تسعة شخصيات

سعيد العويران .. مارادونا العرب الذي أبهر العالم

سعيد العويران

سيرة حياة سعيد العويران : ليس لاعباً شهيراً فحسب بل هو في نظر الجميع أسطورة كروية عربية. ترى كيف ولماذا بلغ العويران تلك المكانة؟ وما إنجازاته خلال مسيرته؟

سعيد العويران هو أحد أشهر وأبرز اللاعبين في تاريخ الكرة العربية والأبرز على الإطلاق في تاريخ الرياضة السعودية؛ فالشعب السعودي ينظر له باعتباره بطلاً قومياً، ورغم اعتزاله ملاعب كرة القدم قبل خمسة عشر عاماً لا يزال حاضراً بالأذهان بقوة، ولا يزال جماهير كرة القدم في المملكة السعودية والوطن العربي بصفة عامة يأملون ظهور نجم آخر مثل سعيد العويران يصبح حديث العالم وواجهة مشرفة للعرب في المحافل الرياضية الدولية.

سعيد العويران .. من هذا ؟

أمير صحراء كرة القدم أو مارادونا الوطن العربي كلها ألقاب تم إطلاقها على سعيد العويران .. ترى لماذا استحق تلك الألقاب عن جدارة؟ وما الإنجازات التي حققها ليبلغ تلك المكانة؟ ويعد ضمن أفضل لاعبي الوطن العربي والعالم؟

الميلاد والموهبة :

اسمه بالكامل سعيد على العويران الدوسري ويعرفه العالم باسم شهرته المختصر سعيد العويران ،وكان ذلك في التاسع عشر من أغسطس لعام 1967م في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، ونشأ العويران في كنف أسرة عربية مسلمة معروف عنها الالتزام الديني والخُلقي، وهو ما سعيت إلى غرسه في نفوس أطفالها، وقد أبدى سعيد العويران اهتماماً بالغاً بممارسة الرياضة في عمر صغير وكان شديد الشغف برياضة كرة القدم على وجه الخصوص، وكان يحرص على ممارستها وهو لا يزال في الصفوف الدراسية الأولى وفرضت موهبته نفسها وجذبت أنظار المحيطين به فحثوه على الاهتمام بها والعمل على تطويرها، وعند تخطيه سن العاشرة تخطت أحلام سعيد العويران حدود الهواية وصار يطمح إلى احتراف كرة القدم.

بداياته الكروية :

بدأ سعيد العويران المسيرة الكروية الخاصة به وهو في عمر السادسة عشر حين تم قيده ضمن فريق نادي الشباب السعودي، الذي نشأ بداخله وبزغ نجمه من خلاله. كانت موهبة العويران الفريدة بادية للعيان وتمكن بالتدريب المتواصل من تطوير مهاراته بدرجة كبيرة خلال زمن قياسي، الأمر الذي أهله للانتقال من صفوف الناشئين إلى الفريق الأول لنادي الشباب، وصار ضمن التشكيل الأول للفريق رغم إنه لم يبلغ العشرين من عمره.

تصفيات كأس العالم :

انضم سعيد العويران إلى تشكيل المنتخب السعودي لكرة القدم لخوض التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم لعام 1994م، وخلال مبارايات التصفيات أظهر العويران أداءً رائعاً، وكان من الأسباب الرئيسية والمباشرة في تأهل المنتخب السعودي إلى بطولة كأس العالم، وذلك بفضل أهدافه التي حسمت أغلب اللقاءات لصالح المنتخب السعودي ووضعته في المقدمة، وبلغ إجمالي الأهداف التي سجلها العويران في مرحلة التصفيات 18 هدفاً، ومن ذلك الحين صار سعيد العويران يحظى بشعبية طاغية في الشارع السعودي بعد أن تمكن من قيادة المنتخب الأخضر إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.

التألق العالمي :

كأس العالم لكرة القدم هو فرصة لكل لاعب حول العالم لإبراز موهبته ومهاراته، وقد جاءت هذه الفرصة للعويران بمشاركته في نهائيات كأس العالم 94، وقد استغلها على الوجه الأكمل وقاد المنتخب السعودي إلى دور الـ 16 ورغم الهزيمة ومغادرة البطولة، إلا إن المنتخب قدم أداءً رائعاً أمام العديد من المنتخبات القوية مثل المنتخب الهولندي والمنتخب البلجيكي، أما سعيد نفسه فقد كان حديث العالم لما أظهره من مهارة فائقة جذبت إليه الأنظار، كما إن الشعب السعودي بات ينظر له باعتباره بطل قومي وصار اللعب الأكثر شعبية على الإطلاق في تاريخ الرياضة السعودية.

