تسعة اولاد
الرئيسية » شخصيات وعلماء » ماكس بلانك : تعرف على رائد ومؤسس الفيزياء الكمومية المعقدة الفهم

ماكس بلانك : تعرف على رائد ومؤسس الفيزياء الكمومية المعقدة الفهم

ماكس بلانك

ماكس بلانك عالم ألماني شهير أسس نظرية الكم وحاز على جائزة نوبل وله العديد من الإسهامات في مجال الفيزياء، وقد تعجب البعض من نبوغ بلانك وقدرته على التفكير!

يُعتبر العالم الألماني ماكس بلانك أحد أشهر العلماء في مجال الفيزياء، وليس هذا فقط بسبب حصوله على جائزة نوبل، إذ أن الكثيرين غيره قد حصلوا عليها، ولكن لأن بلانك وضع أهم نظرية في هذا المجال، وهي نظرية الكم، والتي ربما لا يشعر بأهميتها العامة، إلا أنها تعني الكثير بالنسبة للمُهتمين بعلم الفيزياء، والمُثير، أن بلانك قبل أن يُخصص أبحاثه ودراسته في مجال الفيزياء كان يسمع نصائح الناس التي تؤكد أن هذا العلم قد قُتل بحثًا ولم يعد به شيء جديد يُكتشف، إلا أن بلانك كما ذكرنا جاء بما أخرس كل هؤلاء، نظرية الكم، فدعونا في السطور الآتية نتعرف سويًا على هذه النظرية ونعرف أكثر عن واضعها ماكس بلانك.

ماكس بلانك مؤسس أعقد النظريات عن الكم!

من هو ماكس بلانك؟

ولد العالم الكبير ماكس بلانك في الرابع من أكتوبر القابع في عام 1858، وذلك في مدينة كيل الألمانية، وكما نعرف، ألمانيا في هذا الوقت كنت تتحسس طريقها نحو قيادة العالم، وهو ما حدث بالفعل في فترة قصيرة، وقد كان من حظ ماكس أنه على قيد الحياة في هذا الوقت، عمومًا، حظ ماكس بدأ قبل ذلك بكثير، وقد تمثل في عائلته، والتي كانت ذو شأن مرموق بالبلاد، فوالده وجده كانا أساتذة في جامعة القانون وفي علم اللاهوت بنفس الوقت، أي كانا ذا قدرٍ كبير من الدين والعلم، وكان من الطبيعي جدًا أن ينشأ الطفل الوحيد بالعائلة نشأة مُماثلة.

طفولة ماكس بلانك

كانت كل سُبل الراحة مُذللة للطفل ماكس بلانك، فقد كان على خلاف بقية أصدقائه قادرًا على التعلّم في أفضل المدارس، إضافةً إلى ذكائه الفطري الذي كان يؤهله لذلك الأمر بسهولة، لذلك برع ماكس في دراسته منذ نعومة أظافره، وبدا جليًا أن يتحسس طريقه للتفوق مثل باقي أفراد العائلة، وفي نفس الوقت، كان يمتلك موهبة العزف الموسيقي، والتي كانت كذلك مدعاة للفخر من قِبل ذويه، إجمالًا، كان طفولة مُميزة يتمناها أي شخص، انتهت في سن السادسة عشر بقرار ماكس بدراسة علم الفيزياء والتعمق فيه، وعدم الإكمال في دراسة القانون مثل باقي أفراد العائلة.

الهجوم على بلانك

واجه ماكس بلانك هجومًا عنيفًا من ذويه الذين تفاجؤوا من قرار ماكس الغريب بدراسة علم الفيزياء والابتعاد عن القانون الذي يبرع فيه جميع أفراد عائلته، وبخلاف التهديدات والوعيد كانت هناك بعض الأصوات التي تحاول إبعاد ماكس عن الفيزياء بطرق منطقية، أهمها مثلًا محاولة إقناعه بأنه ليس هناك أي جديد يُمكن أن يُضاف بهذا العلم، وأن الفيزياء قد تشبعت بما فيه ولا مجال لتقبل اكتشافات أو نظريات أخرى، وبالتأكيد أنتم تتوقعون رد ماكس الذي أصبح فيما بعد أشهر علماء الفيزياء في التاريخ، أجل بالضبط، لقد رفض كل هذه المحاولات وقرر المضي في طريقه نحو الفيزياء.

الهجرة من أجل العلم

ترك ماكس بلانك كل ما كان يتمتع به من نعيم في مدينة كيل وقرر الانتقال إلى برلين، حيث الجامعات الكبرى المُتخصصة، وهناك بدأ ماكس بدراسة الفيزياء النظرية، وقد كان هذا الأمر بالنسبة لأساتذته غريبًا جدًا، إذ أنه من المنطقي أن يبدأ الطالب في هذا العمر بالتجارب العلمية ومحاولة تطبيق بعض النظريات الفيزيائية، لكن ماكس لم يحاول في هذا الأمر، مما أدى إلى ظن الأساتذة بأن ماكس يسلك طريقه نحو الفشل، ولأنه كان يُريد الوصول إلى هدفه، رأى ماكس ألا يلتفت لهذه الأقوال، واستمر في دراسته النظرية على يد أكبر المُدرسين، واستعان كذلك بأكبر المراجع وأوثقها، حتى أصبح مؤهلًا بشدة للتجارب العملية.

