تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تعيش حياة المغامرة وتتخلى عن الحياة المملة الرتيبة؟

كيف تعيش حياة المغامرة وتتخلى عن الحياة المملة الرتيبة؟

حياة المغامرة عادة ما يتمناها الكثير من الناس ولكن يدور في رحاها القليل والقليل من الناس بسبب الدفء والأمان الذي يوفره الاستقرار والحياة المملة الرتيبة، لكن ربما بعد قراءة هذا المقال ستغير رأيك وستقبل على حياة المغامرة بانطلاق وتندم على كل اللحظات التي جلست فيها دون فعل أي شيء.

حياة المغامرة

لا ريب أن حياة المغامرة شيء جيد رغم كل المخاوف التي تحيط بها والتردد الذي يتخللها لأنها تنتج لنا نتائج مختلفة لاختلاف المعطيات التي في المعادلة، فعلى سبيل المثال حين تدرس شيئا مختلفا فإنك ستخرج بمعارف مختلفة وحين تتعدد مصادرك فإن حجم المعارف التي تحوزها يكون أكبر، حين تقرر البدء في مشروعك الخاص فإنك قد تصبح صاحب مؤسسة بدلا من أن تظل طيلة حياتك موظفا، وحين تقرر أن تسافر إلى مكان غير معتاد فإنك قد تجني أرباحا كبيرة ليست مادية فحسب ولكن معنوية ووجدانية أيضًا، فكيف يمكن أن نعيش حياة المغامرة ونتخلى عن الحياة المملة الرتيبة؟ موضوع السطور التالية.

حياة واحدة، تجربة واحدة

من أجل أن تقتنع بأسلوب حياة المغامرة يجب أن تدرك جيدا أنك ستعيش حياة واحدة فقط غير قابلة للإعادة، واليوم الذي سيمر لن يأتي مرة أخرى أبدا وكل يوم يمر وأنت في حياتك المملة الرتيبة سيحسب من عمرك القصير وطالما ستعيش لمرة واحدة فقط فما المانع أن تقوم بكل ما يمكنك فعله طالما أنه ليس هناك مرة أخرى للإعادة وللتنقيح؟ إن الحياة أشبه بمدينة الملاهي، لماذا تذهب ولا تركب كل الألعاب وتستمتع بها حتى المخاطر والشعور بالخوف الذي يلاحقك فيها، إن كنت ستذهب إلى السيرك فشاهد كل الفقرات وإن كنت ستعيش الحياة فاجعلها حياة المغامرة وليست حياة الملل والرتابة والأيام التي تشبه بعضها.

المجازفة أولى خطوات حياة المغامرة

لا ريب أن البقاء في المنطقة الآمنة هو الذي يجعلك مستقرا ولكن يجعل حياتك تمر أمام عينيك كما لو كانت فيلما مملا به مشاهد واحدة متكررة يعرض على شاشة كبيرة، صحيح أن المجازفة والمغامرة من الأشياء التي تجعلك خائفا وقلقا لأنك تقبل على أشياء جديدة لأول مرة تخوضها، ولكن متعة الاكتشاف في حد ذاتها تجعلك سعيدا بالتجربة عسى أن تضيف لك شيئا جديدا، ولا نقول أن المجازفة هي أن ترمي بنفسك في التهلكة وتقول أنك تعيش حياة المغامرة بل إن التحلي بالعقلية التي تجعلك تقبل على هذه الأشياء بطريقة تحسب المكاسب والخسائر ولا تعدم المجهول أيضًا الذي تسعى نحو اكتشافه.

اقرأ في كل شيء

كما قلنا أن المجازفة بدون عقلية متفتحة وواعية تعتبر تهور ورعونة، ولأن الكون واسع والعالم قديم فليس من الجيد أن تقتصر على مجال واحد للمعرفة، اقرأ في كل شيء واقرأ عن تاريخ البلدان واقرأ في السير الذاتية وعلم النفس وعن الآداب والعلوم المختلفة، ليست قراءة متبحرة لأنك لا تقبل على تحضير دكتوراه ولكن على الأقل الإحاطة بطرف من كل مجال حتى تستطيع الإقبال على الحياة بذهن فاهم وواعي ومحيط بشيء من الأشياء لأن الجهل هو عدوك الأول في حياة المغامرة التي تود أن تحياها، وبغض النظر عن ذلك فإن القراءة والاطلاع يفيدون الإنسان في حياته وفي طريقه أيا كان الطريق الذي يود أن يسلكه.

