تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » كيف تتعامل مع الأقارب غير المحتملين بشكل مؤدب؟

كيف تتعامل مع الأقارب غير المحتملين بشكل مؤدب؟

لا شك أن الحياة مليئة بالأشخاص الغير محتملين، لكن يوجد الأقارب غير المحتملين فإن الأمر يتحول إلى مشكلة، نعرفك على الحل هنا.

الأقارب غير المحتملين

في الكثير من الأحيان يجد نفسك وسط مجموعة من الأقارب غير المحتملين الذين لا يمكنك التعامل معهم بشكلٍ صحيح. فلا عائلة محصنة من وجود تحديات، لذا فإن تعلم كيفية التعامل مع والديك، والأشقاء، وأبناء العم، والأعمام، وجميع أولئك الأقارب الآخرين يمكن أن يشكل تحديًا صعبًا. لكن من خلال وضع حدود للعلاقة بينكما، سوف تشعر بمزيد من السيطرة على حياتك. كما أن الحفاظ على الهدوء والحد من التوتر سوف يساعدك على تقليل الشعور بالقلق، وحماية نفسك من أفراد الأسرة السلبيين. وببساطة أكثر؛ اقبل ما تستطيع، واترك ما لا يمكنك تقبله.

مزاجهم السيئ قد لا يكون له علاقة بك

بعض الأشخاص تتعامل بوقاحة وعدم تقدير مع معظم الناس بشكل عام، ويكون هذا السلوك جزء من طبيعة شخصيتها الغير منضبطة والعدوانية. بالطبع هذا لا يعطيهم عذرًا في التصرف هكذا معك أيضًا، لكن بداية إدراكك لتركيبتهم النفسية المعقدة هذه، سيمنحك شعورًا بالسلام وراحة البال من أن الأمر لا علاقة له بك، ولا ينبغي أن تأخذهم على محمل الجد أو تأخذ كلامهم بشكل شخصي. هناك حالات أخرى قد يواجه فيه أقاربك ظروفًا طارئة تجعلهم يتصرفون بشكل غير واعٍ؛ مثل فقدان أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، أو فشل علاقة عاطفية، أو فشل في الدراسة، أو فقدان الوظيفة، أو عدم وجود ما يكفي من المال لدفع الفواتير، أو أي شيء آخر. وقد يكون لدى الآخرين تاريخ طويل من الاكتئاب أو القلق أو الغضب، يجعل لديهم صعوبة في السيطرة على مزاجهم وتنظيم مشاعرهم وطريقة تواصلهم مع الآخرين.

إبقاء المحادثات محايدة

في بعض الأحيان، يتحول الأقارب إلى شخصيات غير محتملة حقًا، حين يتحول الحديث إلى موضوعات مجهدة أو مشحونة عاطفيًا. فالكلام في الدين أوالمال أوالسياسية على سبيل المثال؛ يمكن أن يؤدي إلى مجادلات مرهقة وعنيفة. لذا عليك أن تجنب نفسك هذا النوع من المهاترات عديمة الجدوى، وعدم محاولة إثارة الفوضى أو الصراخ من أجل الفوز بالنقاش. وبدلًا من ذلك، حافظ على المحادثات هادئة وإيجابية، ولا تبدأ في توجيه أي اتهامات، أو إشارات سلبية من الماضي.

تغيير المحادثات الغير مريحة

نفترض على سبيل المثال، أن لديك عم يحب الكلام في السياسة وله رأي مختلف تمامًا مع رأيك. وتواجد معك ليلة لتناول العشاء مثلاً، وأراد إثارة موضوع سياسي ليفرغ ما في رأسه من أفكار، وقام بتوجيه إساءة بكلماته إلى الموجودين في الغرفة. في هذه الحالة عليك تعلم كيفية إعادة توجيه الحديث إلى موضوع مختلف وأقل انفعالية، للحفاظ على سلام وهدوء الجلسة. حاول مثلًا إعادة توجيه الحديث إلى شيء آخر يستمتع به أفراد عائلتك الصعبة، مثل الألعاب الرياضية أو الأفلام أو برامج التليفزيون. أو ابحث عن موضوع آخر قد يكون لأحد أفراد عائلتك مصلحة في الحديث بشأنه دون توجيه الإساءة لباقي الأفراد، مثل تجهيزات عرس ابن عمك، أو رحلة والدك الأخيرة خارج البلاد. أما إذا كان عمك وقحًا بشكل مبالغ، فيمكنك أو أحد الأشخاص على الطاولة الانفراد به في المطبخ، والتحدث معه بهدوء لإنهاء حدة المحادثة، ومن المرجح أن ينجح ذلك في إعادة الجلسة إلى مسارها الطبيعي.

