تسعة مجهول
الوحوش المنقرضة
الرئيسية » غرائب » الوحوش المنقرضة : مخلوقات وحشية انقرضت لضمان بقاء الإنسان

الوحوش المنقرضة : مخلوقات وحشية انقرضت لضمان بقاء الإنسان

الوحوش المنقرضة مُصطلح يُطلق على الوحوش التي كانت تعيش قديمًا وانقرضت لأسباب غامضة، لكن البعض يُرجح أن تلك الأسباب تتعلق بعدائها الشديد للإنسان.

مما لا شك فيه أن الكون يجري بنظام وضعه صاحب أعظم تنظيم ممكن، ذلك الإله الذي يُقدر كل شيء ويعرف ما يُمكن أن يؤثر على البشر وما لا يؤثر، ولا بد أن مجموعة الوحوش المنقرضة كانت من ضمن ذلك التأثير الكبير على سلامة النسل البشري وضمان استمراره، أي بمعنى أدق، كانت تُمثل تهديدًا كبيرًا على البشر الذين يعيشون على هذه الأرض، وربما يُمكننا القول أكثر أنه كان ثمة مقارنة بينهم وبين البشر، فوجودهم لا يؤدي إلى وجود البشر والعكس صحيح، لكن ذلك بالطبع لا يمنع من أهمية التعرف عليهم وعلى حياتهم وطريقة الاختفاء الغامضة التي حدثت لهم، فإذا كنتم تعتبرون أن الأسود والنمور والأفيال والدببة حيوانات مُنقرضة مُخيفة فأنتم مخطئون تمامًا، لأنكم ببساطة سوف تسمعون الآن بحيوانات وصلت إلى مرحلة من الخطورة لا يُمكنكم تخيلها، عمومًا، لا وقت للمبالغة دون دلائل، لذلك، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على أبرز الوحوش المنقرضة وتأثيرها على البشرية في حالة وجودها أو العكس.

تيرانوصور، الوحش المُرعب المخيف

إذا ما ذُكرت قائمة الوحوش المنقرضة فإن الديناصور بالتأكيد سوف يكون على رأس قائمة تلك الوحوش، فهذا المخلوق العملاق ظل مادة للأفلام التي تتعلق بالعصور القديمة وكانت تنتشر بها الحيوانات العملاقة المُخيفة، لكن الأمر سيختلف تمامًا عندما يكون الحديث عن التيرانوصور، فهو الصورة الأكبر والأكثر رعبًا للديناصور، حيث عاش ذلك الكائن على الأرض لأكثر من سبعين سنة، وهذا ما يجعلنا نقول إننا لا نتحدث عن حيوان منقرض فحسب، بل حيوان عتيق أيضًا.

أوصاف التيرانوصور مهما أسهبنا في ذكرها فبالتأكيد لن تُعادل الصورة الأصلية له، ببساطة لكونه أضخم بكثير مما يُمكن تخيله، لكن يُمكننا القول على سبيل المثال لا الحصر أن طول واحدة من أقدامه الأربعة كان يتجاوز الستة أمتار، أما الشيء الأكثر رعبًا فإن قضمه واحدة لهذا الحيوان كان تُعادل ربع طن من اللحوم، ومن هذا يُمكننا استنباط الخطر الكبير الذي كان يُمثله ذلك المخلوق على البشر والحيوانات الأخرى، ولهذا بالتأكيد كان يجب انقراضه، فمهما كانت الطريقة التي حدث بها ذلك الانقراض فهي في النهاية أحد أهم هدايا البشرية وأسباب استمرارها، بعد إرادة الله بالطبع.

الميغاتير، النسخة الأسوأ من حيوان الكسلان

هناك حيوان شهير نعرفه جميعًا يُسمى حيوان الكسلان، هذا الحيوان من اسمه قد لا يعني لك شيء ولا يُسبب لك أي خوف، وهذا أمر واقع بالفعل، لكن إذا كنا نتحدث عن الكسلان الموجود حاليًا، أما إذا كنا نتحدث عن ذلك الكسلان القديم المُسمى ميغاتير، والذي يُعد أبرز الوحوش المنقرضة ، فإن الأمر سيختلف تمامًا، حيث أن الكسلان القديم كان وحشًا بكل ما تعنيه الكلمة من معان، ويكفي فقط أن أوصافه كانت تتجاوز أوصاف حيوانات عملاقة مثل الماموث الصوفي، لكن هذه الأوصاف لم تكن المشكلة بالمرة، بالفيل يمتلك أوصافًا شديدة الغرابة، لكنها لا تعني أي شيء.

