تسعة اولاد
الرئيسية » حيوانات » الحيوانات ذوات الدم البارد : ما الفرق بينها وبين ذوات الدم الحار؟

الحيوانات ذوات الدم البارد : ما الفرق بينها وبين ذوات الدم الحار؟

الحيوانات ذوات الدم البارد

هل تساءلت مرة عن معنى مصطلح الحيوانات ذوات الدم البارد ؟ في الحقيقة دم هذه الحيوانات ليس باردًا على الإطلاق، وإنما تتمحور التسمية حول طبيعة الدم كما سنرى.

كثيرًا ما نسمع مصطلح الحيوانات ذوات الدم البارد عن حيوانٍ معين عند البحث عنه أو التعريف به فيُقال أنه من ذوات الدم البارد، فكيف يكون الدم باردًا؟ وكيف تعيش تلك الحيوانات بدماءٍ باردةٍ تجري في عروقها؟ وهل لو لمسنا الدماء الموجودة داخل أجسادها سنجد أنها في برودة الثلج أو المياه الباردة؟ والسؤال الأهم هل الإنسان من ذوات الدم البارد أم ذوات الدم الحار ولماذا؟ المعروف أن المملكة الحيوانية متدرجة حسب الرقي ويكمن الرقي ذلك في جسد الحيوان وطبيعته فهناك حيواناتٌ بدائية وهناك حيواناتٌ ذكية أو متقدمة في السلم الطبيعي للرقي وستجد هناك فرقًا ضخمًا بين تلك الحيوانات في سلوكها وطريقة تعايشها وتعاملها مع ما حولها وحتى في تركيب جسمها والكيفية التي تعمل بها أنظمتها وأجهزتها الحيوية طوال الوقت.

الإنسان يعتبر أكثر الكائنات الحية تقدمًا وتطورًا سواءً عقلًا أو جسدًا ونظامًا بيولوجيًا واستنادًا على ذلك فإن أفضل صورةٍ للجسد الحي موجودةٌ في جسم الإنسان وبالنظر إلى موضوعنا فالإنسان من ذوات الدم الحار وهي آليةٌ جسمانيةٌ متقدمةٌ ومتفوقة ستجدها موجودةً في الحيوانات المتقدمة أو الذكية، أما في منتصف السلم الحيواني هناك حيواناتٌ أقل تقدمًا وأضعف آليةً وتطورًا جسمانيًا وتلك الحيوانات معروفةٌ باسم ذوات الدم البارد .

كل ما يخص الحيوانات ذوات الدم البارد

لماذا يوجد دمٌ حارٌ ودمٌ بارد؟

الفكرة الرئيسية هنا تتمحور حول طبيعة الدم وسبب كونه حارًا في جسم الإنسان على سبيل المثال، فالدم عبارة عن مجموعةٍ من السوائل مع بروتينات وجزيئات مغذية يحتاجها الجسم وأنواعٍ مختلفةٍ من الخلايا وهذه المكونات لا يوجد بينها ما يعطي الحرارة أو يمنعها فكيف إذًا ترتفع درجة حرارة الدم؟

يعتمد الأمر بشكلٍ أساسيٍ على طبيعة الجسم وخلاياه وأنظمته البيولوجية التي تسعى لتوليد الحرارة عن طريق حرق الغذاء وبهذا تزيد وترفع من درجة حرارة الجسد والدم معًا، عند تقسيم الحيوانات إلى أجزاء ستجد نوعين رئيسيين النوع الأول هي الحيوانات ذوات الدم الحار والنوع الثاني هو الحيوانات ذوات الدم البارد ، لكن مع هذه التقسيمة توجد تقسيمةٌ أخرى هي الحيوانات التي تستطيع الحفاظ على درجة حرارة جسمها وتكون غالبًا من ذوات الدم الحار التي تولد الحرارة بنفسها.

وهناك حيواناتٌ تعجز عن الاحتفاظ بدرجة الحرارة في جسمها وتفقدها بسرعة ويبرد جسمها إن لم تحصل على حرارةٍ جديدة وهذه الحيوانات هي ذوات الدم البارد، لكن البرية عجيبةٌ وغريبة وعالم الحيوان لا يخلو من الدهشة فبرغم كون تلك التقسيمة هي السائدة وتسري على الأغلبية إلا أنك من الممكن أن تجد حيوانًا يعمل جسمه على توليد الحرارة مثل ذوات الدم الحار لكنه في نفس الوقت لا يستطيع الاحتفاظ بدرجة حرارة جسمه تمامًا مثل الحيوانات ذوات الدم البارد !

كيف تعيش الحيوانات ذوات الدم البارد؟

الحقيقة التي لا مفر منها هو أن الحرارة ضروريةٌ ومهمةٌ لأجسادنا وإلا ما كان الله ليجعلها موجودةً في أجزاء الأغلبية من الأساس، تساعد الحرارة على تنظيم العمليات الحيوية داخل الجسم الحي وتسهيل انتقال الدم إلى الأنسجة والمخ كما تزيد الحرارة من كفاءة عمل الجسد، فالعضلات على سبيل المثال جزءٌ من الجسد يحتاج إلى الحرارة باستمرار وكلما زادت درجة حرارتها كلما زادت قوتها وكفاءتها وسرعة استجابتها، ولهذا في ذوات الدم الحار تجد العضلات أكثر مكانٍ يشتعل بالحرارة بعد ممارسة أي مجهودٍ يرهقها أو يستغل مجهودها لأن الجسد يكافح لتلبية طلبها ويولد لها القدر الكافي من الحرارة للعمل.

