تسعة بيئة
تلويث السفن للبحار
بيئة » التلوث » تلويث السفن للبحار : هل يجب أن يدق ناقوس الخطر الآن؟

تلويث السفن للبحار : هل يجب أن يدق ناقوس الخطر الآن؟

لا خلاف طبعًا على كون تلويث السفن للبحار من الظواهر السيئة التي تؤثر سلبًا على البيئة، خصوصًا إذا كانت تلك الأشياء المُلوِثة تنعم بقدر لا بأس به من الخطورة مثل النفط، والسؤال الآن، هل على هذا التلوث دق ناقوس الخطر؟

تُعتبر عملية تلويث السفن للبحار والمحيطات، والأنهار كذلك، من العمليات الخطيرة جدًا والتي تحمل الكثير من الأضرار للبشرية والبيئة بشكل عام، حيث أن السفن التي تعبر البحار الآن لم تعد مجرد سفن عادية تعبر دون أي مشاكل وتتناقل غالبًا المواد المفيدة أو على الأقل تكتفي بدور الإبحار والملاحة العادي، بل في الغالب تترك أثرًا سلبيًا بشكل أو بآخر لدرجة أن السفن قد أصبحت من وجهة نظر الكثيرين بلاءً على البحر، والكارثة أن تكون تلك النوعية من التلوث متعلقة بشكل أو بآخر بتسرب النفط، فهذه هي المشكلة الكبرى التي تكشف لنا الوجه الأسود لذلك التلوث، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتعرف أكثر على عملية تلويث السفن للبحار ونبحث في الأسباب التي تجعله فعلًا يدق ناقوس الخطر وهل من الممكن أساسًا مواجهة ذلك التلوث أم أنه شيء غير قابل للمواجهة!

تلويث السفن للبحار

ببساطة شديدة، وقبل أن ندلف إلى إجابة ذلك السؤال المُتعلق بكيفية تلويث السفن للبحار فإنه علينا أولًا الإلمام بماهية هذه العملية، فما يحدث باختصار أن البحار تكون في وضع طبيعي وعادي بنسبة مئة بالمئة، تكون صالحة للاستخدام في كافة الأغراض ويكون من المنطقي جدًا أن تتواجد الكائنات الحية به، لكن لاحقًا، وبعد أن تمر بها السفن، نكتشف أن ذلك البحر أو تلك المنطقة البحرية على وجه التحديد قد أصبحت مُلوثة، وبالتالي قد مرت بذلك التلوث من خلال السفن التي مرت بها، ليتصاعد سؤال بديهي بعد ذلك، كيف يحدث ذلك التلوث؟

كيف يحدث التلوث؟

من الأسئلة الهامة التي يجب طرحها في هذا الموضع بشدة ذلك السؤال المُتعلق بكيفية حدوث التلوث الخاص بالسفن، ذلك التلوث الذي نحاول الآن الهرب منه، فهو يحدث من خلال عدة أشكال أهمها التسرب النفطي.

التسرب النفطي

من أشد وأبرز طرق تلويث السفن للبحار ، أو أكبر ضربة توجهها السفن لعالم البحار بشكل عام، أن يتم يحدث ما يُعرف باسم التسرب النفطي، ولمن لا يعرف ماهية هذه العملية فهي ببساطة تحدث عندما تكون السفن قادمة في طريقها خلال البحر وهي تحمل على ظهرها براميل من النفط، وفي ظرف قهري وغير مُرتب له قد تتدفق المواد النفطية من تلك البراميل وتتسرب إلى البحر، وذلك يُصبح أكثر عرضة للحدوث في حالات تدمر السفن في قلب البحر أو عند تسرب النفط من البر قبل إقلاع السفن، لكن في النهاية السفن حاضرة.

التدمير الطارئ

هل تعرفون أنه عندما تدمر السفن بشكل طارئ وتتعرض للغرق فإن ذلك يؤدي أيضًا إلى نفس النتيجة، وهي تلويث السفن للبحار ! فهما كان شكل هذه السفن ففي النهاية نحن أمام عملية تلويث تحدث، ثم إن بقايا وقطع السفن المُدمرة لا تكون أشياء سهلة الانخراط في البحر، بل هي في الغالب قطع صغيرة وتالفة، أغلبها معدني وغير قابل للتصريف، بخلاف المواد السامة التي تكون في قالب جاهز وتستعد للانغماس مع مياه البحار، ومع الوقت، وتدمر الكثير من السفن، تُصبح البيئة البحرية غير مناسبة، أو بمعنى أكثر دقة، ملوثة.

هل يدق تلويث السفن للبحار ناقوس الخطر؟

ليس هناك أدنى شك في أن تلويث السفن للبحار أمر في غاية الخطورة ويجب أن يدق بكلتا يديه ناقوس الخطر، والخطر هنا لن يشمل جزء معين من عناصر منظومة البيئة، وإنما كافة العناصر سوف تتضرر لأسباب عدة، أهمها، قتل تواجد العديد من الكائنات الحية التي تتواجد بالبحار.

القضاء على الثروة البحرية

من المفترض أن ثلث الغذاء على مستوى العالم يأتي أساسًا من البحر، بمعنى أن الأسماك ليست فقط الشيء الذي نخرج باستفادة منه في جانب الطعام، لذلك فإننا لا نمتلك أية خيار بخلاف المحافظة الشديدة على هذا المخزون وتوافره، لكن ما يحدث، عندما تلوث السفن البحار وتنشر فيها المواد الملوثة على اختلاف أشكالها، أن ذلك المخزون لا يُصبح في موضع آمن، وبالتالي تُهدد الحياة البشرية، فلا يخفى على أحد أن الحالة الموجودة الآن تأخذ ثروتنا البحرية في طريقها نحو الفناء، بيد أن ذلك الأمر عندما يحدث فعلًا فسوف يُمثل كارثة كُبرى، والآن، أرأيتم كيف أننا نتحدث عن كارثة حقيقية!

تلويث البيئة بشكل عام

لا نزال مع الأخطار التي تنتج جراء تلويث السفن للبحار ، فحتى البيئة نفسها لا تجد طريقها للنجاة من هذا الخطر، بمعنى أننا لا نتحدث عن تلوث عنصر من العناصر، وإنما كل عناصر البيئة بشكل عام سوف تتأثر، وبالتالي في نهاية المطاف يكون الحكم على البيئة هو التلوث، وهذا ما يقودنا إلى النتيجة التي تحدثنا عنها مسبقًا، وهي تهديد تواجد حياة عمومًا بغض النظر عن ماهية تلك الحياة، وربما أكبر مثل يُمكننا من خلاله الاستدلال على حجم ذلك الخطر هو عندما يحدث التسرب النفطي داخل المُحيطات والأنهار والبحار، فذلك التسرب لا يكتفي بالتأثير فقط على الجزء الذي حدث به، وإنما يمتد إلى الهواء فوقه والماء حوله ويصل كذلك إلى اليابسة، وهذه ببساطة شديدة هي مُفردات البيئة.

إعاقة الحياة البحرية

ثمة حياة بحرية كاملة تُقام في البحر، هذه الحياة لا تتعلق فقط بالأسماك، وإنما كذلك يكون وجود للماء والصيد والسفن والدلافين، هناك سياحة، وهناك استمتاع يحدث من البحر، وكل هذا سوف يتوقف في الوقت الذي تلوث السفن فيه البحار.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

2 + 1 =