تسعة اولاد
الرئيسية » أحياء » تطور الإنسان : كيف كان يختلف مظهر الإنسان قبل آلاف السنين عن مظهره الآن؟!

تطور الإنسان : كيف كان يختلف مظهر الإنسان قبل آلاف السنين عن مظهره الآن؟!

تطور الإنسان

منذ بداية الإنسان وهو آخذ في التطور، وغالبًا ما يكون هذا التطور تطورًا إيجابيًا يؤدي إلى تسهيل الحياة عليه وعلى أغلب الكائنات، فما هي مراحل تطور الإنسان ؟

تطور الإنسان أو التقدم الذي شهده منذ تواجده على كوكب الأرض، أمر لا خلاف عليه، فتقريبًا الإنسان لم يفعل شيء سوى البحث عن كل ما هو جديد ومحاولة تحقيق أقصى استفادة مُمكنة، وبالطبع ظن البعض في البداية أننا بصدد تناول تطور الإنسان الجسدي، وما يُثار حول كونه في الأصل مجرد حيوان أو فرد من فصيلة القرود تحديدًا، لكن هذا ليس صحيحًا بالمرة، ويعرف ذلك جيدًا الذين قرأوا في الكتب السماوية، حتى لو كانوا غير مؤمنين بها، عمومًا، كي لا نتشعب، نحن هنا نتحدث عن التطور المعيشي، وسوف يتضح ذلك أكثر خلال السطور القليلة القادمة، فدعونا نبدأ سريعًا.

كيف تطور الإنسان ليصل إلى الإنسان الحالي؟

ما المقصود بالتطور؟

قبل أن نتحدث عن تطور الإنسان على وجه التحديد يجب علينا أولًا التعرّف على المقصود بالتطور، فالتطور هو تغير، غالبًا ما يكون للأفضل، مع احتمالية قليلة أن يكون للأسوأ، لكن، في كلتا الحالتين، ما إن يحدث هذا التطور حتى يحدث معه تغير شامل في الشيء، فالتغير هو المُرادف الغير درج للتطور، لأننا وببساطة ندرك جيدًا أن كل شيء يتطور حولنا لا يبقى على حاله، وإنما يتغير تغيرًا شاملًا، وهذا بالضبط ما سنعكف على تناوله بالنسبة لأهم كائن على وجه هذه الأرض، الإنسان، لأنه يستحق ذلك، ولأن هذا التطور الذي حظي به أحدث فارقًا كبيرًا في الحياة بأسرها.

مراحل تطور الإنسان

ارتبطت مراحل تطور الإنسان غالبًا بتطور العصور، فمثلًا، عندما نريد رصد وقياس تطور معين فيجب علينا أولًا التعرف على العصر الذي كان يعيش فيه، وعلى هذا، فإن بداية التطور تبدأ من العصر الحجري، مرورًا بعصر الحضارات وانتهاءً بالعصر الرقمي الذي نعيش فيه الآن، والحقيقة أن هذه العصور الثلاثة ليست الوحيدة لكنها الأكثر تأثيرًا في حياة الإنسان والبشرية بشكلٍ عام.

إنسان العصر الحجري

كان الإنسان الحجري هو أول إنسان يُقدم نفسه لهذا الكون، أي أنه بمعنى أدق يرتبط ببداية مراحل تتطور الإنسان، وقد كان يُسمى من قِبل البعض بإنسان النار وإنسان الكهف، لكن لا أحد يختلف على أن هذا الإنسان كان هو المُبتكر الأول على وجه هذه الأرض، وأنه قد وضع نواة لكل ما هو موجود حاليًا.

كانت الابتكارات تستهوي الإنسان الحجري بشكل كبير، فقد ظل يبحث منذ يومه الأول على كل شيء يُمكن أن يضمن له حياة جيدة، بدايةً من النار، التي ساعدته الصدفة في اكتشافها، مرورًا بابتكار العمل من أجل الطعام، وانتهاءً باختراع الحياة التكافلية التي تقوم على مبدأ التعاون، كل هذه أشياء، بالرغم من كونها تبدو بسيطة، لم يكن الإنسان الأول يعرف بها أو يسمع عنها، لكنه تمكن من ابتكارها واستخدامها استخدامًا أمثل.

آثار الإنسان الحجري

إذا أردنا أن نوافق مراحل تطور الإنسان فيجب علينا بكل تأكيد أن نرجع إلى الكتب ونبحث عما كُتب في هذه المرحلة، لكن العصر الحجري لا يتوافر به هذه الأمر، لأن الإنسان وقتها لم يكن يعرف القراءة والكتابة، كان مُجرد كائن يعيش ويأكل ويشرب فقط، لكنه في الحقيقة قد ترك لنا ما يُرشد إليه.

