تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » كيف اكتب رواية : هل كتابة الرواية موهبة أم علم يمكن دراسته ؟

كيف اكتب رواية : هل كتابة الرواية موهبة أم علم يمكن دراسته ؟

فن كتابة الرواية من الفنون الراقية جدا ومن الفنون الرائجة في العالم كله فهل كتابة الرواية موهبة أم علم يمكن دراسته ؟ دعونا نجيب على: كيف اكتب رواية ؟

كيف اكتب رواية هل كتابة الرواية

في الوقت الذي كان يدعي بعض المثقفين والمفكرين في العالم العربي ان القراءة تعاني من أزمة في بلادنا العربية, كنت ألاحظ في كل يوم فتح جديد وباب جديد للقراءة في بلادنا. كل تقارير واحصاءات المكتبات تشير الي زيادة في توزيعات الكتب والروايات بشكل كبير, وتصل مبيعات بعض الروايات في مكتبات مصر على سبيل المثال الي اكثر من ربع مليون نسخة في عام واحد, واصبح هناك قوائم منشورة بأكثر الكتب مبيعا وهذا لا يعني الا وجود بوادر لنهضة ثقافية حقيقية في بلادنا العربية ولها شواهد ودلائل. من هذه الشواهد الاخري وجود نسخ كثيرة جدا من الكتب المزورة ومعني قيام البعض بشكل غير قانوني بتزويرها هو بالقطع علمهم التام بوجود طلب زائد عليهم والا ما كانوا قاموا بتزوير الكتب وطرحها بالسوق. ومن الشواهد ايضا ان الكتاب الواحد تصدر دار النشر منه اكثر من طبعة وكل طبعة تطبعها دار النشر اصبحت تضم عدد كبير من النسخ وتباع كلها في ايام قليلة, وانتشرت في ربوع البلاد عدد من المكتبات الكبيرة المتخصصة في بيع الكتب وان لم تكن بالعدد الكافي ولكنها دليل على وجود طفرة حقيقية ونهضة ثقافية ستطرح ثمارها مع الوقت.

ولأن نتاج طبيعي للحراك الثقافي خروج مواهب جديدة وأدباء شباب فظهرت في المجال الادبي الحديث أدباء ورواة وشعراء شباب يبدعون ويطرحون ويقدمون عملهم بشكل مميز وينالون الاعجاب يوما بعد يوم. فتكفي زيارة منك اليوم لأحد المكتبات الكبيرة مثل ديوان وألف ومكتبة الشروق وغيرها من المكتبات الكبري لتجد ألاف الكتب والروايات الجديدة التي تزخر بها المكتبات. وانتشرت في بعض المراكز الثقافية والادبية بعض البرامج او الكورسات التي تعلم الشباب الهواة الذين يبحثون عن الطريق الصحيح لكتابة الرواية القصصية. وربما تكون هذه المراكز نواة لكيانات اكبر تكون مثل الحضانات لمواهب فذة وعظيمة ومصدر لأدباء شباب وكبار. ويأتي السؤال هل كتابة الرواية موهبة أم علم يمكن دراسته؟

فن و اساسيات كتابة الرواية

فن كتابة الرواية من الفنون الراقية جدا ومن الفنون الرائجة في العالم كله, فدائما تحتل الروايات مكانا مرموقا في سجلات اعجاب جميع الشعوب, ولا فرق بين الشعوب الفقيرة والغنية فالكل يحب الروايات ويجد فيها من اللذة والمتعة ما يقدم له نوع من السحر الخاص الذي لا يدركه الا عشاق قراءة الروايات. وفن كتابة الرواية في المقام الاول موهبة بكل تأكيد مثلها مثل كتابة القصة القصيرة والشعر والنثر وتأليف الموسيقي. لكن فن كتابة الرواية يتم ثقله بدراسة الاسس والاساليب الافضل لبناء الرواية وهذا علم يدرس في الجامعات والمعاهد في كل انحاء العالم. فالرواية فن وعلم واسع وتفرع منها مدارس واتجاهات فنية كثيرة فهناك مدرسة الواقعية, وهناك مدرسة الواقعية السحرية والتي يمثلها كاتب مثل جابرييل جارسيا ماركيز, وهناك مدرسة امريكا اللاتينية الاشمل والتي يمثلها باويلو كاويلهو صاحب رواية الخيميائي وهي واحدة من اشهر الروايات المكتوبة في العالم, وهناك المدرسة السردية والمعلوماتية والتي يمثلها حاليا الكاتب الانجليزي الشهير دان براون صاحب رواية شيفرة دافنشي والتي انتجت فيلم, وهناك مدرستنا العربية والتي كان خير من مثلها الاديب الكبير نجيب محفوظ صاحب الثلاثية الشهيرة والحائز على جائزة نوبل في الاداب.

كيف اكتب رواية

والشباب الذي يقدم على تعلم فن كتابة الرواية يركز بكل تأكيد على الاسس البسيطة للبناء الروائي, وعلى الكيفية التي يقوم فيها بالسرد والقص, وعلى الكيفية التي يقدم بها الشخصيات بجوانبها المختلفة وبدون أن يشعر القارئ بوجود نوع من التطويل او المبالغة في السرد.وبعد ان يتعلم الشاب كل هذه الاسس سيكون له بكل تأكيد طابعه الشخصي وبصمته الخاصة, والتي سوف تميزه بقدر موهبته. وفكرة بناء الرواية هي الاساس لرواية بديعة, فالكاتب يحدد ابعاد الموضوع, ويحدد الاطار الذي سيروي فيه القصة, ويحدد جيدا طبائع واوجه الشخصيات الرئيسية والشخصيات الثانوية, ويحرص ألا يطيل في الوصف ولا يقصر في نفس الوقت, فيجب ان يشعر القارئ ان هذه الشخصية من الطبيعي ان تقوم بفعل كذا ولا يستغرب ويجد تناقضا في الطبيعة الشخصية الا اذا كان ذلك مقصودا في البناء الروائي نفسه ومعمول حسابه. ومن الاشياء المهمة جدا في البناء الروائي هو شخصية الراوي, فبعض الرواة يفضلون ان يقص الرواية بشخصية الراوي الحكيم الذي يري اول القصة ومنتهاها فالقارئ يري معه جميع المشاهد ولا تخفي عنه اي ملامح لمشاهد غامضة, وهناك رواة يفضلون ان يكون البطل نفسه هو الراوي وهنا سيري القارئ ما يراه ويفكر فيه البطل ولن يري ما يخفيه الكاتب من بعض الاحداث الا عندما تفاجئ نفس الاحداث البطل. وبعض الرواة يفضلون ان يجمعوا بين الاسلوبين في نفس الرواية وهي عملية صعبة نوعا ما. والرواية المميزة هي الرواية التي تشعر معها انك لا تريد الانتهاء منها, ولا تمل من قراءتها ولا من احداثها وتبقي معك بعد الانتهاء منها وقد تعود لقراءتها مرات اخرى.

محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.