تسعة اولاد
الرئيسية » تاريخ وحضارات » تعرف على أعياد الهند واحتفالاتها وطقوسها المثيرة والغريبة

تعرف على أعياد الهند واحتفالاتها وطقوسها المثيرة والغريبة

أعياد الهند

تعد الهند هي صاحبة أكثر الأعياد في العالم فهناك الكثير من أعياد الهند التي تقام كل عام، وأغلب هذه الأعياد إن لم يكن كلها غريب نوعًا ما ومثير للاهتمام فهناك الكثير من المسافرين الذين يسافرون إلى الهند للمشاركة في هذه الأعياد فقط.

أعياد الهند كثيرًا جدًا وغريبة فهناك الغريب منها تمامًا وهناك ما تقل غرابته بعض الشيء ولكنها في المجمل مختلفة ومميزة، والسر وراء ذلك هو كون الديانة الهندوسية مليئة بالأساطير القديمة والطقوس المختلفة عن الديانات السماوية، فقليلًا ما تجد دولة لا تسيطر عليها أي ديانة سماوية والهند ليست أي دولة، فهي صاحبة ثاني أكبر تعداد سكاني في العالم بعد الصين ولديها اكتظاظ سكاني رهيب جدًا، ونظرًا لكثرة تعدادها السكاني فكل طائفة من الشعب تسير وفق نظام مختلف نسبيًا عن باقي الأنظمة، فهم يتوافقون سويًا في أمور رئيسية ويختلفون في بعض الأمور الفرعية، من ضمنها أعياد الهند والتي قد تختلف من مدينة لأخرى أو من طائفة دينية لأخرى، ومن أشهر أعيادها هو عيد الديوالي الهندي، وعيد أو مهرجان الهولي، وعيد كارفا شوت أو تشاوت، وغيرها العديد من الأعياد التي سنقوم بالحديث عنها في هذا المقال، فإن كنت مهتم بمعرفة أشهر أعياد الهند وأغربها فيتوجب عليك أن تتابع مقالنا هذا حتى نهايته.

عيد الديوالي الهندي

بما أننا نوينا الحديث عن أعياد الهند واحتفالاتها المثيرة فسوف يكون عيد الديوالي هو أولى هذه الأعياد، حيث يتمتع هذا العيد بشعبية كبيرة جدًا في الهند ويصنف على رأس قائمة الأعياد لديهم، وبالرغم من كونه خاص بمعتنقي الديانة الهندوسية والسيخية في العالم أجمع ولكن الهند هي أكثر الدول احتفالًا بهذا العيد، والسبب في ذلك هو أن الهند تحتوي أكبر عدد من معتني تلك الديانات في العالم ولذا يتم الاحتفال بهذا العيد على نطاق واسع، وكلمة الديوالي تعني مهرجان الضوء ولذا تضئ الهند في فترة العيد بشكل كامل، ويأتي ذلك العيد في فصل الخريف وتحديدًا في شهر أكتوبر أو نوفمبر من كل عام، ويتم الاحتفال بالعيد لمدة خمسة أيام متتالية تضئ فيهم الأنوار على جدران جميع المنازل الهندية، مع تبادل الزيارات فيما بين الأهالي والأصدقاء والأقارب.

وإذا قمنا بالحديث عن عيد الديوالي الهندي بشكل مفصل فسيكون اليوم الأول هو اليوم الأول لإشعال النيران بجانب شجرة الريحان المقدسة، وإذا لم تتواجد هذه الشجرة فيمكن للهنود أن يشعلوا النيران بجانب أي شجرة موجودة في فناء منزلهم، أما عن اليوم الثاني فلا يتم إشعال النيران فيه بل يتم الاستراحة والاستجمام مع تدليك الجسد بالزيت حتى يتم القضاء على التعب بشكل كامل، وبعد الانتهاء من الاستراحة والاستجمام يبدأ المحتفلون بممارسة يومهم بكل طاقة وحيوية، بعد ذلك لدينا اليوم الثالث والذي يتم فيه التقرب والتعبد إلى الأم الإله لديهم، فيجتمع أفراد المنزل كلهم ويتقربون إليها حتى تباركهم وتعطيهم النصر والبركة، بعد ذلك اليوم الرابع والذي يوافق تحرير الهنود على يد كريشنا من قيود وسيطرة فيراج، وأخيرًا اليوم الخامس وهو المخصص للأخوة والأخوات حيث يتبادلون الزيارات فيما بينهم ويصلون لبعضهم البعض.

مهرجان الهولي

يتميز مهرجان الهولي بكونه يقام في عدة دول أخرى غير الهندية ولكنه في الأساس عيد من أعياد الهند القديمة، فهو يقام في الهند وباكستان ونيبال وسريلانكا وبنغلاديش وكل الدول التي تحتوي على جالية هندية ذات عدد كبير مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وجنوب إفريقيا والبنغال، ولكن النسخة الأشهر منه هي التي تقام في الهند لأنها تضم أكبر عدد من معتنقي الديانة الهندوسية في العالم، ويتم الاحتفال بهرجان الهولي في فصل الربيع من كل عام وتحديدًا مع نهاية شهر فبراير وبداية شهر مارس، وهو في الأساس يهدف إلى الاحتفال بفصل الربيع وبداية الحصاد الزراعي مع توديع فصل الشتاء .

