تسعة بيئة
الزراعة الحديثة
بيئة » الزراعة والغذاء » أحدث تقنيات الزراعة الحديثة وكيف تؤثر على المحاصيل؟

أحدث تقنيات الزراعة الحديثة وكيف تؤثر على المحاصيل؟

توفر تقنيات الزراعة الحديثة وقت ومجهود وعمل كبير، وتحسن من جودة المحصول وتزيد من الإنتاجية، فما هي أحدث أساليب الزراعة في العالم الآن؟

يطور العلماء من تقنياتِ الزراعة الحديثة كل عام، وذلك حتى تتمكن الدول من مواجهة الأزمات الغذائية التي تمر بها، بالإضافة إلى التفكير في تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية بشكل مناسب يغطي كافة الأسواق، ومنذ بداية تاريخ الإنسان، بني البشر حضارتهم بالزراعة واهتموا بتطوير الأساليب المختلفة التي تمكنهم من الزراعة بشكل أسهل وبأقل التكاليف والحصول على ثمار ممتازة لاستخدامها في جميع المجالات الصناعية والتجارية، ومع انتقال الإنسان من الاعتماد على الطرق القديمة في الزراعة ظهرت طرق جديدة لها مميزاتها وعيوبها، لذلك لا يكل العلماء عن العمل للحد من خطورة أدوات زراعية يتم استخدامها مثل الأسمدة والمبيدات، ومن ناحية أخرى يقومون بالعمل على تطوير الماكينات لتوفر الجهد والوقت، وفي هذا الموضوع نتحدث عن أساليب الزراعة المتطورة التي يعتمد عليها العالم اليوم، ونشرح ماهية الزراعية المائية، وكيف تتم ؟ وأهم مميزات هذه الزراعة الصديقة للبيئة، وكذلك نتحدث عن مفهوم نظام الأكوابونيك وأهم ما يميزه كآلة للاستزراع السمكي والنباتي.

الزراعة الحديثة في العالم

يعمل الفلاحون على مدار السنين في جميع أنحاء العالم على تطوير أساليب الزراعة والأدوات الخاصة بها، وذلك حتى يتمكن الفلاح من الحصول على أكبر إنتاجية ممكنة من المحاصيل الزراعية التي يقوم برعايتها، وتطوير أساليب وآليات الزراعة أمر مهم، إذ تحتاج بعض أنواع المحاصيل لظروف معينة لكي تنمو بشكل سليم، وتطورت أساليب الزراعة الحديثة في العالم، وهذه عدة طرق صنعت الفارق في الزراعة الحديثة عالميًا، بداية من حراثة الأرض، حيث قام المزارعون باستبدال أدوات الحراثة القديمة، والتي كانت تكلفهم وقت كبير عند القيام بحرث الأرض بآلات حديثة مثل التراكتور أو المحراث الزراعي، وهي آلة ساعدت المزارعين في تحسين الأراضي وإنتاجية المحاصيل، إذ تقوم بتقليب التربة بشكل جيد وهذا ما يعمل على تهوية الأرض والمساعدة في التخلص من الآفات والأعشاب الضارة.

استخدام المزارعون لأسمدة في الزراعة، واستخدم المزارعون أسمدة عضوية وأخرى كيميائية، وذلك لزيادة إنتاجية الأرض وتحسين المحاصيل الزراعية، وتعتبر الأسمدة النيتروجينية هي أشهر الأسمدة المستخدمة في الزراعة الحديثة عالميًا، وكما استعان المزارعون بعدد من المعادن المفيدة للزراعة كالكلسيوم والبوتاس والفوسفات، بالإضافة إلى الحديد، وجميع هذه العناصر تعمل على زيادة خصوبة التربة، وتزيد من مقاومة المحاصيل للآفات.

الاعتماد على الآلات والماكينات الحديثة في الزراعة، واستخدام الماكينات الزراعية يلعب دورًا مهمًا في زيادة إنتاج المحاصيل وكذلك توفير وقت ومجهود عظيم قد يقع على كتف المزارع، ومن أشهر الماكينات المستخدمة في الزراعة، ماكينة الحصاد، وهي ماكينة تفصل النبات عن البذور، وتقوم بذلك بدقة وسرعة ممتازة، ويتم استخدامها في حصاد جميع الحبوب، وكما يوجد أيضًا آلات مختلفة تقوم بجمع الثمار من الأشجار وذلك بسرعة كبيرة.

استخدام آليات ري متطورة، طرق الري القديمة كانت تستهلك وقت وكميات مياه كبيرة جدًا، ولكن في العصر الحديث بدأ العالم في الاعتماد على أساليب جديدة في الري، كالري بالتنقيط والري بالرشاشات، ويتم ري النباتات الآن بأفضل الطرق الممكنة بالأدوات المناسبة.

