تسعة
الرئيسية » العمل » في العمل » كيف تعمل في المهن المرموقة التي لا تحتاج إلى شهادات جامعية؟

كيف تعمل في المهن المرموقة التي لا تحتاج إلى شهادات جامعية؟

المهن المرموقة هي تلك التي ينظر إليها المجتمع نظرة مختلفة كل الاختلاف عن بقية المهن العادية، وتلك المهن مع اختلافها نجد بينها بعض المهن التي لا تحتاج أساسًا إلى شهادات جامعية، فكيف يُمكن يا تُرى العمل فيها بسهولة؟

المهن المرموقة

طبعًا لا خلاف على أن المهن المرموقة هي حلم كل شخص يُريد أن يضمن لنفسه حياة آمنة في مجتمع آمن، وبالتالي تكون هناك بعض المساعي من أجل تحقيق هذا الحلم الصعب بعض الشيء، ثم يأتي الحائط الصد عندما تكون مثل هذه المهن تحتاج إلى شهادات جامعية، بل وليس أي شهادة، وإنما الشهادات الكُبرى التي يتم الحصول عليها أساسًا بصعوبة بالغة، ولهذا فإن البعض قد يفقد الأمل دون أن يعرف بأنه ثمة بعض المهن المرموقة التي لا تحتاج في الحقيقة إلى أي شهادات جامعية، هي فقط تحتاج منك تنفيذ بعض التعليمات الهامة التي سيرد ذكرها في السطور القليلة المقبلة، فإذا كنت عزيزي القارئ تُفكر في شغل مكانة هامة في المجتمع وتنضم إلى واحدة من تلك المهن فإنك مُطالب بالتركيز مع كلمة قادمة، ومن يدري، ربما يتحقق حلمك وتعمل في مهنةٍ ما لم تكن تتخيل أنها متاحة لك.

المهن المرموقة

المهن المرموقة المهن المرموقة

في البداية دعونا نعرف ما الذي يعنيه أساسًا مصطلح المهن المرموقة المقرونة بعدم حاجتها إلى شهادات جامعية، فالطب مثلًا مهنة مرموقة، لكن في نفس الوقت لا يُمكننا الاعتماد على هذه المهنة ضمن حدود مقالنا لأنها مهنة تحتاج إلى شهادات ودراسة من نوع خاص، وكذلك المحاماة والهندسة والصيدلة، فكل هذه الكليات التي تُفرز أشخاص يعملون في مهن مرموقة لا يُمكن تعويضها أو استخدام مهن أخرى بدلًا عنها، هذا في الحقيقة سوف يبدو جنونًا، ولك أن تتخيل بأن طبيب يُمسك بمشرط صغير ويشرع في تشريح المريض المُمدد أمامه دون أن يكون أساسًا قد درس الطب ويعرف ما الذي يفعله بالضبط، إذًا نحن لا نتحدث هنا عن كل المهن المرموقة المتواجدة في هذه الحياة، وإنما فقط التي لا تحتاج إلى شهادات ومؤهلات.

مثال المهن المرموقة المقصودة هنا مهنة الصحفي أو المُذيع، ففي الأساس أغلب المتواجدين على الساحة الآن أشخاص غير دارسين لعلم الإعلام، هو فقط يأتي من خلال الممارسة وامتلاك بعض المهارات والقدرات، كذلك مهنة المدرس من الممكن ألا تحتاج في أحيان كثيرة إلى تخصص ودراسة لمجال التدريس، وخاصةً إذا كان المدرس يعمل في المرحلة الابتدائية، وقِس على ذلك الكثير والكثير من المهن التي ينطبق عليها نفس المفردات، لكن يبقى السؤال الأهم، كيف يُمكننا العمل بتلك المهن؟

كيفية العمل في المهن المرموقة؟

المهن المرموقة كيفية العمل في المهن المرموقة؟

الآن بعد أن وقفنا تقريبًا على ماهية المهن المرموقة فبكل تأكيد نحن في حاجة إلى معرفة كيفية الولوج إلى ساحة تلك المهن والحصول على فرصة بها، فأن تتوافر المهن أمر جيد، لكن أن تعمل بها أمر أفضل بالتأكيد، والحقيقة أن ذلك الأمر من الممكن حدوثه من خلال عدة طرق أهمها تحديد طبيعة المهنة ومناسبتها لك.

