تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » متعة القراءة : كيف تحقق أكبر متعة عند قراءة الكتب ؟

متعة القراءة : كيف تحقق أكبر متعة عند قراءة الكتب ؟

القراءة لا تكون بغرض الاستفادة فقط، بل إن متعة القراءة واحدة من المباهج القليلة في هذه الحياة، والتي يقدرها محبي القراءة كما سنرى تاليًا.

متعة القراءة

لا ريب أن متعة القراءة عند مدمني الكتب لا تضاهيها متعة ولا تساويها لذة، فالكتاب يأخذك في أماكن عدة لم تكن تحلم أن تذهب إليها وأنت جالس في مكانك، يدخل بك الكاتب داخل دماغه أو يحكي لك شيئًا قد حدث معه، أو يعرض لك رأيه في قضية ما أو يتحدث عن ذكرياته وطفولته، أو يعبر عن رؤيته للواقع من خلال قصيدة أو ديوان شعري، أو من خلال رواية تحمل مزيجًا جميلاً من الواقع والخيال.

كيف يمكنك تحقيق متعة القراءة ؟

لماذا القراءة ممتعة؟

متعة القراءة تتجلى في أنك تملك العالم كله بين يديك وأنت جالس في مكانك، فالكتاب دائمًا يلعب على وتر الخيال الخصب، أي كلما كان خيالك خصبًا وواسعًا كلما استطاع هو أن ينفذ إلى وجدانك أكثر، لأن كل كلمة أو كل لفظ له ارتباط في ذهنك بالتالي كل جملة تقرأها تشكل مجموعة من الصور الذهنية في حيّز واحد، مما يعني فتح آفاق جديدة في رأسك، وإضافة جديدة إلى مخيلتك.. لذلك فإن متعة القراءة تكون أقصى ما يمكن عندما يشارك القارئ مع الكاتب في أفكاره وتوجهاته ويتفاعل مع الكتاب من خلال تلقيه للمعلومات التي يقرأها، وإن كانت رواية مثلاً فإنه يتخيل الأبطال ويتخيل الأحداث على أثر وصف الكاتب لها، فإن كتابة الكاتب لحوار معين لا يجعله ينقل نبرة الصوت ولا درجته، وبالتالي هذه الأمور تقع على عاتق القارئ، أي أنه يتخيل نبرة الصوت ودرجته والطريقة التي يقال بها الحوار، ومهما بالغ الكاتب في وصف مكان وقوع الأحداث لا يستطيع نقله بالكامل إلى القارئ، لذلك فإنه يعطي أوصاف بسيطة والقارئ يتكفل بتخيل هذه الأشياء، إذن القراءة ممتعة لأن القارئ يشارك في صنع الكتاب أيضًا ولا يكون متلقيًا فحسب، من أجل ذلك تتفوق متعة القراءة عند محبي الكتب على أي متعة غيرها، وتجد أن المهووسين بالكتب يتحينون أي فرصة للقراءة من أجل أن ينعموا بمزيدٍ من المتعة التي توفرهم لها القراءة.

كيف تختار الكتاب الذي سوف تقرأه؟

من أكثر ما يفسد متعة القراءة لدينا هو أن نشتري كتابًا وبعد العودة إلى المنزل نكتشف أنه ليس الكتاب الذي يجب علينا أن نقرأه بسبب عدم جودة محتواه أو عدم أهمية محتواه بالنسبة لنا، أو عدم تميزه بجاذبية أسلوبه أو سلاسة طريقة الكاتب في الكتابة وبالتالي نفقد أي شهية لدينا للقراءة بعد ذلك، لذلك إليك هذه النصائح عند شراء الكتب التي تود قراءتها لتحصل على القدر الأكبر والحد الأقصى من متعة القراءة:

لا تقرأ لمؤلف جديد دون فكرة مسبقة عنه

دائمًا ما تكون العناوين الجذابة المختلفة والتي تشد القارئ إليها هي ما تلفت نظرنا وتجعلنا نرغب بشراء الكتاب، كما أن الأغلفة التي صممت بشكل جميل جذاب ومبهر تبهر عين القارئ وتجعل رغبته في شراء الكتاب متصاعدة، لكن للأسف كم من العناوين الجذابة والأغلفة الخارجية المبهرة التي تجعلك تشتري الكتاب وأنت تتوقع أن محتواه سيكون على نفس مستوى الغلاف والعنوان وتفاجأ بعد ذلك أنك قد خدعت بالعنوان والغلاف لأن المحتوى أقل بكثير مستوى منهما وأقل من توقعاتك وأقل جودة من النسبة التي ترضيك وتحقق لك متعة القراءة، لذلك من أهم النصائح التي تحقق لك متعة القراءة وتجعلك لا تقع في خطأ شراء كتاب لا يعجبك أن تقرأ لمؤلف جديد دون أخذ فكرة مسبقة عنه، خصوصًا وأنك لم تقرأ له كتبًا من قبل تعطيك فكرة عن أسلوبه أو طريقته في عرض فكرته أو سرد حكايته أو نظم شعره أيًا كان نوعية ما يقدمه في هذا الكتاب سواء فكر أو أدب أو سيرة ذاتية وبناءً عليه تحقق أزمة كبيرة عندما تقدم على قراءة كتاب بدون معرفة بعض المعلومات عن المؤلف.

ابحث عما يعجبك في الإنترنت قبل شرائه

من عناصر متعة القراءة أن يكون لديك فكرة عما ستقدم على شرائه من قبل، وعادة ما تكون الكتب التي تود شراؤها بناءً على توصية صديق أو لمؤلف من كتّابك المفضلين قرأت له من قبل وأعجبك وتنتظر صدور كتبه بشغف، ولكن بفضل وجود الإنترنت تستطيع الآن أن تبحث قبل الشراء عن مقالات كتبها كُتاب عن هذا الكتاب تستطيع أن تستفيد منها وقد يعزز هذا رغبتك في شراء الكتاب ويعطيك فكرة عن أجوائه قبل أن تشتريه.

أيضًا بغض النظر عن الكتاب الأكاديميين الذين ينتقدون الكتب بأسلوب قد يصعب على الكثير غير الدارسين للأدب أو النقد الأدبي استيعابها، لكن هناك مواقع تواصل اجتماعي يكون موضوعها الأساسي والوحيد هي الكتب والمناقشة حولها، أشهر هذه المواقع هو موقع الـ goodreads وهو من أشهر مواقع مناقشة الكتب بين القراء من كل دول العالم، وعليه ستجد الكثير من القراء العرب الذين يشكلون شريحة عريضة من نشطاء الموقع ورواده، وبالتالي تستطيع أن تستعرض آراء هؤلاء القراء حول كتابك الذي تود شراءه قبل الشراء.

اشترِ من دور النشر أو معارض الكتاب

عادة يكون هناك تخفيضات في معارض الكتاب على الكتب من الدور وقد تصل أحيانًا إلى ثلاثون وأربعون بالمائة، أيضًا كذلك الأمر عندما تشتري من مقر الدار نفسه بما أنه أحيانًا يخصمون من سعر الكتاب نسبة تكلفة التوزيع، أما إن كنت تود شراء كتابًا قديمًا فلا تتردد في الذهاب إلى إحدى شوارع الكتب التي توجد في المدن العربية الكبرى، ومجرد التمشية في هذه الشوارع ستكون متعة القراءة لديك عند أعلى المنحنى إن كنت من مدمني الكتب لأن تمشيك وسط كل هذا الكم من الكتب سيزيد من متعة القراءة وتبعات عملية القراءة، ومثل هذه الشوارع كسور الأزبكية في القاهرة والنبي دانيال في الإسكندرية وشارع المتنبي في بغداد ونهج الدباغين في تونس، حيث عادة تكون الكتب فيها رخيصة وقد تشتري بقيمة كتاب جديد واحد 5 كتب قديمة، وهذه الشوارع اشتهرت ببيع الكتب من عشرات السنين، وهناك بعض الشوارع يعود تاريخ بيع الكتب فيها إلى أكثر من مائة عام كشارع سور الأزبكية الذي يعد من أشهر شوارع بيع الكتب في الوطن العربي.