الميغاتير كان يُعادي البشر أكثر من أي كائنات أخرى، حيث كان أغلب طعامه منهم، وهو حيوان قديم موجود منذ العصر الجليدي، أي أنه قد شهد فترة الضعف البشر الكبرى، ولذلك كان من المنطقي أن يُوجه البشر كامل طاقتهم للتخلص منه، وهذا ما نجحوا به بالفعل قبل ألفي عام من الميلاد، والحقيقة أن ما ساعدهم على ذلك هو كون أعداد الميغاتير في الأصل صغيرة، فقد كان يُقدر بالمئات نظرًا لضعف عملية التكاثر لديه.

جيغانتوبيثيكوس، من الوحوش المنقرضة الغريبة

عندما تذهب إلى حديقة الحيوانات من أجل المتعة فإن أول ما ستفعله حين تذهب إلى هناك هو رؤية القرد، وذلك لأنه حيوان أليف يتودد إلى البشر، وربما هذه حقيقة، لكن قبل ملايين السنين لم يكن من الطبيعي أبدًا أن تجد قردًا بهذه الدرجة من الألفة، وستكون كارثة فعلية إذا وقع حظك مع جيغانتوبيثيكوس، ذلك القرد الذي كان يوصل طوله إلى الثلاثة أمتار وكان يمتلك صوتًا بإمكانه أن ينتزعك من نومك حتى إذا كنت على مسافة عشرات الأميال منه.

في الفيلم الأمريكي الشهير الذي يتحدث عن القردة، كينج كونج، كان بإمكانك أن ترى قرد بارع في الأحجام للدرجة التي تجعلك تتخيل أنه ليس هناك ما هو أكبر من ذلك القرد، لكن الواقع أن جيغانتوبيثيكوس ليس حاضرًا ليُدافع عن نفسه ووصفه كأحد أبرز الوحوش المنقرضة ، خاصةً وأن كينج كونج، كما يقول المتخصصون، لم يقترب حتى من الحجم الحقيقي للقرد الذي نتحدث عنه، والذي انقرض هو الآخر في ظروفٍ غامضة، ربما تتعلق ببداية العصر الجليدي واختفاء طعامه، وبالتالي التوجه إلى الإنسان كوجبة بديلة، وطبعًا أنتم تعرفون ما الذي يُمكن أن يفعله الإنسان دفاعًا عن نفسه.

صقر هاست، الصقر الذي لم يُعوض

جميعنا يرى الصقور الحالية ويتعجب من حجمها الكبير وقدرتها الهائلة على الصيد، لكن أحدًا ما لم يتوقع أنه كان ثمة قديمًا صقر يزن الخمسين كيلو جرام تقريبًا، وهو صقر هاست، ذلك الصقر الذي كان يصطاد الحيوانات والبشر على حدٍ سواء، وطبعًا كان ذلك يتم بسلاسة شديدة نظرًا لكونه صقر قادر على الطيران والابتعاد عن أيدي أعدائه كما أنه في نفس الوقت ذو قوة هائلة لا تليق أبدًا بصقر، وقد كان هذا الاعتقاد هو السائد قبل ألف ونصف الألف عام من الميلاد، وهو الوقت الذي ظهر به هاست، والذي لم يمر عليه سوى ثلاثة آلاف عام فقط حتى أصبح هاست من الوحوش المنقرضة .

أدرك البشر أن الصقر هاست يُمثل خطرًا شديدًا عليهم، وأن ذلك الخطر لا يُمكن أن يُقابل بقوة مُجابهة لكون هاست، لأنه بالطبع كان أقوى وصاحب فرصة أكبر في الصيد والفرار، حيث كان بإمكانه خطف رأس إنسان والتحليق بها في غمضة عين، ولهذا كان الحل في القضاء على الطريقة التي تضمن له الاستمرار، بمعنى أدق، منعه من الوصول إلى الطعام الرئيسي له، وهو طائر الموا، والذي اصطاده البشر حتى لم يجد هاست طعامه فبدأ بالتساقط حتى انقرض في عام 1400م، وقبل حوالي قرن ونصف من الآن ظهرت بعض العظام المتفرقة له في القطب الشمالي.

