تسعة
الرئيسية » معتقدات وظواهر » خرافات أيام الطفولة : أشهر الخرافات أيام الطفولة والبراءة

خرافات أيام الطفولة : أشهر الخرافات أيام الطفولة والبراءة

كلنا كنا أطفالاً، وكلنا كنا نعتقد في الخرافات والأمور غير العقلانية، وعندما كبرنا أصبحنا نتذكرها ونضحك من سذاجتنا، هيا نسترجع ذكريات خرافات أيام الطفولة .

خرافات أيام الطفولة

لا ريب أننا كنا نؤمن بمجموعة من خرافات أيام الطفولة ليس لها أول من آخر وهذه الخرافات انعكست فيما بعد على مراهقتنا حيث ظللنا نؤمن بها حتى فترة قريبة، ليس لأننا لم نعرف الحقيقة ولكن من كثرة ما عشنا مع هذه الخرافات كان من الصعب علينا اقتلاعها من أذهاننا ولعل أطفال الوقت الحالي قادرون على إدراك العديد من الحقائق الآن بفضل وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت وقدرتهم على البحث عن أي شيء بسهولة، بل إنهم قادرون على تعليم الكبار أيضًا مجموعة من المعلومات التي يجهلونها، بخلاف أجيالنا التي قضت سنوات طويلة تحاول أن تفهم كيف يعمل التليفون المحمول بدون أسلاك أو ينقل الصوت بدون عدة أرضية؟ لذلك قمنا بتجميع بعض هذه الخرافات وسنعرضها في السطور التالية:

أشهر خرافات أيام الطفولة والبراءة

يموت الممثلون في الأفلام فعلا

من أشهر خرافات أيام الطفولة عندما يموت الممثلون في الأفلام فإنهم يقضون نحبهم بالفعل فعندما نجد أن ممثلاً قد أخرج مسدسًا وصوبه لزميله وأطلق النار ثم نجد الدماء تسيل من جسد القتيل نعتقد أن هذا الممثل قد ضحى بحياته فعلاً من أجل إتمام الفيلم ونكون في قمة ذهولنا عندما نفاجأ بأن الممثل يظهر في عملٍ آخر، ألم يمت هذا الممثل من قبل؟ كيف إذن يموت ويبعث من جديد، ويظل هذا الممثل يموت ونحن نظن أنه قد مات حقًا، حتى يأتي اليوم الذي يموت فيه فعلاً فنظن أنها خدعة، وأنا أذكر عندما مات الفنان الكبير فريد شوقي في العام 1998 وكنت وقتها دون الست سنوات فقلت أن هذه ليست بأزمة كبيرة ففريد شوقي رجل قوي ويستطيع بلكمة واحدة أن يفقد الرجل وعيه ولم يحدث أن هُزم أبدًا، لابد مهما حدث أنه سينتصر في النهاية، بالتالي فلن يموت فريد شوقي بسهولة وبالتأكيد أنه سيبعث من جديد ويعود لتمثيل الأفلام مرة أخرى، ولكن للأسف حتى الآن لم يعود، واكتشفت عندما كبرت أنه لن يعود أبدًا لأنه قد مات فعلاً! ويظل موت الممثلين في الأفلام من أشهر خرافات أيام الطفولة والتي كنا غير قادرين على استيعابها.

يمكنني أن أدخل إلى التلفزيون وأجلس مع المذيع

من خرافات أيام الطفولة أيضًا أنني إن كسرت زجاج الشاشة سأستطيع الدخول والجلوس مع المذيعين في البرامج وربما أصبحت ضيفًا في البرنامج أيضًا وستحاورني المذيعة، ربما ستفاجأ قليلاً في البداية، ربما ستتساءل من هذا ومن أين دخل، ربما ستندهش كيف جئت، ولكن بمجرد ما سأخبرها أنني قادمًا من منزلنا عبر شاشة التلفزيون ستتفهم الأمر وستطلب لي شيئًا أشربه وستسألني عن حالي وأسرتي وأصدقائي في المدرسة وستهتم لأمري أيضًا، حيث كنا نصدق أن الناس الذين يظهرون في التلفزيون هم بداخل التلفزيون فعلاً، وليس في مكانٍ بعيد عنا، ويتم تصويرهم بالكاميرات وإرسال هذه الصور عبر الهواء لتستقبلها الهوائيات وتنقلها لنا في شاشة التلفزيون عبر تجميع ملايين النقط لتكوّن الصورة، بالطبع كنا غير مستوعبين إطلاقًا كيف يمكن لمجموعة من الحدائد (هذا قبل انتشار الفضائيات) أن تلتقط الإرسال المرسل من مبنى التلفزيون في العاصمة وتنقله لتلفازنا الصغير في غرفة المعيشة في بيتنا البعيد؟ بالطبع هذه المعجزة ستتهاوى عند أطفال اليوم لأنهم مستوعبين تمامًا أنهم جالسون في غرفهم ويحادثون زملائهم في المدرسة الابتدائية بالصوت الواضح والصورة النقية وجهًا لوجه بتزامن دقيق، مما يجعلنا لا نعرف هل ظلمنا نحن لأننا ولدنا أبكر بعض السنوات، أم ظلم جيل أطفال اليوم عندما سلبوا براءتهم وقدرتهم على الدهشة والذهول والوقوف أمام أبسط الأشياء في محاولة لاستيعابها؟ على أي حال تبقى كل الأشياء المتعلقة بالتلفزيون هذه إحدى أهم خرافات أيام الطفولة.

