تعد ظاهرة ظهور الشمسين واحدة من أحدث الظواهر التي ظهرت على ساحة الأحداث الطبيعية مؤخرًا، فالعالم منذ فترة طويلة اعتاد على الهدوء فيما يتعلق بالخوارق والأمور الغريبة، حتى أصبحت ظهور مثل الزلازل والرياح والبراكين هي الشيء الأكثر خطورة وغرابة في نفس الوقت، لكن ظاهرة ظهور الشمسين جاءت لتؤكد على أن الكون ما زال في جعبته الكثير من العجائب والغرائب، وأولها ظهور الشمسين الذي حدث في أكثر من دولة، عمومًا دعونا نتناول سويًا في السطور القادمة كل ما قيل عن هذه الظاهرة والتفسيرات المحتملة لحدوثها.
ما هي ظاهرة ظهور الشمسين ؟
ما هي الشمس؟
قبل أن نتحدث عن ظهور الشمسين علينا أولًا التعرف على الشمس الأصلية التي خرجنا جميعًا إلى هذا الكون فوجدناها، فلا أحد يعرف حتى الآن هل جاءت هذه الشمس مع الانفجار العظيم أم أنها قد سبقته، فقط الشيء الوحيد المعروف أن قطعة الضوء الأصفر تلك لها الفضل الأكبر في الحياة البشرية.
تُعرف الشمس على أنها قرص دائري مملوء بالضوء، أو الأشعة، في النهاية كلاهما يأخذان اللون الأصفر، وهناك من يقول إنه يظهر لنا أصفر لكنه في الحقيقة أبيض، على كلٍ، يقوم هذا القرص، أيًّا كان لونه، بأكبر الخدمات للبشرية، بداية من إضاءة الكون الذي يعيشون فيه، مرورًا بتوليد الكهرباء، انتهاءً بتسخين المياه وإنزال الأمطار.
ظاهرة ظهور الشمسين
تُعرف ظاهرة ظهور الشمسين بأنها ظهور توأم للشمس يجانب الشمس الحقيقية، بمعنى أن الناظر إلى السماء يمكن ببساطة أن يلمح وجود كتلتين مُنفصلتين، كل منهما يُمكن اعتباره شمس منفصلة.
ظاهرة ظهور الشمسين لا تكتفي بذلك، بل إنها أيضًا تقوم بعمل توهج أشد في السماء وضوء أكثر من الطبيعي، مما قد يتسبب في دمار من نوع ما، أو على الأقل، نشوب بعض الحرائق في الغابات، وقد بدأ العلماء منذ ظهور هذه الظاهرة الغريبة بالبحث خلفها للتعرف على أسباب هذه الكارثة المحتملة وتأثيرها على الأرض، وقد كانت النتائج غريبة بعض الشيء، حتى أنها قد وصلت لدرجة عدم إمكانية الاقتناع بها.
حدوث ظهور الشمسين
كانت هناك بعض التكهنات من قبل حول إمكانية حدوث ظاهرة ظهور الشمسين، لكن الأمور كانت تؤخذ في البداية على أنها ضرب من التكهنات والتوقعات، إلا أن عام 2015 جاء ليؤكد أن العالم لم يعد مكانًا آمنًا للمستحيلات، وأن كل شيء وارد حدوثه يومًا ما، ببساطة شديدة، لقد ظهرت الشمسين بالفعل.
ظهور الشمسين جاء بشكل أكبر من المتوقع وفي مناطق بعضها لم يكن متوقعًا بالمرة، فقد بدأ بدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ثم بعد ذلك بفترةٍ قصيرة حدثت الظاهرة في الصين واليابان، وأخيرًا نال العالم العربي حظه ووقعت تلك الظاهرة الغريبة في إحدى بقاعه، وتحديدًا المغرب، وتحديدًا أكثر بطنجة وأغادير، حيث شوهدت الشمس في كل هذه المناطق وهي تسير مُتبخترة مع قرينتها، وكان عدة ما ينتهي الأمر بعد أسبوع أو اثنين.
تفسيرات ظهور الشمسين
بعد إثبات عملية ظهور الشمسين في مناطق كثيرة ومتفرقة، بدأت النظريات في الخروج مصحوبة بمحاولات التفسير، الجميع أراد الاجتهاد، سواء العلماء الذين يمتلكون أدلة فلكية وتفسيرات منطقية بعض الشيء، أو الذين يُحكمون جانبهم الديني في هذه الأمور فيقومون بتفسيره على نحو آخر مُختلف، عمومًا، ولأمانة النقل، فسوف نقوم بذكر كل هذه التفسيرات، طالما أنه في النهاية لم يتم التأكيد على أي منها.
