تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف تقومين بعمل تمارين رياضية للرضيع وما أهميتها؟

كيف تقومين بعمل تمارين رياضية للرضيع وما أهميتها؟

مواكبة للتغيرات التي تحدث على الصعيد الصحي والاجتماعي، يلزم على كل أم وأب معرفة الطرق الصحيحة التي من خلالها يضمنون صحة جيدة لأطفالهم. ومن خلال هذا المقال نتحدث عن أهمية عمل تمارين رياضية للرضيع ؛ كأحد أهم طرق تنشئة الأطفال بطريقة صحية.

تمارين رياضية للرضيع

من الأهمية بمكان عمل تمارين رياضية للرضيع منذ مولده. وليس صحيحا أن جسم الرضيع ضعيفا بحيث لا يتحمل التمارين؛ فجسمه مرن لدرجة تسمح بذلك؛ كما أنها تساعده على تقوية عضلات جسمه ونمو عظامه بشكل صحي. والحقيقة أنه هناك نسبة كبيرة من الأطفال الذين يعانون من السمنة في مجتمعاتنا. ولعل الأم لا تدري أن زيادة كيلو جراما واحدا في جسم الطفل يعادل زيادة 10 كيلو جرامات في جسم الإنسان البالغ. ولنا أن نتخيل الحمل الثقيل الذي يشعر به الطفل في هذه الحالة. ولا تخلو المستشفيات من الأطفال الذين يعانون من مشاكل غضروفية في الظهر والركبتين بسبب زيادة الوزن. ولهذا، فإن الوقت قد حان لتغيير مفاهيمنا حول وزن الطفل والطريقة الصحيحة لبناء جسمه.

أهمية عمل تمارين رياضية للرضيع

تمارين رياضية للرضيع أهمية عمل تمارين رياضية للرضيع

في الحقيقة أن إعطاء الطفل الطعام المناسب الجيد له ليس كافيا من أجل نمو ذهني وحركي سليم. ومن أهم مزايا عمل تمارين رياضية للرضيع هي أنها تساعد على عدم زيادة وزن الطفل بشكل يمنعه من الحركة الجيدة في الوقت المناسب. وهناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول وزن الطفل؛ حيث تسعد الكثير من الأمهات بالوزن الزائد دون أن تدري بالمشكلات التي يتسبب عنها. كذلك يسهم عمل تمارين رياضية للرضيع في تقوية التواصل بينه وبين الأم؛ وذلك لأنه ينظر في عينيها ويشعر بأنها تلعب معه وقت ممارسته هذه التمارين. وبالطبع يساعد عمل تمارين رياضية للرضيع على بناء جسمه وعضلاته بشكل أفضل مما لو لم يمارس التمارين؛ كما أنها تعمل على الوقاية من بعض تشوهات العظام؛ مثل التقوس الذي قد يحدث بالساقين أو بالظهر. ولن يخفى على الأم التي تساعد طفلها على ممارسة التمارين الرياضية أنها تساعد على قضاء وقت ممتع مليء بالمرح لها وللطفل؛ كما أن ملء يوم الطفل ببعض النشاطات التي تشمل ممارسة التمارين الرياضية يجعله معتادا على القيام ببعض الأعمال وتنظيم وقته وتخصيص وقت معين لكل نشاط بدلا من البقاء جالسا أمام التلفاز دون حراك أو نائما في حضن أمه.

أمور تساعد على عمل تمارين رياضية للرضيع

تجد بعض الأمهات صعوبة في الحفاظ على ممارسة تمارين رياضية للرضيع بشكل متكرر كل يوم؛ وذلك لعدة أسباب تشمل ضعف بنية الطفل الجسمانية أو تألمه وعدم تقبله ممارستها أو غير ذلك مما يعيق هذه العملية. وننصح الأم بالاهتمام بتناول الطعام الصحي المتوازن منذ بداية الحمل؛ كما ننصحها بالاستمرار على نفس المنوال أثناء الرضاعة وتقديم الطعام الجيد لطفلها منذ بداية تناوله الطعام الصلب. كذلك تساعد حركة الطفل العفوية داخل المنزل على تقوية عضلات جسمه وتعويده على التحرك؛ مما سيجعل المهمة أيسر بكثير. والطفل بطبعه يحب التحرك في أرجاء المكان واستكشاف كل ركن فيه؛ ولذا فلن يفوت فرصة تركه حرا طليقا بالمنزل. ولابد من إضفاء بعض المرح واللعب عند عمل تمارين رياضية للرضيع كذلك؛ فهذا يحببه أكثر فيها ويجعله أكثر استعدادا لممارستها. وحتى لا يتألم الطفل جراء ممارسة التمارين أو حتى يصاب بأذى، يستحسن دوما الحرص على عملها بمنتهى الهدوء والمرونة؛ كما يستحسن اختيار ملابس مريحة وحفاضات مريحة للطفل وقت قيامه بتمارينه.

