تسعة بيئة
المخلفات السائلة
بيئة » التلوث » الطريقة المثلى للتخلص من المخلفات السائلة

الطريقة المثلى للتخلص من المخلفات السائلة

مشكلة المخلفات السائلة تبدو مشكلة عويصة بالمقارنة بأنواع أخرى من المخلفات مثل المخلفات الصلبة، نوضح أهم طرق التخلص من المخلفات السائلة بطريقة بيئية سليمة.

المخلفات السائلة هي المياه والسوائل التي تنتج عن استخدام المياه في الأغراض المنزلية المتنوعة كالغسيل والاستحمام والطهي، وهذه الأغراض التي ينتج عنها في الغالب نفايات سائلة ممتزجة بشوائب ومواد ذائبة فيها مثل بقايا المنظفات أو بقايا الأطعمة أو المخلفات الآدمية وقد تشكل هذه المخلفات خطرًا على البيئة وتعد إحدى المسببات للأمراض، ولأنها تحمل معها أكاسيد الغازات الذائبة فيها إلى مواسير الصرف، وبجوار المخلفات المنزلية الناتجة عن أغراض الاستخدام المنزلي يوجد أيضًا مخلفات العمليات الصناعية وهي تختلف من مناطق صناعية لأخرى حسب نوعية الصناعة التي تنتجها العملية التصنيعية، وإلى جانب الأغراض المنزلية والصناعية يوجد أيضًا الأغراض الزراعية وهي الناتجة عن عمليات الري والحصاد وهي تختلف بحسب نوعية المحصول ونوعية المبيدات المستخدمة للقضاء على الآفات.

أسلوب التخلص من المخلفات السائلة الأمثل

الأضرار المتعددة للمخلفات السائلة

التخلص من مخلفات المواد السائلة عن طريق تصريفها في مواسير الصرف الصحي ينتج عنه التأثير على جودة المياه الجوفية وتلف الأطعمة والرائحة الكريهة كما تتسبب في تكوين الغازات المؤذية الضارة بصحة الإنسان مثل: كبريتيد الهيدروجين وغاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان.

احتواء المخلفات السائلة على الميكروبات والجراثيم التي تعمل على حدوث الأمراض عند الإنسان، كما أن هناك بعض المواد الكيماوية التي تم إنتاجها حديثًا التي قد تحدث تأثيرًا على صحة الإنسان وعلى وظائفه الفسيولوجية ولكن تظهر هذه الآثار بعد مرور فترة، أي على المدى الطويل من التعرض لهذه المواد المستحدثة.

ترسب هذه المخلفات في أعماق المسطحات المائية وتأثيرها على مياه هذه المساحات بالسلب على جودتها ودرجة صفائها وخلوها من أي أضرار.

تأثير مخلفات المواد السائلة خصوصًا السوائل غليظة القوام كالزيوت والشحوم على المسطحات المائية التي تستخدم للأغراض الترفيهية كالشواطئ وسواحل الاصطياف وغيرها حيث تؤثر على جودة المياه وتجعلها غير قابلة للاستحمام أو التنزه كما تؤثر على منظر البحر الخلاب بجعله منظر بغيض مثير للكدر ليس فيه أي شيء مميز أو يجعل المرء يقبل عليه أبدًا، وبذلك تقوم مخلفات المواد السائلة بالتأثير بالسلب على حركة السياحة والأنشطة الترفيهية.

التخلص من مخلفات المواد السائلة

تتكون مراحل معالجة مخلفات المواد السائلة إلى مرحلتين:

معالجة صغيرة

ويتم فيها معالجة المياه الناتجة عن هذه المخلفات بواسطة وحدات صغيرة مختصة بالتجمعات السكنية القليلة والمنشآت المتوسطة، والمدن الصغيرة التي لا تتميز بكثافتها السكانية كالمناطق الريفية والمدن الجديدة والأقاليم المتطرفة والمناطق الصحراوية المستصلحة وغيرها، ويتم معالجة مخلفات المواد السائلة بهذه الوحدات أو التخلص منها بشكل تام بطريقة آمنة وصحية.

معالجة كبيرة

ويتم فيها معالجة المياه الناتجة عن مخلفات المواد السائلة بواسطة وحدات وماكينات عملاقة تختص بالتجمعات السكانية الكبيرة والمنشآت الضخمة والمدن المتميزة بكثافتها السكانية كالمدن الرئيسية وعواصم المحافظات والمناطق الصناعية وغيرها، وقد يتم تجميع كل المخلفات وتحويلها إلى المحطة الرئيسية لمعالجة مخلفات المواد السائلة.

الأسباب الرئيسية لمعالجة المخلفات السائلة

1- الحد من ازدياد الملوثات التي تقوم بالتأثير بالسلب على المسطحات المائية والمصادر الطبيعية للمياه الجوفية.
2- الحد من الأمراض الناجمة عن المخلفات السائلة والتي تنتشر بها الميكروبات والجراثيم وخلايا الأمراض التي تضر بصحة الإنسان وتهدد سلامته.
3- معالجة المياه وموازنة العناصر اللازمة للإنسان فيها، لتجنب حدوث أضرار للإنسان.
4- تدوير هذه المخلفات والعمل على إزالة المواد الضارة بها ليسهل استعمالها بعد ذلك في أغراض مفيدة وصحية.
5- الحفاظ على التربة وعلى البيئة الصالحة للزراعة للحد من ظاهرة تسمم الأطعمة وإنتاج خضروات ونباتات ضارة لتؤثرها بمياه الصرف.