نجم بيتيجلز، التفسير الأول
التفسير الأول لظاهرة ظهور الشمسين يجعل من نجم بيتيجلز المُتسبب الأول في هذه الظاهرة، فهذا النجم الليلي انفجر فجأة وأدى إلى توهج كبير في السماء، يظهر للعيان على أنه شمس ثانية، والحقيقة أن الشكل كان قريبًا من هذا بالفعل، وقد استمر الأمر لمدة تقترب من أسبوعين.
نجم بيتيجلز في الأساس نجم يبعد عن الأرض بمسافة تقترب من السبعمائة سنة ضوئية، وهو تابع لمجموعة الجوزاء، ويتولى مناوبته للأرض ليلًا، إلا أنه يتميز بكونه قادر على توليد طاقة داخلية نتيجة ألإشعاع النووي الذي يحدث فيه، ولذلك يظهر متوهجًا بشدة في الليل، أما ما حدث ليظهر كشمس ثانية هو أنه قد تعرض لزيادة كبيرة في طاقته، مما أدى إلى انفجاره وظهوره نهارًا بجانب الشمس، حتى أن العين المجردة رأته شمسًا ثانيه، وهذا باختصار التفسير الأول.
بلورات ثلجية، التفسير الثاني
التفسير الثاني لظاهرة ظهور شمسين كان أكثر منطقية بالرغم من كونه بسيطًا بعض الشيء، حيث يقول الفلكيين القائلين بهذا التفسير أن السبب في عملية الوهم وخداع العين تلك كان مجموعة من البلورات الثلجية المُتجمعة بالقرب من الغلاف الجوي، والذي كان مُستعدًا لها في هذا اليوم.
البلورات الثلجية التي تجمعت بشكل غريب صباح يوم ظهور الشمسين كان من الممكن أن تمر بسلام دون إحداث هذه الجلبة، لكنها بكل أسف اصطدمت بالغلاف الجوي وتجمعت حوله، فقمت بصنع ما يمكن تسميته بمرآة للشمس، بمعنى أدق، ما حدث هو أننا رأينا انعكاس الشمس في الثلج، ولم نرى شمسين كما قيل، أي أنها كما ذكرنا مجرد عملية خداع للعين، وقد أكد أصحاب هذا الرأي أن هذه العملية طبيعية جدًا ولا تدل على أي شيء، المشكلة الوحيدة فيها أنها لا تحدث إلا نادرًا، وإن حدثت فلا يتم ملاحظتها، وهذا ما لم يتم اليوم، حيث حدثت وتم رصدها بالعين المجردة، فحدث ما حدث.
نذير وعلامة، التفسير الثالث
التفسير الثالث لظاهرة ظهور الشمسين، والذي خرج به أصحاب الجانب الديني، هو أن ما حدث كان علامة علامات اليوم الموعود، يوم القيامة، والذي يكون بهذه الحادثة قد اقترب من الوقوع، على حد قولهم بالطبع، والحقيقة أن هذا الأمر لا يُمكن الجذم به لأننا ببساطة إذا عدنا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المُطهرة فسنجد أنها لم تذكر أي شيء يتعلق بظهور شمسين في وقت واحد، وبالتالي لم تعتبرها علامة من علامات يوم القيامة، الأمر الوحيد المُثبت فيما يتعلق بالشمس هو أنه من علامات يوم القيامة أن تخرج من المغرب دون المشرق، عمومًا، هو مجرد رأي وتفسير كما ذكرنا، يمكن ضمه إلى مجموعة الآراء التي ذكرناها من قبل، وإن كان الآراء السابقة تستند إلى دليل منطقي خرج به علماء مُتخصصين بناءً على بحث ودراسة، بخلاف الرأي الديني الذي لا يستند إلى دليل من الكتب الديني حتى.
هل ستحدث مرة أخرى؟
ربما السؤال الذي يشغل الأكثرية الآن هل ستتكرر هذه الظاهرة مرة أخرى أم لا، والحقيقة أنها إذا كانت ظاهرة طبيعية وآمنة فإننا بالطبع نتمنى تكرارها في أقرب وقت، أما إذا كانت تحمل خلفها الدمار كما يدعي البعض فمن الأفضل عدم حدوثها، على كلٍ، ليس من المتوقع اقتراب وقوعها مرة أخرى لأنها كما ذكرنا حالة لا تتكرر إلا كل فترة كبيرة ومتباعدة.
أضف تعليق