تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » هل تعلم » هل تعلم معاني وأصول المصطلحات السياسية الشائعة ؟

هل تعلم معاني وأصول المصطلحات السياسية الشائعة ؟

لعلك صادفت أثناء متابعتك للنشرات الإخبارية أو قراءتك للجرائد العديد من المصطلحات السياسية وتوقفت عندها ولم تفهمها، ولهذا سنحاول تقديم شرح مبسطاً لمعانيها

المصطلحات السياسية

تعرف كلمة (مصطلح) في المعاجم اللغوية بأنها مفعول من “اصطلح” – واصطلحوا على الأمر تعني “اتفقوا عليه”، ومدلوله فيما يخص العلوم: كل لفظ أو كلمة لها دلالة محددة ومعينة ومتفق عليها بين العلماء المتخصصين في علم ما.. وقد أنشئ علم كامل يهتم بدراسة المصطلحات وتفسيرها، والربط بينها وبين مدلولها، ووصفه علماء اللغويات بأنه لفظ موجز يرتبط بصورة ذهنية مكونة مسبقاً لدى المتلقى عن شيء معين في العالم المحيط.

كل علم أو مجال له مصطلحاته الخاصة به، كالمصطلحات الطبية والهندسية والتاريخية والفنية.. إلخ، وكل تلك المصطلحات لا تعني سوى المختصين بالمجال الذي ترمز إليه، وهناك أيضاً المصطلحات السياسية ، غريبة النطق والوقع على الأذن، ولعلك صادفت بعضاً منها أثناء متابعتك للنشرات الإخبارية أو قراءتك للجرائد، وتوقفت عندها ولم تفهمها أو لم تعي المقصود منها بشكل كامل، وتساءلت عن سر التسمية وأصله، ولهذا فأننا سنحاول في السطور التالية صنع ما يشبه قاموساً مبسطاً لمعاني الشائع من تلك المصطلحات السياسية .

معاني وأصول المصطلحات السياسية الشائعة

1[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . ديمقراطية :

هي أكثر المصطلحات السياسية انتشاراً، تقريباً لا تخلو منها أي خطبة سياسية، وهذا المصطلح مشتق من لفظ يوناني مكون من شقين الأول (ديموس) ومعناه الشعب والثاني (كراتوس) ومعناه السيادة، أي (سيادة الشعب)، أما عن المعني المعاصر للديمقراطية فهي تشير إلى نوع من الأنظمة السياسية الاجتماعية التي تقوم على حكم الشعب بنفسه لنفسه من خلال آليات معينة تمكنه من اختيار حُكامه وممثليه بالمجالس النيابية التشريعية.. وتقوم الحياة الديمقراطية السليمة على أسس المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وكذلك تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، مع كفالة حرية العقيدة وإبداء الرأي.

2[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . ليبرالية :

مصطلح تم تعريبه عن (Luberaty) وتعني بالفرنسية “الحرية“، وهذا المصطلح يعبر عن منهج فكري فلسفي، يرتكز في تكوينه على دعامتين أساسيتين هما الحرية والمساواة.. برز مصطلح الليبرالية وظهرت كحركة سياسية مستقلة في أواسط القرن الثامن عشر الميلاي المعروفة تاريخياً باسم “عصور التنوير”. جون لوك المُفكر الإنجليزي هو أول من اعتبر فكرة الليبرالية فلسفة مستقلة ووضع لها الأسس التي تقوم عليها، ولاقت الفكرة رواجاً واسعاً بين الفلاسفة وعلماء الاقتصاد من ابناء عصره لاعتراضها الواضح على الثوابت الفكرية الراسخة في ذاك الزمان مثل تأليه الحُكام ومنحهم سلطات مطلقة.

دعاة الليبرالية المعاصرين أنفسهم تختلف تفسيراتهم حول ماهية الليبرالية وتوجهتها، لكن جميع الرؤى تبدأ من ذات المنطلق (الحرية والمساواة)، لذلك أصحاب المنهج الليبرالي جميعاً يسعون إلى إتاحة مساحة أكبر للحريات المدنية، من خلال آلية انتخابية نزيهة إقامة دولة ديمقراطية على أساس دستوري يحمي حريات المواطن العقائدية والفكرية والشخصية.