العثور على صفة جيدة في الأقارب غير المحتملين

مهما كان أقاربك غير محتملين ويتمتعون بصفات سيئة، فستجد فيهم ولو صفة واحدة جيدة، يمكنك الارتكان إليها، وجعلهم شخصيات أفضل قليلًا. وفي نهاية المطاف، يجب عليك إيجاد سبل للتواصل مع عائلتك، بدلًا من البحث عن أسباب للكراهية. ابدأ بالتغاضي عن الأشياء البسيطة، وارفق بحال أقاربك وما يمكن أن يعانوه في حياتهم اليومية، واهتم بسؤالهم عن شئونهم وإذا ما كانوا بحاجة إلى أي نوع من المساعدة.

تقليل التوتر في الوقت الراهن

من الأشياء التي تساعد في الحد من التوتر الناتج عن التعامل مع الأقارب غير المحتملين ؛ هو ممارسة بعض التمرينات الرياضية لاستعادة بعض الهدوء، ولكن قد لا تكون قادرًا في كل مرة على الذهاب للجيم أو الجري في كل مرة تنزعج فيها من أحد أقاربك. لذا ابحث لنفسك عن طرق أخرى للتنفيس مثل؛ ممارسة التأمل عن طريق التركيز على عمليتا الشهيق والزفير، والعد لمدة خمس ثوان مع أخذ كل نفس عميق؛ وتكرار هذا التمرين عدة مرات حتى تبدأ في الشعور بالهدوء. وتشمل الطرق الأخرى للتعامل مع الشخص في هذه اللحظة؛ هو العثور على عذر لمغادرة الغرفة، وذلك باستخدام أي وسيلة إلهاء مثل: (التلفزيون، أوالكلب، أوالغداء، وما إلى ذلك)، والحد من التوتر مع الضحك.

التعامل مع الضغط بطرق صحية

في حين أنك لا تستطيع السيطرة على تصرفات آخرين، يمكنك أن تبذل قصارى جهدك للحفاظ على صحة عقلك وجسدك وروحك. أيضًا، تعلم التعامل مع الأشخاص الغير محتملين من خلال التأكد من تخصيص وقت جانبي لنفسك. ويمكنك الاعتماد على هذه الأنشطة كوسيلة مساعدة:

  • ممارسة الرياضة، الذهاب للتمشية أو الجري، الذهاب في نزهة في الهواء الطلق، ركوب الدراجات، الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، الذهاب للسباحة.
  • ممارسة أنشطة إبداعية مثل: الكتابة في مجلة، عزف الموسيقى، الرسم، التصميم.
  • الانخراط مع الأصدقاء والمجتمع: ابحث عن أنشطة المجموعات التي تهمك.
  • التأمل، أو ممارسة اليوغا.

التواصل بشأن ما يزعجك

قد يكون من الصعب عليك مواجهة أحد الأقارب غير المحتملين بما يضايقك منهم، لكنه من المهم المبادرة بذلك، بدلًا من قمع وتعبئة المشاعر السلبية بداخلك، إلا أن تتفاقم وتتحول إلى مجادلات ومشاحنات. فتعلمك أن تكون مفتوحًا وواضحًا تجاه ما تشعر به، سيساعد الآخرين على فهم الوضع بشكل أفضل. في بعض الأحيان ستجدهم متفهمين، وأحيانًا أخرى لا. لكن على الرغم من أنك قد لا تكون قادرًا على إحداث تغيير ملموس فيهم، إلا أنك ستجعلهم قادرين على رؤية الأمور بشكل مختلف إذا كنت أكثر انفتاحًا معهم.

التحدث معه عندما تكونا على انفراد

تجنب القيام بجلبة حول ما يضايقك من أحد أقاربك أمام مجموعة كبيرة. فالمحادثات الخاصة هي الأفضل إذا كان هناك وضع صعب أو غير مريح؛ من أجل الحد من أي إحراج ممكن لكلا الطرفين.  فعلى سبيل المثال، دعنا نقول أنك في نزهة عائلية وابن عمك يلعب الحيل على بعض الأطفال الأصغر سنًا. اطلب أولاً التحدث مع ابن عمك لمدة دقيقة فقط واطلب منه التوقف عن ذلك، وإذا لم يتوقف، ابحث عن شخص بالغ داعم مثل أحد الوالدين أو الجد الذي يمكن أن يساعد في تأديب ابن عمك، وتجنب حدوث ذلك أمام باقي العائلة.

استخدام لفظة “أنا” للحفاظ على المواجهات من التحول إلى هجمات شخصية

تجنب اللوم أو التركيز على الصفات السلبية التي تخص الأقارب غير المحتملين . فباستخدام لفظة” أنا”، يمكنك صياغة الكلام بطريقة توضح؛ كيف تؤدي سلوكيات معينة إلى ردود فعل معينة. يمكنك القول مثلًا: “لقد شعرت بأذى حقيقي عندما قلت لي إنني سيء في إعداد وجبة الإفطار.”، ثم قم بتعيين حدود لعلاقتكما من خلال طلب ما ينبغي أن يكون عليه سلوكه المستقبلي، قل مثلًا: “في المستقبل، يرجى الاحتفاظ بتعليقاتك المؤذية لنفسك.” أو قل شيئًا مثل: “شعرت بالضيق عندما صرخت في وجهي حول طريقة ربط أكياس القمامة، فإذا كنت تريد مني أن أفعل ذلك بشكل مختلف؛ لا مشكلة، ولكن في المرة القادمة فقط اطلب ذلك بهدوء بدلا من الصراخ “. تجنب قول أشياء عامة في سلبيتها مثل “أنت مجنون”، أو “أنت لا تطاق”.