بكل تأكيد ترك الإنسان الحجري ما يُمكننا من الوصول إليه، وإلا ما استطعنا معرفة كل هذه الأشياء عنه، والواقع أن ما تركه الإنسان الحجري للاستدلال عليه هو كل ما استخدمه في حياته تلك، بمعنى أدق، أغراضه وأدواته، والواقع أننا استطعنا من خلالها فك طلاسم الكثير من الأمور الحياتية لهذا الإنسان، والذي بالمناسبة لم يكن يستخدم أي مواد بخلاف الحجر، حيث استخدمها في صناعة كل شيء يستخدمه بما في ذلك موضع نومه.

إنسان الأسرات والأحزاب

تطور الإنسان من العصر الحجري إلى عصر الأسرات لم يأخذ وقتًا طويلًا، فهو في الحقيقة لم يستطع التكيف على هذه الحياة، خاصةً مع تكاثر أعداد البشر، وظهور الحيوانات المفترسة وغيرها من الصعاب، لذلك لجأ إلى الأسرات والأحزاب.

في هذه المرحلة بدأ الإنسان يدخل في جماعات ويُعادي جماعات أخرى، كما بدأ كذلك يعرف فكرة الوطن ويُدرك أن الأرض ليست للجميع، وأن كل فرقة لها جزء معين، ولذلك بدأ التباعد والانتشار في كافة أنحاء المعمورة، مما نتج عنه ميلاد لغات وثقافات جديدة، وظهور الحاجة الماسة إلى التدوين والكتابة.

آثار إنسان الأسرات والأحزاب

كانت مرحلة الأسرات والأحزاب من أكثر المراحل التي شهدت تطور الإنسان ونبوغه، فقد استطاع بهذه المرحلة إحداث تفوق في كل شيء تقريبًا، بداية من اختراع لغة للتواصل بينه وبين بني جماعته، مرورًا باختراع توثيق لها عن طريق الكتابة، وانتهاءً بتجاوز استخدام الحجارة وظهور أشياء جديدة مثل المعادن، والتي عكف على استخدامها في كافة أغراضه واهتماماته، وذلك بعد أن أظهرت فاعليتها وأفضليتها مقارنةً بالحجارة.

إنسان الأسرات أيضًا أسس الأسرات والجماعات، وفي عهده عرف الإنسان العبودية والسيادة، وانبثقت المجتمعات بين عبيد وسادة، حكام ومحكومين، ولم يعد يحكم نفسه بنفسه كما كان في السابق، لكنه في النفس الوقت أخذ العهد من حاكمه بالحماية والرعاية والطعام والشراب، والذي تطور بشكل كبير في هذا العصر، حيث عرف الإنسان أن صيد الحيوانات وأكلها ليس خطيئة، وأن زراعة البذور في الأرض تُنتج ثمار صالحة للأكل، إلى آخرها من التطورات التي استمرت حتى وقت قريب دون إضافة، اللهم إلا بعض التجويد والتحسين فيما هو موجود بالفعل.

إنسان العصر الحالي

المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الإنسان هي تلك المرحلة التي نعيش فيها الآن، والتي يُمكن تسميتها بمرحلة الحصر المُتحضر أو المرحلة الأرقى في تاريخ البشرية من وجهة نظر البعض، والحقيقة أن تلك المرحلة قد حوت على بعض الأشياء الجيدة والأشياء السيئة، مما أدى إلى فشل تصنيفها.

بدأت هذه المرحلة منذ خمسة قرون على الأرجح، وفيها بدأ الإنسان يُرسخ لحياته البشرية، حيث أصبحت شغله الشاغل والوحيد، فالشعوب بدأت في حث حكوماتها على توسيع الرقع وزيادة الخيرات وتأمين الأجيال القادمة، وكل هذه أشياء بالطبع تدل على تشبث الإنسان بحياته، وتضح أكثر من خلال الآثار التي تركها إنسان العصر الحديث وما زال يتركها.

آثار إنسان العصر الحديث

ليس هناك شيء أكثر ظهورًا وبروزًا من آثار إنسان العصر الحديث، فبالتأكيد أعمى ذلك الشخص الذي لا يرى مظاهر تطور الإنسان حوله، سواء كانت اختراعات أو تطويرات لأشياء قادمة تابعة لإنسان العصر الحجري أو الأسرات، كما أن إنسان العصر الحديث شعر بدرجة كبيرة من الاستقرار في الحياة على هذه الأرض جعلته يطمح في استطلاع باقي الحيوات المُحيطة به، فبدأ مثلًا بالصعود إلى الفضاء والكواكب المجاورة لكوكب الأرض، وبدأ كذلك البحث عن حياة جديدة هناك يُمكن أن تكون بديلة لحياته على الأرض في حالة وجود أي شيء يُهددها، كما أن اختراعاته في شتى المجالات تقول أنه لن يبرح حتى يجعل له عالمًا بديلًا يلجأ إليه وقت الحاجة، وهو ما لم يُفكر فيه الإنسان البدائي أو الحجري، لأنه وببساطة كان في المرحلة الأولى من مراحل تطور الإنسان.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

3 × خمسة =