تسعة بيئة
المخلفات الصلبة
بيئة » التلوث » الطريقة المثلى للتخلص من المخلفات الصلبة

الطريقة المثلى للتخلص من المخلفات الصلبة

هناك عدة طرق تستخدم في التخلص من المخلفات الصلبة ، لكن ليست كل هذه الطرق صديقة للبيئة، نستعرض هنا أفضل طرق التخلص من المخلفات الصلبة بشكل صديق للبيئة.

المخلفات الصلبة هي بقايا العمليات المنزلية أو التصنيعية أو الإنشائية من المواد أو العناصر التي تم الاستفادة منها، وتبقى منها ما ليس له فائدة وبذلك يتم اللجوء إلى التخلص منه، وتكون بقايا عمليات الاستخدام هذه على تنوع أغراضها عبارة عن مواد صلبة أو شبيهة بالصلبة بحيث لا تكون هذه المواد في الحالات السائلة أو الغازية، ولضرب أمثلة على هذه البقايا فإنها تكون عبارة عن أخشاب أو أسلاك أو أوراق أو مخلفات زجاجية أو مطاطية أو معدنية أو أقمشة، وتتضمن أيضًا المخلفات أشياء أخرى مثل بقايا الأطعمة والأواني الفخارية وبقايا الأدوية والعقاقير وغيرها، وتتعدد المصادر التي تقوم بضخ مثل هذه المخلفات وتختلف حسب طبيعة المكان وحسب طبيعة العمليات التي تجرى فيه وطبيعة الأنشطة التي تتم بداخله، وتختلف أيضًا حسب طبيعة الأشخاص الذين يقومون بإنتاج هذه المخلفات وطبيعة عملهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية، أيضًا وتختلف بحسب طبيعة المناخ والظروف البيئية المحيطة بإنتاج مثل هذه المخلفات.

طرق التخلص من المخلفات الصلبة

تاريخ المخلفات الصلبة

وقد تم استحداث العديد من الآلات والأدوات والأغراض التي تخص الإنسان لاسيما بعد الثورة الصناعية والتكنولوجية التي بدأت شرارتها منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر ولم تهدأ حميتها حتى الآن ولا زالت تخترع كل يوم غرض جديد وآلة جديدة وأداة جديدة وشيء جديد يقابل في البداية بالإعراض عنه ثم سرعان ما يصبح غرضًا أساسيًا في المنازل والمكاتب وأماكن العمل والترفيه والتنزه، وفي كل الأماكن، وبدون أن ندري تتسلل كل يوم الأشياء الجديدة إلى حياتنا كي تصبح إحدى أهم عناصرها فيما بعد.

ومعنى تسلل أشياء جديدة إلى حياتنا، معنى ذلك أن ثمة مخلفات جديدة لم تشملها الدراسات السابقة في طريقها إلى الوسط المحيط بنا، وأن هناك العديد من المخلفات التي لا نضعها في الحسبان ستجد مسارها نحو البيئة التي نعيش فيها، مما يشكل خطرًا على حياتنا لاسيما وأن وقتًا كبيرًا سوف يمر حتى نستطيع التعامل بشكلٍ لائق مع هذا الطارئ الجديد.

وتتضمن هذه المخلفات الجديدة مواد خطرة كبقايا عمليات التعدين والأحماض والفلزات الثقيلة وغيرها. كما زاد من تفاقم الأمر، ازدياد عدد السكان في العالم، وارتفاع الكثافة السكانية وتنوع الأغراض واللوازم التي تكفي حاجات المعدلات المتزايدة للكثافة السكانية، واستيعاب مدى مخلفاتهم ومحاولة إيجاد طريقة للتعامل مع هذه المخلفات ومعالجتها بشكل لا يشكل خطرًا على البيئة ولا يعتبر مضرًا بصحة الإنسان.

أنواع المخلفات

  • مخلفات حميدة: وهي التي لا تضر بصحة الإنسان ولا تهدد سلامته ولا تعتبر من الأشياء التي تشكل خطرًا على البيئة.
  • مخلفات صناعية: وتعد أخطر أنواع المخلفات وذلك لاحتوائها على مواد سامة أو مشعة أو قابلة للاحتراق، أو مواد كيماوية تشكل خطرًا على صحة الإنسان وتهدد البيئة.
  • مخلفات زراعية: بجانب المياه المتبقية من ري الأراضي الزراعية وبقايا الأسمدة الكيماوية وغيرها، تشمل أيضًا بقايا المبيدات الحشرية التي تستخدم لرش الزرع لقتل الآفات التي تنمو فيه وتضره، وهي من المخلفات الضارة الخطرة أيضًا.
  • مخلفات منزلية: وهي تشكل نسبة كبيرة من مجموع كمية المخلفات الصلبة ككل، وتشمل بقايا الزجاج والأواني المنزلية وأكياس التسوق وأغلفة المنتجات والأطعمة الزائدة وحاويات الأطعمة المعلبة والمشروبات الغذائية وغيرها.
  • مخلفات حيوانية: وهذه تكون مفيدة في الكثير من الأحيان حيث يتم استعمالها كسماد طبيعي للتربة عن طريق عملية التنقية الذاتية التي تتم بها والتي تعمل على إرجاعها لمكوناتها الأولية وسرعان ما تصبح من مكوّنات التربة الأساسية وبالتالي تعد هذه النوعية من المخلفات صديقة للبيئة في بعض الأحيان ولا يوجد أي ضرر منها على الإطلاق بل على العكس تعد أحد أهم مصادر الثروة الطبيعية.

