تسعة
الرئيسية » العمل » ادارة العمل » ترويض المدير : كيف بحكمتك تروض مديرك وتجعله تحت أمرك في العمل؟

ترويض المدير : كيف بحكمتك تروض مديرك وتجعله تحت أمرك في العمل؟

التعامل مع المدير من أصعب الأمور التي يقابلها أي موظف في العمل، لكن مع القيام بالأمر بالطريقة الصحيحة، يمكنك ترويض المدير وجعله طوع أمرك كما سنرى هنا.

ترويض المدير

ترويض المدير هو مهمة صعبة تقابل معظم الناس، خصوصاً في بدايات العمل. حيث إن المدير والموظف لا يكونان متفاهمان لأنهما أغراب عن بعض. والموظف الجديد غالباً يكون كثير الأخطاء، ومن هنا يبدأ صدام أحياناً بين الموظف والمدير في أي نوع من أنواع العمل، مهما كانت كفاءة الموظف. ولكن الفكرة هي أن أي عمل جديد يكون له أسراره الخاصة الذي لا يعلمها غير القدامى في العمل، مثل المدير وكبار الموظفين. ولذلك كي تتفادى الكثير من النقد والحمل، والانطباع السيئ في بداياتك يمكنك ترويض المدير ببساطة. حتى لو حدث وأخطأت فيكون خطئك بالنسبة له ليس مشكلة كبيرة، ويأخذ الأمر معك على نحو التعليم وليس على نحو أنه يريد أن يمارس كونه مدير عليك. وللعلم بالشيء ترويض المدير في بداية عملك سيتيح لك الكثير من التسهيلات بعد ذلك في رحلة عملك في العموم. والأمر لا يتطلب الكثير بل فقط بضعة أشياء بسيطة جدًا تابعها معنا ولن تندم.

دليلك إلى ترويض المدير وجعله طوع أمرك

أسلوب الكلام

في عملية ترويض المدير أسلوب الكلام هو سلاح مهم جدًا. حيث هناك فكرة تقول إن الجميع ضعفاء تجاه المجاملات، وبمعنى أبسط لا أطلب منك أن تكون كاذب وخادع وتقول كلمات للمدير لمجرد أنك تريد أن تكسب وده. فهذه ليست مجاملة، بل أنت مرائي. ولكن ما نتكلم عنه هو أسلوب الكلام الذي يجب أن تتمتع أنت به. حيث مثلاً لا يجب أن تكون صلب في أسلوب كلامك مع المدير، بل أن تكون متقبل جداً لكلامه وملحوظاته. لأن المديرين عموماً لا يحبون الموظف المتكبر الذي لا يقبل النقد والتعليم، لأنه بالنسبة لهم يشكك في منصبهم وأن ملحوظاتهم ليست ذات أهمية وهذا حساس جداً عند المديرين. ولذلك حاول دائماً أن تجعل أسلوب كلامك لين وظريف قدر المستطاع.

لا ترفع صوتك

في النقاش مع المدير لا يجب أبداً أن ترفع صوتك أو تتكلم بصوت عالي، لأنك هكذا تكون ببساطة كأنك تتعارك معه، وهو لن يحب ذلك. حتى لو كانت هذه طبيعتك فحاول أن تتحكم فيها، فترويض المدير يحتاج منك ذكاء خاص جداً وصوت هادئ وليس مجرد كلام ومجاملات. أيضا يجب أن تفهم نظراته وتفهم مزاجه وكيف تتعامل معه، فلو وجدته متضجر لا يجب أن تكثر الكلام معه أو تسأله عن أي شيء. فقط دعه يهدأ وعندما تتأكد أنه هدأ، اسأله فيما تريد بصوت هادئ. أما لو كان من نوع كثير الصخب وغليظ الطباع ويصرخ في الموظفين كثيرًا، فلا ترفع صوتك عليه. ببساطة، لو لم يعجبك العمل اتركه، لكن لو لم يمكن لك أن تتركه فيجب أن تتعامل مع هذه النوعية ولا ترفع صوتك لأنه سيهاجمك بصوت أعلى. ولذلك حاول دائماً أن تتجنب المدير غليظ الطباع قدر المستطاع.

