تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » إدارة فترة الخطوبة : كيف يمكن إدارة فترة الخطوبة بنجاح ؟

إدارة فترة الخطوبة : كيف يمكن إدارة فترة الخطوبة بنجاح ؟

فترة الخطوبة هي فترة شديدة الحساسية، فتكثر فيها المشاكل بين الطرفين لأقل الأسباب، لذلك نقدم لك وصفة كاملة من أجل إدارة فترة الخطوبة بنجاح.

إدارة فترة الخطوبة

إدارة فترة الخطوبة من الأمور المهمة التي تحتاج إلى الكثير من المعرفة والحكمة لضمان الاستمتاع بإحدى أفضل فترات حياة الإنسان؛ حيث تُعَد فترة الخطوبة بمثابة المدخل للحياة الزوجية والتي من خلالها يتعارف الخطيبان ويسعى كل طرف إلى اكتشاف الشخص الذي سيشاركه بقية عمره ويساهم معه في بناء عُش الزوجية والانتقال إلى نمط جديدة من الحياة لم يعهداه من قبل. ونظرًا لأهمية تلك الفترة ووجود تغيُّرات جذرية تحدث في حياة الشخص في أثناء تلك العلاقة، ينبغي لكلا الطرفين أن يتحليا بالوعي الكافي لضمان إدارة فترة الخطوبة بحكمة وروية والتأكد من تحقيق الهدف الأساسي منها وهو اليقين بأن الخطيبين مناسبان لبعضهما وأن علاقتهما الزوجية المحتملة ستكون على ما يرام وخالية من المشكلات الجسيمة التي من شأنها تهديد حياتهما المشتركة. وفي السطور التالية نتناول بعض النصائح التي تساعد على التعامل مع فترة الخطوبة بنجاح وإدارتها على نحو يحقق الانسجام والتفاهم بين شريكي العلاقة.

دليل إدارة فترة الخطوبة بنجاح

إدارة فترة الخطوبة على أساس الاحترام

إن العلاقات الناجحة عادةً ما تُبنَى على أساس من الاحترام المتبادل بين الطرفين؛ حيث يعزز الاحترام قوة الارتباط بين الطرفين ويساعدهما على تجاوز الكثير من التحديات التي قد تهدد وجود العلاقة. لذلك ينبغي للخطيبين أن يسلكا دائمًا سلوكًا قائمًا على الاحترام والتقدير والابتعاد تمامًا عن توجيه أي إهانات مهمًا كانت الدوافع ومبررات الغضب؛ حيث يؤدي ذلك إلى إدارة فترة الخطوبة بطريقة راشدة.

لا شك أن هناك بعض الاختلافات في الميول والاهتمامات لدى كل طرف، وبالتالي ينبغي إبداء التقدير لجوانب الاختلاف هذه وعدم الاستهزاء بها أو التقليل من شأنها حتى وإن خرجت هذه الأمور من دائرة اهتمام الطرف الآخر. وبالطبع يؤدي ذلك إلى المزيد من الثقة بين الخطيبين ما يؤدي إلى التركيز على الجوانب الإيجابية وغض الطرف عن أي نواقص أخرى وتقبلها طالما أنها مغلفة بالاحترام.

الاهتمام المتبادل

تتطلب إدارة فترة الخطوبة إبداء الاهتمام من كلا الطرفين، وقد يتخذ الاهتمام العديد من الأشكال والسلوكيات؛ إلا أن التعبير عن هذا الاهتمام بالأفعال يظل أكثر تأثيرًا من الأقوال. إن الشغف الدائم بإرضاء الطرف الآخر والرغبة في الالتقاء معه والسؤال عن أحواله من شأنه أن يُولد شعورًا بالاحتواء والاتحاد. إن الاهتمام الصادق ومشاركة الأفكار والمشاعر سوف يُشعر الطرفين بأنهما قد صارا شخصًا واحدًا مع مراعاة مساحة الخصوصية التي يحتاجها كل طرف لنفسه. وبالطبع كلما زاد الاهتمام بين الطرفين، زاد احتمال نجاح العلاقة، وصار الطريق إلى الزواج ممهدًا حيث زالت معظم العوائق النفسية بين الطرفين وصارا مهيئين لاتخاذ خطوة جديدة تزيد من ارتباطهما ببعض.

التضحية والإيثار

إن التضحية والإيثار من الأعمدة الأساسية التي تقوم عليها الحياة المشتركة. وبطبيعة الحال يسري هذا الأمر في أسلوب إدارة فترة الخطوبة حيث ينبغي للطرفين مراعاة ظروف الآخر وعدم الضغط عليه واستنزافه معنويًا وماديًا وتقدير الظروف الصعبة التي قد تمر بأحدهما. لذلك لا مفر من تقديم بعض التنازلات والتغاضي عن العديد من المتطلبات على سبيل التضحية؛ وسوف يترك هذا السلوك النبيل أثرًا إيجابيًا على العلاقة ما يؤدي إلى تدعيم أواصر الحب والعرفان بين الخطيبين والكشف عن المعدن النفيس للطرف المضحي ما يدعو الطرف الآخر إلى التمسك به ومضاعفة شعوره الإيجابي تجاهه.

