تسعة اولاد
الرئيسية » أحياء » تعرف على أخطر أنواع المخدرات وتأثيراتها السلبية

تعرف على أخطر أنواع المخدرات وتأثيراتها السلبية

أنواع المخدرات

أنواع المخدرات تختلف ويختلف كذلك تأثيرها متفاوتًا في القوة والضعف، لكن في النهاية تبقى المخدرات كلها واحدة من أكثر الأشياء خطورة في هذا العالم.

كل أنواع المُخدرات ضارة، هذا أمر لا يُمكن لأحد أن يُجادل فيه، فلم يثبت مثلًا أن شخص قد بدأ في تناول ذلك النوم الأبيض من السموم وبدأت حياته تتحسن أو بدأ يشعر أن الأمور على الأقل تجري كما هي، بالتأكيد سوف يزداد كل شيء سوءًا، وسوف يشعر شيئًا فشيئًا أنه يفقد قيمة الحياة التي يعيشها، إلى أن ينتهي به الأمر بأبشع طريقة ممكنة، وهي الانتحار، هذا إذا لم تقتله المخدرات قبل ذلك، فالجرعات الزائدة جعلت من هذا الأمر بديهي لأقصى درجة، ببساطة شديدة، عندما تبدأ في تعاطي المخدرات فأعلم أنك قد بدأت نهايتك بنفسك، ولهذا لا يسعنا سوى التحذير في السطور الآتية من أخطر أنواع المخدرات وكيفية تحاشيها قدر الإمكان للنجاة بالنفس من الهلاك المُحقق الذي تُسببه.

ما هي المُخدرات؟

قبل أن نتناول أبرز أنواع المُخدرات ونُحذر منها فنحن بالبداية مُطالبون بوضع تعريف لهذه السموم، فهي مُركب كيميائي قد يكون مزروع أو مصنوع باستخدام بعض المواد الضارة، هذا بالإضافة إلى أشياء من شأنها أن تُصيب الإنسان بحالة من فقدان الوعي أو التغيب عن الحياة، هذا المُركب قد يتم تناوله في شكل حبوب أو حُقن أو مُخدر، كل صورة يُمكن تخيلها قد تحضر المُخدرات بها، ليس هذا فقط، بل إنها قد تأتي في صورة شيء للاستنشاق، أي مجرد التنفس وسحب جرعة من الهواء قد تجعلك مُتعاطيًا للمُخدرات.

ظهرت المخدرات بصورته البدائية قبل حوالي عشرة قرون، حيث اكتشف الإنسان وقتها بعض النباتات التي من شأنها أن تمنح له الراحة الذهنية حسب اعتقاده، والحقيقة أن المُخدرات في هذا الوقت كانت أقل ضررًا لعدم إضافة بعض المواد التي تُضاف الآن، والتي تُعطي لها التأثير المُميت في أغلب الأحيان، ومع زيادة الوعي بدأ الأطباء يُحذرون من تلك المواد ويُعلنون الأضرار التي يُمكن أن تُسببها للمتعاطين لها.

أضرار المُخدرات

أيًّا كانت أنواع المخدرات التي ستتناولها فاعلم يقينًا أنها تحمل لك الضرر بدرجة لا تتخيلها، فإذا كنت تتوقع أن ما تراه في الأفلام والمسلسلات من سقوط للمُتعاطين على الأرض وفقدان الوعي والشعور بالغياب التام عن العالم هو كل شيء فأنت مُخطئ تمامًا، لأن ما يحدث في الحقيقة أسوأ من ذلك بكثير، أسوأ بدرجة لا يُمكن أبدًا تخيلها، وإذا شرعنا في تخيلها فإننا سوف نبدأ بالضرر الأكبر الذي يظهر على الجسم وهو الضعف العام.

الضعف العام

بعد أن كنت بطلًا، أو على الأقل تمتلك القدرة على مسايرة هذا العالم بسهولة، فسوف تجد نفسك مجرد شخص ضعيف هزيل بعد تعاطيك أي نوع من أنواع المُخدرات، سوف تُصاب بالضعف العام الذي سيضرب كل شبر في جسمك، ولن يكون من السهل على أي شخص ملاحظة أنك لست طبيعيًا بالمرة، وأنك تمر بشيء خطير كالإدمان، عمومًا لا يهم حديث الناس الآن، دعنا في جسدك، والذي كما ذكرنا سوف يُصبح هزيلًا، كما سيصفر وجهك ويُصبح شاحبًا، أما الأمر الأهم فهو المتعلق بجهاز المناعة، والذي سوف يقصد قدرته تمامًا على المقاومة، وستُصبح أي عدوة عابرة قادرة على التمكن منك وتدميرك، أرأيت إلى أين يمكن أن يصل الأمر؟ رجاءً لا تشعر بالخوف الآن، فما هو قادم أسوأ بكثير.