تقديم المساعدة

ترويض المدير يحتاج إلى مقدمات وليس فقط بضعة كلمات لتجد نفسك تحكمت فيه. بل الموضوع سيأخذ منك وقت من الاحتكاكات المباشرة تمامًا يوميًا. ولذلك اجعل دائمًا احتكاكك مع المدير هو أنك تقدم أشياء لا أن تأخذ منه. فالمدير لا يحب الموظف الذي يسأل أسئلة زائدة عن الحد، لأنه ببساطة سيشعر أنك غير كفء. لكنه سيحب جداً أن تأتي له باقتراحات تفيد العمل من اجتهادك الشخصي. وحتى لو كان اقتراحك هذا سطحي أو غير فعال، ففي الأخير هذا المدير سيفهم شيء، أنك متحمس للعمل معه، وأنك تحب العمل، وهذا سيعطيه انطباع جيد جداً عنك، مما سيجعله يستأمنك كثيرًا. أيضا ًعندما تقدم المساعدة لزملائك بطريقة متزنة سيلاحظ الجميع هذا بما فيهم المدير، مما سيجعله ينظر لك بصورة تقديرية. فكرة أنك تساعد الكل بترحاب فهذا ربما يكون مرهق بعض الشيء، ولكن سيجعلك محبوب من الجميع بما فيهم المدير.

الاجتهاد في العمل لترويض المدير

ترويض المدير يحتاج منك مجهود لإثبات أنك قادر على هذا، وإلا هو من سيروضك ويتحكم فيك. ببساطة لو أردت أن تتحكم أنت في المدير فيجب عليك أن تفعل عملك بالضبط كما يجب وبدقه وباجتهاد. حتى لو أراد هو نفسه أن ينقدك، فلن يجد شيء ينقدك لأجله، بل إن عملك يشهد عنك وهذا سيجعلك دائماً في مركز قوة، لأنه ليس لديه ما يمسكه عليك كي يتحكم فيك. فأنت لست مديون له بشيء، بل أنت تجتهد أكثر من الآخرين، وهذا الاجتهاد مع الوقت سيتحول إلى ترقية لا محالة. فكونك تعمل جيداً فهذا سيستحق التقدير مهما كان الشخص الذي يرأسك. ففي العمل، عملك هو من يحكم عليك وليس قرارات المديرين. ببساطة لأن كل مدير يرأسه مدير ولا يستطيع أحد أن يجعل الرجل الذي يقدم مجهود جيد مختفي بل سيكافئ حتماً. حتى في المجال الرياضي، فربما تكون لاعب موهوب ولكن المدير الفني للفريق لا يحتاج للموهبة فقط، بل يحتاج للاعب يبذل مجهود ويعمل على نفسه ويطور من نفسه. لذلك كي تستطيع ترويض أي مدير يجب عليك أن تعمل ما عليك بطريقة كاملة.

لا تعاند في الآخرين

لا يجب على الموظف أن يحاسب المدير في تعامله مع الموظفين الآخرين. فهذا في حد ذاته سينشئ عداوة بينك وبينه ولن يرجع لك حقك كما تعتقد. أو لن يجعل المدير يتعامل معك مثل من تعاند فيه. ترويض المدير يحتاج منك أن تكون حكيم، فلو كان المدير يميل لأحد الموظفين غيرك فلا تبالي وركز في عملك واعمل بجد وجهد حتى يأتي وقتك. واعلم أنك في الوقت المناسب وبسبب عملك الجاد ستثبت نفسك للجميع. لأنك تعمل ليس لأن المدير يحبك أو يكافئك بل أنت تعمل لأن هذا هو عملك وأنت جاد في العمل. هذا سيجعل الجميع يحترمك، ويجعلك قادر تماماً على التحكم فيما يخص عملك ولن يتحكم فيك أي أحد حتى المدير نفسه. لأنك لا تعاند في أحد ولا تبالي بأحد، أنت فقط تركز في عملك ولا تحتاج لأن يحنو عليك المدير أو أن يكافئك بكلمة تشجيع.

اعرف حقوقك

ترويض المدير يحتاج منك أن تعرف حقوقك كموظف، فليس أي تهديد يقدمه لك المدير تخاف منه، أو ليس أي كلمة يوجها لك تفعلها. فيجب عليك أن تكون ذو شخصية، بمعنى، أن تعرف طبيعة عملك، وأن تعرف ماذا عليك أن تفعل، أن تعرف حقوقك. بمعنى أنه لو تطاول عليك مديرك في عملك أي تطاول حتى ولو لفظي، فيجب عليك أن تعلم أن القانون يحميك وأنك لن تفوت له هذا التعامل السيئ. ولو أراد المدير أن يجبرك على أن تفعل شيء في اختصاص عملك بطريقة غير شرعية أو قانونية. فيجب عليك أن تعلم أنه ليس لأنه مدير فيمكن أن يجبرك على فعل شيء خطأ. أيضا يجب عليك أن تعرف أسرار عملك، حتى لا يستغل المدير جهلك بعملك ويجعلك عبداً له، تفعل ما يريد هو لمجرد أنك لا تعلم أسرار العمل. وأن تعرف حقوقك يجعلك تعرف واجباتك، فبالتالي ستعرف ما هو عملك وستجتهد فيه، لأنك تعلم تماماً أنك لو لم تؤدي عملك فهذا سيجعل الآخرين يمسكون عليك الأخطاء، ومن ثم ستكون في موقف الضعيف. أن تعرف حقوقك يجعلك غير قابل للكسر.