لا تعوّل كثيرًا على منح الكتاب جائزة

من أهم النصائح التي من الممكن أن تحصل عليها فيما يخص تحقيق أكبر قدر من متعة القراءة هو أن لا تلتفت للجوائز التي تعطى للكتب أو للروايات وتستدل بذلك على جودة هذه الرواية أو عمق محتواها، فكم من الروايات التي تحصل على الجوائز تفتقر للتشويق وعوامل الجذب التي تجعلك تستمتع بها وتحقق منها المتعة المرجوّة من قراءة أي رواية، وكم من الكتب والروايات أيضًا التي لا يعرفها حد ولا يتحدث عنها أحد ولا تلقى التقدير أو التكريم المناسب ولكنك تجدها دومًا شديدة القيمة والإفادة والإمتاع. لذلك من عوامل متعة القراءة أن لا تحاول اللهاث وراء الكتب التي تلقى التكريم أو منح الجوائز أو إثارة الجدل ظنًا منك أنك هكذا ستتوصل للثقافة، بل ابحث عن الإمتاع والإفادة المباشرة.

كن مغامرًا

تعلمنا القراءة المغامرة أيضًا بجانب متعة القراءة في ذاتها يجب أن تتحلى بمتعة المغامرة بشراء كتب قد لا تعتقد أنها ستعجبك، صحيح أنه يجب أن تشتري الكتب التي تستهويك أو تشبع شغفك بجانب معين، ولكن لم لا تجرب أن تقرأ في الاقتصاد إن كنت دائمًا مغرمًا بالتاريخ، وحتى في التاريخ نفسه، جرب أن تقرأ عن تاريخ الأساطير بجانب اهتمامك بتاريخ القرون الوسطى مثلا وهكذا، أي أننا نريد القول بأن متعة القراءة تنبع من أنها تفتح لك أفاقًا جديدة لم تكن ستنفتح لك من قبل، وأيضًا لابد بالمقابل أن تنفتح لك مجالات جديدة قد تحبها وتثير اهتمامك أيضًا، باختصار شديد: عليك الخروج كل فترة من “المنطقة الآمنة” لمجال اهتمامك في القراءة.

اعرف الأساسيات عن كل شيء

بالطبع لا يوجد أحد يجب أن يقلل من متعة القراءة في الشيء الذي تحبه وتجد بداخلك الشغف في الاطلاع عليه ومعرفة كل شيء عنه سواء كان هذا الشيء تاريخ أو فكر أو فلسفة، وبما إن الروايات هي ما تحتل الاهتمام الأكبر عند كافة القراء، بل إن هناك قراء كثيرون لا يقرؤون غير الروايات، فعلى القارئ ألا يهمل باقي المجالات، وبالطبع لا نقلل من الروايات أو من قيمتها بالعكس فالروايات تجعلنا نفهم واقعنا بشكل أفضل ونتعامل معه على نحو أفضل ولكن على الجانب الآخر يجب عليك معرفة أساسيات الأشياء لكي تستطيع حتى فهم أي كتاب تقرأه أو مهما كان موضوع الرواية التي تقرأها تستطيع فهمها دون صعوبة، وعمومًا هذه الأشياء ليست صعبة، فهناك الكثير والكثير من الكتب التي تعنى بالأساسيات وتستهدف المبتدئين ويكون أسلوبها مبسط وسهل وتحاول أن تتجنب الطريقة الأكاديمية في عرض الكتاب، وبالتالي تكون مناسبة جدًا، فهناك كتب تتحدث عن أسس الفلسفة وتاريخ مختصر عن الحضارات المختلفة وغيرها تستطيع أن تجدها بسهولة في المكتبات أو على الإنترنت، وبذلك تكون حققت متعة القراءة بالاهتمام بالقسم الذي تحب أن تقرأ منه، وعرفت أسس باقي الأقسام الأخرى. السؤال الآن :كيف تهيئ الطقوس المناسبة للقراءة؟ ستعرف ذلك من التالي:

اجعل هناك وقت محدد كل يوم للقراءة

قالوا قديمًا قليل دائم خيرٌ من كثيرٌ منقطع، لذلك حتى إن كنت مشغولاً أو يومك بأكمله مشحونًا حتى آخره بالأعمال، لابد أن تخصص وقتًا للاسترخاء والحصول ولو على جرعة بسيطة من متعة القراءة حتى وإن كانت هذه الجرعة، مدة بسيطة مثل نصف ساعة لن تجعل الأمور تزداد سوءًا بل على العكس ستنمي مداركك وتنشط ذهنك وتجعلك تنفصل عن أحداث اليوم والضغط الذي كان فيه.

ومن المفضل أن يكون هذا الوقت قبل النوم لأسبابٍ عدة، أبرزها على الإطلاق الهدوء الذي يصاحب الليل وما يوفره هذا الهدوء من مناخ صالح للقراءة، وحتى لا يقاطعك شيء خصوصًا مع مكالمات العمل النهارية المملة أو حدوث الأشياء التي تستدعي توقفك عن القراءة في لحظة لا تود التوقف فيها، بالتالي لا شيء سيخرجك ليلاً من جو الكتاب الذي تقرأه وبالتالي تحقق أكبر قدر ممكن من متعة القراءة.

دوّن ما يستوقفك من ملاحظات أولاً بأول

سواء ملاحظات على أسلوب الكاتب أو على محتوى الكتاب أو عن طريقة عرضه سواء بالسلب أو بالإيجاب فإنك تنسى هذه الملاحظات بعد انتهاء الكتاب وستتكاسل عن إعادة تصفح الكتاب لاستخراجها، لذلك من أفضل الحلول ومن الأشياء التي تمنحك قدرًا من متعة القراءة عند تدوينك للملاحظات التي تستوقفك سواء في شكل بطاقات صغيرة منفصلة أو بالإشارة إليها في جانب الكتاب عن طريق إضافة كلمة صغيرة للرجوع إليها بعد الانتهاء من الكتاب أو بتظليل الفقرات التي أعجبتك أو أثارت حفيظتك بقلم فسفوري كي يتسنى إليك استعادتها بسهولة عند مراجعة الكتاب فيما بعد.

اقرأ في إضاءة مناسبة

لا شيء سيحرمك من متعة القراءة الكاملة سوى إضاءة خافتة أو إضاءة لا تجعلك ترى الكلمات في الكتاب الذي تقرأه بشكلٍ كامل، لذللك إن كنت تقرأ على مكتب أو على سريرك فيجب أن يتوفر لديك مصباح مكتبي (أباجورة) إضافي بالقرب منك كي توفر لك إضاءة مناسبة بحيث لا تجهد عينيك في القراءة وفي نفس الوقت توفر لك متعة القراءة بأكملها ذلك وأن القراءة في إضاءة منخفضة تسبب صداعًا قد لا تستقيم معه القراءة التي تتطلب تركيزًا كبيرًا واستحضار للصفاء الذهني المناسب كي يحقق الكتاب الذي تقرأه أكبر إفادة.

اقرأ في وضعية مناسبة

من أجل تحقيق متعة القراءة كاملة لابد وأنك ستقرأ كتابًا يمتعك وفي وقتٍ هادئ لا يشغل بالك فيه شيء وأيضًا في إضاءة مناسبة لا تجهد العين أو ترهقها وبالتالي ويجب أن يكون أيضًا في وضعية مناسبة، بعض الناس يحبون أن يقرؤون على مقعد هزاز، والآخرون يفضلون الجلوس على مكتب في وضعية مستقيمة، وهناك من يحب الجلوس على الأريكة أو ما شابه، أنا نفسي أحب التمدد على السرير مع إبقائي رأسي مرتفعة قليلاً كي أكون في مواجهة صفحات الكتاب مباشرة وفي نفس الوقت أكون في وضع مريح لا يجعلني أشعر بالتعب بعد فترة.