تمارين للأطفال حديثي الولادة

عادة ما يكون الطفل حديث الولادة منهك الجسم بعد العملية الصعبة التي تعرض لها، من تقلصات عنيفة بالرحم إلى شد من قناة الولادة إلى غير ذلك مما يتعرض له حتى تتم ولادة. وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن من أهم الأسباب التي تحول دون أن ينام الطفل بشكل طبيعي منتظم خلال الفترة الأولى بعد الولادة هو شعوره بالتعب والإرهاق والمعاناة من آلام بأنحاء جسمه شتى؛ حتى أنه في بعض الحالات تحدث تمزقات بجسمه تسبب له الكثير من الألم. ولعل هذا السبب يجعل من المهم عمل تمارين رياضية للرضيع بمجرد ولادته. ومن أهم التمارين التي تساعده على إرخاء عضلات جسمه وإراحتها هو تمرين تبادل الساقين والذراعين. ومن خلال هذا التمرين تقوم الأم بتنويم الطفل على ظهره ورفع ساقه اليمنى مع ذراعه الأيسر وتقريبهما من بعضهما حتى يلتقيا في نقطة واحدة لعدة ثوان. بعدها تقوم الأول بترك الذراع والقدم التي تمسك بهما وتفعل الشيء نفسه مع الساق اليسرى والذراع الأيمن. ويمكن تكرار هذا التمرين لمرات عديدة؛ ولكن ليس كثيرا حتى لا يرهق هذا جسم الطفل الرضيع. ويمكن كذلك إرخاء عضلات جسم المولود حديثا عن طريق تنويمه على بطنه وعمل تدليك دائري خفيف بمنطقة الكتفين، ثم لف الذراع للوراء بحيث تلامس اليد الرأس من الخلف؛ مع التبديل بين كلا اليدين وتكرار التمرين لمرات عدة.

تمارين رياضية للرضيع في الشهر الأول

هناك الكثير من التمارين الرياضية التي تساعد الرضيع على تقوية عضلات جسمه ونموه بشكل سريع صحي. ومن أهم التمارين هذه التمارين التي تساعد على تقوية عضلات يدي الرضيع؛ مما يجعله يستطيع الإمساك بالأشياء في وقت مبكر. ويمكن رفع ذراعي الطفل للأعلى ناحية رأسه وإنزالهما ثانية برفق؛ مع تكرار التمرين لمرات عديدة. ويمكن كذلك تنويم الطفل على ظهره وفرد ذراعيه ناحية الخارج ثم ضمهما إلى صدره لعدة مرات متتالية. ومن أهم التمارين التي تساعد الطفل على تحريك يديه وقدميه وتقوية العضلات بهم هو رفعه للأعلى وتركه ليحركهم في الهواء بحرية تامة.

تمارين للطفل في الشهر الثاني

تمارين رياضية للرضيع تمارين للطفل في الشهر الثاني

بالطبع تستمر الأم خلال الشهر الثاني من عمر الرضيع على ممارسة نفس التمارين التي تداوم عليها منذ الولادة؛ وعلاوة على ذلك، قد تضيف بعضا منها مما يساعد في نمو الطفل وتهيئة جسمه للتحرك الذي يحدث في غضون شهر أو شهرين؛ على حسب قوته الجسمانية ومرونة عضلات جسمه. وخلال هذا الشهر يمكن تنويم الطفل على بطنه، ثم ثني ساقيه ناحية الأرداف، ثم فردهما ثانية؛ مع تكرار هذا التمرين لمرات عدة. ويمكن حمل الطفل ورفعه من منطقة أسفل ذراعيه وملامسة قدميه الأرض وكأنه يقف بالفعل. وهذا التمرين يساعد على تقوية عضلات الجسم ككل. ويمكن القيام بعمل تمارين تساعد على تطور حاسة الإبصار عند الطفل عن طريق ملاحقة يديه وقدميه التي تقوم الأم برفعهما صوب عينيه.

تمارين للطفل في الشهر الثالث

عند بلوغ الطفل الرضيع الشهر الثالث من عمره يكون أكثر استعدادا للحركة وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة؛ وذلك لأن رقبته تصبح أكثر تماسكا وانتصابا ويمكنه بسهولة أكثر التحكم فيها. ويمكن عمل بعض تمارين رياضية للرضيع تساعده في هذه الفترة على التخلص من غازات البطن وتقوية عضلات جسمه ونمو عظامه بشكل أفضل في نفس الوقت. ومن أهم هذه التمارين هو تمرين الظهر الذي تقوم الأم من خلاله بتنويم الطفل على بطنه؛ مع الحرص على أن يكون رأسه مرفوعا للأعلى والتأكد من أنه يقوم بعملية التنفس بشكل جيد. بعدها تقوم الأم بعمل تدليك أو مساج دائري بمنطقة الظهر كلها؛ وذلك بداية من أعلى الرقبة وحتى أسفل الظهر. ويفيد هذا التمرين كثيرا في حالات إصابة الطفل الرضيع بامتلاء بطنه بالغازات كما ذكرنا سلفا؛ كما أنه يحمي الظهر من التقوس والتشوهات الأخرى التي قد تحدث به خلال فترة نمو الطفل.

