تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الثقة بالذات : كيف تعرف حدودك التي يجب التوقف عندها ؟

الثقة بالذات : كيف تعرف حدودك التي يجب التوقف عندها ؟

الثقة بالذات من الأمور شديدة الأهمية في التفاعل الاجتماعي، في هذه السطور نتعرف معًا على الحدود التي يجب أن يحافظ عليها الشخص في موضوع الثقة بالذات .

الثقة بالذات

الثقة بالذات هي من مقومات الشخصية الإنسانية، وتعني إيمان المرء بما لديه من قدرات وأهداف يسعى إلى تحقيقها أي إيمانه بذاته وفي قدرته على العمل وتحقيق ما يحلم به وهي الخطوة الأولى والكثر فاعلية لتحقيق هدف ما، الثقة بالذات يكتسبها الإنسان من البيئة المحيطة به ولكنه لا يولد بها فهي ليست فطرية، إيمانك بقدراتك وتقبلك لها يعني أنك اجتزت نصف الطريق إلى هدفك وذلك لآن التخطيط لتحقيق الهدف سوف يكون مقنع لك وتؤمن به لأنك من وضعه بناء على رؤيتك ونظرتك للأمور.

حدود الثقة بالذات

تحليل المشكلة

يعاني الكثير منا من عدم إيمانه بقدراته وقله ثقته في نفسه ونسمع كثيرا قول أحدهم أنا لا أثق في نفسي ولا أثق في قراراتي ولا أعرف تحديدا هل من الصواب أن أتبع ما أشعر بأنه صادق أم ماذا؟ ويظل مترددا لا يعرف ماذا يفعل وهذا ما نسميه عدم الثقة بالذات ، ويخضع للإيحاءات السلبية التي يتلقاها من المحيطين به ومن ثم يستسلم لها بسهولة، مثله كمثل من يريد أن يصل إلى جائزة نوبل ومجتهد في دراسته ويحقق نجاحا كبيرا ولكن تأتيه التعليقات السلبية التي تقول له ومن أنت حتى تصل إلى نوبل؟! هناك الكثير من المجتهدين ومن يعملون ليل نهار فلماذا يكون أنت؟ والإجابة هنا من الممكن أن تكون على النحو التالي: من الممكن أن أكون أنا لأنني أثق تماما في قدراتي وأعلم جيدا ماذا أريد وأفعل لأجله. حاول ألا تنظر للآراء السلبية ولا تدعها تهبط من همتك، كما ينبغي عليك أن تعتمد على نفسك في تدعيم وتشجيع نفسك ولا تنتظر تدعيم خارجي خاصة وان كنت في واقع متردي لا يملك فيه أحد فعل شيء سوى النقد والمعارضة طوال الوقت.

منغصات يوميه

من منا لا ينتابه أكثر من شعور متناقض في نفس اليوم وربما في نفس الوقت، حياة الإنسان مليئة بالتحديات التي تحتاج منه الشجاعة للتعامل معها، ولكن أن لم يكن لديه الثقة الكافية فلن يفعل شيئا، جميعا يواجه ضغوط ومشكلات يومية بكافة مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية وغيره وخاصة أن كنت من سكان العالم الثالث والدول النامية وبالأخص أن كنت مصري فالوضع هنا يحتاج منك أن تتحول إلى طبيب نفسي لنفسك لكي تستطيع مواصلة الحياة، الثقة بالذات عامل مهم وضروري للتغلب على مصاعب الحياة ومنغصاتها، أنت فقط من يعرف نفسه ويعرف قدراته وقديما قال فيلسوف كبير أنه من الحكمة أن يعرف الإنسان نفسه أولاً، فمعرفتك لنفسك وقدراته كفيله بأن تمنحك القوة التي تحارب بها كل السلبيات التي تقابلك، أعلم جيدا أنك لست الوحيد الذي يقابله تحديات في حياته ولكن الفرق بين إنسان وآخر هو كيفية التعامل مع الأمر ومدي تأثيره عليه وكيفية معالجته.

كيف تقوي ثقتك بنفسك؟

في البداية يجب أن تؤمن أن الإنسان يتعلم ويكون خبراته بالتحديات التي تواجه في الحياة وكلما كانت هذه التحديات كبيرة كلما احتاجت إلى عمل أكبر ومن ثما تعلم أكثر وثقة أكثر في ذاتك، الثقة بالذات يمكن تعلمها وإليك بعض الوسائل التي من الممكن أن تكون مساعدة:

  • تقبل الواقع: نعم تقبل واقعك مهما كان سيئا وخاصة وأن كنت تعرف مسبقا أن تذمرك لن يأتي بجديد ولن تحصل على تغيير سوى أنك ستفقد جزء من طاقاتك وقواك.
  • كن أنت التغيير: غير ما تستطيع تغييره في حياتك أنت، حدد أهدافك وفكر في طرق تحقيقها، لا تهتم كثيرا بالكيفية وإنما ركز على أن قدراتك وعقلك سوف يتوصلون معا إلى الكيفية في الوقت المناسب فلا تستعجل الأمور ودعها تسير في تسلسلها.
  • كون فلسفة: ينبغي أن تكون لديك فلسفتك الخاصة القائمة على تفكيرك أنت في كل أمور الحياة، لا تنتظر أراء الآخرين وإن كانت إيجابية فربما تدعم بهم وجهه نظرك ولكن لا تجعلهم حكام على أفكارك وطرقك في التفكير.
  • التفاؤل: كن متفائلا رغم قبح الواقع وهذا لسبب بسيط التفاؤل طاقة إيجابية مفيدة لك حتى وإن كان غير واقعي فسوف تنعكس طاقته عليك وتستفيد منها بعكس متابعة الواقع القبيح ونقدة والتركيز على السلبيات لن يجلب إليك سواها فلما تبدد طاقتك وترهق نفسك؟ كن في موضع المشاهد ولا تتفاعل إلا بالقدر الذي تستطيع.
  • تطوير الذات: ويتأتى ذلك من خلال طريقين الأول وهو القراءة لمعرفة تاريخ من سبقوك والتحديات التي قابلتهم وكيف كانوا يتعاملون معها، والثاني التدريب المستمر ومتابعة الجديد في المجال الذي تنتمي إليه.
  • الكون كله لك: نعم الكون كله لك إذا أردت أنت ذلك، إذا كنت صاحب رؤية متفائلة ستحل أمورك سريعا وسوف تُطرح أمامك الحلول بسهولة وهذا فقط لأنك تؤمن بقدرتك في استدعاءها.

سمات الشخصية

هل هناك سمات وخصائص خاصة بالشخص الذي يمتلك الثقة بالذات ؟ وهل هناك صفات أخرى على الجانب المضاد؟ نعم هناك سمات شخصية لكل منهما فالشخص الذي يثق في نفسه تجده يتحدث بثقة، يتحرك بثقة، له طريقة للمشي وطريقة للكلام وطريقة للتنفس حتى كلها تعبر عن القوة والتحكم في الذات على عكس الشخص الذي لا يمتلك الثقة تجده مترددا دائما يبدو ضعيفا يمشي ويتحرك بشكل يوحي بالضعف، وهنا سؤال يطرح نفسه هل للشخص الضعيف أن ينهض ويدرك نقاط قوته؟ بالطبع يمكن لأننا كما قلنا سابقا أنها مكتسبة ويمكن تعلمها فالتمارين والحديث الإيجابي والتصالح مع الذات وإعطاءها القدر الذي تستحق سيصل.
ومن أرض الواقع.

لتتأكد من أن الثقة بالذات هي الأساس الأول لتحقيق أهدافك وأن آراء الآخرين ما هي إلا محبطات خارجية يمكنك تجاهلها ببساطة، يمكنك البحث في قصص العظماء من البشر المخترعون والكتاب وغيرهم ومما لا شك فيه ستجد في قصص حياتهم ما يوضح لك كم السخرية والتجاهل الذي حصلوا عليه من الآخرين وفي الغالب العباقرة يصفهم المجتمع بالبغاء نظرا لطرقهم المختلفة في التفكير، في حين أنهم يمتلكون ثقتهم في أنفسهم وبهذه الثقة وبها استطاعوا إنجاز مهام لم ينجزها هؤلاء الموصوفون بالذكاء وإنما بالإيمان بالذات و الثقة بالذات أصبحوا عباقرة.

خاتمة

أتخذ قرار واعلم أن الثقة بالذات هي الأساس لقراراتك، لا يهم كم مضى من عمرك وكم متبقي بل المهم كيف تستغل ما هو متاح لك الآن، وتذكر أن الإنسان إذا فقد الثقة بالذات أصبح بلا قيمة، أبحث عن قيمتك من خلال تقديرك لذاتك، أرسم وخطط صورتك الذاتية بحيث تتسم بالثقة، معرفتك لذاتك تعني قوة ، تحليلك الصحيح للأمور ووضعها في المكان المناسب لها قوة، ثقتك بنفسك وإيمانك بقدراتك قوة، تطويرك المستمر قوة، مع كل هذه الخطوات ستتكون شخصيتك بصلابة كي تستطيع التعامل مع التحديات المختلفة في الحياة وإيمانك بأن كل تحدي يقابلك يكسبك معرفة جديدة والمعرفة الجديدة قوة، أعلم جيداً أن الآخر يجهل عنك الكثير فلا تعتمد عليه في أن يصدر عليك حكما وتصدقه. لا يوجد شخص ضعيف أو فاشل بشكل كلي لأن لكل منا ما يميزه عن الآخرين وتتوقف عملك على معرفة لذاتك من جهة وفهمها ومعرفتك لما يميزك من جهة أخرى.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.