تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف يتم علاج التوحد عند الأطفال وما هي أسبابه وأعراضه؟

كيف يتم علاج التوحد عند الأطفال وما هي أسبابه وأعراضه؟

يعتبر مرض التوحد عند الأطفال من الأمراض النفسية والغير عضوية والتي تصيب الأطفال، ولهذا لا بد من أن ينتبه الوالدين للأطفال دائمًا، فما هو مرض التوحد؟

التوحد عند الأطفال

يعد التوحد عند الأطفال أحد فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين هم في حاجة إلى رعايةٍ واهتمامٍ بالغ، وكثيراً ما يصاب الأطفال بالتوحد دون إدراك من الوالدين لقلة معرفتهما بهذا المرض وطبيعته، إلا بعد ذهابهما للمختص بعد ذلك، ويعتبر التوحد عند الأطفال هو من أعقد الأمراض غير العضوية، وقد أثيرت حوله العديد من الدراسات والبحوث منذ اكتشافه من خمسين سنة تقريباً.
ومن هنا سنتناول مرض التوحد عند الأطفال محاولة منا أن نكون نافذة للآباء والأمهات يطلون منها على هذا المرض الغامض، من خلال الحديث عن ماهيته وأنواعه وأسبابه.

تعريف التوحد عند الأطفال وأنواعه

ويعرف لغوياً بأنه الانعزال أو رفض للتعامل مع الآخرين، أما تعريفه اصطلاحياً، فيعرف التوحد أو “الاوتيزم” بأنه أحد اضطرابات النمو الارتقائي الشامل التي تصيب الطفل بضعف في النمو الإدراكي الحسي واللغوي والانفعالي والعاطفي.
ويعتبر التوحد أحد الإعاقات المعقدة، والتي تظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، وتعد نسبة الإصابة به عند الأولاد أكبر من نسبته لدى البنات بمعدل(4 : 1)، ولا يرتبط هذا المرض بأية عوامل اجتماعية أو عرقية على الإطلاق، فهو يظهر في جميع المجتمعات دون تفرقة، بل ويعاني منه آلاف الأطفال على مستوى العالم، ولقد تم تشخيص أنواع متعددة للتوحد لاختلاف أعراضها عن الأخرى منها:

متلازمة اسبر جر

وهي حالة قصور في مهارات التوازن لدى الطفل، وقصور في إخراج الصوت بنفس الوتيرة، وغالباً ما يكون معدل ذكاء الطفل المصاب بهذه الحالة عادي وطبيعي إن لم يكن أعلى، لكن ليس لديه القدرة على التعامل مع الآخرين بشكل طبيعي، وكثيرا ما يتعرض للسخرية من أقرانه نظراً لغرابة تصرفاته.

متلازمة الكروموسوم الهش

وهي حالة اضطراب جيني في الكروموسوم الجنسي الأنثوي X، ومعظم الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة، لديهم نسبة تخلف عقلي بسيط.

متلازمة لاندو-كليفنر

وهي حالة فقدان للمهارات اللغوية عند الطفل لكن بعد بلوغه سبع سنوات، فهو ينمو طبيعيا حتى بلوغ هذا السن من العمر.

متلازمة موبياس

وهي حالة تتسم بوجود صعوبات بصرية وكلامية ومشاكل سلوكية، نتيجة لحدوث بعض المشكلات في الجهاز العصبي المركزي،والتي ينتج عنها شلل في عضلات الوجه.

متلازمة كوت

وهي حالة من عدم القدرة على الكلام وتحريك اليدين بصورة إرادية، وغالباً ما يصاب بها البنات أكثر من الأولاد.

متلازمة سوتوس

وهي حالة تسبب سرعة كبيرة في النضج وكبر حجم الجمجمة، يصاحبها تخلف عقلي وتعبيرات وجه شاذة.

متلازمة توريتي

وهي حالة من القلق وعدم التركيز تتصف بالحركة اللاإرادية.

متلازمة وليامز

وهي حالة من التأخر اللغوي والحركي، والحساسية الزائدة للصوت وهز الجسم، نتيجة اضطراب نادر يشترك مع التوحد في تلك الخصائص.

