تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » مادة الكافيين : كيف يكون تأثيرها السلبي والإيجابي على الجسم ؟

مادة الكافيين : كيف يكون تأثيرها السلبي والإيجابي على الجسم ؟

مادة الكافيين هي مادة توجد في الكثير من الأطعمة من حولنا، تعتبر مادة الكافيين مادةً منبهة ومنشطة في آن واحد، لكن لها الكثير من الأضرار.

مادة الكافيين

تعتبر مادة الكافيين هي الأكثر استخداماً بصورة كبيرة على هذه الأرض؛ فقد اعتاد الكثير من الناس على تناول فنجان القهوة كل صباح ولا يستيقظ إلا على رائحتها، بل قد يتناول البعض عدة أكواب من القهوة يوميا، بل يتناول مشروبات الطاقة أو مشروبات الكولا والشاي بصورة مفرطة دون النظر لما قد ينجم عنها من تأثير سلبي قد يضر الجسم على المدى القريب أو البعيد، فمادة الكافيين تتواجد بصورة كبيرة في القهوة وكثير من المشروبات الأخرى مثل الشاي والكولا ومشروبات الطاقة، ومن المدهش أن الكثير منا يواظب على استهلاك مادة الكافيين  بصورة كبيرة يوميا دون أن يعرف حقيقته أو فوائده للجسم أو أضراره على صحة الإنسان، ومن المعلوم أن الإفراط في استهلاك أو تناول الكافيين يؤثر سلبيا على صحة الإنسان، ويتناول هذا المقال طبيعة مادة الكافيين وتأثيرها الإيجابي وكذلك السلبي على جسم الإنسان وفي النهاية كيفية الامتناع عن تناول الكافيين.

تعرف على كل ما يخص مادة الكافيين

ما هو الكافيين؟

الكافيين هو مسحوق أبيض مر الطعم، وهو نوع من المخدرات ومنبه كيميائي يعمل على تنشيط وتنبيه وتحفيز وظائف المخ، وهو عنصر طبيعي يوجد في القهوة والشاي ويضاف إلى الشيكولاته والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، كما يستخدم في حبوب منع الحمل والكثير من مسكنات الألم وأدوية السعال وأقراص التخسيس، ورغم أنه يشترك في قدرته على التخدير مع باقي المخدرات مثل الكوكايين والهيروين وغيرهما إلا أن تأثيره التخديري أقل منها وأكثر اعتدالا.

وقد تم اكتشاف مادة الكافيين  منذ العصر الحجري، حيث اعتاد بعض الناس في ذلك العصر على مضغ حبوب وأوراق بعض النباتات لتخفيف آثار التعب والحصول على النشوة والراحة، وتذكر أسطورة شعبية صينية أن مكتشف الكافيين هو الإمبراطور الصيني شنيونج الذي حكم الصين في سنة 3000 قبل الميلاد وقد اكتشفه صدفة عندما سقطت بعض أوراق الأشجار في الماء المغلي فأعجبته رائحتها فشرب منها، كما تتحدث أسطورة شعبية أخرى عن راعي الماعز الذي كان يتناول بعضا من شجيرات القهوة عند الشعور بالإعياء فيختفي التعب ويشعر بالحيوية، أما تاريخ القهوة فهو يرجع إلى استخدامها في أفريقيا في القرن التاسع قبل الميلاد.

تأثير الكافيين الإيجابي على الجسم

بعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث حول مادة الكافيين  ومخاطره على صحة الإنسان ومدى الفائدة المرجوة من تناوله خصوصا بعد انتشاره في كثير من المنتجات الطبيعية والصناعية نتناول فيما يلي أهم الآثار الإيجابية للكافيين على صحة الإنسان:

يمنع زيادة الوزن

أظهرت الدراسات والبحوث التي أجريت في ألمانيا أن الأشخاص الذين يتناولون 2: 4 أكواب من القهوة التي تحتوي على مادة الكافيين  يوميا ينجحون في الحفاظ على أوزانهم ولا يتعرضون لخطر السمنة مثل غيرهم من الذين لا يتناولون الكافيين في طعامهم أو شرابهم.

يخفف حالات الربو

توصلت دراسة نشرتها المكتبة الوطنية الأمريكية للطب أن الكافيين يساعد مرضى الربو على التنفس بصورة جيدة بنفس الكفاءة التي يحصلون عليها من علاج الثيوفلين المستخدم في مثل هذه الحالات.

تنبيه سائقي السيارات

أثبتت دراسة حديثة أجريت في وزارة الدفاع الأسترالية أن استهلاك مادة الكافيين  ينبه السائقين ويحسن من قدرتهم على القيادة مع التقليل من أخطائهم، وقد استخدمت الدراسة علكة تحتوي على الكافيين تعطى للجنود أثناء القيادة مع حرمانهم من النوم لمدة 50 ساعة متواصلة، كما أن الكافيين يساعد على التركيز وتنبيه العقل.

