تسعة مجهول
يأجوج ومأجوج
الرئيسية » اسطورة » يأجوج ومأجوج : ملف كامل عنهم وعن الأساطير حولهم

يأجوج ومأجوج : ملف كامل عنهم وعن الأساطير حولهم

يأجوج ومأجوج من علامات وأشراط الساعة الكبرى كما عُرف وأُنزل في كل الأديان السماوية، وهم من أحد علامات الساعة إثارةً للهول والرعب في قلوب الخلق أجمعين.

يأجوج ومأجوج من علامات وأشراط الساعة الكبرى كما عُرف وأُنزل في كل الأديان السماوية، وهم من أحد علامات الساعة إثارةً للهول والرعب والفزع في قلوب الخلق أجمعين لما لهم من ماضٍ ولما أخبرتنا به أدياننا من كونهم سيعيثون فسادًا في الأرض حين يخرجون، ولأنهم من أكثر أهل الأرض شرًا وفسادًا وغلظةً حتى حبسهم ذو القرنين وحتى جعلهم الله علامةً من علامات الساعة الكبرى.

يأجوج ومأجوج : ملف كامل عنهم

علامات الساعة الكبرى

تقسم علامات الساعة إلى علاماتٍ كبرى وعلاماتٍ صغرى، تظهر العلامات الصغرى أولًا بل في الحقيقة فإن عددًا منها ظهر لنا فعلًا خلال السنين الماضية، ثم بعد ظهور كل العلامات الصغرى تبدأ العلامات الكبرى العشرة في الظهور تباعًا حتى تنتهي وقد اختُلف في ترتيبها فلم يتبين لها ترتيبٌ معينٌ ثابت، وما إن تنتهي علامات الساعة الكبرى حتى تقوم القيامة، وعلامات الساعة هي الدخان وهو دخانٌ عظيم يأتي من السماء ليغلف الكون كله ويصيب الناس بالفزع، وظهور المسيح الدجال ليفتن الناس في دينهم ويخرج بهم من الإيمان للكفر، وتخرج الدابة وتطلع الشمس من مغربها، وينزل عيسى عليه السلام فيقتل المسيح الدجال وبعدها يخرج يأجوج ومأجوج ويغزون العالم فإذا بهم من كل حدبٍ ينسلون، ثم يخلصنا الله منهم وتأتي ثلاثة خسوفٍ عظيمة بالمشرق والمغرب وجزيرة العرب والباقية هي أن تخرج نارٌ عظيمةٌ من اليمن فتطرد الناس إلى محشرهم فإن تمت العشرة وانتهت قامت الساعة.

من هم يأجوج ومأجوج؟

هم قومٌ كُثرٌ غلاظٌ من نسل يافث بن نوح وكان له مشرق الأرض أي الشمال والشرق والجنوب من قارة آسيا فأنجب يافث الأولاد وعمرت ذرية هؤلاء الأولاد تلك الأراضي وكان يأجوج ومأجوج قومًا عظامًا من نسله امتازوا بكبر العدد وغلظة الطباع ونشرهم الفساد فيمن حولهم، وقد جاء اسم يأجوج ومأجوج من أجّ وهو ما يعني التأجج والاشتعال القوي والسريع فهم يشبهون النار في الهشيم تأكل كل ما أمامها فلا تبقي ولا تذر، بلغت قسوتهم وحدة طباعهم وفسادهم وشرهم وغلظتهم أنه قيل أنهم ليسوا ببشر لكن الحقيقة أنهم بشرٌ لكن شرهم وفسادهم أخرجهم من دائرة الإنسانية، وجعلهم الله من فجرهم وبشاعة وجودهم علامةً من علامات الساعة الكبرى، وقد وردت لنا صفاتهم الشكلية فهم صغار العيون دائرةٌ عريضةٌ مفلطحةٌ وجوههم غليظةٌ جلودهم ولحومهم كبيرٌ نسلهم وضخمٌ عددهم.

فساد يأجوج ومأجوج قديمًا

كان ذلك في زمن الملك ذي القرنين أحد الملوك الذين ملكوا الأرض وكان مؤمنًا بالله وحده لا شريك له فيضرب في الأرض ينشر كلمة الله ويدعو الناس للإيمان به فإن أطاعوه أكرمهم وإن حاربوه حاربهم وأخذ أموالهم وأمتعتهم وأرضهم، فسار حتى بلغ مطلع الشمس فوجد قومًا بين السدين أي الجبلين، ويُقال أن هذين الجبلين هما اللذان كان يخرج من بينهما قوم يأجوج ومأجوج فيعيثون فسادًا، وكان قوم ما بين السدين هم أقرباءٌ ليأجوج ومأجوج وأبناء عمومتهم قد ضاقوا ذرعًا بفساد يأجوج ومأجوج وقتلهم وشرهم وعدوانهم ولا آدميتهم وإهلاكهم الحرث والنسل وإشاعتهم الرعب والفزع في قلوب كل من قابلهم ومن عاش حولهم، فعرضوا على ذي القرنين أن يجعلوا له خرجًا أي ضريبةً يدفعونها من أموالهم له بشرط أن يبني بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدًا يمنعهم عنهم ويحميهم من شرهم.

