تسعة اولاد
الرئيسية » دروس » كيف يُمكنك الإبلاغ عن التنمر الذي تتعرض له في المدرسة؟

كيف يُمكنك الإبلاغ عن التنمر الذي تتعرض له في المدرسة؟

التنمر

الإبلاغ عن التنمر أهم وأفضل ردة فعل يُمكن القيام بها عندما يتعرض طفل ما للتنمر من أصدقائه، فالمساوئ النفسية التي قد تنتج على ذلك من الممكن أن تؤدي إلى العديد من المشاكل لهذا الطفل، لكن يا تُرى كيف يُمكن الإبلاغ عن التنمر ومحاربته؟

يُعتبر الإبلاغ عن التنمر وإخبار الشخص الذي يتعرض للتنمر المسئولين بذلك الأمر، أكبر وأهم تصرف يُمكن القيام به تجاه من يقومون بالتنمر غير آخذين في الاعتبار الحالة النفسية السيئة التي يُمكن أن يصل إليها ذلك الشخص الذي حدث التنمر بخصوصه، والحقيقة أن ما يقود لحدوث ذلك التنمر في الأساس رغبة الشخص السليم في السخرية من النقص الذي يُعاني منه الشخص المُصاب بشيء يُمكن أن يحدث التنمر بخصوصه، إنها ببساطة شديدة رغبة في النيل من النواقص، بيد أن النقص الحقيقي يكون أساسًا في الشخص الذي يقوم بالتنمر نفسه، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتعرض لأهم أسباب التعرض للتنمر وكيفية الإبلاغ عنه حال حدوثه، وهذا المقال موجه للأطفال أو الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر بشكل مباشر أو حتى ذويهم أو الأشخاص المُحيطين بهم الذين يُمكنهم صد ذلك الوضع أو على الأقل تنبيه أطفالهم به، فهل أنتم مستعدون لمناقشة هذا الأمر الهام في السطور المُقبلة؟ حسنًا لنبدأ.

التنمر في المدرسة

التنمر بشكل عام هو الضغط على نفسية الطفل وتعريضه لمضايقات وأشكال من العنف اللفظي، وربما العنف الجسدي، وقد يكون هذا الطفل سليمًا مئة بالمئة أو من الممكن أن يكون به نقص بأي شكل من الأشكال، والتنمر الذي يحدث بسبب نقص هو النوع الشائع والأكثر انتشارًا في المدارس على وجه التحديد، وكما هو واضح من الاسم فإن التنمر هو تكالب المحيطين بالشخص المُتنمر به في شكل أشبه كثيرًا بتكالب مجموعة من النمور على فريستها، وطبعًا لا حديث عن نوعيات التنمر يعلو فوق التنمر في المدرسة بمختلف مراحل الدراسة.

أول وأهم وأخطر أشكال التنمر التي يُمكن التعامل معها التنمر الذي يحدث في المدرسة، فبشكل عام تنمر الشارع أو الغرباء أو الأشخاص الغير قريبين منك مجرد تنمر لحظي يزول أثره مع الوقت، كما أن الطفل يتعرض له من خلال شخص غريب عنه، وبالتالي لا تكون هناك أية مخاوف أو أخطار منه بخلاف الألم اللحظي، أما التنمر الذي يقع في المدرسة فخطورته الرئيسية تنبع من كونه في الأساس تنمر دائم يأتي من أقرب الأشخاص إلى الطالب، فمن الممكن أن يكون التنمر قادم من أصدقائه أو حتى مُدرسيه، وهذه كارثة كبرى بحد ذاتها، والتنمر في المدرسة أيضًا يؤدي إلى تدمير نفسية الطفل في المكان الذي من المفترض أن يحصل فيه عكس وخلاف هذا الأمر تمامًا، فالمدرسة هي خط الدفاع الأول، فكيف يا تُرى يُمكن أن يحصل التنمر داخل مكان الحماية الأول؟ هذا ما يستدعي التعرف على أسباب التنمر قبل الحديث عن الإبلاغ عن التنمر .

أسباب التنمر في المدرسة

التنمر في المدرسة يحدث بصورة فجة تكاد تكون الصور الأسوأ على الإطلاق للتنمر، حيث أن التنمر هناك يُدمر التلميذ بصورة نهائية ويجعل مردوده في التحصيل والدراسة ضعيف للغاية، والحقيقة أن هذا التنمر يحدث لعدة أسباب مختلفة، أهمها على سبيل المثال عدم إلمام التلاميذ بخطورة ما يفعلونه.

عدم الإلمام بخطورة التنمر

الخطأ الأبرز الذي يقع فيه الجميع داخل المدرسة ويؤدي إلى حدوث التنمر الذي يؤذي الأطفال هو كون المنظومة الدراسية، وبتحديد أكثر الطلاب الذين يتواجدون بها، غير مُلمين أساسًا بخطورة التنمر ولا يعرفون ما الذي يُمكن أن يقود إليه أمر خطير كهذا، فليس من الصعب عليهم أبدًا جرح نفسية صديقهم أو أذيته، ففي النهاية هم لا يعرفون ما الذي يعنيه التنمر وما الذي تعنيه المشاعر والآثار السلبية التي ستحدث كنتيجة عنها، والواقع أنه لا يُمكن بأية حال من الأحوال تحميل كامل العبء لهؤلاء الصغار، وإنما السبب الذي أدى إلى هذه السبب هو عدم وجود رقابة في الأصل على هؤلاء الأطفال، وبالتالي يصبح الإبلاغ عن التنمر هو الحل الوحيد للتغلب على المشكلة.