استخدام البيوت البلاستيكية، قديمًا كان يتم إنتاج ثمار معينة في فصول خاصة وذلك لظروف المناخ التي يحتاجها النبات، ومع التقدم، اكتشف الإنسان طرقًا جديدة من أهمها البيوت البلاستيكية، والتي تمكنه من زراعة محاصيل مختلفة في غير الفصل المناسب لزراعتها، وأصبحت الأسواق الآن مليئة بالثمار المختلفة فلم يعد إنتاجها متوقف على فصل معين من السنة.

إدخال التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، استخدام تقنيات التكنولوجيا في الزراعة عمل بشكل ملحوظ على تحسين جودة المحاصيل من الخضروات والفواكه، ويتم ذلك من خلال الاعتماد على زراعة النباتات والبذور المهجنة، وساعدت هذه البذور في زيادة الإنتاج والحصول على منتجات أفضل وأكبر حجمًا وليس بها أي شوائب ضارة.

الزراعة الحديثة بدون تربة

الزراعة بدون تربة أو الزراعة المائية ظهرت كأسلوب من أساليب الزراعة الحديثة التي اكتشفها البشر بعد عدة دراسات كانت نتائجها تشمل أدلة على إمكانية نمو النباتات بشكل سليم بدون تربة، وذلك إذا توفر للنبات كميات الماء التي يحتاجها، بالإضافة إلى توفير بعض العناصر الأخرى التي يحتاجها النبات كالعناصر الغذائية، وتعد حلاً مناسبًا جدًا للزراعة في المناطق التي تتعرض إلى جفاف بشكل مستمر، وللبيئات التي تعاني من مشاكل في التربة مثل التصحر، وتعتبر الزراعة بالأنابيب هي أشهر أنواع الزراعة المائية، ومبدأ الزراعة بهذا الشكل يعتمد على زراعة العديد من النباتات المختلفة على حسب الفتحات الموجودة في الأنابيب، وكذلك إضافة إلى عدد من المكونات الأخرى التي يعمل بها النظام.

مكونات نظام الزراعة المائية (الزراعة بدون تربة)

ينقسم نظام الزراعة المائية إلى أربع أدوات رئيسية مهمة للغاية في إتمام عملية الزراعة الحديثة الأهم في العالم الآن، الأداة الأولى، تنقسم إلى حوضي التغذية والتفريغ، الحوضان عبارة عن أحواض من الماء، حوض التغذية هو الحوض الذي يشمل العناصر الغذائية التي تلزم النبات بالإضافة إلى السماد، إلى جانب ذلك حوض التفريغ، ويتم تفريغ الماء في هذا الحوض بعد خروج الماء من الأنابيب، وفي بعض الأحيان يستخدم البعض حوضًا واحدًا يخرج منه الماء ثم يعود.

الأداة الثانية، المضخة المسئولة عن نقل المياه في نظام الأنابيب، يجب أن يتوافر مضخة لرفع وضخ المياه في الأنابيب ولكن ليس من الضروري أن تكون ذات قوة كبيرة، وذلك لأن كميات المياه المطلوبة لري النباتات ليست بالكبيرة، أو حتى رفع المياه لمناطق عالية أو بعيدة، حيث أن نظام الزراعة المائية عادة ما يكون على مستوى متوسط من طول الإنسان.

الأداة الثالثة، شبكة الأنابيب، يجب أن تتوافر أنابيب مناسبة لهذا النوع من الزراعة ويجب أن تتراوح أقطارها بين الأربعة إلى ستة إنشات، ويجب كذلك أن تكون مفتوحة بشكل معين من الناحية العلوية، لأن هذا هو المكان الذي توضع فيه النباتات، وعند إعداد النظام يجب أن يتم ترتيب هذه الأنابيب بشكل أفقي.

الأداة الرابعة، أصص النباتات والشتلات، وهذه الأصص عبارة عن أوعية تتكون من فتحات، يكون دور هذه الفتحات السماح بنفاذ الماء وذلك عند وضع الأصص في نظام الأنابيب، وكذلك يجب أن تحتوي على عدد من الحصى لتثبيت النباتات عند وضعها في النظام.

مميزات أسلوب الزراعة بدون تربة

يعد أسلوب الزراعة المائية من أهم اكتشافات الزراعة الحديثة في العالم وذلك للميزات الهائلة التي يقدمها هذا المجال، ونذكر عدد من أهم مميزات هذا القطاع من الزراعة : يساعد مجال الزراعة بدون تربة على تقديم حل جيد ومناسب جدًا للأماكن التي تعاني من مشكلات صعبة مواجهتها في التربة، حيث فتح المجال إمكانية الزراعة في أي مكان دون الحاجة إلى تربة نهائيًا.

عند الزراعة بالطريقة المائية يوفر هذا العديد من الأعمال التقليدية التي كان يجب القيام بها عند العمل بزراعة التربة، مثل الحراثة وغرس البذور، وبذلك يوفر المزارع الوقت والجهد الذي يبذله أثناء الزراعة.