على عكس الشائع أو الظاهر من اسمها، الحيوانات ذوات الدم البارد لا تعيش حياتها كلها بدماءٍ باردةٍ كالماء لكن سر تسميتها جاء من عدم قدرتها على الاحتفاظ بالحرارة في جسدها أو توليدها من الأساس وإنما تحصل على الحرارة من البيئة المحيطة بها وتتغير درجة حرارة أجسادها مع تغير درجة حرارة البيئة، فمثلًا ترتفع إن استلقت في الشمس أو نهارًا وتنخفض إن دفنت جسدها في الطين أو الماء أو ليلًا وهكذا دواليك.

وبناءً على ذلك فحاجة تلك الحيوانات للحصول على الغذاء تتضاءل بشكلٍ ملحوظٍ مقارنةً ببقية الحيوانات ذوات الدم الحار، فبعضها يستطيع أن يأكل مرةً واحدةً في العام ويظل على قيد الحياة محتفظًا بقوته لأن جسده لا يستهلك أي شيءٍ من الغذاء لتوليد الحرارة أو الاحتفاظ بدرجة حرارة الجسد كما هي.

ما هي نتائج الدم البارد على الحياة في البرية؟

كأي خاصيةٍ مميزةٍ ومثيرةٍ كهذه في المملكة الحيوانية بالطبع سيكون لها مميزاتٌ وعيوب وستستغلها بعض الحيوانات لمصلحتها لكنها من الجانب الآخر قد تكون ضدها أو سببًا في موتها، لهذا حياة الغاب موحشة ومرعبة فيومًا تكون أنت المفترس ولا تدري أنك غدًا ستصبح فريسة.

من أبرز وأهم المشاكل التي تعاني منها ذوات الدم البارد هو برودة أجسادهم الدائمة والتي تؤخر استجابة العضلات وتعطل من سرعتهم وردود أفعالهم واستيعابهم للموقف المحيط بهم، فتخيل أن أحد تلك الحيوانات في خطرٍ محدقٍ به وأن مفترسًا على وشك التهامه لكن الليل باردٌ من حوله ودماؤه وجسده باردان ولا يصل الدم بشكلٍ كافٍ ومثاليٍ للمخ وعضلاته باردة وبطيئة بالطبع سيصبح وجبةً شهيةً قبل أن يتمكن من تحريك طرفٍ من أطرافه.

لكن الأمر مفيدٌ ومميزٌ من ناحيةٍ أخرى هو قدرة تلك المخلوقات على تحمل الجوع لفتراتٍ طويلةٍ جدًا تصل إلى أشهرٍ أو سنوات دون أن تفقد قوتها وقدرتها على الحياة وعندما تأكل فهي ليست بحاجةٍ إلى فرائس ضخمة وإنما فريسةٌ بسيطة تسد الجوع وتعطي الطاقة اللازمة للحياة.

وغير ذلك تمكنهم برودة أجسادهم من السكون والثبات لفتراتٍ طويلةٍ في نفس الوضعية ونفس المكان وهو أمرٌ يساعدهم على التخفي والهدوء والتربص لفرائسهم إن أرادوا أو التخفي من مفترسيهم خاصةً أن بعض الحيوانات تكون قادرةً على رصد حرارة الجسد لكن مع ذوات الدم البارد واختفاء الحرارة لا يستطيعون رصدها وافتراسها.

المميز كذلك قدرتهم على التحكم قدر المستطاع في حرارة أجسادهم بتغيير البيئة والخروج من الظل للشمس أو من البر للماء في حين أن ذوات الدم الحار لا دخل لهم ولا للبيئة في حرارة أجسادهم وإنما هو نظامٌ مستمرٌ بذاته وكل ما يستطيعون فعله عند ارتفاع درجة حرارة أجسادهم هو تخفيضها بالتعرق أو اللهاث.

بعض الحيوانات من ذوات الدم البارد

الزواحف والقوارض من أشهر أمثلة الحيوانات ذ,ات الدم البارد على الإطلاق ويعتبرون الفصائل الرئيسية التي تحتكر تلك الصفة في أجسادها لكنها إن وُجدت في حيوانٍ آخر خارج تلك الفصائل فغالبًا ما تكون حالاتٍ فردية، من أشهر القاتلات ذوات الدم البارد علميًا وبلاغيًا هي الثعابين فتخيل كائنًا بهذا المكر والسمية والقوة يمتلك خفة وسكون ذوات الدم البارد وقدرتهم على التحمل والبقاء.

الكثير من ضحايا الثعابين كالفئران الصغيرة والضفادع مثلًا من ذوات الدم البارد أيضًا، السحالي من ضمن القائمة كذلك وأيضًا بعد كل تلك الأمثلة الصغيرة والرقيقة من الممكن أن نفاجئك بأن التمساح من أكبر الحيوانات التي تدخل في تصنيف ذوات الدم البارد! وإن كانت تلك الكائنات خطيرةً بمقدار فالتماسيح بقوتها الجسدية الباطشة وحجمها الضخم وسكونها في المياه والطين هي كابوسٌ بحد ذاتها.

الأسماك أيضًا بكافة أنواعها من أشهر ذوات الدم البارد ولا عجب في ذلك أبدًا كونها تعيش في المياه ولا تعتلي درجة مرتفعةً في سلم تصنيف الرقي الحيواني.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

2 × واحد =