اضطرابات أجهزة الجسم

أجهزة الجسم بدورها لن تقف صامدة أمام تعاطيك لشتى أنواع المخدرات، فسوف تحدث الإضرابات فيها كذلك، حيث ستكون البداية من الجهاز العصبي، ثم ينتقل الأمر إلى الجهاز الهضمي، وما أدراك ما الجهاز الهضمي واضطراباته، إنه بحق أمر لا يُمكن تحمله، لكن الأمور لن تقف عن ذلك الحد من السوء، بل ستتدحرج لتصل إلى القلب نفسه، وهو العضو الذي سيُصبح الموت معه أمر ممكن جدًا، ولهذا ذكرنا أننا لم نبالغ عندما قلنا بأن نهاية تناول المخدرات قد تصل إلى الموت، الموت الشنيع على وجه التحديد.

السرطان والإيدز

إذا قلنا إن ثمة نوعين من الأمراض يحتلان قائمة الأمراض الأكثر بغضًا في العالم فسنجد أن السرطان والإيدز الخيارين الأولين لنا، وهذا ليس لشيء سوى أنهما يؤديان إلى الموت والألم الشديد، المُخيف حقًا أن كلاهما قد ينتجان عن تعاطي مُختلف أنواع المخدرات، وخاصةً السرطان، والذي سيجعل حالتك مُزرية بحق للدرجة التي ستندم فيها على أنك قد تعاطيت هذه السموم في يوم من الأيام، هذا إذا وجدت أصلًا أوقات للندم، فأنت على الأغلب سوف تكون مُفارقًا لهذه الحياة.

الأمراض النفسية المركبة

الأمراض النفسية كذلك تجد لنفسها مكانة على رأس قائمة أضرار المخدرات، فأغلب المُدمنين يُمكن التعرف عليهم من سلوكياتهم قبل شكلهم، فهم غالبًا ما يبدون مُذبذبين ومُضطربين لدرجة كبيرة، حتى أنهم قد يُصابوا بأمراض خطيرة مثل الانفصام والفصام، وستجدهم كذلك أغلب الوقت يُحدثون أنفسهم، وعادةً ما يستمر هذا الأمر حتى بعد توقفهم عن التعاطي، مما يُتيح فرصة كبيرة للندم الشديد على البدء في هذا الطريق من الأساس.

أخطر أنواع المخدرات

اتفقنا أن كل المخدرات بشتى أنواعها سوف تؤدي إلى نتائج لا يرغب أحد على الإطلاق بها، لكن هذا بالتأكيد لن يمنع من رصد بعض الأنواع من المخدرات والتي تُسهم بدرجة كبيرة في تفاقم الوضع وإنهاء الأمر بأسرع طريقة مؤلمة يُمكن تخيلها، هذه الأنواع يُمكن وصفها على الأرجح بأخطر أنواع المخدرات الموجودة حتى الآن، وسوف نبدأ هذه القائمة الكبيرة بالباربيتورات، والتي يتم جملها ضمن المُهدئات على سبيل التضليل.

الباربيتورات، السم في العسل

لماذا يمكن اعتبار الباربيتورات أخطر أنواع المخدرات على الإطلاق؟ لأنه ببساطة تبرع في نظرية السم في العسل، فإذا سألت أي شخص عنها فسيقول إنها أفضل مُهدئ جربه في حياته، وأنها تجعل حياته مقبولة إلى حدٍ ما وتُزيل عنه التوتر والأرق، كما تُخفف من وحدته وتُهدأ من أعصابه، هذا كله صحيح ولكن هل تعرف أنها نوع فعال من المخدرات؟ بالطبع سيُصدم الشخص الماثل أمامك بعد سماعه للسؤال لأن وببساطة لم يكن يتوقع أمر كهذا.

استخدام الباربيتورات كمُهدئ أمر مر عليه فترة طويلة جدًا، فقد استخدمه الأمريكان منذ نهاية القرن التاسع عشر، ومع بداية القرن العشرين أصبح يُستخدم بشدة بين فئة الإناث خاصةً ربات البيوت، فقد كن يرون في ذلك المُخدر مُهدئ جيد لهن ومُخفف للعبء الذي يقع على عاتقهن، كما أنه كان يُتاح في بعض الصيدليات، لكن مع الوقت مُنع استخدام ذلك الدواء وأصبح استخدامه مُقتصر على الحالات التي ينصح بها الطبيب فقط.

التبغ، أسهل طريقة لقتل النفس

إذا ما سألت أي طبيب عن الطريقة المُثلى لقتل البشر لأنفسهم فسيُجيبك على الفور بأن السجائر تتكفل تمامًا بفعل هذا الأمر وتنجح فيه نجاحًا ساحقًا، فهي أسهل طريقة يُمكن أن تقتل بها نفسك، عيبها الوحيد أنها بطيئة قليلًا، وأنها كي تأتي بالمفعول تحتاج إلى وقت طويل، أو حسبما يُمكن أن تتحمل رئة المُدخن، لكنها بالطبع لا تتركه على قيد الحياة دون أن تُلحق به الكثير من الأمراض، والتي على رأسها تلك التي تتعلق بالرئة والجهاز التنفسي.