نظرية ماكس بلانك

بالرغم من أن ماكس بلانك كان يتدرج في المناصب العلمية من مدرس مساعد إلى مدرس أول إلى عميد جامعة برلين، إلا أنه لم يكن يولى كل ذلك اهتمامًا بقدر ما يفعل مع التجارب العملية، والتي بدأها بعد أن تشبع بالفيزياء عام 1894، وكم كانت البداية قوية عندما اكتشف ماكس ما يُعرف الآن بنظرية بلانك.

كان نظرية بلانك تتعلق بالطاقة التي تنبعث من الأجسام، حيث كان للعالم رأي جامد، وكان لماكس بلانك رأي آخر مُختلف تمامًا، حيث أثبت أنها تخرج بكميات معينة ووحدات محددة، وليست باستمرار وتواصل كما كانت تقول الفيزياء الجامدة، وقد كان لهذه النظرية أثر كبير في عالم الفيزياء، حيث هدمت الكثير من القوالب الجامدة، خاصةً وأن أينشتاين استخدامها كذلك في إثبات النسبية.

ماكس بلانك وأينشتاين

كانت صداقة ماكس بلانك وأينشتاين سببًا كبيرًا في انتشار الاكتشافين الأهم في القرن العشرين، نظرية بلانك، ونظرية النسبية التي وضعها أينشتاين، بكلاهما، العالمين، كانا يُدعمان نظريتهما بنظرية الآخر، بمعنى أن بلانك كان يستخدم النسبية وأينشتاين كان يستخدم نظرية بلانك، لذلك حصلا كلهما على قدر كبير من الشهرة والانتشار في نفس الوقت، وإن كانت في الحقيقة شهرة مستحقة نظير ما قدماه للبشرية بأكملها، عمومًا، دعونا نبتعد عن عبقرية أينشتاين ونقترب من عبقرية ماكس بلانك مرة أخرى.

عبقرية ماكس بلانك

بخلاف نظرية الكم، لم يترك ماكس بلانك مجالًا إلا وترك بصمته الواضحة فيه، فقد كان له يد في اختراع أهم جهاز حاليًا بلا شك، وهو جهاز الحاسب الآلي، وأيضًا الذرة والإشعاع والنواة، كل هذه الأشياء استفدت من عبقرية ماكس بلانك بطريقةٍ أو بأخرى، لكن، ما لا يجب إغفاله بكل تأكيد، أن نظرية بلانك، والتي وضعها بلانك نفسه، كانت لها تأثيرًا كبيرًا على حياته الشخصية والعامة، ولن تكون مُبالغة إذا قُلنا إنه زلزلته هو ومجتمعه والعالم بأكمله.

تأثير نظرية الكم

لم تكن نظرية الكم الخاصة بالعالم الكبير ماكس بلانك مجرد نظرية عادية، وإنما ساهمت في تقدم كبير بمجالات النواة والإشعاع وغيرها من المجالات، والحقيقة أنها كانت سببًا أصيلًا في عدة اختراعات مثل الحاسب الآلي مثلًا، فقد استند إليه مُخترع الحاسوب في عمل نُظم التشغيل وغيرها.

بخلاف الحاسب الآلي أضافت نظرية الكم في مجالات أخرى هامة، فلولاها مثلًا ما كان هناك وجود للطاقة الشمسية أو أشعة الليزر، لكن بخلاف كل هذه الاختراعات، جعلت نظرية الكم الجميع يعرفون أهمية الطبيعة وكونها لا تتمتع بترتيب مُعين، وأن هذا المجتمع كذلك يتبع الطبيعة، كما أنها قد فتحت أعينهم على الكثير من الحقائق، ببساطة، كان تأثير نظرية الكم أكبر من أن يتخيله عقل، والحقيقة أننا لا نكون مُخطئين إذا ما قُلنا إنه يفوق تأثير نظرية النسبية ونظريات أخرى.

ماكس بلانك ونوبل

حاصل ماكس بلانك عام 1918 على جائزة نوبل، والحقيقة أنها لم تكن سوى جائزة معنوية فقط، حيث أن تكريمه الحقيقي جاء من قِبل التاريخ الذي خلده جنبًا إلى جنب مع أعظم العلماء على مر التاريخ، وقد توفي ماكس بلانك عام 1947 عن عمر يقترب من التسعين عام، قضاهم جميعًا في خدمة العلم والمجتمع.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرين − 11 =