عدم وجود رقابة على الطلاب

السبب التالي البديهي ضمن الأسباب التي تقود في النهاية إلى حدوث التنمر هو ذلك الذي يتعلق بفكرة عدم وجود رقابة مناسبة على الطلاب في المدرسة، فالطالب في الأساس لا يعرف أن ما يفعله تجاه زميلة يُعتبر شكل من أشكال التنمر، هو أيضًا لا يعرف العواقب ولا المآسي المترتبة على ذلك، وربما هو أساسًا غير مُطالب بالتعرف على ذلك سواء من حيث الصحة والخطأ، لذا فإن العامل الرئيسي يكون من المشرفين الذين من المفترض أنهم مُطالبين بالحفاظ على الطلاب، سواء من يقومون بالتنمر أو من يتعرضون له، وكل هذا يتحقق بسهولة من خلال المراقبة.

ضعف طرق المقاومة للتنمر

لا نزال عزيزي القارئ مع تلك الأسباب المختلفة التي تقودنا في النهاية إلى اكتشاف وجود تنمر داخل أماكن لا تكون مناسبة له بأي شكل من الأشكال، والحديث هنا عن المدرسة والطرق الضعيفة المُستخدمة في مواجهة حالة التنمر هذه، ففي الظروف الطبيعية يكون هناك أخصائي اجتماعي ومجموعة من المشرفين المتكفلين بصورة رئيسية في البحث خلف حالة الطلاب النفسية وهل إذا كانت سيئة فبسبب التنمر أم لسبب آخر، وهل إذا كان التنمر سببًا فكيف يُمكن القضاء عليه أو على الأقل التعامل معه، فكل هذه أسئلة تقودنا في نهاية المطاف إلى الوصول لإجابة واحدة، وهو كون ضعف الطرق المخصصة لمقاومة التنمر سبب رئيسي من أسباب انتشاره.

كيفية الإبلاغ عن التنمر ؟

الآن الحديث يأخذ منحنى آخر مختلف، فنحن بتنا نعرف عن التنمر الذي يحدث في المدرسة وكيفية حدوثه أو أهم الأسباب التي تؤدي إليه، لكن الأهم من كل ذلك أن نعرف كيفية الإبلاغ عنه والنجاة منه، ومن أهم طرق ذلك التعاون مع المسئولين.

التعاون مع المسئولين

الإبلاغ عن التنمر في المدرسة يتم بالتعاون المسئولين الذي يكون بمقدورهم فعلًا التعامل مع مثل هذه الحالات، وهؤلاء المسئولين يتمثلون في المدرسين والمشرفين وإدارة المدرسة، كل هؤلاء من المفترض أنهم يفتحون أبوابهم طوال اليوم لاستقبال الشكاوى بمختلف أشكالها، لذلك إياك عزيزي القارئ أن تتردد في التقدم بشكواك سواء كانت بخصوص تنمر قد تعرضت له بنفسك أو حتى تنمر قد تعرض له شخص بالقرب منك، في النهاية أي شخص قريب من حالات التنمر مطالب ومُلزم بشكل مباشر بالإبلاغ عن ذلك الأمر، وهذه ربما تكون الطريقة الأهم والأكثر فاعلية.

إثبات تعرضك للتنمر

بكل تأكيد عزيزي القارئ عندما تُقدم على الإبلاغ عن التنمر فسوف تكون قد وصلت إلى أعلى درجة ممكنة من المعاناة والألم النفسي، لكن في نفس الوقت فإنك مُطالب بإثبات حقك وتعرضك فعلًا لمثل هذه المعاناة، وهذا لن يحدث سوى من خلال إيجاد أدلة وشهود على تعرضك بالفعل لعملية التنمر، وربما ليس هناك ما هو أسهل من هذا الأمر، حيث يكفي أن تجعل أحد من أصدقائك الذين شهدوا تعرضك للتنمر يأتي معك إلى المسئولين ويقص عليهم ما حدث ليتخذوا الإجراء المناسب، ولا تنسى أن هذا الشخص يجب أن يكون مما يُشهد لهم بالصدق والأمانة.

قصد الأخصائي الاجتماعي

الأهم من إثبات تعرضك للتنمر أن تعرف أولًا الشخص الأحق بتقديم البلاغ لديه، والذي يُمكنه فعلًا أخذ حقك ورد كرامتك، ونحن هنا نتحدث عن شخص ليس مسئول بقدر ما هو مؤهل أساسًا لمثل هذه الوظيفة، إنه بلا شك الأخصائي الاجتماعي، فوظيفة هذا الشخص في الأساس هي حماية الأطفال مما يتعرضون له ويتسبب في أذيتهم نفسيًا، إنه ببساطة موظف الحماية الذي تم تعيينه خصيصًا من أجل غرض كهذا، وغالبًا ما يكون له مكتب أو مكان معروف وغالبًا أيضًا ما يتم تهميش دوره، لكنك لن تُقدم على ذلك بالتأكيد إذا كنت تريد الحفاظ على حقوقك وإجادة الإبلاغ عن التنمر والمتنمرين.