التوفيق بين طبيعة المهنة وقدراتك

أول شيء يجب عليك القيام به عندما تُقرر العمل في واحدة من المهن المرموقة أن يكون لديك مصارحة كاملة لنفسك بشأن ما أنت مُقدم عليه، الثقة أمر جيد طبعًا، لكن معرفة ما أنت قادر على فعله بالضبط أمر أفضل بكثير، إذ أنه ليس من المنطقي أبدًا أن تُقرر العمل في واحدة من المهن وأنت لا تمتلك أساسًا ما يؤهلك للقيام بذلك، لا تمتلك قدرات وإمكانيات إن جاز التعبير، وبالمناسبة، الأمر لا يتوقف على أي شيء بخلاف مُصارحتك لنفسك، فعندما تفعل ذلك ستكون لديك قدرة على تحديد ما ترغب في القيام به وهل هذا سيجعلك تُحرز تقدمًا أم أنه سيكون سببًا في خسارتك لما هو أكثر من تلك المهنة المرموقة، خسارتك لنفسك بالمعنى الأدق.

تنمية المهارات التي تحتاجها هذه المهنة

كل مهنة تحتاج إلى قدرات ومهارات من نوع مُعين، والحقيقة أنك عندما تشرع في العمل بتلك المهنة فإنه من الاحترافية بمكان أن تقوم بتنمية مهاراتك وقدراتك بما يتناسب فعلًا مع هذه المهنة وبما يجعلك مؤهل لها، فالفكرة ليست العمل في واحدة من المهن المرموقة، وإنما كونك ستُحقق العديد من الإنجازات داخل هذه المهنة، ولنعطي مثالًا مثلًا بوظيفة المذيع أو الإعلامي، فإياك أن تقول بكونك تمتلك موهبة التقديم التلفزيوني أو المراسلة ثم تذهب مباشرةً للعمل في الوظيفة، وإنما عليك أن تكون مؤهلًا للممارسة بشكل أكثر احترافية كأن تقوم مثلًا بالتدرب في الأماكن المُتخصصة وتقوم بالمعايشة كذلك.

التقرب من عالم المهنة قدر الإمكان

مثلما هو الحديث في العنصر السابق يُمكن القول إن العنصر الحالي يحتاج تقريبًا لنفس الأمر، وهو أن يحدث التقارب بصورة أكبر مع عالم المهنة، هذا التقارب سيقود بالضرورة إلا الانخراط في المهنة نفسها والوقوف على مناسبتها لك من عدمه، فالأمر ليس مجرد قرار تأخذه، وإنما حياة ستعيشها ومهنة سوف تُصبح لاحقًا مصدر الرزق لك ولعائلتك، لذلك عليك أن تعرف كل تفاصيل هذه المهنة وتنظر في المكاسب والخسائر التي ستتعرض لها، أيضًا لا ننسى أن التقرب من عالم المهنة سوف يجعلك أكثر دراية بها وسيجعل فرصتك أكبر في إتقانها، وهو المطلوب إثباته بالتأكيد.

الخضوع للتقييم من أصحاب الخبرات للوصول إلى المهن المرموقة

في كل مهنة ثمة مجموعة من الأشخاص يُمكننا أن نُطلق عليهم مصطلح أصحاب الخبرات، والحقيقة أن هؤلاء الذين يحملون الخبرات هم أولى الناس بالخضوع لتقييمهم دون الخوف من مجاملة أو حكم خاطئ، شريطة أن يكون معروفًا عن هؤلاء طبعًا أنهم لا يُجاملون أحد، بعد ذلك، ومن خلال الاختبار والتقييم الذي ستتعرض له، يُمكنك أن تُحدد هل أنت فعلًا قادر على التعامل مع هذه المهنة أم أنه ثمة شخص ما، يُمثل جزء مهم من المهنة، يرى أنك لا تستحق ذلك، وعلى حسب حُكم ذلك الشخص يُمكنك تقرير الاستمرار من عدمه، المهم أن يكون شخصًا ذو خبرة وذو حكم سديد، هكذا ينجح الأمر بالنهاية.

إقامة علاقات صداقة مع المنتسبين لها

عندما نذكر مصطلح العلاقات من أجل الولوج إلى عالم المهن المرموقة التي لا تحتاج إلى شهادات فالبعض بكل تأكيد سوف يعتقد أننا نتحدث عن شكل مُعين من العلاقات يكون غالبًا مُتنافي مع الآداب العامة والأعراف، لكن في الحقيقة قد تكون علاقة الصداقة عادية ليس بها أية شائبة، إذ أنه ليس من المنطقي أن تُخطط للانتساب إلى مجال من المجالات دون أن يكون لديك أصدقاء فيه، هذا بالأساس قصور وخلل في حلمك، إذ أنه بهذه الطريقة لا يُعتبر كاملًا، على العموم، إقامة الصداقات على المستوى الضيق يُعتبر أمرًا طيبًا، ومن الأفضل أن تكون صداقة لا تخدم عملك، بمعنى ألا يتم استغلالها لاحقًا في الوصول إلى منصب من المناصب، هكذا يكون الأمر مقبولًا في نهاية المطاف.