ابتكار التبغ ابتكار عتيق جدًا وآخذ للتطور مع الوقت بصورة سريعة، بل إن بعض العلماء المناصرين للتدخين أو الغير قادرين على منعه نهائيًا يعكفون على الوصول إلى أقل الخسائر للسجائر والتبغ والتدخين بشكل عام، لكن، إلى أن يحدث ذلك، فلا يزال التبغ يقتل سنويًا ما لا يقل عن عشرين بالمئة من المُدخنين، وهؤلاء بالطبع يمكن إدراجهم تحت فئة المُنتحرين، فهم بفعلتهم هذه يقتلون أنفسهم بأنفسهم في كامل وعيهم.

الكريستال ميث، مُخدر النازيين

منذ عام 1890 تقريبًا بدأ استخدام أخطر أنواع المخدرات على الإنسان، وهو مُخدر الكريستال ميث، والحقيقة أنه بالرغم من ظهور ذلك المخدر منذ ذلك الوقت الطويل إلا أن العالم لم يعرفه جيدًا سوى في فترة الحرب العالمية الثانية، حيث كان النازيون يستخدمون ذلك المُخدر على سلاح الطيران في الجيش الألماني، وذلك من أجل إبقاءه في حالة نشاط دائمة وقابلية لتلقي التعليمات وتنفيذها في أسرع وقت، وللأسف كان ينجح المخدر في القيام بهذه المهمة ببراعة.

اختفى مُخدر الكريستال ميث بعد الحرب العالمية الثانية مباشرةً، حتى توهم العالم أنه قد استراح منه، لكن، في عام 1950، أعادت الولايات المتحدة الأمريكية إنتاج الدواء ووصفته بأنه أفضل علاج موجود للسمنة، ثم بعد ذلك تم إنتاجه بوصفه أحد أهم المنشطات، لكن، الجميع كان يغفل الأمراض أو الأعراض الناتجة عنه، أو بمعنى أدق، كان يتغاضى عنها، فالكريستال هو المتسبب الرئيسي في الأمراض الجلدية التي تنتشر في العالم، وكأنه قد أصبح عدوى حاملة له أوجدها الإنسان عن قصد.

الهيروين، نهاية سريعة جدًا

هل تعرفون أين تكمن خطورة الهيروين الحقيقية والتي جعلته أحد أخطر أنواع المخدرات؟ إنها تكمن في الموت، بمعنى أدق، في أي وقت قد يُنهي الهيروين حياتك، بل مجرد جرعة زيادة عن الحد منه قد تتكفل بإنهاء حياتك سريعًا، دون تترك لك فرصة التداوي والعلاج ومحاولة الإقلاع عن المخدرات، في الحقيقة أنت لن تجد فرصة لفعل أي شيء، فالموت مع الهيروين يكون متربصًا أكثر من أي شيء آخر، ولهذا يتم التحذير منه والقبض على من يُفكر حتى في المتاجرة به.

الكوكايين، ملك السكتة الدماغية

يُطلق على أحد أنواع المخدرات، وهو الكوكايين، لقب ملك السكتة الدماغية، وهذا لأنك عندما تشرع في تناوله فلا تأمين في أي وقت أن تتعرض لسكتة دماغية مُفاجئة تفقد بها حياتك على الفور، أي أنك لن تجد فرصة للعلاج تمامًا كما يحدث مع الهيروين، وربما يمكننا ملاحظة الشبه الكبير في نطق كلا النوعين وفي أضرارهما كذلك، ولهذا يقبعان على قائمة أخطر أنواع المخدرات التي يُحذر منها الأطباء والضباط على وجه التحديد.

الابتعاد عن المخدرات

في الحقيقة الأمر ليس سهل بالمرة، فكل شيء في هذه الحياة يجذبك جذبًا إلى الطريق الخاطئ، وأصدقاء السوء المُستعدين لجرك معهم أكثر مما تتخيل، لكن هذا بالطبع لا يمنع من محاولة تجنب كل هؤلاء وبالتالي تجنب الأضرار التي قد تنتج عنهم، وإياك أن تُخدع بالتجريب، أو أن يُقال لك أن الأمر بسيط ويستحق المحاولة، وأنها مجرد تجربة ولن تُكرر، فالمخدرات تمتلك قدرة مُدهشة في جذبك لإدمانها، كما أن قراءة الكثير من المعلومات عن المخدرات وأضرارها بالطبع سوف يؤدي إلى بغضك لها وابتعادك عنها، وهذا هو المطلوب بالضبط.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

1 تعليق

2 + 2 =