تسعة بيئة
استنزاف الغابات
بيئة » الطبيعة » استنزاف الغابات : مشكلة عالمية لم تجد لها حلاً للآن

استنزاف الغابات : مشكلة عالمية لم تجد لها حلاً للآن

استنزاف الغابات هو مشكلة تعاني منها الدول الفقيرة والدول الغنية على حد سواء، تأثيرات استنزاف الغابات على البيئة لا تتوقف عند الاحتباس الحراري، بل هي ممتدة.

استنزاف الغابات مشكلة بدأت منذ أن تعرف الإنسان على المنافع الكثيرة التي من الممكن أن يحصل عليها من الغابات. لا يخفى على أحد كم التدمير الذي أحدثناه –نحن بني البشر- في كوكب الأرض، فهذا يظهر جلي واضح في مختلف المشاكل البيئية التي نعاني منها أو بمعنى أصح يُعاني منها كوكب الأرض. إننا تسببنا في كثير من الضرر لكل الموارد الطبيعية التي وهبنا الله إياها، بداية من المياه وحتى السحب التي تظلنا، لقد أفسدنا الأنهار والبحار والمحيطات، ولم تسلم الحيوانات من شرنا، فانقرضت كثير من الأنواع التي لن تعود مجددًا، وحرمنا الأجيال القادمة من الاستمتاع والاستفادة منها، ودمرنا الغابات وما تحويه من أشجار وشجيرات، وتربة تنمو فيها كثير من النباتات والأعشاب وتسكنها آلاف الأنواع من الحيوانات.

استنزاف الغابات : المشكلة والحلول

إذا أردنا أن نلقي الضوء على إحدى أكبر الكوارث البيئية التي تسببنا فيها، فإن استنزاف الغابات هو المثال الأقوى. استنزاف الغابات لا يُقصد به القضاء على بضع شجيرات فقط، وإنما هو تدمير لنظام بيئي كامل قائم بذاته، و فقد كثير من الموارد البيئية الطبيعية التي لا تعوض. إن استنزاف الغابات يشمل :

قطع الأشجار

في الآونة الأخيرة، ازداد معدل قطع الأشجار للحصول على الأخشاب ولصناعة المنتجات الورقية، إلا أنه على عكس ما كان يتم في السابق من تنظيم معدل قطع الأشجار بحيث تبقى تلك الأشجار كمصدر دائم للخشب فإن ما يحدث في القرن الواحد والعشرين هو استغلال الأشجار دون حساب المعدل الطبيعي الذي تحتاج فيه أن تنمو وتجدد نفسها، و دون النظر للعواقب التي قد تنتج عنه.

الأشجار أحد أهم الركائز الأساسية التي يعتمد عليها النظام البيئي في التخلص من نسبة ثاني أكسيد الكربون الضخمة التي ننتجها نحن بالإضافة لمداخن المصانع و أبخرة وعوادم السيارات السامة، وكلما قلت نسبة الأشجار في أي نظام بيئي، كلما زادت نسبة تلوث الهواء به.

إن أوراق الأشجار التي تتساقط وتتحلل على التربة هي ما يكون التربة الدبالية والتي تعتبر تربة عضوية خصبة تحتوي على الغذاء اللازم للنباتات والمحاصيل التي تزرع بها،كما تلعب الأشجار دورًا هامًا أيضًا في اعتدال المناخ في المنطقة التي تتواجد بها، لأنها تُعتبر مصدات طبيعية للرياح.

الرعي و الصيد الجائر

من أحد مظاهر استنزاف الغابات هي الرعي والصيد الجائر، فهذا ما يدمر الثروة الحيوانية والنباتية.

الرعي الجائر هو ما يقوم به كثير من المزارعين وأصحاب المواشي، بأن يطلقوا العنان لأغنامهم وماشيتهم تأكل ما تريد من نباتات الغابات، غير مدركين أنهم يدمرون مورد هم في أشد الحاجة له، حيث يتسببوا في جفاف التربة و تدهورها بفعل عوامل التعرية، فالغطاء النباتي هو ما يحمي أراضي كثير من التصحر ويضمن بقاء كثير من الدورات الطبيعية في نظام و استقرار.

أما الصيد الجائر فهو أكثر بشاعة، حيث يقوم البعض بقتل الحيوانات بهدف الحصول على لحومها أو جلودها أو قرونها أو أنيابها، والبعض الآخر يشبع غريزته في الصيد، بأن يقتلوا أكبر قدر ممكن من الحيوانات كنوع من أنواع التسلية والترفيه، وتكون بعضها نادرة جدًا، ويكون الصيد عامل يؤثر سلبًا على أعدادها.

هناك آلاف من أنواع الحيوانات والنباتات التي فقدناها بلا أمل في عودتها مرة أخرى نتيجة التصرفات الخاطئة والاستغلال البشع لغابات الكوكب، ومازال العدد في ازدياد طالما لم يظهر من يحاول وقف تلك المهزلة البشرية التي يبدو أننا اعتدناها فأصبحت شيئًا عاديًا.

ماذا بعد إذًا؟ هل سنستمر في تلك الجريمة التي نرتكبها بحق أنفسنا وبحق الأجيال القادمة .. أم سنتوقف عن هذا الهدر ونحاول إصلاح ما أفسدناه ؟!

أضف تعليق

ثلاثة + عشرة =