وأيًا كان الوضعية التي تحب أن تقرأ فيها فلابد أن يتوفر لك فيها الاسترخاء اللازم للحصول على القدر الأكبر من متعة القراءة من خلال الانغماس التام داخل صفحات الكتاب والتركيز فيه بكل ما تملك من واستحضار كافة قواك الذهنية دون أن يشتتك شيء أو يشغلك شيء أو ينال من تركيزك أي شيء.

استعن بعلامات التوقف

في الوقت الذي تود فيه أن تبدأ من حيث انتهيت تجد نفسك دومًا متشتت ما بين ما انتهيت إليه فعلاً وبين ما ظننت أنك قد انتهيت إليه، وتدخل دوامة لعبة التذكر: هل قرأت هذا من قبل أم لا وأحيانًا تجد نفسك تقرأ شيئًا مرة أخرى أو تتجاوز صفحات لظنك أنك قد قرأتها، وما قد ينقذك من هذا ويمكنك من بلوغ متعة القراءة هو إعداد “علامات التوقف” أو ما يسمونه بالإنجليزية الـ”bookmarks” وهي علامات مصنوعة من الورق المقوى توضع بين الصفحات لترشدك إلى الصفحة التي توقفت عندها، وتستطيع أن تشتريها من أي مكتبة أو متجر أدوات مكتبية، أو حتى تصنعها بنفسك إن كان لديك المهارة اللازمة لذلك أو حتى تتعلمها وهي بسيطة جدًا، وهو ما سيزيد متعة القراءة فوق متعتها، بحيث تقرأ وتصنع وسائل القراءة اللازمة لك بنفسك.

كتاب بدايته سيئة لا يعني أن كله سيء

هناك من القراء من يترك كتابًا كاملاً من أجل أن بدايته لم تعجبه أو أنه يظن أن الكتاب لن يكون فيه أي شيء يستحق إكماله، وهذا خطأ شائع، صحيح أن الكتاب الممل لن تشعر فيه بمتعة القراءة إطلاقًا، ولكن أيضًا، هذا لا يعني أنك قد تجد المتعة في فقرة معينة أو مشهد في رواية ولو حتى المشهد الأخير والذي تم كتابته بحرفية أفضل من باقي الكتاب، كان سومرست موم الأديب الإنجليزي الشهير في كتابه “عشر روايات خالدة” يتحدث عن رائعة بروست “البحث عن الزمن المفقود والتي تعد من أفضل ما كتب في تاريخ الأدب العالمي ويقول أن هذه الرواية رائعة لو استطعنا تجاوز العديد من الصفحات فيها، حيث إن كان القارئ لديه الفراسة لاختصار قراءته وتجاوز صفحات فيها ليس لها أي فائدة وستعيق استمتاعه بها فإنه بالفعل سيجدها من أعظم ما كتب في الأدب العالمي، وسيحصل على متعة القراءة فيها كاملة، وكذلك بعض الكتب، لن تستطيع أن تتقدم فيها ما لم يكن لديك فراسة التجاوز وأن تمرر صفحات تعتقد أن ليس لها لزوم وتركز على صفحات تعتقد أيضًا أن هذه هي ما ستهبك متعة القراءة، وهذه الفراسة تأتي بالممارسة وكلما تقدمت في القراءة أكثر كلما تعززت موهبة الفراسة في القراءة هذه أكثر وأكثر.