الماستودون، ماموث قديم وفيل حديث

إذا ما أدخلت كلمة الماستودون في القاموس اليوناني للخروج بمعنى مناسب لها فستجد أن كلمة أسنان الصدر هي المعنى الوحيد المُلائم، وبالرغم من أن الماستودون يُعتبر من أشهر الوحوش المنقرضة ، وعلى الرغم أيضًا من كون تفسير اسمه الوحيد يتواجد في اللغة اليونانية القديمة، إلا أن ذلك الحيوان في الأصل لا يعود إلى اليونان أو أي دولة أخرى في أوروبا، فموطنه الأساسي أمريكا الوسطى وأمريكا الشمالية، وربما يُثير تعجبكم بعض الشيء أن قارة حديثة الاكتشاف مثل أمريكا الشمالية تحتوي على حيوان انقرض منذ ملايين السنين مثل الماستودون، إلا أن هذا الأمر قد أُثبت بالعثور على هيكل عظمي له بكامل مواصفاته خلال الحفر في ولاية لوس أنجلوس، وطبعًا كلنا نعرف يقينًا أن تلك الولاية تابعة لأمريكا.

بخلاف الشعر الطويل الكثيف والأنياب الطويلة للغاية فإن الماستودون قد لا يختلف شيئًا عن الفيل الحديث والماموث القديم، فهو شديد الشبه جدًا بهاذين الحيوانيين اللذين نعرفهما جميعًا بكل تأكيد، لكن الشبه فقط في الشكل وربما الحجم الكبير للثلاثة أنواع، لكن إذا ما تحدثنا عن الوظائف والمسيرة الحياتية فإن الأمور سوف تختلف تمامًا، كما أن الماستودون أقدم بكثير من الماموث الذي يعتبره البعض من أقدم الحيوانات على وجه الأرض، عمومًا، جاء انقراض الماستودون في العصر الجليدي، وهو عصر انقرضت فيه أغلب الوحوش الضخمة، ولا يزال حتى الآن قابل للعثور على هياكل عظمية له في أماكن كثيرة مُتفرقة بقارات أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية.

ثيرابسيد، كلاب من نوع آخر

طبعًا كلنا نعرف حيوان الكلب الذي يتواجد في كل مكان في العالم، فمن منا لم يرى كلبًا من قبل، ومن منا لا يعرف أن الكلب أحد الحيوانات التي فاقت شهرتها الآفاق، لكن لكم أن تتخيلوا أن قائمة الوحوش المنقرضة تضم بين طياتها حيوان تعرض للانقراض قبل أكثر من ربع مليار عام، أجل، كما سمعتم الرقم بالضبط، لكن الدهشة التي نتحدث عنها ليست هنا، وإنما فيما كان عليه ذلك الكلب المنقرض، والذي كان يُدعى ثيرابسيد بالمناسبة، فقد قيل إن ذلك الكلب كان أحد أشرس الحيوانات المتواجدة في هذا التوقيت، كما أنه كان يُعتبر ندًا للأسود والديناصورات والماموث، وكل حيوان آخر مفترس يُمكننا تخيله، لكن في النهاية حدث الانقراض وتم تسجيله ضمن تلك القائمة العريضة، والتي لم يكن يتوقع أحد بكل تأكيد أن ثمة كلب يتواجد ضمنها، خاصةً في ظل معلوماتنا وأفكارنا التي نأخذها عن الكلب.

تموضع ثيرابسيد شمل أجزاء كثيرة من العالم، فالكلاب هي الكلاب منذ قديم الأزل، دائمًا ما تتواجد في نقاط كثيرة من العالم، وكأنها الحيوان الرسمي له، عمومًا، العثور على رفات ذلك الكلب أمر وارد حدوثه وحدث فعلًا في أفريقيا والصين وأمريكا الشمالية، وهذا ما يُغطي ثلاث قارات في العالم، ناهيكم عن الأماكن التي لم يتم الكشف عنها حتى الآن، وهناك شيء آخر، ذلك الوحش المنقرض لم يكن يأكل أي شيء بخلاف اللحوم، وأكثر أنواع اللحوم التي كان يأكلها كانت للبشر.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

1 تعليق

14 + أربعة عشر =

  • اخي انت تقول ان تلك الكائناات كان طعامها المفضل البشر ولكن البشر عمرهم لا يتجاوز مليونين سنه سابقه
    وبالتالي تلك الحيوانات اغلبها عاش بمليارات السنين قبل البشر
    التيرانصور عمر لمليارات السنين
    واخي اخر حيوان اقدم من البشر والديناصورات
    وهو لم يكن كلبا بل كان نتيجة تطور الصينابصيد
    الذي تطور من اسلاف السحالي
    الكلاب هي رتبه جديده ليست اقدم من رتبة الهومو