الزراعة المائية لا تحتاج إلى ماء وأسمدة بكميات كبيرة وذلك لأن الزراعة لا تعتمد على وجود تربة، وهذا ما يضمن أيضًا عدم وجود فاقد في المياه والأسمدة، حيث يتم استخدام الماء في الزراعة المائية مرة أخرى، وكذلك الأسمدة.

تعتبر الزراعة المائية زراعة صديقة للبيئة، إذ لا تحتاج إلى مبيدات حشرية أو عشبية، فلا حاجة لاستخدام هذه الأنواع من الملوثات في هذا المجال من الزراعة.

ومن أهم ما يميز الزراعة المائية، هو القدرة على إنتاج نفس المحصول عددًا من المرات خلال العام الواحد، ورفع مستويات الإنتاجية مع الوقت.

الزراعة الحديثة في اليابان

تأخذ الزراعة الحديثة في اليابان شكلاً جديدًا اعتمادًا على التكنولوجيا بشكل كبير، على سبيل المثال، فقد أعلنت إحدى الشركات اليابانية أنها ستقوم بافتتاح مزرعة إلكترونية هي الأولى من نوعها في العالم، وستعتمد هذه المزرعة على الروبوتات وذلك لإنتاج 10 ملايين قطعة من نبات الخس في العام الواحد، وأوضحت الشركة التي يبلغ إنتاجها من نبات الخس نحو 7.7 مليون قطعة، أن المزرعة الجديدة ستبدأ في تقديم منتجاتها للأسواق في أقرب وقت، وسيتم طرح المحاصيل عالميًا في 2017، وأشارت الشركة أن الاعتماد على الروبوتات في الزراعة سوف يقلل من تكاليف الإنتاج وسيزيد من الإنتاجية بنسبة كبيرة تصل إلى 25 في المائة.

وفي خطوة أخرى، نجح علماء يابانيون في إنتاج 100 ألف قطعة من نبات الخس ونباتات أخرى في يوم واحد، واعتمدوا في ذلك على تقنية إل إي دي (LED)، وهذا في أحد المزارع اليابانية المغلقة، ويعتبر هذا العمل قفزة كبيرة في مجال الزراعة الحديثة والثورة الزراعية العالمية، ويعمل العلماء على تطوير هذه التقنية لمواجهة أزمة الغذاء والكوارث التي تتعرض لها المحاصيل الزراعية حول العالم، وتم إعداد وتجهيز غرف المزرعة وتزويدها بمصابيح إل أي دي تقوم بإرسال الضوء بموجات طولية خاصة مناسبة للنباتات وتمكنها من النمو، وتشمل المزرعة حوالي 18000 ألف مصباح في 15 مستوى مختلف، ومن مميزات هذه المصابيح أنها تسمح بالتحكم بدرجات الحرارة في الغرف وكذلك الرطوبة وكميات المياه المناسبة عند الري.

نظام الأكوابونيك.. ثورة في الزراعة الحديثة

يعد نظام الأكوابونيك من أهم مجالات الزراعة الحديثة ، ويختلف هذا النظام اختلافًا كليًا عن الزراعة التقليدية، والجديد في هذا النظام أن الأسماك والنباتات تتكافل مع بعضها في نفس المكان لتنمو بشكل جيد، وتكاليف هذا النظام ليست بالكثيرة ويمكن إقامته في أي مكان.

وكما ذكرنا يدمج نظام الأكوابونيك نوعان من أنواع الزراعة، حيث يجمع بين الاستزراع السمكي (أكوالكتشر)، والاستزراع النباتي (الهيدروبونيك) ويتم استخدام تقنيات حديثة لدمج النوعين فيما يسمى بالأكوابونيك.

والنظام صديق للبيئة، فالملوثات التي تنتج من مخلفات الأسماك منعدمة تمامًا، والتقنية المستخدمة في النظام تجعل منه بيئة مستديمة لإنتاج الأسماك والنباتات بشكل متكامل ومتجانس، ويعتمد الأكوابونيك على مبدأ بسيط وهو أن الإنسان يقوم بتغذية الأسماك، وتقوم الأسماك بتغذية النباتات، وتعمل النباتات على تنقية المياه التي تعيش فيها الأسماك، في دائرة مغلقة متكاملة.

وللنظام فوائد كبيرة :

  • يوفر نحو 80 في المائة من الماء الذي يتم استخدامه عادة في زراعة التربة العادية.
  • يوفر النظام تكاليف نقل المحاصيل والتلوث الناتج عن ذلك، وهذا بسبب قرب المحاصيل من الأسواق.
  • سهولة عمل هذا النظام، حيث يمكن لأي فرد أن يعمل على هذا المشروع حتى لو في حديقة منزله.
  • يمكن للحكومات الاستفادة من هذا النظام بإقامته في الأماكن البعيدة وغير المأهولة بالسكان، كالصحراء، فالنظام لا يحتاج لتربة لكي تنمو فيه النباتات.
  • ويشكل النظام حلاً كبيرًا للتخلص من الملوثات وخصوصًا ملوثات التربة.

الكاتب: حسام سعيد

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

خمسة × خمسة =