كن ذكي في النصح

يجب عليك كموظف أن تكون حريص جداً في نصح المدير. فأبداً لن تستطيع ترويض المدير وأنت تشعره أنه غير كفء. ولذلك عليك عندما توجه له نقد، أن يكون هذا النقد بطريقة ذكية. ببساطة لا تقل له “أنت على خطأ” بطريقة مباشرة. بل قل له في صيغة استفسار كأنك توجه نظره إلى النقطة التي تريد أنت منه أن يكتشفها. ومن ثم اعرض عليه حلول ولا تفرض عليه حلول. وهناك كلمات لا تقولها للمدير أبداً، مثل “يجب عليك، ليس هناك حل أخر”، لأن هذه الكلمات تجعله يشعر أنك أنت المدير وليس هو. وذلك سيثير كبريائه ويجعله يعاند رأيك حتى لو كنت على صواب، لمجرد أنه يريد أن يثبت لنفسه أن هناك حل أخر، وهو سيكتشفه لأنه المدير. وهنا ستكون قد اكتسبت عداوته وعدم استماعه. ولذلك حاول دائماً وأنت تنصح المدير، أن يكون بصيغة ذكية فلا تجعله يشعر أنه غبي. وفي نفس الوقت تجعله يشعر بأهميتك، ولولاك لما كان سيلتفت لهذا الأمر.

لا تتخطى حدودك

كي تحافظ على كرامتك وشكلك لدى الموظفين يجب ألا تتخطى الحدود مع مديرك. مهما كانت العلاقة بينكما فيجب أن يكون العمل عمل، والعلاقات الشخصية شيء أخر. ولذلك ترويض المدير يحتاج منك أنت كموظف أن تعرف حدودك حتى لا يحرجك في مرة ويقول لك أنك تعديت حدودك. بل اجعل هذا السلاح معك أنت، فأنت لا تتخطى الحدود وإذا تخطاها هو، إذاً هو في ملعبك وأنت الذي تستطيع أن تحرجه أو تقبله أو تتحكم به كما تشاء. أما لو كانت علاقة العمل عادية جداً، فيجب أن تجعلها أيضاً عادية ورسمية بقية وقت عملك. لأن علاقات العمل كلما كانت سطحية كلما كانت جيدة. لأنها تكون علاقات عملية جداً ليس فيها مكان للمشاعر. وهذا هو المطلوب ألا يكون هناك مكان للمشاعر في العمل.

هدية

لا مانع من أن تجعل مديرك يحبك من خلال بعض الهدايا التي تهديها له على فترات متباعدة جداً. فيجب ألا تكون مبتذل في إهداء المدير هدايا، لأنه سيعتبر أنك تحاول أن ترشيه بهذه الهدايا. إنما لا مانع من أنك في مرة وبمناسبة عيد ميلاده تتفق مع أصدقائك وتحضرون له عيد ميلاد وتهديه هدية قيمة جداً يتذكرك بها. هذه الأشياء تجعل ترويض المدير أمراً سهلاً، لأن الهدية التي أهديتها له ستكون بمثابة جسر من الود والاحترام. وهذا هو أهم شيء يجب أن تكتسبه لدى مديرك، فالعلاقة الجيدة مع المدير أفضل بكثير من العلاقة الرسمية المستمرة. ببساطة لأنه المدير والذي يستطيع بأي شكل من الأشكال أن يعالج أخطائك وأن يعطيك إجازات وأن يرشحك للترقيات. ولذلك فكرة مد جسر من المحبة مع المدير هو أمر يجب أن تستغله لصالحك بطريقة محترمة.

أخيراً عزيزي القارئ يجب أن تعرف أن ترويض المدير أمر يحتاج إلى حكمة ونضوج وهدوء وخبرة. حيث أن أغلبية المديرين يكون لديهم طريقة تعامل واحدة مع الناس، لا يستطيعون أن يغيروها، لأنهم لو غيروها سيفقدون هيبتهم وسيطرتهم على الناس. ولكن يجب أن تعلم أنك تستطيع التحكم وترويض هؤلاء الناس من خلال أشياء بسيطة جداً، وأهمها وأولها أسلوب الكلام طبعاً. والكثير من الأشياء الأخرى التي تحتاج إلى أكثر من مقال لسردها. ولكن سأكتفي بأن أقول لك حاول أن تكون ذكي في التعامل مع المديرين.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.