وهو يختلف عن غيره من الرئيسيات في تفضيله للمستنقعات، وقد يكون ذلك بسبب رغبته في الابتعاد عن المخاطر التي توجد في الغابات، إلا أنه لم يستطع الهرب من هذا تمامًا حيث أنه يعتبر فريسة سهلة بعض أنواع الصقور والثعابين والبونوبو.

قرد الباتاس

يسكن قرد الباتاس الأرض ونادرًا ما نجده على فروع الأشجار، ونجده في شرق أفريقيا وغربها وهو النوع الوحيد المصنف في جنسه الخاص، وهو أكثر الأنواع قربًا من قرد الفيرفت، والأنواع الفرعية منه هي أربعة، لكن هناك خلاف بين العلماء وبعضهم يؤكدون أنه مكون من نوعين فقط (قرد الباتاس الشائع الذي يملك أنف سوداء وقرد النسناس ذو الأنف البيضاء) ولحسن الحظ فإنه لا يعاني من أية أخطار يمكن أن تؤدي إلى انقراضه، ويمكن أن ينمو جسمه حتى 85 سم (33 إنش) طولاً باستثناء الذيل الذي قد يقل عن طول الجسم بنحو عشر سنتيمترات، وفي الغالب يكون حجم الذكور أكبر من الإناث.

ما الذي يميز قرد الباتاس؟

قرد الباتاس مميز في العديد من النواحي، فهو يعيش في مجموعات مكونة بالكامل من الذكور أو الإناث، ومجموعات الإناث قد تتكون من 60 فرد (وظهرت تقارير مؤخرًا تشير إلى وجود كميات أكبر في كل مجموعة) من الإناث مع فرد واحد من الذكور لأغلب الأوقات في السنة، وعندما يأتي موسم التزاوج نجد دخول بعض الذكور إلى المجموعة، مع العلم بأن الذكر يصل إلى مرحلة البلوغ في سن الرابعة وبعدها يترك المجموعة ويدخل مجموعة أخرى مكونة من ذكور فقط في الغالب.

القردة وعالم الفضاء

من بين رئيسيات أخرى تم اختيار القردة لتذهب على متن رحلات إلى الفضاء الخارجي، وذلك كي يستطيع العلماء معرفة الآثار البيولوجية على الجسم، وبدأت الولايات المتحدة بإرسال الحيوانات مبدئيًا في سنوات 1948-1961، ثم مرة أخرى في 1983 و1996، وأغلب الحيوانات كانت مخدرة، وعدد القردة الإجمالي هو 32 قرد حتى الآن ممن سافروا، وأكثر الأنواع التي ذهبت كانت مكاك ذيل الخنزير الجنوبي وكذلك القرد السنجابي الشائع والمكاك طويل الذيل والمكاك الريسوسي وحتى الشامبانزي.

أولى القرود التي سافرت إلى الفضاء

أول قرد تم استخدامه هو ألبرت، من المكاك الريسوسي، وذلك في الحادي عشر من يونيو 1948، حيث سافر على متن صاروخ V2 على بعد 63 كيلومتر (39 ميل) وتعرض إلى الموت بسبب الاختناق خلال الرحلة، وتبعه ألبرت الثاني الذي نجا من نفس الرحلة لكنه مات في الرابع عشر من يونيو 1949 بسبب خلل في الباراشوت، لكنه يعتبر أول قرد سافر إلى الفضاء في مهمة ناجحة وذلك على بعد 134 كيلومتر (83 ميل)، أما التجربة التالية فكانت لألبرت الثالث، القرد الذي مات على بعد 10.7 كيلومتر (35.000 قدم) في انفجار حدث في الصاروخ في 16 سبتمبر 1949، وألبرت الرابع هو الأخير الذي تم استخدامه في هذه التجارب، وقد مات أيضًا بسبب خلل في الباراشوت، واستطاع الوصول إلى مسافة 130.6 كيلومتر.
بعد ذلك ذهبت القردة المستخدمة في التجارب في رحلات من نوع جديد وهي صواريخ إيروبي، وذلك في أبريل 1951، وأولهم هو يوريك والذي يعرف أيضًا بألبرت السادس، وصاحبه طاقم مكون من 11 فأر، واستطاعوا الوصول إلى مسافة 72 كيلومتر (236.000 قدم) والمميز أنهم نجحوا في عملية الهبوط.

أشهر القردة التي سافرت إلى الفضاء

في 13 ديسمبر 1958 قام قرد يدعى جوردو من القردة السنجابية برحلة ناجحة أطلقها الجيش الأمريكي عبر الصاروخ (المشترى AM-13)، ولكنه مات بسبب خلل في نظام حماية الباراشوت، وكرروا الرحلة في السنة التالية على قرد من نفس النوع وهي الآنسة باكر وقد وصلت بسلام. وفي 29 يونيو 1969 سافر القرد الأول في كوكبنا في رحلة لأكثر من يوم في الفضاء، لكنه مات في خلال يوم من عملية العودة. في فرنسا كانت أولى المحاولات في مارس 1967، حيث سافر قرد يدعى مارتين على متن صاروخ فيستا، وبعد بضعة أيام فقط تم تكرار المحاولة، وفي المرة الأولى وصل إلى مسافة 243 كيلومتر (151 ميل) وفي الثانية 234 كيلومتر (145 ميل)، وأصبح مارتين ضمن أوائل القردة الذين استطاعوا العيش لبضعة ساعات بعد السفر خارج الغلاف الجوي. وفي 28 يناير 2013 أعلنت إيران أنها أرسلت قرد على متن الكبسولة بيشجام على ارتفاع 116 كيلومتر، لكن لم تصرح وكالات الأنباء الرسمية بأية تفاصيل حول الميعاد الفعلي للإطلاق أو الموقع.