3[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . العلمانية :

مبدأ العلمانية يعني فصل الدين عن الدولة، لكن ليس المقصود به إنشاء دولة لا دينية أو ملحدة، ولكن المُراد هنا بالعلمانية عدم الخلط بين المؤسسات الدينينة والسلطة السياسية، وعدم استغلال المعتقدات الدينية بأي شكل استغلالاً سياسياً، وعدم تبني الدولة ديناً أو معتقداً بعينه وإعلانه كدين رسمي لها، وتكون مسئولة عن كفالة حرية مواطنيها في العقيدة، وتؤمن لهم ممارسة شعائرهم، وتضمن ألا يتم التمييز بينهم على أساس الدين.

بعض ملامح العلمانية تظهر في الفلسفة اليونانية القديمة، لكنها بدأت تتبلور في صورتها الحديثة ابتداءً من القرن الثالث عشر الميلادي على يد مفكرين أمثال “مارسيل البدواني”، كمحاولة للخروج من مأزق الصراعات السياسية التي أقحم بها باباوات الكنائس الكبرى في روما وجنوب فرنسا، ثم تطورت الفكرة ونشأت كمذهب فكري في القرن السابع عشر الميلادي تقريباً.. وكلمة علمانية هي مشتقة من كلمة (Secularism) بالإنجليزية و(Secularite) بالفرنسية والتي يقصد بها العالم المادي الملموس.

4[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . دكتاتورية :

الدكتاتورية هي مصطلح مشتق من الفعل اللاتيني “ديكتاتوس” بمعنى يفرض أو يأمر أو يُجبِر، واصطلاحاً فالدكتاتورية تعني أن تكون جميع السلطات بيد شخص واحد، وتُمنع في ظلها إقامة الأحزاب، أو مباشرة الحياة السياسية، مع حظر كافة أشكال المعارضة، وقمع المحتجين.. السلطة الحاكمة الدكتاتورية تتحكم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للدولة، بالإضافة إلى فرض سيطرتها على الحياة الثقافية، وقد تتطرف للحد الذي يجعل الدكتاتور يضع معايير أخلاقية تتفق مع توجهاته الفكرية، وفي تلك الحالة تسمى بالأنظمة الشمولية.. وقد تكون الدكتاتورية فردية متمثلة في شخص الحاكم الفرد، وقد تتمثل في جماعة أوحزب يسيطر على كافة مقومات الدولة.

5[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . ثيقراطية :

المصطلح تكون من دمج كلمتين معاً الأولى (ثيو) ومعناها الدين، والثانية (قراط) بمعنى الحكم، وإجمالاً فأن الثيقراطية هي الحكم الكهنوتي، أو الدولة الدينية، أو حكم رجال الدين، أو الحكم باسم الدين.. كل تلك المسميات يقصد بها الأنظمة السياسية التي تدعي شرعيتها باسم الدين، وحِكره على نفسها، ويحتل المناصب العليا في الأنظمة الثيقراطية رجال الدين، وتكون الفتاوى الدينية موجهة لخدمة مصالح النظام الحاكم، ويدعي الحاكم بأنه يستمد سلطته من الإله، وإنه يستند في حكمه إلى تعاليم سماوية وليس قوانين وضعية يمكن الاختلاف عليها..

6[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . الطابور الخامس :

ظهر هذا المصطلح لأول مرة على يد الجنرال أميليو مولا في أثناء الحرب الأهلية الأسبانية عام 1936م، وحينها كان الجنرال مولا يقود القوات الوطنية المتجهة إلى مدريد، وكانت قواته مكونة من أربعة طوابير من الثوار، ولاحظ أن بعض الأسرار تنتقل من معسكره إلى معسكر خصمه الجنرال فرانكو، فقال أن هناك طابوراً خامساً يتظاهر أنه في صفوف الثوار ولكنه في واقع الأمر ليس منهم، ومنذ ذلك اليوم أصبح مصطلح الطابور الخامس يستخدم لوصف الجواسيس في حالات الحرب أو الثورات.