متلازمة فينايل كيتونيوريا

وهي حالة ناتجة عن مرض وراثي، سببه أن الحامض الأميني المسمى بفينايلالنين لا يتم له في الجسم، وذلك بسبب نقص أو عدم نشاط إنزيم معين في الكبد يؤدي إلى تراكم هذا الحامض في الدم، ويؤثر هذا التراكم على الخلايا العصبية مما يؤدي إلى تلف في الدماغ ومن ثم إلى التخلف العقلي.

متلازمة توبيرس سيوريسز

وهي حالة مرضية معروفة بما يسمى تصلب الأنسجة، ناتجة عن مرض وراثي تسبب في النمو غير الطبيعي للأنسجة الدماغية، وهي حالة نادرة الإصابة.

أسباب التوحد عند الأطفال

قديماً كان الاعتقاد السائد لفترة طويلة، أن سبب الإصابة بمرض التوحد، بسبب خطأ ما في العلاقة بين الأب والأم، ولكن بعد تقدم العلم وتطور الأبحاث والدراسات، بدا واضحاً أن الإصابة بالتوحد ترجع إلى أسباب وعوامل بيولوجية، تؤدي إلى خلل في أحد أو أجزاء المخ، وهي غير مؤكدة أيضاً، ولعل من العوامل البيولوجية المسببة للإصابة ما يلي:

أمراض وراثية

مثل افتقاد القدرة على التخلص من الحامض الأميني، مما يؤدي إلى تلف في المخ فيسبب تخلف فكري شديد، كذلك الصرع أو تورم في المخ، أو خلل صبغي موروث يؤدي إلى صعوبات في التعلم أو إلى إعاقة عقلية.

أسباب كيماوية حيوية

المواد الكيماوية الحيوية تلعب دوراً هاما في عمل الجسم البشري، وللاضطرابات الكيماوية الحيوية دوراً كبيراً في الإصابة بالتوحد ومنها:

  • بعض المواد وجدت بنسبة جيدة في المناطق التي تتحكم بالعواطف والانفعالات.
  • وجد ارتفاع في مادة السروتينين في بعض أطفال التوحد بنسبة تصل إلى 100%.
  • مادة الدوبامين يزيد في المناطق التي تتحكم في الحركة الجسمية.
  • مادة الإيبينوفرين تتركز في المناطق التي تتحكم في التنفس والذاكرة والانتباه، ولها دور مجهول في الإصابة بمرض التوحد عند الأطفال خصوصًا.

التهابات فيروسية

هناك العديد من الالتهابات الفيروسية التي تصيب الأم وهي حامل، أو تصيب الطفل في بداية عمره مبكراً، قد تؤدي إلى الإصابة بالتوحد مثل (الحصبة الألماني، أو تضخم الخلايا الفيروسي، أو التهاب الدماغ الفيروسي).

اضطرابات الجهاز العصبي

كذلك من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد، إصابات واضطرابات الجهاز العصبي، والتي يمكن حدوثها نتيجة العديد من الأسباب منها (العيوب الخلفية والوراثية، نقص الأكسجين عند الولادة، الأدوية والسموم، التهابات المخ والسجايا والولادة المبكرة)، وهذه الإصابات تختلف في درجتها حسب شدتها، مما تؤدي إلى تأثيرات متباينة على الجهاز العصبي، فتحدث الإصابة.

وفي الحقيقة لا يزال العلماء حائرين حول تحديد أسباب الإصابة بالتوحد بشكل دقيق، وذلك لعدم قدرة المختصين على الاتفاق على طبيعة الإصابة بالتوحد واضطرابات التطور العامة، وكذلك لأن التشخيص يعتمد على تجارب الأخصائيين فقط.

اماني سعيد

كاتبة مصرية، أهوى القراءة والاطلاع وأعشق الكتابة منذ الصغر أسطر بأقلامي ما يجول في خاطري
أكتب في جميع المجالات الأدبية والفنية والعلمية والقصصية والسياسية والمرأة والطفل والموضوعات العامة