ركز وقتك مع أفراد أسرتك الداعمين

في حين أنك قد تشعر بالتوتر أو القلق أو الانزعاج من سلوكيات أفراد الأسرة و الأقارب غير المحتملين ؛ تجنب الخوض في سلوكهم السلبي، وقم بالتركيز على ما يمكنك التحكم فيه، أو الإجراءات التي يمكنك اتخاذها. خذ عقلك بعيدًا عن الأقارب غير المحتملين بتذكير نفسك بأولئك الذين يدعمونك:

  • الوصول إلى أسرة أخرى تراها أقل ولكنك تستمتع بوقتك معها أكثر. وضع خطط معهم أو التحدث معهم عبر الهاتف.
  • هل لديك أجداد طيبين؟ قم بالتحدث معهم أو زيارتهم، فقد يكون لديهم حكمة حول كيفية التعامل مع الناس الصعبة.
  • استند إلى أفراد الأسرة الذين تثق بهم في مواجهة الصعوبات التي يسببها لك ذلك الشخص الغير محتمل.

احرص على وضع مسافة بينك وبين الشخص الغير محتمل

إذا فشلت كل الطرق السابقة في جعل قريبك الغير محتمل؛ يتصرف بصورة ألطف. فيمكنك تجنبه أو الحد من التعامل معه قدر الإمكان. ويمكن لهذا أن يكون صعبًا خصوصًا لو أنك ترى الشخص مرة كل أسبوع أو يوميًا، لذا احرص على أن تفعل ذلك بدون إثارة دراما أو انتباه أحد.

إذا كان هذا الشخص الغير محتمل يعيش معك في المنزل، أختك مثلًا، فاحرص على طرق لخلق مساحة خاصة بك بحيث لا تشعر بالقلق من جهتهم. يمكنك ترك الغرفة لها والذهاب للعمل والاسترخاء في غرفة أخرى.

وإذا كان الأقارب لا يعيشون معكم، لكن يزوروكم بكثرة، فحاول العثور على المساحات التي تجعلك تشعر بمزيد من الراحة، حتى تكون التفاعلات محدودة. على سبيل المثال، اشغل نفسك بشيء ما أو مع شخص آخر أثناء تواجدهم، أو اخرج مع أصدقائك في مكان ما حتى ينتهوا من زيارتهم.

أما إذا كان الأقارب من الأشخاص الذين تراهم فقط خلال أيام العطلات، فقد يكون ذلك وقتًا غير مريح عند مشاهدتهم، ولكن قم بتذكير نفسك بأنك لا تراهم بانتظام. وربما تكون قادرًا على الجلوس مع أقارب آخرين أكثر، حتى تهون على نفسك بأن قريبك هذا لا يطاق بشكل خاص.

أما إذا طلب منك والديك مثلًا زيارة أحد الأقارب غير المحتملين ، فحاول إعفاء نفسك من الزيارة بالانشغال بالمذاكرة أو بعض المواعيد الأخرى. وإذا لم تتمكن من ذلك، تحدث مع والديك بوضوح حول ما يجعلك لا تشعر بالراحة مع ذلك الشخص. وإذا كان غيابك عن الحضور سيثير أي شكوك حولك، فيمكنك مرافقتهم مع محاولة تجنب الشخص أو التفاعل المباشر معه.

القبول بأنه لا يمكنك تغيير سلوك الآخرين

في حين قد ترغب في إصلاح واحد من الأقارب غير المحتملين أو محاولة إقناعهم بأنه على خطأ، ستشعر وكأنك تواجه جدار من الطوب. فبعض الناس تتقبل النقد وتحاول التغيير والبعض الآخر غير مستعد أو غير قادر على الاعتراف بأن هناك مشكلة ما. كما أن مواجهتك لبعض أفراد الأسرة بأنهم مخطئون قد لا يكون أمرًا سهلًا، أو يزيد من التوتر بينكما أكثر. لذا من الأفضل أن تركز وقتك وطاقتك على الأشخاص التي تعترف بخطئها، وترى أهمية في التغيير. فقبول أن شخصًا ما لن يتغير لا يعني بالضرورة أنك توافق على سلوكه، ولكنه لا يعني أيضًا أن عليك دعمه بوقتك ومالك ومجهودك، إذا وجدت أنه لا رجاء ولا أمل فيه.

هاميس البلشي

مدونة مصرية، وطالبة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، مهتمة بالعلوم الإنسانية خاصة الأدب والفلسفة.

أضف تعليق

واحد × أربعة =