العمل في أشياء متنوعة

الاقتصار على وظيفة واحدة طوال حياتك أحيانا يكون جيدا ولكن بالنسبة للشباب عليه أن يجرب كافة الوظائف وما يستطيع من مجالات العمل، لعله يجد شغفه في واحد منهم، الشباب الذين في مقتبل العشرينات كل وظيفة سيعمل بها ستضيف إليه وإلى معارفه وتثري تجربته وتصقل خبرته في الحياة كما أنها ستفيده في وظيفته التي ستكون ثابتة لذلك مرحلة العشرينات هي مرحلة التقلب بين هذا وذاك ولا تحسب هذا سيئ لأنه كلما تعددت خبراتك في شيء كلما زادت قيمتك الوظيفية في أي مكان تذهب إليه كما أنه يكون لديك خيارات متعددة للعمل فيها بعد ذلك، لذلك حياة المغامرة هو أن تقبل على كافة الوظائف والأعمال ولا تقول لا أعرف فما من شخص يعرف كل شيء أو لديه خبرة في مجال عمل قبل البدء فيه، ابدأ ثم تعلم وخذ الخبرة.

زر أماكن غير مألوفة

الرحلات مهما كانت طبيعتها توسع مدارك الإنسان وتفتح له الآفاق غير أن ما يفيد الإنسان أكثر هو زيارة الأماكن غير المألوفة وغير السياحية فما من فائدة من التقليب بين الشواطئ في كل صيف، زر الأماكن الأثرية والمناطق التي لها تاريخ، اذهب إلى مكان جديد أو محافظة جديدة، ابتعد عن الرحلات المنظمة والمسئولة عنها شركات سياحية ببرامج صارمة، اذهب بنية الاكتشاف ولمعرفة ما يعيشه الناس ربما في نفس دولتك حتى تحيا حياة المغامرة، بالأمس رأيت شخصا يعبر بدراجته بين أقاليم مختلفة، صافحته وأخبرته إن كان يريد مساعدة، وقال أنه يحب الاكتشاف ويود السفر عبر أماكن لم يذهب إليها من قبل بتكلفة قليلة للتعرف على الثقافات الأخرى وعادات الناس المختلفة.

تعرف على فئات متنوعة

يحصر الإنسان نفسه عادة في فئة معينة وعادة يكونون زملائه في العمل للتعارف عليهم ولا يعرف أن معرفة الناس كنوز ومن قال هذا المثل لا يدري أنه صحيح بنسبة مائة بالمائة لأن الشخص الذي تعرفه اليوم وهو مختلف عنك ستحتاجه في الغد، ستحتاج أن تسأل على شيء في مجال عمله أو في منطقته التي يسكن بها، لدي أصدقاء في محافظات مختلفة وعندما أسافر إليها أجد من يجلس معي أو يدلني على الأماكن التي أود أن أذهب إليها فضلا عن وجود مكان للمبيت والتعرف على أسرته، وإن كنت موظفا بنكيا مثلا وتعرف سباكا فإنك يوما ستحتاج إليه لإصلاح حمامك، كما أنه يعطيك فكرة عن الأشياء المختلفة وخبرة سطحية عن المجالات والمناطق والتعرف على نوعيات الناس.

لا تتخلى عن أحلامك

عليك ألا تتخلى عن أحلامك مهما كان السبب، لا تقول أن الأحلام تأخرت، عليك أن تسعى لتحقيقها مهما حدث، الإنسان مهما كان سنه ومهما كان حاله لابد وأن يحظى بحلم وإلا سيصبح ميتا وهو على قيد الحياة، فما أهمية ذهابك وعودتك وما قيمة وجودك ومعيشتك ما لم يكن هناك هدفا تسعى إليه، مهما باعدت الحياة بينك وبين أحلامك فلا ينبغي عليك أن تتخلى عن أحلامك مهما كان السبب وضعها في حسبانك، ربما تحكم عليك الظروف أن تتوقف عن التفكير فيها مؤقتا ولكن يجب أن تعود إليها في وقت من الأوقات.

لا تندم على ما خسرت

إن كنا نتحدث عن حياة المغامرة فإن المكسب الأهم لها هو الخبرة الحياتية ومتعة التجربة وتوسيع المدارك وفتح الآفاق، ولا يعني هذا أن تكون النهاية دائما سعيدة بل من الممكن أن تكون النهاية غير مرضية لك، ربما ستخسر أشياء متعددة وبالطبع لا أحد يكسب كل شيء ولكن لابد وأن لديك أولويات، لذلك حياة المغامرة لا تعني الربح على الدوام لذلك ارتضي بتجربتك طالما بذلت ما في وسعك ولا تندم على خسارتك لأنه أمر لابد منه سواء غامرت، أم استسلمت.

حياة المغامرة ليست صعبة وليست إلقاء نفسك في النار، إنها مجموعة من الانحيازات والرهانات على أساسها تتخذ القرارات الخاصة بحياتك، وطالما هناك عقلية متفتحة وواعية ستكون حياة المغامرة تجربة ممتعة وجميلة ستجعل حياتك متميزة ومتفردة.

محمد رشوان