تسعة بيئة
تغير المناخ
بيئة » الطبيعة » تغير المناخ في السنوات الأخيرة : الظاهرة والحل

تغير المناخ في السنوات الأخيرة : الظاهرة والحل

تغير المناخ أصبح أمرًا محسوسًا بكل وضوح في الآونة الأخيرة، وأضبح حقيقة لا يجرؤ أي شخص إنكارها، في هذه السطور نستعرض مشكلة تغير المناخ ونستعرض وسائل حلها.

تغير المناخ أثر على العالم الذي نعيش فيه اليوم. فلم يعد فصل الشتاء فصلًا جميلًا يساعدنا على الاسترخاء من حر الصيف وقوة أشعة الشمس، بل أصبح فصلًا شديد البرودة منذ بدايته وحتى نهايته، أصبحنا نختبر انخفاض حاد في درجات الحرارة و برودة غير مسبقة في الرياح، وكذلك فصل الصيف لم يعد لطيفًا دافئًا وإنما أصبحت درجات الحرارة شيء مخيف يهدد حيوات بعض البشر في مختلف الدول، ويحتاج الأفراد لأجهزة التبريد والتكييفات فيه لكي يستطيعوا أن يقوموا بأنشطتهم اليومية.

تغير المناخ : تعرف عليه الآن

مفهوم تغير المناخ

إن هذا ببساطة هو مفهوم تغير المناخ في السنوات الأخيرة، فالتطور الصناعي في عصرنا الحديث لم يمر به كوكبنا من قبل، فالغازات الصادرة من المصانع والأبخرة التي تنتجها المركبات من سيارات إلى سفن أو مراكب، بالإضافة للمخلفات الصلبة والغازية والسائلة السامة في بعض الأحيان، لم يعهدها كوكبنا سابقًا، ولذا فإن ما نمر به حاليًا شيئًا فريدًا من نوعه، ولم يسبق أن حدث لكوكبنا من قبل.

تغير المناخ ليس ارتفاع درجة الحرارة

تغير المناخ ليس مجرد ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معتاد في الصيف، ولا انخفاض درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في الشتاء، وإنما هو أكثر من ذلك بكثير، فهو يؤثر على حركة الرياح الموسمية، والأمطار وكميتها المتساقطة على الأرض، و كذلك التغيير الحاصل في طبقات الغلاف الجوي ومنها مشكلة ثقب الأوزون، بالإضافة إلى ارتفاع أو انخفاض منسوب المياه في البحار والأنهار و المحيطات، هذه كلها آثار لتغير المناخ.

في السنوات الأخيرة، زاد استهلاكنا من السيارات، التي تصدر كثيرًا من الغازات التي لا حصر لها ولا لتأثيراتها السلبية على البشر، لكن لننظر نظرة سريعة لتأثير ثاني أكسيد الكربون على الغلاف الجوي.

ثاني أكسيد الكربون

ثاني أكسيد الكربون غاز عديم اللون والرائحة، يتركب من خليط الأكسحين والكربون، وفي الآونة الأخيرة زادت نسبة إنتاجنا له بشكل غير مسبوق، نتيجة استخدام عدد متضاعف باستمرار من السيارات وأجهزة التبريد والتكييفات والثلاجات والمبردات المنزلية، وكذلك القضاء على المنظفات الطبيعية للهواء التي تقوم بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتنقي الهواء منه، وهي الأشجار والنباتات الخضراء، لم يكتف الإنسان باستهلاك تلك الأجهزة بشكل مدمر للمناخ بل قام بالقضاء على الأمل الأخير المتمثل في الأشجار والنباتات.

مجموعة الغازات الأخرى

وبالإضافة لغاز ثاني أكسيد الكربون فإن هناك مجموعة من الغازات الأخرى الناتجة من حرق مختلف أنواع الوقود الأحفوري (فحم –نفط –غاز)، والذي زادت نسبة استخدامه في القرن الحالي، نتيجة لاكتشاف كثير من مصادره، وبالتالي لم يلبث الإنسان أن استهلك ما وصلت إليه يده من هذا الوقود، غير مهتم لما يتسبب فيه من ضرر للمناخ والجو من حوله، والذي سيأتي بالضرر والمصائب له في النهاية.

امتصاص الأرض للحرارة

المشكلة أنه عندما تمتص الأرض تلك الغازات وخاصة ثاني أكسيد الكربون في فصل الشتاء بل والصيف أيضًا، يزيد من حرارتها التي تختزنها داخل طبقاتها، لتطلقها في فصل الصيف، وكلما ازدادت نسبة ثاني أكسيد الكربون بها، كلما كانت الموجات الحرارية الصادرة من الأرض أكثر قوة.

تغير المناخ ليس بالمشكلة التي يمكن حلها بسهولة، لأن تأثيرها تراكمي، وكثير من الأشياء التي دمرت لن يمكن حلها، لأن تغير المناخ نتج عنه الاحتباس الحراري، وهذا بمثابة كارثة تهدد الجنس البشري كله، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة أدى لزيادة سرعة ذوبان الجليد في القطبين، وهذا خطر يهدد الجميع، لن يفرق بين دولة غنية وأخرى فقيرة ولن يفرق بين دولة متقدمة وأخرى متخلفة، فهي مشكلة نواجهها جميعًا، لأننا أيضًا تسببنا فيها جميعًا، قد يكون البعض متورط أكثر من الآخر، لكننا في النهاية جميعًا مشتركون في تلك الجريمة في حق أنفسنا.

أضف تعليق

تسعة عشر − خمسة عشر =