وتتكون عملية معالجة المخلفات السائلة من حيث الطريقة التي يتم المعالجة بها من قسمين:

1- معالجة تتم بطرق طبيعية
2- معالجة تتم بطرق كيماوية

الطرق الطبيعية

وهي طرق تعتمد على الأساليب الطبيعية واستخدام الخواص الفيزيائية في معالجة المخلفات السائلة والاستعانة بقوى طبيعية مثل قوى الجاذبية الأرضية وأخرى مثل الطفو والإزاحة والترسيب والرشح والخلط كطرق لمعالجة المياه مشتقة من الطبيعة ودون إدخال أي مواد كيماوية أو عمليات تصنيعية معقدة.

الطرق الكيماوية

ومن خلال هذه الطرق يتم تنقية المخلفات السائلة وفصل العناصر الملوثة منها وإعدادها بحيث تصبح جاهزة لإعادة الاستعمال بشكل صحي وآمن ومن جهة أخرى إزالة المواد الضارة تمامًا، ويتم ذلك عن طريق إضافة بعض المواد الكيماوية وعن طريق التفاعلات الكيميائية التي ينتج عنها العمليات التي تساعد في تنقية هذه المواد وإزالة المواد الملوثة وتطهير مخلفات السوائل، ومن أمثلة هذه العمليات: التبخر والتطاير والترسيب والأكسدة والاختزال والانتشار والامتصاص وغيرها من العمليات التي تستخدم لهذه الطريقة من معالجة المخلفات السائلة .

وهنالك أيضًا الطرق البيولوجية أو ما يسمى بالحيوية، وهي تعتمد بالأساس على العمليات الحيوية كالتحلل العضوي أو التفتيت وتستخدم هذه الطريقة لإزالة المواد القابلة للذوبان أو التحلل والتفسخ، حيث يتم تحويلها إلى غازات غالبًا ما تتبخر في الغلاف الجوي، أو إلى مواد صلبة ومن الممكن فصلها عن طريق عملية الترسيب.

مراحل معالجة المخلفات السائلة في محطات الصرف الصحي

المعالجة الأولية

ويكون الغرض الرئيسي من هذه المرحلة هو تقليل نسب المواد الضارة في المخلفات السائلة ، وإزالة أكبر كمية ممكنة من المواد العضوية عن طريق الترسيب، وتستخدم في هذه المرحلة التقنيات التي تعمل على إزالة المواد الصلبة من مخلفات السوائل عن طريق الغربلة الميكانيكية، لترسيب هذه المواد، ومن أمثلة هذه المواد المستهدفة في هذه المرحلة: بقايا الحبوب وبقايا أعمال الشاي والقهوة والعظام والشعر والحصى والرمال وغيرها من المواد التي تعد من المواد غير العضوية.

المعالجة الثانوية

ويكون الغرض الرئيسي من هذه المرحلة تفتيت المواد العضوية وتحويلها من مواد ضارة إلى مواد غير ضارة، تستخدم خاصية التحلل البيولوجي للمواد العضوية وذلك من أجل عزل المواد الصلبة والتي لا تقبل الترسيب، وخلق نوع من التوازن في المادة العضوية من حيث العناصر الموجودة فيها، وذلك من أجل تخفيض نسبة المواد العضوية الموجودة في السوائل الضارة بمياه الصرف الصحي والمختلطة ببعضها البعض، ثم تقليل المواد مثل النيتروجين والفسفور فيها.

ويتم الاستعانة بنوعيات من البكتريا والكائنات الحية بالغة الصغر (الدقيقة) أو ما يطلق عليها “الميكروبيولوجي” والتي تعمل على عملية تفتيت المواد العضوية أو ما يعرف بالتحلل البيولوجي.
وتتم عملية الأكسدة الهوائية عن طريق الأكسجين والمواد العضوية التي يكون دورها كمصدر للطاقة ومصدر لتخليق غاز الكربون وتخليق الخلية الحية، أما عملية التحلل البيولوجي أو التفتيت الحيوي فتتم هذه العملية في غياب الأكسجين الحر، بواسطة الكائنات الحية الدقيقة، لكنه قد يتم الاستعانة بالأكسجين المتحد مع مركبات أخرى في هذه العملية أيضًا.

المعالجة الثلاثية المتقدمة

ويكون الغرض الرئيسي منها هو إزالة ما تبقى من مواد ضارة بالغة الصغر مثل البكتريا ويرقات الديدان المعوية الضارة أو بيضها وذلك للقضاء على أي أذى قد يلحق بالإنسان بسببها، وتكون هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة في مراحل معالجة المخلفات السائلة .

وأخيرًا

يجب التنبه لضرورة معالجة مياه الصرف جيدًا للوقاية من أي ضرر سواء على المدى القريب أو البعيد قد يلحق بالإنسان بسببها ولمطابقة هذه المياه المعالجة للمقاييس الصحية العالمية المعروفة، وهذا لن يتم إلا عن طريق معدات جاهزة عالية الكفاءة وتقنيات حديثة متقدمة وعقليات علمية قادرة على تحديد الضرر وموضعه ومن ثم إزالته.

 

محمد رشوان

أضف تعليق

سبعة + ثلاثة =