نماذج لمهن مرموقة قد لا تحتاج لشهادات

المهن المرموقة نماذج لمهن مرموقة قد لا تحتاج لشهادات

الآن بعد أن تعرفنا على بعض النصائح أو الطرق التي يُمكن من خلالها الولوج إلى عالم المهن المرموقة فلابد وأننا بالتأكيد سوف نكون بحاجة ماسة لمعرفة نماذج لهذه المهن، فمن الجميل جدًا أن تعرف بأن بمقدورك تحقيق الحلم، لكن الأجمل أن يكون لديك حلم أساسًا، على العموم، أهم هذه المهن الصحافة والإعلام.

الصحافة والإعلام

من أهم المهن المرموقة في المجتمع والتي لا تحتاج في نفس الوقت إلى الدراسة والتعليم بشكل رئيسي وأساسي مهنة الصحافة والإعلام، أو دعونا نكون أكثر تحديدًا ونذكر تفاصيل هذه المهنة من وظائف منبثقة عنها مثل المراسل التلفزيوني والمذيع والصحفي، فكل هذه المهن التي ذكرناها تأتي تحت منصة الإعلام وتُعد مهن مرموقة إلى حد كبير جدًا، لكن في نفس الوقت قد لا تحتاج إلى الشهادة الجامعية كحاجة قصوى وشبه ضرورية، إذ أنه من الممكن جدًا أن تكون مجرد مُجيد للمهارات التي تحتاجها هذه الوظيفة ثم بعد ذلك تُمارسها بشكل طبيعي، الأمر فقط يحتاج إلى المهارة، ثم بعد ذلك الممارسة والانتشار، وفي الواقع، فإن هذا الأمر وإذا لم يكن صحيحًا مهنيًا بدرجة كبيرة، إلا أنه في الوقت الحالي أغلب من يتصدرون المشهد لا يموتون لكليات الإعلام بصلة، وهذا لا يعني بالتأكيد أنهم ليسوا جيدين أو غير مؤهلين، وإنما الأمر وما فيه أنهم تصدروا المشهد لأنهم يُجيدون ما يفعلونه وليس لأنهم قد درسوا ما يؤهلهم لفعله.

التدريس

ربما سيندهش البعض من هذا الأمر، لكن بالفعل التدريس ليس أحد هذه المهن التي تحتاج إلى شهادات وخبرات حتى يُمكن العمل بها، هذا مع الوضع في الاعتبار طبعًا كونه واحدة من أهم المهن المرموقة إذ لم يكن الأهم على الإطلاق، والسر في كون التدريس بهذه الكيفية أنه بالأساس لا يحتاج منك أي شيء بخلاف أن تكون لديك القدرة على إيصال المعلومة الصحيحة بالشكل الصحيح، بل يُمكن مثلًا أن تعكف على دراسة المعلومة كي تقوم لاحقًا بتعليمها للآخرين، بمعنى أن تؤدي دور المُعلم والمُتعلم في ذات التوقيت، وبالتالي سوف تكون مُجيدًا لما تقوم به، وربما أكبر دليل على ذلك أن المدرسين المتوفرين حاليًا ربما يكونون نتاج العديد والعديد من الكليات وليس كلية واحدة خاصة بالتدريس، وربما هذه الكليات لا تمت للتعليم بصلة، لكن في النهاية عندما تكون حاملًا لأي شهادة جامعية تُصبح مؤهلًا للتدريس للآخرين.

الصيدلة

هذه هي المفاجأة التي قد تُدهش الكثيرين منكم، لكن أجل، يُمكن ممارسة مهنة الصيدلة في الوقت الحالي دون أن تكون حاملًا أساسًا لشهادة جامعية تُفيد بدراستك لعلم الصيدلة، فالأمر لم يعد يسير على النحو المُتعارف عليه، فقط كل ما يلزمك هو الوقوف في صيدلية والعمل كمساعد صيدلي بها من 3 إلى خمس سنوات، هذا طبعًا مع وجود معرفة جيدة باللغة الإنجليزية، بعد ذلك ستجد أن الأمور لم تعد صعبة، أو لم يعد هناك عائق من اعتبار هذه المهنة مهنتك الرئيسية، ويجب التنويه طبعًا على أن هذا الأمر لا يتم بالشكل القانوني ولا يكون من الممكن القيام بذلك إلا عندما يحدث التحايل على القانون، لكن في النهاية يبقى الاعتراف بأن ممارسة الصيدلة حاليًا معظمها بلا شهادة.

ختامًا عزيزي القارئ، هذه بالتأكيد ليست دعوة إلى ترك العلم والتعلم وعدم أخذ السلم التدريجي المنطقي في العمل بواحدة من المهن المرموقة ، لكن نحن فقط نتحدث عن الأشخاص الذين تجاوزوا فرصة الدراسة من أجل العمل بواحدة من تلك المهن ويمتلكون القدرة على العمل فعلًا مع وجود عائق وحيد يتمثل في الشهادة.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".