ولمساعد الطفل على التحرك من مكانه والزحف الذي يسبق الحبو، يمكن وضع شيء ما على الأرض؛ على أن يكون هذا الشيء ملفتا لنظر الطفل بشكل أو بآخر؛ وحتما سيحاول الطفل الوصول إلى هذا الشيء. وبعد إتمام الشهر الثالث من عمر الطفل الرضيع تبدأ مهمة تعويده على الجلوس. ويمكن للأم تنويم الطفل على ظهره ثم سحبه من يده ليجلس ثم تركه لينام مجددا؛ وهكذا. ويراعى عند القيام بهذا التمرين أن تكون رقبة الطفل أكثر ثباتا وقوة. ولتعويد الطفل على رفع رأسه عن مستوى الأرض يمكن تنويمه على بطنه ومناداته أو التحدث إليه بصوت عال يلفت نظره؛ وسيقوم هو بدوره برفع رأسه والالتفات إلى مصدر الصوت.

تمارين رياضية للطفل في عمر العام

إلى جانب اهتمام الأم بتعليم الطفل المهارات التي تساعده على الانخراط في البيئة المحيطة به؛ مثل كيفية التكلم وتناول طعامه وحده والمشي وما إلى ذلك من المهارات التي يتعلمها الطفل قبل إتمامه عامه الأول، إلى جانب ذلك لابد من إعطاء جسمه وحركته عناية خاصة؛ فذلك يساعده على تعلم المهارات الأخرى بسهولة. ويمكن عمل تمارين رياضية للرضيع تساعده على المشي؛ مثل رفعه في الهواء والمشي بسرعة تجعله يقلدك ويحرك قدميه بسعادة. كما يمكن تعليمه المشي وتقوية العضلات التي يستخدمها فيه عن طريق الإمساك بكلتا يديه ومحاولة المشي به. ويمكن وضع عدد من الكراسي المتراصة المتلاصقة ووضع شيء ما يجذب انتباه الطفل على أحدها؛ مما سيدفعه بالتأكيد على الاستناد بيديه على الكراسي ومحاولة المشي ليحصل على هذا الشيء. ويمكن لك، عزيزتي الأم، الجلوس في مكان عال، كالسرير مثلا، عندما يحاول الطفل الوصول إليك؛ عندها سيقوم بالشيء نفسه وسيستند على السرير حتى يصل إلى المكان الذي تجلسين فيه. ويمكن مساعدة الطفل على التحرك الجيد عن طريق تقوية أصابع يديه وقدميه؛ ويكون ذلك من خلال تمرين بسيط للغاية يعتمد على فرد الأصابع ثم ثنيها لمرات عدة خلال اليوم.

تمارين للرضع للتخلص من الغازات

تمارين رياضية للرضيع تمارين للرضع للتخلص من الغازات

تعتبر مشكلة الغازات من أكثر المشكلات التي يعاني منها الطفل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمره. وعلى الرغم من أن الغازات لا تسبب أكثر من الشعور بعدم الراحة، إلا أنها قد تسبب مغصا مؤلما للطفل؛ الأمر الذي قد يؤثر على حالته المزاجية ورضاعته ونومه. ولعل مشكلة الغازات من المشكلات التي تزيد من تعب الأم خلال هذه الفترة؛ فهي بالطبع تحول بينها وبين تنظيم نوم طفلها وتنظيم رضاعته. والحقيقة أن كثيرا من الأطباء يصفون أدوية مخصصة للأطفال خلال الشهور الثلاثة الأولى من عمرهم لعلاج مشكلة الغازات وما قد ينتج عنها من مغص. ومع هذا، فإنه من الأفضل اتباع الأساليب والطرق الطبيعية لتخليص الطفل من الغازات بسهولة. ومن أهم هذه الطرق هي القيام بعمل تمارين رياضية للرضيع عند الشعور بتألمه أو شعوره بالضيق من وجود غازات ببطنه. ويمكن بمنتهى البساطة رفع قدمي الطفل ناحية بطنه مع ثنيهما وإلصاقهما بالبطن لعدة دقائق حتى تخرج الغازات من بطنه. كما يمكن رفع قدمي الطفل للأعلى وتحريكهما بمرونة كحركة ركوب الدراجة؛ فهذا يساعد كذلك في التخلص من الغازات. ويساعد القيام بعمل تدليك لبطن الطفل من الأعلى إلى الأسفل على حل هذه المشكلة كذلك.

وفي الختام، أنصح كل أم بتخصيص 15 دقيقة يوميا لعمل تمارين رياضية للرضيع منذ الولادة وحتى عمر السنتين؛ على أن تكون هذه المدة متفرقة على مدار اليوم؛ بحيث لا تزيد مدة التمرين عن دقيقتين؛ وذلك حتى لا يشعر الطفل بالتعب أو الملل. ويراعى عدم إجبار الطفل على عمل التمارين؛ فإن وجدتيه غير مستعد فلتؤجلي ذلك.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

ثمانية عشر − 12 =