التلقائية وعدم التصنُّع

للأسف هناك الكثير من علاقات الخطوبة التي بمجرد أن تبدأ حتى يشرع طرفاها إلى التصنع والتكلف والتخلي عن التلقائية ومحاولة تقديم وإبراز شخصية أخرى ذات ملامح مختلفة. ويؤدي ذلك إلى انخداع الطرفين حتى تحدث المفاجأة بعد الزواج ويرى كل من الطرفين الوجه الحقيقي للآخر وحينئذٍ قد تتحول الحياة الزوجية إلى جحيم وتُهَدَّد بالانهيار في أي لحظة. لذلك يُنصَح دومًا بالتلقائية وعدم الافتعال وإظهار الجوانب الحقيقية من الشخصية؛ لأن ذلك يساعد على إدارة فترة الخطوبة بنجاح فضلاً عن أن ذلك يجعل الحياة الزوجية امتدادًا طبيعيًا للعلاقة التي بدأت تنمو وتكبر منذ فترة الخطوبة. وبالتالي لا بديل عن المصارحة والكشف عن كل الأمور بصراحة؛ لأن الطرفين خلال هذه الفترة يكونان بصدد تأسيس شراكة حياتية طويلة المدى وبالتالي يجب أن تقوم على الصدق والأمانة وليس الخداع والاحتيال.

التعامل الموضوعي مع المشكلات

من أبرز التحديات التي تواجه إدارة فترة الخطوبة هي المشكلات العارضة التي عادةً ما تظهر من حين إلى آخر، وهي أمر طبيعي يحدث في أي علاقة، ولكن إذا لم يتحلى الطرفان بالوعي الكافي لمواجهة مثل هذه المشكلات، من المحتمل أن تتفاقم ويتطور الأمر إلى ما لا يُحمَد عقباه، لذلك ينبغي على الطرفين اتباع الإجراءات التالية عند تعاملهما مع المشكلات المحتملة:

  • ينبغي التعامل مع أي مشكلة بهدوء وعدم الانفعال والابتعاد عن تبادل الاتهامات لأن ذلك قد يزيد من تفاقم الخلاف.
  • الحرص على اتباع أسلوب متزن في الحديث لأن ارتفاع الصوت قد يستفز الطرف الآخر ويدفعه إلى العناد والابتعاد عن المسار الأصلي للمشكلة والانتقال إلى الغضب والعتاب بشأن هذا الصوت المرتفع.
  • يجب الانصات جيدًا للطرف المتحدث وعدم مقاطعته والانتظار حتى ينتهي من حديثه تمامًا وإدراك وجهة نظره بالكامل للوصول إلى حل موضوعي للمشكلة.
  • يُنصَح بعدم تفريع المشكلة والتقليب في الصفحات السابقة من سجل الأخطاء والتذكير بما سبق من ذلات، بل ينبغي التركيز على حل المشكلة الحالية فقط.
  • محاولة التماس الأعذار والاستعداد للتسامح لأن ذلك يزيد من رصيد التقدير والعرفان لدى الطرفين ما يؤدي إلى تحويل هذا التحدي إلى فرصة جيدة لتعزيز العلاقة وتدعيمها والتقدم خطوة للأمام.
  • ينبغي على الطرف المخطئ أن يعتذر إذا ثبت خطأه وألا يكابر في ذلك لأن اعترافه من شأنه السيطرة على الخلاف وتقليصه في أضيق الحدود.

تحسين العلاقة مع الأهل والأقارب

من السلوكيات التي ينبغي إتباعها في إدارة فترة الخطوبة هي تحسين العلاقة مع أهل وأقارب الطرف الآخر لأنهم سيصبحون بمثابة العائلة بالنسبة للعضو الوافد الجديد. وبالتالي يجب إبداء الاحترام والتقدير لوالدي الخطيب والخطيبة والتعامل معهما بشكل جيد وإظهار مشاعر الود والمحبة والمبادرة بإعطاء الهدايا في المناسبات المختلفة وتبادل المجاملات والعبارات التي تساعد على نشر الحب والتعاطف.

وينبغي أيضًا الحرص على عدم إقحام الأهل والأقارب في الخلافات التي قد تنشأ بين الخطيبين لأن ذلك قد يؤثر بالسلب على العلاقة ويزيد الأمر سوءًا؛ حيث يصعب الحياد في مثل هذه المواقف وقد تنحاز الأم لابنتها أو ابنها ما يؤدي إلى تصدع العلاقة بخطيب ابنتها أو خطيبة ابنها. لذلك ينبغي وضع هذا الأمر في الاعتبار إلى جانب المعاملة الطيبة.

وهكذا يساعد اتباع هذه النصائح على تحقيق الانسجام والتوافق بين الخطيبين وتعزيز العلاقة بينهما ما يساعد على إدارة فترة الخطوبة بنجاح لتصبح خطوة تمهيدية موفقة وإجراءً انتقاليًا يمكن بعده الشروع في بدء حياة زوجية سوية وخالية من المشكلات. إن فترة الخطوبة من أروع الفترات التي قد تمر بحياة الإنسان لأنه يكتشف من خلالها شريك الحياة المحتمل ويقيس مدى درجة التوافق بينهما، وفي حالة مرور هذه الفترة دون معوقات تصبح العلاقة بعد الزواج أكثر ترابطًا ومودة وقابلية للاستمرار.

أحمد علام

كاتب ومترجم، أحب القراءة في المجالات الأدبية بشكل خاص.