لمبة الثلاجة هل تنطفئ ؟

من أشهر خرافات أيام الطفولة أيضًا هو تأملنا للمبة الثلاجة التي توهمنا أنها تنطفئ لحظة إغلاقنا الثلاجة ثم بمجرد فتح الباب قليلاً مرة أخرى لنتأكد أنها انطفأت، نجدها أنارت مرة أخرى، فهل هذه اللمبة تنطفئ عندما نغلق الباب وتضيء عندما نفتحه أم أننا نتوهم ذلك؟ وإن كانت تنطفئ عندما نغلق باب الثلاجة وتضيء عندما نفتحه، كيف تعرف هي أننا نفتح أو نغلق باب الثلاجة؟ هل لديها عيون؟ هل تراقبنا؟ هل تعرف أنني من أكلت شوكولاتة أخي؟ هل ستقول له إذن؟ هل رأتني وأنا أشرب المياه في نهار رمضان ومع ذلك أقول لأمي أنني صائم؟ ومن تساؤلات لتساؤلات نجد أنفسنا أسرى البحث عن حقيقة لمبة الثلاجة، وهل تنطفئ وتضيء فعلاً؟ أحدى أشهر خرافات أيام الطفولة المحيرة والتي لازلنا نتذكرها حتى الآن ونضحك عليها من قلبنا.

إذا كذبت أنفي سيكبر مثل بينوكيو

خرافات أيام الطفولة أيضًا لم يتسبب بها جهاز التلفزيون وحده بل البرامج التي كانت تعرض في التلفزيون وأشهرها كارتون بينوكيو والذي كنا نعتقد أن أنوفنا ستكبر مثل إذا كذبنا وبالتالي كنا نبرر أن هذه كذبة بيضاء وأنها لا تستحق العقاب بأن تكبر الأنف وبالتالي كنا نذهب بسرعة بعد أي كذبة للنظر في المرآة للتأكد أن أنوفنا ستظل كما هي وكنا إذا كذبنا نتحاشى أن ينظر الناس إلى أنوفنا فيرونها كبيرة أو طويلة عن المعتاد فيعرفون أننا أصدرنا كذبة للتو وينفضح سرنا لذلك، كان لدينا رعب من الكذب ورغم ذلك لم نكن أبدًا نتوقف عن الكذب لنعرف أن الكذب شيء داخل نفسية الإنسان من المستحيل التخلي عنه، غير أننا عندما كنا أطفال كنا نصاب بتأنيب الضمير فقط عندما كنا نكذب، بينما عندما كبرنا أصبحنا نفرح أننا كذبنا وصدق الناس المغفلون كذبنا وانطلت الكذبة عليهم بسهولة مما يدل على مهارتنا وذكاءنا وقدرتنا على اختلاق الأكاذيب دون أن يكشفها أحد، وكلما خدعت الناس أكثر كلما سعادتك بنفسك وبفخرك ازدادت أكثر وأكثر، وعمومًا تظل خدعة بينوكيو هذه أشهر خرافات أيام الطفولة.

الأطفال يأتون بمجرد عقد قران الزوج والزوجة

من خرافات أيام الطفولة التي كنا نسأل فيها رغم ذلك ونستفسر ولا نجد أحد يجيبنا أبدًا فنستسلم أخيرًا للخرافات ونصدقها لأنها التصور الوحيد الموجود لدينا حتى وإن لم يكن منطقي، أنه بمجرد كتابة العقد وإتمام مراسم الزواج تذهب إشارة إلى المرأة كي ينبت في بطنها جنينًا، وأن الأمر لا يتم بالتدخل المباشر من الزوج، بل يتم من خلال قوة عقد الزواج وإتمام مراسم الزواج التي تستطيع أن توحي للمرأة أن تحمل، فتحمل.. ولكن كان يحدث ما يثير حفيظتنا، حينما كنا نشاهد الأفلام ونجد امرأة تحمل فجأة وهي ليست متزوجة، وتحمل لأن رجلاً أوقعها على السرير الخاص به أو السرير الخاص بها، أو أي سريرٍ كان.. أو حتى إن لم يكن هناك أي سرير المهم أنه أسقطها وسقط هو وراءها، صحيح أن اللقطة التالية كانت حمل المرأة مباشرة.. لكن كان هذا إشارة قوية ودالة أن هناك تدخل مباشر من الرجل، وأن سقوط الرجل والمرأة معًا هو السبب في الحمل، إذن الأمر به اتصال جسدي ما، إذن لا ريب أن التصاق جسدي الزواج والزوجة هو ما يسبب الحمل، لقد ظللنا نؤمن بتلك الفكرة كثيرًا حتى كبرنا وعرفنا الحقيقة، والحمد لله أننا عرفنا الحقيقة، والحمد لله أنه كان هناك زملاء لنا في المدرسة مطلعون على هذه الأمور حتى يخبروننا ويكشفون لنا الحقيقة المدهشة، ويكشفون التمايزات الفسيولوجية بين الذكر والأنثى، مما يجعلنا نندهش، ولكن اندهاشنا أتى في أوانه أفضل من أن يأتي في وقتٍ لاحق يكون الأمر فيه بالغ الإحراج، لذلك من أهم خرافات الطفولة هو عدم علمنا بحقيقة كيف يأتي الأطفال، وما سر تحفظ الكبار الشديد حول هذه المسألة؟