ولكن هناك بعض الروايات التي تحكي أن للعيد جذور دينية هندوسية تدور حول إحراق جسد الملكة هوليكا أخت ملك الشياطين الكبير، وقد تم اختصار كلمة هوليكا لتصبح الهولي حتى تكون خفيفة على اللسان، ويتم الاحتفال بهذا المهرجان عن طريق رش بودرة الألوان على الناس في الشوارع والمنازل، ورش المياه المعطرة أيضًا بجانب الغناء والهتاف والصريخ في الشوارع، ونظرًا لذلك فإن عيد الهولي يطلق عليه اسم عيد الألوان نظرًا لكثرة بودرة الألوان التي ترش فيه على الناس مع ارتدائهم لملابس ذات ألوان متعددة مثل ألوان الطيف.

عيد كريشنا جانامشتامي من أشهر أعياد الهند

نأتي هنا للحديث عن عيد أخر من أعياد الهند وهو عيد كريشنا جانامشتامي الخاص بكريشنا المعبود الرئيسي للديانة الهندوسية، وفي هذا العيد يقوم الهنود بارتداء الملابس الملونة والموحدة وأكثرها اللون الأصفر، وقد كان يلقب هذا المعبود الهندوسي بسارق الزبد وراعي البقر ولذا يتم الاحتفال به على طريقتين، الأولى عمل برج من الناس يصعدون بعضهم فوق بعض حتى يصلون إلى القمة ويقوم الأعلى بكسر وعاء من الفخار مليء بالحليب، وبالتالي يمجدون كريشنا الملقب بسارق الزبد أما راعي البقر فيتم الاحتفال هنا على طريقة أخرى، وهي رسم ولد صغير يرعى البقر وبيده ناي يعزف به، وهذا هو سر عبادة بعض الهندوس للبقر فيقومون بجلب البقر والتعبد أمامه مع تقبيله والتبرك به.

ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الهندوس الذين يقومون بتصوير كريشنا في هذا العيد على هيئة أمير أو قائد يقوم بتوجيه النصائح والإرشادات إلى التابعين له، وهذا بسبب بعض الأساطير التي تشاع عنه كونه معلم ومحارب وبطل ومرشد وإله متجسد، وغيرها من الحكايات الأخرى التي تظهر في هذا المهرجان على هيئة احتفالات ونشاطات تقام في عيد كريشنا جانامشتامي أحد أشهر أعياد الهند.

عيد كارفا شوت

من أعياد الهند عيد يسمى كارفا شوت أو تشاوت وهو من الأعياد المختلفة نوعًا ما نظرًا للطقوس التي تجرى فيه، حيث أنه عيد مخصص للأزواج فتصوم فيه الزوجات بنية المحافظة على الأزواج ومباركتهم وحمايتهم من قبل الإله، فتقوم النساء بارتداء الساري ذو اللون الأحمر أو الوردي وعليه حزام من نفس قماشة الساري ولكنه بلون ذهبي، وتصوم النساء في هذا اليوم من الصباح الباكر وحتى رؤية القمر، ولا يفطرون إلا على يد أزواجهم فالزوج هو من يعطيها أو شربة ماء وأول ملعقة طعام في هذا اليوم ولا يمكن لغيره أن يفعل ذلك، ومن الجدير بالذكر أن هذا اليوم لابد من كونه يوم اكتمال القمر، وتقوم النساء بانتظار القمر وهم حاملين منخل في يدهم ينظرون من داخل ثقوبه لرؤية القمر فور مجيئه.

عيد موكب جانيشا

ننتقل هنا للحديث عن عيد أخر من أعياد الهند وهو يسمى عيد موكب جانيشا وهذا العيد مخصص للإله جانيشا أحد أشهر الآلهة في الديانة الهندوسية، وهذا المعبود يصور على هيئة رجل له رأس فيل وهو المخلص الأول من جميع العقبات والمشكلات التي تواجه الهندوس، ولذلك يتم عمل احتفال كبير لهذا المعبود في نفس اليوم من كل عام، فيسير موكب كبير وضخم له في الشوارع الهندية وخلفه الناس يغنون ويعزفون الموسيقى بصوت عالي، وفي كل مدينة تنظم هذه الأحداث في نفس اليوم يحملون صورة لهذا المعبود على هيئة تمثال ويسيرون به في جميع الشوارع الرئيسية وخلفهم الطبل والعزف والغناء.

عيد الأم دورجا وداسيرا

تجري أحداث وفعاليات عيد الأم دورجا وداسيرا لمدة عشرة أيام متتالية التسعة أيام الأولى خاصة بدورجا واليوم الأخير لداسيرا، وتسمى التسعة أيام الأولى باسم نفراتري والاحتفال فيها يكون بالصلاة للأم دورجا وتمجيدهت، مع الرقص والغناء في بعض الأوقات خلال اليوم، أما عن اليوم العاشر والأخير فهو مختلف تمامًا حيث أن الاحتفال فيه يكون عن طريق إشعال النيران في تمثال رافان الكبير، وهذا التمثال رمز للشر في العقيدة الهندوسية فيطلق عليه سهم ناري لكي ينتصر رام رمز الخير على رافان رمز الشر، وبذلك تنتهي العشرة أيام المخصصة للاحتفال بالأم دورجا أولًا ثم الداسير في اليوم الأخير وهو احتفال صغير نوعًا ما وتقتصر أحداثه وفعالياته كلها على يوم واحد فقط.

الكاتب: أحمد حمد

ابراهيم جعفر

مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

خمسة × اثنان =