الوقاية من حصوات الكلى

أثبتت دراسة كبيرة أجريت على أكثر من مائتي ألف شخص أن الأشخاص الذين يتناولون الكافيين في طعامهم أو شرابهم وبأي صورة كانوا أقل عرضة للإصابة بحصوات الكلى من الذين لم يستهلكوا مادة الكافيين  ، ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك أن الكافيين له تأثير كبير في إدرار البول.

علاج الضعف الجنسي

أثبتت جامعة تكساس الطبية في أحد أبحاثها أن الرجال الذين يستهلكون 250: 375ملغ من الكافيين يوميا تقل فرصة إصابتهم بالضعف الجنسي (ضعف الانتصاب)، كما أظهرت زيادة السائل المنوي والحيوانات المنوية بالمقارنة إلى غيرهم الذين يستهلكون كميات أقل من ذلك.

الحد من خطر تليف الكبد

أشارت بعض الدراسات إلى أن استهلاك 100ملغ في اليوم من مادة الكافيين  كافية لحماية المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد أو فيروس (C) ووقايتهم من خطر تليف الكبد، كما أثبتت دراسة في جامعة ديوك أن الكافيين يقلل من تراكم الدهون على الكبد.

الوقاية من سرطان الجلد

وجدت دراسة جديدة أجريت في جامعة روتجرز على الفئران أن الكافيين يمنع سرطان الجلد ويقلل من خطر الإصابة به، كما أشارت دراسة أخرى إلى أن الذين يشربون القهوة التي تحتوي على الكافيين تقل فرصة انتشار سرطان الجلد لديهم.

تقوية الذاكرة

أظهرت دراسة يابانية أن تناول الكافيين يقوي الذاكرة، كما أشارت دراسة أخرى في جامعة جونز هوبكنز أن حبوب الحمل التي تحتوي على الكافيين تساعد على تقوية الذاكرة أيضا، وقد أشارت عدة أبحاث أيضا إلى أن الكافيين يقي من الإصابة بكثير من أمراض المخ مثل الزهايمر والشلل الرعاش بنسبة تصل إلى 25%.

مضاد للأكسدة

ثبت علميا أن استهلاك الشاي والقهوة يوميا بصورة معتدلة له أثر إيجابي على صحة القلب لما تحتويه من مواد مضادة للأكسدة.

الوقاية من السرطان

أعلنت إحدى الدراسات أن شرب أربعة أكواب من القهوة التي تحتوي على مادة الكافيين  يوميا تقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال بنسبة 20% كما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرحم لدى النساء بنسبة 25% بصورة أكبر من الذين لا يتناولون الكافيين.

ضبط المزاج ومقاومة الاكتئاب

تشير الدراسات إلى أن شرب كوبين من القهوة التي تحتوي على الكافيين يوميا تعمل على ضبط المزاج ومحاربة الاكتئاب وتنشيط الجهاز العصبي مع التقليل من خطر الانتحار بنسبة تصل على 50%.

تحسين الأداء البدني وتقليل خطر الموت

إن تناول كوب واحد من القهوة قبل العمل أو التمارين بنحو ساعة يحسن من نسبة الأداء بنسبة تصل إلى 12%؛ لأن الكافيين يزيد من نسبة الأدرينالين في الدم وهو الهرمون المسئول عن المجهود البدني، كما أشارت الدراسات إلى أن تناول القهوة والانتظام عليها بنسبة معتدلة يقلل من خطر الوفاة المبكر بنسبة تصل إلى 25% بصورة تختلف عن الذين لا يتناولون الكافيين.

تأثير الكافيين السلبي على الجسم

للكافيين آثار سلبية عديدة إذا أساء الإنسان استخدامه أو تناوله بصورة مبالغ فيها وبالتي يمثل خطرا على صحة الإنسان، وفيما يلي أهم الآثار السلبية للكافيين على الجسم:

رفع ضغط الدم

أثبتت الدراسة التي قام بها مايو كلينيك أن استهلاك 160 ملغ من الكافيين أعقبه ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم لدى الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة وخصوصا الذين لم يتعودا على تناول الكافيين، كما أشار الدكتور لوسيو موس في دراسته أن مثل هؤلاء الأشخاص معرضون بصورة كبيرة للإصابة بنوبات قلبية عند الإفراط في تناول القهوة التي تحتوي على الكافيين.

الإصابة بالنقرس

تظهر بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يسرفون في تناول مشروبات تحتوي على الكافيين يزداد خطر إصابتهم بمرض النقرس بصورة أكبر من غيرهم.