القردة في التجارب

القرد هو من أكثر الحيوانات التي يتم استخدامها في تجارب البحوث العلمية، وأكثر الأنواع هو سعدان الهجرس أو قرد الهجرس (ويعرف أيضًا بالقرد الأفريقي الأخضر) وقد تم تصنيفه في منتصف القرن الثامن عشر، وهو لا يتواجد إلا في إثيوبيا وإريتريا والسودان وجيبوتي، وفي هذه المناطق يأكله بعض السكان خاصةً في الأجزاء الجنوبية حيث تنتشر الأدغال، إلا أنه لا يعتبر مهددًا بالانقراض، ويليه قرد المكاك طويل الذيل والمكاك الريسوسي، وهذا عن طريق صيدهم من البرية أو تربيتهم وفق ظروف خاصة، وسبب اختيار تلك الأنواع بالتحديد هو السهولة النسبية في التعامل معهم وكذلك دورتهم التناسلية السريعة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، والأهم هو تشابه بعض الصفات الجسدية والنفسية مع الإنسان، وفي كل يوم يتم إجراء التجارب على تلك الأنواع، فعلى نطاق عالمي يتم استخدام ما بين 100.000 – 200.000 من الرئيسيات في التجارب العلمية سنويًا، وتأتي نسبة 64.7% منهم من قردة العالم القديم مع 5.5% من قردة العالم الجديد، وهذا يجعل القردة تسيطر على هذا المجال، والولايات المتحدة هي أكثر الدول التي تقوم بهذه التجارب، فما بين سنوات 1994 و2004 تم استخدام 54.000 حيوان من الرئيسيات، وفي سنة 2002 تم استخدام 10.000 حيوان منهم في كافة دول الاتحاد الأوروبي.

القرد في الثقافات الغربية والشرقية

تظهر القردة كمخلوقات ناضجة في الأدب الغربي، فهناك دومًا ميل لتحديد شخصية القرد بأنه قادر على تحقيق مصلحته عن طريق ألاعيبه الملتوية التي تدل على ذكاء متقد، وفي الأساطير الشرقية نجد القردة حاضرة بشكل بارز، ففي الهندوسية يوجد الإله هانومان وهو إله على شكل جسم مكون من البشر والقرد وهو يجسد الشجاعة والقوة والاستمرارية في الإنسان الذي يفكر فيه أو الإله راما، وفي البوذية يعتبر هذا الحيوان تمثيل قديم لبوذا وكذلك يمثل صفات الخداع، وفي الأساطير الصينية توجد شخصية سون واكونج (القرد الملك) الذي يعتبر بطل الرواية الكلاسيكية “رحلة إلى الغرب”، وفي الأبراج الصينية يعتبر القرد هو البرج التاسع في دورة الأبراج الإثني عشر والمكونة من حيوانات وفقًا للتقويم الصيني، مع العلم بأن السنة الأخيرة التي كانت لبرج القرد كانت ما بين 22 يناير 2004 حتى 8 فبراير 2005، وبرجه القمري هو برج الأسد. وفي البوذية الصينية هناك استعارة تعرف باسم “عقل القرد” وهي تشير إلى حالة ذهنية متقلبة قد يمر بها عقل الإنسان، والقرد واحد من ثلاثة حيوانات تمثل “المخلوقات الثلاثة المتهورة” حيث يمثل فيها الطمع، وفيها الببر الذي يمثل الغضب والغزال الذي يمثل الحب المَرَضي.

حقائق شيقة عن القرود

  • من الشائع أن تجد لدى القرد عدد كبير ومختلف من الأمراض المعدية مثل الالتهاب الكبدي والسل وعدوى الفيروس بي (فيروس ضمن فيروسات الهربس).
  • أصغر أنواع القردة يتراوح طوله ما بين 117-159 ميليمتر (4.5-6 إنش) ويزن ما بين 85-140 جرام.
  • ذكر قرد الماندريل هو القرد الأضخم من حيث الحجم، قد يصل طوله إلى متر واحد (3.3 قدم) ووزنه حوالي 35 كيلوجرام (77 رطل).
  • هناك بعض الأنواع من القردة التي يصطادها البشر ليأكلوا لحمها الذي يعتبر وجبة شائعة في بعض المناطق، كما أن الشامبانزي الضخم يقتات على القردة الصغيرة في بعض الأحيان.
  • أغلب أنواع القرود هي من القارتات، أي أنها تأكل اللحوم والنباتات، كما أن بعض الأنواع لا تجد مانعًا من أكل القاذورات.
  • القردة الرمادية ذات لون رمادي أو رمادي أسود، لكن المفاجئ أن الأطفال يكون لونهم برتقالي فاتح.
  • الباتاس هو القرد الأكثر سرعة من بين كل الأنواع، بل قد يكون الأسرع من بين كل الرئيسيات، فبإمكانه الوصول إلى سرعة 55 كيلومتر في الساعة (34 ميل).

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

5 × خمسة =