جدير بالذكر إن الفيفا اختارت سعيد العويران ضمن قائمة أفضل 22 لاعب في بطولة كأس العالم لعام 1994م، كما إن الهدف الذي أحرزه في مرمى المنتخب البلجيكي تم اعتباره أفضل أهداف البطولة، بجانب إن ذلك الهدف تم تصنيفه كسادس أفضل هدف في تاريخ كأس العالم، ليكون بذلك اللاعب العربي الوحيد المُسجل بهذه القائمة بجانب عظماء الكرة بيليه ومارادونا وروبرتو باجيو وغيرهم.

كأس العالم 1998م :

شارك سعيد العويران ببطولة كأس العالم لكرة القدم مرة أخرى في عام 1998م المقام في فرنسا، وكانت الجماهير السعودية والعربية قد عقدت عليه الكثير من الآمال، وكان العويران محط اهتمام وسائل الإعلام منذ وصوله إلى أرض فرنسا، وتنبأ الجميع بأن يحدث مفاجأة مدوية جديدة كتلك التي حققها بالبطولة السابقة لكن ذلك لم يتحقق، فمستوى المنتخب ككل كان قد تراجع بنسبة كبيرة عن مستواه بالبطولة السابقة، والعويران نفسه كان متمركزاً في منطقة الوسط كصانع ألعاب ولم يعد يهاجم بنفس القوة، وبالفعل بعد ثلاث سنوات فقط وتحديداً في عام 2001م أعلن سعيد العويران اعتزاله كرة القدم.

العويران رمز الوفاء :

ضرب سعيد العويران رمزاً للوفاء والانتماء وهما قيمتان قلما يتوفرا في لاعبي كرة القدم، فعادة ما يسعى اللاعب إلى الاحتراف بأحد الأندية الأوروبية، ورغم إن العويران تلقى العديد من العروض المغرية للانضمام لأحد تلك الأندية والاحتراف في عالم الشهرة والأضواء بعدما حققه من إنجاز في بطولة كأس العالم 94، إلا إنه رفض تلك العروض وفضل أن يستمر مع النادي الذي نشأ به وهو نادي الشباب السعودي، وبالفعل اختتم العويران مسيرته الرياضية بنفس النادي الذي بدأها من خلاله.

ألقاب عُرف بها :

عُرف اللاعب السعودي سعيد العويران بالعديد من الألقاب خلال مسيرته الرياضية نظراً لما حققه خلالها من إنجازات، بعض هذه الألقاب صدرت عن الجماهير السعودية والعربية بصفة عامة، ومنها ما أطلق عليه من خلال المحللين الرياضيين ووسائل الإعلام المختلفة، ويعد لقب مارادونا العرب هو أشهر ألقاب سعيد العويران وقد تم إطلاق هذا اللقب عليه خلال مشاركته في بطولة كأس العالم لكرة القدم، وتحديداً بعد هدفه التاريخي في مرمى المنتخب البلجيكي والذي يتشابه بنسبة كبيرة مع الهدف التاريخي لنجم الأرجنتين دييجو مارادونا، كذلك لُقب سعيد العويران بألقاب أخرى منها أمير الصحراء كرة القدم وكان أول من أطلقه عليه الكاتب الأمريكي الشهير روب هيوج الذي وصفه بلاعب كرة القدم الأفضل على الإطلاق في كرة القارة الأسيوية، كذلك عرفت قناة سي إن إن CNN الإخبارية العويران بلقب لاعب الشرق الأوسط الأول.

الجوائز الشخصية :

بجانب ما حققه سعيد العويران من بطولات وألقاب محلية ودولية من نادي الشباب والمنتخب السعودي، تمكن من تحقيق عدد آخر من الإنجازات الفردية والألقاب الشخصية، والتي من أبرزها ما يلي:

  • هداف الدوري السعودي موسم 1992م
  • لقب هداف العالم عام 1993م (اللاعب السعودي الوحيد الذي حقق ذلك اللقب)
  • صُنف ضمن قائمة نجوم المونديال من قبل BBC
  • أفضل لاعب آسيوي موسم 1994م
  • سادس أفضل لاعب آسيوي خلال القرن العشرين حسب تصنيف الفيفا

تأثيره وإنجازه :

إنجازات لاعبي كرة القدم تتشابه فهم ينافسون بذات البطولات وعلى نفس الألقاب، ولكن إنجازات سعيد العويران تختلف ومن الصعب أن تتكرر، وذلك لإن الإنجاز بالنسبة له لا يتمثل في إحراز البطل إنما إنجازه الحقيقي هو إنه كان أول من أحرزه، من أمثلة ذلك إنه ساهم في مشاركة المنتخب السعودي ببطولة كأس العالم للمرة الأولى، كما إنه أول سعودي يحرز لقب هداف العالم بجانب العديد من الإنجازات الأخرى التي تثبت بالدليل القاطع إن العويران كان وسيظل أسطورة رياضية ومفخرة للعرب.

محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

أضف تعليق