7[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . اليسار :

اليسار أو اليسارية هو مصطلح يرمز إلى تياراُ فكرياً يسعى لإحداث تغيرات سياسية واجتماعية بهدف تحقيق المزيد من المساواة بين الأفراد، وتنحاز اليسارية في شتى أفكارها إلى الفقراء والمهمشين والطبقات الدنيا بالمجتمعات، وتسعى لتحقيق ذلك من خلال الترسيخ لدولة القانون ومبدأ العدالة الاجتماعية، وتفعيل الحريات.. وفي الحياة المعاصرة تطور مفهوم اليسارية حتى صارت أشبه براية يجتمع تحتها العديد من التيارات المختلفة التي تجمها مبادئ مشتركة مثل الاشتراكيين، والاشتراكيين الديمقراطيين، والليبراليين وغيرهم..

يرجع الظهور الأول لليسارية إلى زمن الثورة الفرنسية، التي قامت لتطيح بالنظام الإقطاعي الجائر، والسلطة المطلقة الممنوحة للملك.. ففي عام 1789م اجتمع ممثلي المجتمع الفرنسي فجلس النبلاء وكبار رجال الدين على يمين الملك، بينما النواب الممثلون لطبقة العوام من الشعب اتخذوا مقاعد الجانب الأيسر، والقرارات التي اتخذتها الطبقة الإقطاعية في ذلك الاجتماع كانت السبب الرئيسي في بداية الاضطرابات التي انتهت بقيام الثورة، ومن هنا تولد مصطلح “اليسار”.

8[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . الاشتراكية :

الاشتراكية هي نظام اقتصادي تتبناه حكومات أو حركات تهدف إلى تحقيق قيمة التكافل الاجتماعي، من خلال القضاء على الفروق الطبقية، والتي نشأت بسبب سيطرة طبقات بعينها على المقدرات الاقتصادية للدولة، وتقوم الاشتراكية على فكرة رئيسية وهي إن تكون الأملاك الاقتصادية ملكية عامة على المشاع، لا يتحكم بها أفراد أو عائلات، وتتم إدارتها من خلال جمعيات تعاونية أو مؤسسات الدولة المستقلة، بهدف زيادة الإنتاج والعدل في توزيعه على كل من ساهم به.

تبني “كارل ماركس” القرن التاسع عشر الميلادي مبدأ الاشتراكية في محاولة منه لمواجه أطماع أصحاب رؤوس الأموال، لكن أول محاولة لتطبيق الاشتراكية تعود إلى عصر الدولة الفارسية حيث نادى بها “مزدك” داعياً إلى إشاعة موارد الدولة بين عموم الناس دون تفرقة.

9[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . الفيدرالية :

الفيدرالية هي نمط من أنماط الحكم، يتكون نتيجة لاتحاد مجموعة دويلات أو ولايات يحكمها دستور عام، وتنقسم فيه المهام بين حكومة مركزية السلطة ودوائر حكومية أخرى أصغر، وتتمتع تلك الدوائر الصغير بسلطات وصلاحيات واسعة في إطار الحكم المحلي الداخلي للدولة أو الولاية القائمة عليها، بينما الشأن العام السياسي والاقتصادي والعسكري فيعود إلى الحكومة المركزية المسئولة عن التمثيل الدبلوماسي للاتحاد الفيدرالي، وكذا إبرام الاتفاقيات وعقد المعاهدات.

10[icon type=”arrow-left” size=”20″ float=”right” color=”#18417b”] . صهيونية :

في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي ظهرت الصهيونية في مناطق متعددة من وسط وشرق أوروبا، وهي حركة يهودية ادعى القائمين عليها أحقيتهم في العودة إلى ما اسموه أرض الآباء والأجداد، ودعوا بعد فترة إلى إقامة دولة إسرائيل المزعومة على أرض فلسطين، وتسهيل هجرة اليهود إلى الوطن الجديد وتقديم الدعم المادي والمعنوي الذي يشجعهم على ذلك.

تأسيس الحركة الصهيونية يعود إلى النمساوي هرتزل، لكن الفيلسوف اليهودي ناثان برنباوم هو أول من استخدم مصطلح “صهيونية”.

محمود حسين

من هواياتي المفضلة القراءة والكتابة ،بالاضافة للاهتمام بالتكنولوجيا .