العالم وقت إنتاج الأفلام القديمة كان أبيض وأسود

من خرافات أيام الطفولة أيضًا أننا عندما كنا نشاهد أفلام الأبيض والأسود كنا نظن أن هذه الأفلام ليست مصورة بهذه الطريقة لنقص في الإمكانيات وقتها ولعدم وجود التقنية التي تسمح بالتصوير بالألوان، ولكن لأن الناس وقتها لم يكونوا ملونين والحياة كلها لم تكن ملونة، حيث أن كل الأشياء كانت قديمة كهذه الأفلام القديمة ولذلك لم تكن الأفلام القديمة الأبيض والأسود تحوز إعجابنا لأنها تعبر عن زمن قديم أبيض وأسود لا نحب أن نعيش فيه، زمن مظلم ليس فيه ألوان وليس فيه أشجار خضراء ولا ورود حمراء ولا بحر أزرق ولا مشمش أصفر، الزمن الغريب العجيب الذي لا نألفه ولا نحب أن نعيش فيه، وبالتالي نفضل الأفلام الملونة التي تشبه عالمنا أكثر.

الطعام سيجعلني أكبر بسرعة

صحيح أن قلة الطعام الصحي المفيد تؤثر في عملية بناء الجسم إلا أنها بعيدة كل البعد عن مسألة النمو، فالإنسان يكبر لأن السنوات تمر وليس لأنه يأكل الطعام، فسواء أنهى طعامه كله أم أكل منه لقيمات قليلة لابد وأنه سيكبر، ولكن هذه الخرافة التي ندرجها في قائمة خرافات أيام الطفولة لسنا المسئولون عنها، بل الأمهات اللائي كن يوهمننا أننا إذا أنهينا طعامنا سنكبر بسرعة، والأغاني أيضًا وأشهرها أغنية “هم النم” التي كان ملخص محتواها يدور حول أن الفيل الضخم هو كذلك لأنه يأكل طعامه وينهيه بأكمله، وبالتالي لابد أن عفاف راضي على حق وأمي على حق وأكيد الطعام سيجعلني أكبر بسرعة لأنه سيكسبني وزنًا زائدًا، والحقيقة أن هذه الخرافة عندما تبينا حقيقتها عندما كبرنا كنوع من العقاب أصبحنا نحاول التخلص من الوزن الزائد الذي نكتسبه، ربما هذه عقدة من أيام الطفولة أصلا.

الطائرات التي تحلق في السماء حجمها صغير

عندما كنا نشاهد طائرة تحلق في السماء كنا نظنها صغيرة، ونتساءل كيف تحمل كل هذا العدد من البشر، وكنا نظنها قريبة أيضًا ولا نعرف أنها على ارتفاع عالي، لدرجة أنها تبدو في حجم حبة السمسم، والقريبة منا التي نسمع صوتها بسهولة لا نعرف أننا لا يمكن لمسها لو وقفنا على أسطح منزلنا، هذه إحدى أشهر خرافات أيام الطفولة بالطبع، ولكن كان من الممكن دحضها بسهولة بسبب تعاون الكبار في تبيين الصحيح، ومشاهدة الأفلام التي كانت تعطينا فكرة جيدة عن حجم الطائرات الحقيقي.

لماذا لا نرسم النقود ونشتري بها ما نريد؟

من أشهر خرافات أيام الطفولة أيضًا أن الفلوس عبارة عن ورق ملون تحتاج فقط لألوان مناسبة ولرسام ماهر سيرسمها ونستطيع أن نصبح أثرياء جدًا، وكنا نستغرب، كيف لمجموعة من الورق الملون أن تتحكم في الناس إلى كل هذا الحد؟ ولماذا يعاقبون من يزوّر النقود في الأفلام؟ حتى كبرنا وعرفنا أن النقود ذات قيمة جدًا في هذا العالم رغم حقارتها وحقارة الركض ورائها، وأنها هامة جدًا جدًا لحياتنا حتى وإن كانت بعض الورق الملون.. وإن كنا من داخلنا.. لازلنا نحتقرها أيضًا.

خاتمة

خرافات أيام الطفولة كثيرة ومتعددة وأنت بالتأكيد صديقي القارئ لديك خرافاتك التي كنت تصدقها وتعتقد فيها حتى كبرت وتبينت عدم حقيقتها، فما هي خرافاتك؟

محمد رشوان

1 تعليق

خمسة عشر + خمسة عشر =