اكتب انطباعك عن الكتاب بعد الانتهاء منه بفترة وجيزة

تضاعفت متعة القراءة بفضل المواقع التي سبق الحديث عنها والتي تعد مواقع للتواصل الاجتماعي بين جمهور القراء العاديين مثل goodreads وشبيهه العربي “أبجد” حيث تستطيع الآن أن تترك انطباعك عن الكتاب أو تقوم بكتابة مراجعة عن الكتاب سواء كانت هذه المراجعة موجزة تكتفي فيها فقط بنقل انطباعك عن الكتاب وإن كان قد نال إعجابك أم لا، أو تفصيلية تقوم فيها بعرض الأسباب التي نال بها الكتاب إعجابك أو العكس، وتكون هذه المراجعة بمثابة مقال نقدي ويكون فيه جزء من الطريقة الأكاديمية في عرض أسبابك نوعًا ما، وتشبه هذه المواقع المفكرة الشخصية التي تدوّن فيها ملاحظاتك، وتستطيع أن تستعين في مراجعتك عن الكتاب هذه بالملحوظات التي قمت بتدوينها في السابق والتي قمنا بالإشارة إليها في السطور السابقة، وتستطيع أن تعود بعد فترة إلى مراجعتك هذه لتعرف كيف كان رأيك بالكتاب من خلال كتابة انطباعك عنه.

الكتاب الإلكتروني، مميزات وعيوب

تقريبًا مميزات الكتاب الإلكتروني كثيرة وربما أكثر مما تحتوي عليه قائمة مميزات الكتاب الرقمي، وإليك أبرز مميزات الكتاب الإلكتروني:

  • خفيف: لا يأخذ حيزًا مكانيًا تستطيع أن تضعه على هاتفك العادي أو هاتفك اللوحي (التابلت) أو حاسوبك الشخصي ولن يكلفك حتى مساحة في ذاكرة جهازك، لذلك فهو معك أينما ذهبت.
  • سهل الاستخدام: لن يكلفك جهدًا سوى فقط برنامج الـadobe reader وهو البرنامج الذي يمكنك من قراءة ملفات الكتب الإلكترونية عليه متاح ومجاني سواء للحواسيب أو للهواتف، ومتعة القراءة على هذا البرنامج كالكتاب الورقي.
  • له نفس تصميم الكتاب الورقي: حيث لن تشعر بأنك تقرأ شيئًا كتبه هاوي على ملف أوفيس وورد بل له شكل وتصميم وخط الكتاب الإلكتروني مما يعني متعة القراءة في الكتاب الإلكتروني هي نفسها مثل الكتاب الورقي.
  • سهل التسوق: في مواقع مثل أمازون أو نيل وفرات تستطيع شراء الكتب الإلكترونية بسهولة كما أن هناك آلاف العناوين العربية والمترجمة متاحة مجانًا على الإنترنت، أي يعني أنك تستطيع إنشاء مكتبة إلكترونية شاملة على بطاقة ذاكرة لا تتجاوز مساحتها الثماني جيجابايت.
  • الإضاءة: بفضل أنك تقرأ على الهاتف اللوحي أو الكمبيوتر الشخصي فإنك لن تحتاج إلى إضاءة ساطعة حولك، لأنه بطبيعة الحال الهاتف مضيء كما يمكنك أيضًا اختيار نمط “القراءة الليلية” للمزيد من متعة القراءة بإضاءة مناسبة.

عيوب الكتاب الإلكتروني:

لا يوجد عيوب في الكتاب الإلكتروني سوى فقط أنه يحرمك من متعة التقليب في المكتبات وتصفح الكتب وعدم حصولك على السعادة التي تنتابك وأنت بداخل مكتبة وهذه متعة تفوق متعة القراءة نفسها عند المهووسين بالقراءة والكتب، كما أن هناك علاقة عشق وغرام بملمس الورق ورائحته والإمساك به عند الكثير من القراء لا يستطيع التنازل عنها.

خاتمة

القراءة من أفضل وأعظم الهوايات التي يجب عليك أن تبدأ في ممارستها إن لم تكن كذلك، وبالقراءة تتقدم الأمم وتقوى الحضارات وتنشأ قوة الشعوب، ولا يوجد أي أمة تستطيع التقدم سوى بثقافة واطلاع أبنائها، لذلك عليك أن لا تتنازل عن متعة القراءة تلك المتعة التي لن تجد متعة مثلها أبدًا عند ممارسة أي شيء آخر.

محمد رشوان