بناء الردم

حين رأى ذو القرنين منهم ذلك شرع إلى بناء الردم، وكانوا قد أوصوه ببناء سدٍ لكن يُقال أنه من قوة وشر يأجوج ومأجوج لو كان بُني بينهم وبين الناس سدٌ لتسلقوه مهما كان ارتفاعه ومناعته وخرجوا للأرض يُفسدون فيها كيفما شاءوا، لذلك بنى عليهم ذو القرنين ردمًا يعزلهم عن العالم كله عزلًا فلا يهدمونه إلا بأمر الله وإذنه يوم يشاء، فنادى أن آتوني زبر الحديد فأُوتي بقطع الحديد التي بنى منها الردم ورصها متجاورةً حتى اكتمل البناء فأشعل فيها النار حتى ذابت وصُقلت، ثم جيء بالقطر أي النحاس المُذاب فأساله عليه وبهذا اكتمل الردم، وقيل أنهم كانوا يعيشون في منطقةٍ منخفضةٍ من الأرض بين الجبال، فلما تم بناء الردم عليهم حفروا في الأرض أنفاقًا وجحورًا عاشوا فيها وقيل أنهم من كثرة عددهم وعمق حفرهم لربما وصلوا لعمق الأرض بعيدًا عن سطحها، وحسب المذكور لنا فإن الردم كما هو على حاله من زمن ذي القرنين وحتى اليوم وحتى يأذن الله لهم بالخروج، فيحاولون هدمه وإحداث ثغراتٍ فيه طوال اليوم ليخرجوا منها حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قالوا ارجعوا فستحفرونه غدًا، فإذا جاء الغد وطلع عليهم الصباح أتوه فإذا هو أشد مما كان بالأمس.

خروجهم

بعد خروج الدجال وخروج عيسى عليه السلام وتغلب عيسى على الدجال وقتله يأذن الله فيخرج يأجوج ومأجوج وينتشرون في الأرض، فيأتي اليوم الذي يتركون الردم فيه بعدما عملوا جاهدين لهدمه ويطلع عليهم الصبح فيجدون الردم كما تركوه فيهدمونه كاملًا ويخرجون إلى كل بقاع الأرض، ويقال أنهم سيخرجون من الجبال والبراكين وكل فتحات الأرض حتى يغطوها أي يخرجون من كل حدبٍ ينسلون.

فسادهم في الأرض

اتسموا وعُرفوا بكثرة العدد فقيل أن الواحد منهم لا يموت إلا وترك ألفًا من نسله من بعده! فلو قُسم الناس لعشرة أجزاءٍ لكان يأجوج ومأجوج التسعة وبقية الخلق هم الواحد، ومن كثرة عددهم أنهم لو مروا على بحيرةٍ وفيرة الماء لشربوها حتى مر عليها آخرها ليقول لقد كان بهذه مرة ماء، ويعيثون في الأرض شرًا وفسادًا فيهلكون الحرث والنسل ويقتلون الناس ويملأ نسلهم الأرض ويقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء ويلقون بنشابهم للسماء فيعيدها الله عليهم مخضبةً بالدماء، ويحصرون نبي الله عيسى وأتباعه وأصحابه فيعتصمون بجبل الطور ويصيبهم التعب والجوع ثم يتضرعون إلى الله لينقذهم من بطشهم فيستجيب الله لدعائهم.

هلاك يأجوج ومأجوج

يرسل الله عليهم النغف وهو دودٌ يصيب المواشي فيصيبهم في رقابهم ويقتلهم فلا يترك منهم رجلًا واحدًا، ومن كثرة عددهم أن عيسى عليه السلام ومن معه إن نزلوا الأرض لم يجدوا شبرًا منها يمشون فيه من كثرة أعداد الجثث الهالكة حتى أنهم يغطون الأرض كلها، فيسألون الله أن يخلصهم من جثثهم كما خلصهم من بلائهم فيرسل الله طيورًا طويلة الرقاب تحمل الجثث فتلقيها حيث شاء الله، وينزل بعدها مطرٌ يغسل الأرض من دمائهم وعفنهم ويعيدها كالأرض البكر ويأمرها فتخرج ما في باطنها من خيرٍ وزرعٍ ونعم.

التتار

كان البعض يعتقد ويظن أن يأجوج ومأجوج قد خرجوا بالفعل وانهار الردم حينما جاء التتار للعالم وعاثوا في الأرض فسادًا وتخريبًا وحرقوا الأخضر واليابس وقتلوا الشيخ والطفل وغزوا البلاد بلدًا بعد آخر يهدمونها على بكرة أبيها حتى كُسرت شوكتهم وتغلب قطز والمماليك عليهم وأعادوهم من حيث جاؤوا، وذلك اعتقادٌ خاطئ أولًا لأنهم لم يهلكوا كما شاء الله ليأجوج ومأجوج أن يهلكوا وثانيًا لأنهم قُدر لهم الخروج بعد خروج المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام والذي لم يحدث بعد، وإنما كان التتار والمغول من نسل يافث بن نوح أيضًا وأقرباء قوم يأجوج ومأجوج ولم يحبسوا معهم في الردم.

يأجوج ومأجوج في الديانات السماوية

في كل الديانات السماوية ما بين إسلامٍ ونصرانيةٍ ويهودية ذُكر يأجوج ومأجوج ويؤمن بخروجهم كل من اعتنق تلك الديانات وآمن بها، وقد ورد ذكرهم ووصفهم وخروجهم وماضيهم وشرهم وفسادهم وهلاكهم متشابهًا في كل الديانات، حُبسوا وسيظلون حتى يأذن الله لهم بالخروج.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

4 × واحد =