طرق التخلص من المخلفات الصلبة

يوجد عدة طرق متبعة للتخلص من المخلفات الصلبة ، من أبرزها:

1- الطمر: وتعتبر هذه الطريقة للتخلص من النفايات الصلبة واحدة من أقدم الطرق والأكثر انتشارًا خاصة في الدول النامية والدول التي لا تملك المعدات الحديثة ولا التقنيات الفائقة لمعالجة المخلفات، وهي عبارة عن تجهيز قطعة من الأرض ذات مساحة كبيرة نسبيًا، ودفن المخلفات فيها بعد إحاطة جوانبها بمواد عازلة من البلاستيك المصمم لهذه الأغراض أو من الأسمنت غير المتفاعل وذلك حرصًا على المياه الجوفية والتي قد تتلوث إذا لم يتم تبطين هذه الحفرة بهذه المواد العازلة أو إذا لم تكن هذه المواد بالجودة الكافية لعزل المخلفات عن مصادر المياه الجوفية وهو ما يشكل إهدار لثروة هامة جدًا من ثروات الشعوب وهي المياه الجوفية حيث تعتبر المياه الجوفية، لاسيما وأن هذه المخلفات قد تحتوي على عناصر سامة من مواد عضوية أو غير عضوية أو من المعادن الثقيلة التي تحتوي على عناصر ضارة تسبب إتلاف المياه الجوفية تمامًا إذا ما تسربت إليها.
2- إعادة الاستعمال: وهي طريقة متبعة من أجل إعادة استعمال المواد الصالحة للاستخدام مرة أخرى، وهي تختلف عن تدوير المواد والتي تعني دخول هذه المواد في عمليات تصنيعية لإعادة إنتاجها من جديد بنفس الهيئة وكنفس السلعة، أو إدخالها في تصنيع سلعة أخرى، وتعد هذه الطريقة ناجحة جدًا واقتصادية جدًا إذا ما قورنت بعملية التدوير أو إعادة التصنيع لأنها تعيد استخدام نفس السلعة لو كانت صالحة للاستهلاك مرة أخرى وبدون أي أضرار لذلك دون إجراء عملية تصنيع لها مما يعني ازدياد التكلفة واستهلاك الكثير من الموارد.
3- التدوير: أو ما يعرف بإعادة التصنيع وهو استغلال النفايات الصلبة لإعادة تصنيعها مرة أخرى أو دمجها في عمليات تصنيعية أخرى للاستفادة منها بأكبر قدرٍ ممكن، وهو ما يوفر الكثير من الموارد والخامات الأصلية وأيضًا يساعد في التقليل من تفاقم مشكلة المخلفات وتراكمها، وله بعد اقتصادي كبير حيث يقلل تكلفة التخلص من المخلفات من جهة، ومن جهة أخرى يوفر في ميزانية إنتاج المواد بتوفيره للمواد الخام والموارد الأصلية الجديدة.
4- الحرق: على الرغم من أن هذه الطريقة المستخدمة للتخلص من مخلفات المواد الصلبة تشكل استفادة كبيرة من المخلفات حيث أنها تستغل الحرارة الناتجة عنها في التدفئة وفي توليد الكهرباء وأيضًا تقوم بتخفيض كمية المخلفات بأسرع صورة ممكنة، إلا أن لها أضرار بالغة بسبب انبعاث الغازات الضارة من مداخن المحارق التي يتم بها حرق المخلفات، كما أن الرماد الناتج عن هذه العملية يحتوي على الغازات الضارة بصحة الإنسان مثل الرصاص والديوكسين.

ما يجب علينا فعله للمساهمة في حل مشكلة المخلفات

1- عزل القمامة عن بعضها حيث يتم فصل الأطعمة عن المواد البلاستيكية عن المواد الخطرة كالأجهزة والبطاريات والمواد التي تحتوي على عناصر مشعة أو غازات سامة أو غيرها.
2- شراء السلع قابلة للتدوير مرة أخرى، حيث بهذا نتخلص من أزمة تراكم المخلفات وفي نفس الوقت نساهم اقتصاديًا في عملية التصنيع، وغالبًا ما يكون مطبوعًا على غلاف السلع رمز إعادة التدوير وهي عبارة عن أسهم متجهة تشير إلى بعضها البعض في شكل دائري، للدلالة على عملية التدوير.
3- شراء الأثاث المستعمل أو الأجهزة الكهربائية المستعملة طالما بحالة جيدة، وعدم استهلاك أكياس تغليف من الأسواق أكثر من اللازم، وإعداد أطعمة على قدر الاحتياج حتى لا يتم التخلص من الطعام الزائد مما يسبب زيادة في مشكلة المخلفات وأيضًا تأزمات اقتصادية سواء على المستوى الخاص أو العام.
4- التوعية بمشكلة القمامة وأزمة المخلفات الصلبة وأضرارها وإرشاد الناس نحو الطريقة المثلى للتخلص من المخلفات الصلبة واتباع تعليمات المساهمة في حل هذه المشكلة.

 

محمد رشوان

أضف تعليق

ثمانية عشر − سبعة عشر =