الوقوف في وجه المُتنمرين

ضمن طرق الإبلاغ عن التنمر والوقوف في وجه الأشخاص المتنمرين أن يتم أيضًا تحذيرهم والتصدي لهم بحزم وقوة شديدين، فإياك عزيزي المسكين أن تُظهر شكل من أشكال الضعف أمام مثل هؤلاء الأشخاص لأن ضعفك سيؤدي إلى تقوي الآخرين عليك وزيادة جرعة التنمر، فبالأساس الشخص الذي يتعرض للتنمر هو الشخص الضعيف الذي يجد فيه الآخرين فريسة ضعيفة، وأنت عندما تقف في وجه تنمره عليك فإنك تكون قد حذرت من التنمر حتى قبل حدوثه، وبالطبع منع الشيء واجتثاثه من جذوره أفضل بكثير من انتظار حدوثه ثم البحث عن حل له، جربوا ذلك وستعرفون الفارق بأنفسكم.

الآثار السلبية للتنمر

لماذا نمنع التنمر؟ هذا ربما يكون السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين ممن يقومون الآن بقراءة هذا المقال، فلكي تمنع الشيء بشكل نهائي عليك أن تعرف بأنه يحمل خلفه الكثير من الآثار السلبية، وأهم تلك الآثار للتنمر تدمير نفسية التلميذ.

تدمير نفسية التلميذ

الحالة النفسية بالتأكيد هي أهم شيء يحاول التلميذ المحافظة عليه بكل الطرق الممكنة، فهو يُدرك تمامًا أنه إذا ما كانت الحالة النفسية جيدة فهي ستنعكس على أداءه في الفصل والعكس سيكون صحيح تمامًا، ولهذا السبب ربما يكون الأثر الأكبر والأهم للتنمر هو سعيه لتدمير النفسية الخاصة بالتلميذ، سواء بشكل نهائي أو حتى بصورة مؤقتة لحين انتهاء فترة الدراسة، وربما بدأت أهمية الإبلاغ عن التنمر في الظهور بعد معرفة هذه الحقيقة.

الشعور الدائم بالاضطهاد

أيضًا من الآثار السلبية التي يؤدي إليها التنمر وتكون في غاية الألم بالنسبة للشخص الذي يتعرض للتنمر هو ذلك الشعور الدائم بالاضطهاد، وهو ذلك الشعور الذي يراود الشخص كلما تعرض للتنمر وبأي شكل من الأشكال، فهو يشعر يقينًا بأن المُحيطين به لا يحبونه، بل على العكس يكرهونه ويتمنون له الأذى، وفكرة كهذه إذا استقرت في ذهن شخص تدمره تمامًا.

التفكير في أذية النفس

لا نزال مع تلك الآثار المُجحفة التي تؤدي إليها عملية التنمر، فلكم أن تتخيلوا بأن القيام بأمر سيء كهذا من الممكن أن يقود إلى تفكير الشخص في أمر غاية السوء مثل التفكير في أذية النفس، بل نحن لا نفترض أبدًا عندما نتحدث عن ذلك الأمر، فقد حدث هذا بالفعل وقاد التنمر أشخاص إلى أذية أنفسهم بأنواع مختلفة من الأذى، والآن، وبعد ذلك الأثر على وجه التحديد، هل لا زال الإبلاغ عن التنمر أمر لا يُمثل قيمة بالنسبة لكم؟

أخذ فكرة سلبية عن المجتمع

الأثر الأخير لنا فيما يتعلق بعملية التنمر وما يحدث بسببها هو ما يتعلق بإمكانية أخذ الشخص الذي يتعرض للتنمر فكرة سلبية عن المجتمع، تلك الفكرة السلبية قد تكون كره كامل للمجتمع وسعي للانتقام منه، كل هذا حدث في البداية بسبب أمر بسيط، أو هكذا كان الظن من المجتمع، لكن الأمر البسيط هذا أصبح كارثة مدمرة يبحث الجميع عن حلول لها، بينما كان الأولى من ذلك أن يتم السعي لمنعها، وهذا ما لم يحدث بكل أسف.

ختامًا عزيزي القارئ، دعنا نقول إن كل شخص منا قد تعرض بالتأكيد للتنمر في يوم من الأيام، لكن هناك من بمقدوره الإبلاغ عن التنمر الذي تعرض له أو مواجهته وهناك من يفشل في فعل ذلك لضعفه أو لعدم قدرته على التصرف في مثل هذه المواقف، في النهاية هذا المقال سوف يقوم بوضع النقاط على الأحرف فيما يتعلق بهذا الصدد.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرين + إحدى عشر =