الإصابة بسلس البول

أوضحت دراسة أجريت في جامعة ألاباما أن النساء اللواتي يستهلكن الكافيين بصورة مفرطة يتعرضن لخطر الإصابة بمرض سلس البول بنسبة تصل إلى 70% أكثر من غيرهم من النساء.

الإصابة بعسر الهضم

لقد ثبت طبيا أن تناول مشروبات تحتوي على الكافيين على معدة فارغة يؤدي في أغلب الأحيان إلى اضطراب في المعدة وعسر الهضم.

تقليل الخصوبة لدى النساء

أوضحت دراسة من مدرسة الطب بجامعة نيفادا أن تناول الكافيين يقلل من فرص التخصيب والحمل لدى النساء بنسبة تصل إلى 27% بالمقارنة بغيرهم من باقي النساء.

الإصابة بسرطان الثدي

أظهرت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي أسرفن في في تناول الكافيين تزيد احتمالية إصابتهن بمرض سرطان الثدي أكثر من غيرهن بصورة ملحوظة.

يسبب الأرق والصداع

إن تناول جرعات معتدلة من الكافيين قد يخفف من أعراض الصداع، وعلى النقيض من ذلك فإن الإفراط في تناول الكافيين يمكن أن يتسبب بصورة مباشرة في الإصابة بالصداع النصفي والأرق مع الشعور بالقلق والضيق والتوتر بسبب قلة النوم، كما أن الجرعات الزائدة من الكافيين قد تؤدي إلى العديد من الأعراض السلبية التي تصل إلى الوفاة في بعض الأحيان.

انقباض القلب

أظهرت دراسة حديثة أن استهلاك مشروب الطاقة يزيد من تقلص وانقباض القلب بصورة أكبر، ولم يتبين حتى الآن مدى خطورة ذلك على صحة الإنسان على المدى الطويل إلا بالنسبة للذين يعانون من مشاكل صحية في القلب.

الخطورة على مرضى السكر

قامت جمعية السكر الأمريكية بإجراء دراسة أثبتت فيها أن الكافيين لا يناسب الأفراد المصابين بمرض السكر لأنه يقلل نسبة أيض الجلوكوز مما يمثل خطرا على صحتهم.

خطر الإجهاض

أثبتت دراسة حديثة أن الرجال والنساء الذين يتناولون نوعين على الأقل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين يوميا لعدة أسابيع قبل الحمل تزداد نسبة الإجهاض لديهم بصورة طفيفة.

كيف أمتنع عن الكافيين؟

يعتبر الكافيين من المواد غير الضارة لصحة الإنسان إذا تم تناولها بصورة معتدلة، وتختلف النسبة من شخص لآخر حسب العمر والوزن ومدى سلامته صحيا، وقد ذكر العلماء أن أعلى نسبة يمكن أن يستهلكها الفرد من الكافيين حوالي 500 ملغ، كما توجد بدائل عديدة للتقليل من استهلاك الكافيين من أجل الوصول إلى الحد الأدنى المعقول الذي لا يمثل خطرا على صحة الإنسان، ومن هذه البدائل تناول عصير الليمون الطازج أو الشاي بالزنجبيل لضبط ضغط الدم وتقوية المناعة وتحسين الهضم، كما تعتبر القهوة منزوعة الكافيين من أفضل البدائل لمحبي القهوة، وكذلك ثمار التين والبلوط المنقوع بدون كافيين وغيرها من الأعشاب الطبية الغنية بالمواد المضادة للأكسدة والمفيدة في حالات عسر الهضم والصداع وغير ذلك، ويجب التقليل من استهلاك الكافيين تدريجيا مع حساب الكمية المستهلكة يوميا حتى تكون على وعي بمدى الخطورة التي تتعرض لها، وكذلك التوقف عن تناول الشاي أو القهوة لفترات طويلة.

وبعد أن تناولنا نشأة الكافيين واكتشافه وكذلك قمنا بسرد تأثيره الإيجابي وتأثيره السلبي على جسم الإنسان ثم بعض البدائل التي تمكنك من الامتناع عن تناول الكافيين أو الحد من استهلاكه يبقى أن تعلم أن الاعتدال هو خير الأمور؛ فيجب عليك عدم الإسراف في تناول المشروبات الكحولية أو مشروبات الكولا أو القوة والشاي أو مشروبات الطاقة وكذلك الشوكولاتة التي تحتوي على الكافيين، كما ينصح بعدم تناول أدوية تحتوي على الكافيين إلا بعد استشارة الطبيب المختص حتى لا تتعرض لبعض المخاطر التي تحدثنا عنها سابقا.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

أربعة عشر − ستة =